تسعة مجهول
أحجار كاراهنج
الرئيسية » معــالـم قــديـمــة » أحجار كاراهنج : أحجار صدى الصوت والغموض

أحجار كاراهنج : أحجار صدى الصوت والغموض

أحجار كاراهنج هي أحجار سببت الكثير من الحيرة والغموض لعلماء النقوش الذين حاولوا دراسة طلاسم هذه الأحجار، نتعرف معًا هنا على أسرار أحجار كاراهنج بالتفصيل.

أحجار كاراهنج ليست مجرد أحجار عادية. أو ربما ستكون كذلك إذا تمكنا يوما من حل ألغازها. لكن المُسلّم به حتى الآن أنها أحجار تحمل في طياتها أحد الألغاز المحيرة التي تستفز العقل البشري ليبحث أكثر عن ماضيه وعن ماضي أجداده. كيف يمكن لأحجار تعود إلى أكثر من 7500 سنة أن تُستعمل كمرصد فلكي لمراقبة حركة الشمس والقمر والنجوم بشكل دقيق وعلمي؟ والأدهى من ذلك، من أين أتت تلك النقوش الغريبة على ألواح حجرية؟ وما الذي تمثله بالضبط؟ هل يُعقل أن هناك حضارات متقدمة كانت تسكن تلك المنطقة آلاف سنوات قبل الميلاد؟ أم أن سكان الفضاء تركوا آثارا من زيارتهم للمنطقة كرسالة إلى بني البشر؟ صحيح أنه لا توجد أجوبة نهائية لهذه الأسئلة لكن العلماء يعملون باستمرار لحل لغز هذه الأحجار.

تعرف على أحجار كاراهنج

الاسم، المكان والزمان

كاراهنج تتكون من مقطعين، كارا وتعني بالأرمينية الحجر، أما هنج فتدل على الصوت أو الصدى. وبهذا فإن كاراهنج تعني صدى الأحجار. يوجد هذا الموقع الأثري بأرمينيا بالقرب من مدينة سيسيان. وتحتضن أرمينيا، الواقعة في جبال القوقاز بين تركيا وروسيا، العديد من المواقع الأثرية التي تعد رمزا للهندسة المقدسة. بالإضافة إلى بعض المواقع التي تعود إلى ما قبل التاريخ، ومنها كاراهنج والتي يُرجح العلماء أنها أقدم من ستونهنج ببريطانيا. حيث تعود إلى 7500 سنة خلت. ولعل الأصل الأرميني لكلمة هنج يؤكد وجود علاقة بين ستونهنج البريطانية وكاراهنج الأرمينية.

ما الذي يجعل أحجار كاراهنج موقعا غريبا؟

لم تحظى كاراهنج بأي أهمية إلى عهد قريب، إلى أن نجح كل من إلما بارسامين Elma Parsamian وباريس هيروني Paris Herouni في شد انتباه العالم الفلكي إلى كاراهنج بفعل الأبحاث التي أجروها في المنطقة. فتوافد العديد من علماء الفلك من أمريكا وأوروبا لتعميق البحث حول هذه الأحجار وهي عبارة عن 204 حجرا يمتد على طول التلال المطلة على نهر سيسيان. وتعتبر دليلا واضحا على أنها أول مرصد فلكي أقيم على وجه الأرض. محطما بذلك الادعاء الذي ينسب للبابليين بناء أول مرصد فلكي. وربما هنا ظهر أول نظام للملاحة وتم اكتشاف الأبراج السماوية.

تموقع مثير للغرابة

تحتل أحجار كاراهنج مساحة سبعة هكتارات. وفي منتصفها تقبع دائرة من الحجر بشكل غريب. فلا أحد يعلم كيف تموقعت هذه الأحجار بهذا الشكل الدقيق، خصوصا وأن وزن الواحدة منها يبلغ حوالي 50 طن. كما لا أحد يعلم الهدف من وضع هذه الأحجار بهذا الشكل. بعض هذه الأحجار بها فتحات دائرية في زوايا مختلفة تُمكّن العاملين عليها من استخدامها كتلسكوبات حسب نتائج الأبحاث التي توصلت لها بارسيميان. إحدى هذه الفتحات مثلا تستخدم لمراقبة مراحل الشروق في الانقلاب الصيفي. وهكذا لكل فتحة دور معين تجعل من هذا الصرح نموذجا فريدا لمرصد فلكي. وقد شرحا كل من باراسيميان و هيرون طريقة استعمال هذه الفتحات في دراسة الفلك بأدق التفاصيل ما يكشف عن علم متطور شهدته المنطقة في ذلك الوقت.

نقوش غريبة

لا يقتصر اللغز على طريقة وضع الأحجار بل يتعداه إلى أحد أغرب الألغاز التي تواجه البشرية. نقوش غريبة لمخلوقات لم يسبق أن رآها إنسان. تختلف هذه النقوش في أحجامها وأشكالها. من مخلوقات ذات أذرع وأرجل طويلة وأخرى صغيرة الحجم. فهل تم رسم هذه النقوش من أناس شاهدوا هبوط كائنات فضائية إلى الأرض وأرادوا تخليد ذلك الحدث؟ أم أن الكائنات الفضائية نفسها من بنى أحجار كاراهنج وتركت تلك النقوش كنوع من التوقيع الذي يتركه الفنان على لوحته؟ الإجابة على هذا السؤال لا يزال سرا غامضا. لكن المؤكد أن أحجار كاراهنج دليل واضح أن أجدادنا لم يعيشوا تلك الحياة البدائية التي نتصورها. بل كانت لهم اهتمامات بالفلك والأبراج وربما قابلوا أحد سكان الفضاء ذات يوم.

أخيرا

أحجار كاراهنج ليست أول ولا آخر موقع أثري يكشف عن وجود نقوشات ورسومات لمخلوقات فضائية. فكهوف التاسيلي على الحدود الليبية الجزائرية تحمل هي الأخرى نقوشا غريبة لكائنات فضائية. ربما كان الأرض يوما ما كوكبا تقطنه مخلوقات فضائية وغادرته إلى كوكب آخر. أو ربما كان البشر الأوائل على اتصال بهذه المخلوقات بشكل ما. وستبقى أحجار كاراهنج سرا علميا وتاريخيا إلى حين الكشف عنه.

سناء مخلص

كاتبة مقالات ومدونة مغربية.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − 2 =