تسعة مجهول
إدموند كيمبر
الرئيسية » جريمة » إدموند كيمبر : سفاح وقاتل متسلسل تفنن في أساليب قتل ضحاياه

إدموند كيمبر : سفاح وقاتل متسلسل تفنن في أساليب قتل ضحاياه

إدموند كيمبر سفاح أمريكي ظهر خلال القرن العشرين وارتكب العديد من الجرائم التي أودت في نهاية المطاف إلى تحويله لسفاح شهير، لكن ربما ما يميزه أكثر تلك الأساليب المروعة التي استخدمها إدموند في عملية قتل ضحاياه وتعذيبهم، فما هي؟

لا تكف الولايات المتحدة الأمريكية عن إبهارنا بكل الطرق المتاحة، وقد كان إدموند كيمبر واحدة من تلك الأمور المُبهرة التي ظهرت في هذه الدولة، وإن كان هذا الإبهار سلبيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، فهذا الرجل لم يكن في الأساس سوى سفاح وقاتل متسلسل تسبب في قتل وتشريد عدد كبير من الأشخاص وقطع رؤوسهم وممارسة الفاحشة على جثثهم، كان سفاحًا مجنونًا ومختلًا، وربما هذا أمر لا يحتاج إلى كثير من التبرير إذا تتبعت حياة الفتى منذ صغره ورأيت كيف بدأت وكيف مرت بالكثير من الصعوبات والمشاكل النفسية وكيف انتهت، وبالطبع هذا لا يُعطيه المبرر لفعل كل ما فعل، عمومًا، بالسطور القليلة المُقبلة سوف نقترب أكثر من عالم إدموند كيمبر المُخيف ونعرف كل التفاصيل التي خاضها في حياته والأسباب التي أدت لتحوله إلى ذلك السفاح الشرير وكيف أصبح وكيف تعامل مع ضحاياه، كل هذا وأكثر تجدونه عند القراءة، لكن الآن دعونا نبدأ سريعًا بأهم شيء يتعلق بهذا الرجل، والحديث هنا عن هويته، فمن هو؟

من هو إدموند كيمبر ؟

لا شك أنه قبل الحكم على إدموند كيمبر ، وقبل أن ندخل في جرائمه مباشرةً ونتعرف على ما فعله، فسوف نكون في حاجة ماسة للتعرف على حياته ونشأته وقصته، فلم يولد إدموند سفاحًا في الثامن عشر من ديسمبر القابع في عام 1948، فقط كان مجرد طفل أوسط لطفلين صغيرين أيضًا، وهما سوزان وألين، بينما الوالد كيمبر فلم يكن شيئًا صغيرًا، فقد كان جندي هام في الجيش الأمريكي وشارك بنفسه في تجارب إلقاء القنابل النووية على اليابان، وبعد أن انتهت فترات الحرب عاد كيمبر والد إدموند للعمل كمهندس كهرباء بأحد الشركات، والحقيقة أن الحياة بعد الخروج من الجيش لم تكن كما كانت قبل الخروج منه، فقد كره كيمبر حياة المدنية وكان ذلك سببًا في الشجار الدائم مع زوجته، ومع استمرار تلك الحالة كان الحل المثالي هو الطلاق من أجل إنهاء هذا الجحيم، لكنه كان حلًا مثاليًا للزوجين وليس للطفل الصغير آنذاك إدموند.

عندما انفصل والدي إدموند أخذته والدته ليعيش معها في عام 1957، حيث كانت الحضانة والمسئولية بيديها على خلاف ما يُريده إدموند تمامًا، فعلى الرغم من كل شيء كان الفتى يُحب والده ولم يكن يرغب في الحياة السيئة التي وجدها من والدته وزوج والدته، حيث كان يُعامل كالحيوان الخالي من القيمة وكانت والدته تقول له صراحةً أنه قبيح وسيء ولن يجد أي فتاة تُحبه، كان يعيش في الجحيم الأسري الصغير، وبدأ جليًا في سن العاشرة أن إدموند مُقدم على نوعية أخرى من الجحيم، نوعية ستبدأ بالقتل ليُعلن رسميًا وصول الجحيم إلى حياة إدموند كيمبر .

الجحيم يصل باكرًا

لم يبدأ الجحيم في حياة إدموند كيمبر مع أول جريمة قتل ارتكبها، وتحديدًا قتل البشر، وإنما بدأت حياة العذاب النفسي والخلل الذي كان يتواجد بشكل واضح في هذا الفتى من خلال قتله لقطة كانت موجودة في المنزل ودفنه لها، كان أمرًا مرعبًا ومخيفًا، طفل في هذا السن يقتل حيوان أليف ويدفنه؟ هذا ما جعل الأم تشعر بالرعب الحقيقي وتُقرر جديًا إبعاد الطفل إدموند عن حياتها أو تقليل تواجده فيها، حيث بدأ ذلك بحبسه في قبو كبير بمفرده ثم تقديم طعام معين له وحده، كانت تخشى على بناتها منه وتتخوف من ارتكابه أي شيء غامض ومخيف مثله بهم، وهذا ما تسبب أكثر في أذية نفسية إدموند الذي كان أساسًا يشعر بالرعب من مجرد التفكير في اللعب مع أصدقائه وكان يشعر أنهم سيؤذونه وسيقتلونه، هكذا فكر، وهكذا وضح جليًا في أحد الحفلات المدرسية عندما فكر في أن عليه تقبيل معلمته أخبر شقيقته صراحةً أنه كي يُقبلها عليه قتلها أولًا، ووقتها أخذت شقيقته الحديث على محمل الضحك ولم تصدق ما يعنيه، المدهش هنا أن إدموند بالفعل استل سكينًا وذهب ذات مساء إلى منزل معلمته يُريد قتلها من أجل تقبيلها، لكنه لم ينجح في ذلك لخوفه وقتها.

الجريمة الأولى

ارتكب إدموند كيمبر جريمته الأولى في شهر أغسطس عام 1964 عندما كان وقتها مجرد طفل لا يزال في الخامسة عشر من عمره، والغريب هنا أن ضحيته، أو ضحيتيه إن أردنا الدقة، جده وجدته اللذين احتضناه بعد أن تركته والدته، فقد عاش معهم إدموند مدة كبيرة وهناك تعلم الصيد، حيث كان يخرج كل صباح ببندقيته ويقوم بصيد الحمام والطيور هناك في الحقول والأماكن الخالية، ومع الوقت لاحظ الجميع أن إدموند لا يفعل ذلك بصورة عشوائية، بل هو شخص عدواني من الدرجة الأولى ويتعمد فعل ذلك بسبب إشباع رغباته، وهو أمر أراد جديه إيقافه بكل السبل الممكنة لدرجة أن جده قد أخفى البندقية ذات يوم وخرج بسيارته القديمة متجهًا إلى سوق المدينة للمرة الأخيرة في حياته.

كان إدموند قد نوى الصيد هذا الصباح، ولما لم يجد البندقية في مكانه جن جنونه وأخذ يبحث عنها بكل طاقته حتى وجدها، وهنا تدخلت جدته فأخذت منه البندقية وأخفتها، فذهب إدموند وبحث عنها مرة أخرى حتى وجدها، لكن هذه المرة لم يكن الهدف صيد الطيور، وإنما جدته، فقد هشم الفتى المخبول جمجمتها بكل سهولة بثلاث رصاصات ثم وقف ينظر إلى المشهد باستمتاع، وعندما جاء جده ضربه برصاصة قاتلة على باب المنزل وأنهى حياتهما ثم اتصل بالشرطة وأبلغ عن نفسه، وقبل أن نُخبركم بما حدث بعدها لهذا الفتى المجنون دعونا نطلعكم على أمر في غاية الأهمية، عندما سُئل إدموند عن سبب قتله لجدته قال إنه قد فعل ذلك من أجل مصلحته، إذ أنه لم يُرد أن يُحطم قلبه عندما يرى جمجمة زوجته متناثرة على الأرض!

السفاح إدموند كيمبر

دخل إدموند كيمبر مصحة للمختلين وقضى فيها حتى سن الحادية عشر، حيث قيل إنه قد أصبح مؤهلًا للعيش في حياة طبيعية منذ ذلك التاريخ، لكن ذلك لم يحدث، فعندما خرج إدموند من المصحة عاد مرة أخرى إلى القتل، لكن هذه المرة على ما يبدو كان قد وجد ما يفعله فن وليس مجرد أمر عادي، حيث كان يتخير فئة معينة من الفتيات ويقوم بتعقبها ثم بعد ذلك يعتدي عليها ويقتلها، وكان خلال عمليات القتل هذه يقطع جماجمهن ويستخدمها في بعض الألعاب الترفيهية، أيضًا كان يقطع أطرافهن وأجزاء مختلفة من جسدهن كي يحظى بمتعة لا مثيل لها من وجهة نظره، لكن، وكعادة الإنسان بعدما يفعل الشيء ذاته أكثر من مرة، ذهب إدموند وأراد إنهاء سلسلة القتل هذه بقتل أمه وعشيقته، ليُكمل بذلك عدد ضحاياه عشرة ضحايا من النساء بخلاف جده وجدته، ثم في عام 1970 سهل عملية القبض عليه، وسقط إدموند أخيرًا.

نهاية إدموند كيمبر

كانت الشرطة تعتقد أنها هي فعلًا من قامت بإلقاء القبض على إدموند كيمبر ولم تكن تُدرك بأنه من سهل ذلك، على العموم، أول شيء حدث طبعًا بعض القبض عليه هو الكشف على قواه العقلية، وهنا تم التأكد من كونه سليم مئة بالمئة، بعد ذلك تمت محاكمته ومنحه السجن المؤبد حتى يتعذب ما تبقى من حياته، لكن إدموند لم يكن يرضى أبدًا بذلك الحكم وكان يُريد الإعدام وطالب به صراحةً، كما أنه أيضًا حاول إنهاء حياته ولم ينجح في ذلك، مما أدى إلى وجوده حتى الآن في السجون وقد اقترب من عمر الثمانين.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين − ثلاثة عشر =