تسعة مجهول
آن هودجز
الرئيسية » غرائب » آن هودجز : تعرف على أول إنسان يُضرب من نيزك مباشرة

آن هودجز : تعرف على أول إنسان يُضرب من نيزك مباشرة

ما احتمالية أن يضرب نيزك شارد إنسانًا مباشرة؟ بالتأكيد آن هودجز لم تقم بحساب احتمالية ذلك عندما ضربها النيزك مباشرة عام 1954، تعرف على قصة آن هودجز هنا.

سجلّت السيدة الأمريكية آن هودجز واحدة من أغرب حالات الشهرة في التاريخ، فبالرغم من كونها مجرد امرأة عادية، إلا أن ما حدث لها صبيحة أحد أيام عام 1954 كان كفيلًا بإحداث نقلة كبيرة في حياتها، حيث كانت لحسن حظها أول بشري يُضرب من نيزك مُباشرةً، وقد يعتقد البعض من الوهلة الأولى أن فعل الضرب ليس مدعاة للشهرة أو التفاخر، لكنه بالطبع قد غفل شيئًا هامًا جدًا، وهو أن الضرب قد جاء من خلال نيزك، والنيزك لمن لا يعرفه حجر فضائي، فدعونا نتعرف سويا في السطور الآتية على آن هودجز والنيزك الذي ضُربت به.

آن هودجز أول امرأة تُضرب بواسطة نيزك مباشرة

من هي آن هودجز؟

آن هودجز، اسمها الحقيقي اندريا، لكنها دُللت باسم آن وأصبحت معروفة به فيما بعد، وهي باختصار كانت مجرد طفلة عادية، ثم شابة عادية، ثم امرأة عادية، ثم سيدة عادية، هكذا هي، ظللت كأي عادي يعيش في مدينة سيلاكاوغا القابعة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تنل كل هذه الشهرة سوى في عامها الرابع والخمسين، فهي بالأساس من مواليد عام 1900، أي العام الأول من قرن الاكتشافات والمعجزات المجيد، القرن العشرين، لكن بالطبع لم يكن هذا كل شيء نالته آن من الحظ، والذي قيل إنه لم يُفارقها منذ ولادتها.

آن هودجز المحظوظة

منذ أن كانت الطفل وحتى أصبحت سيدة كبيرة شهيرة بحادثة النيزك، تعرضت آن هودجز لعدة مواقف كانت فيها كِفة الحظ أثقل من أي شيء آخر، وأولها مثلًا عندما اشتعل بيتها بمن فيه وهي لا تزال طفلة ذو ثلاث سنوات، وقد يعتقد البعض أن هذا الحريق أمر سيء إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة للطفلة آن تحديدًا، والتي كانت الشخص الوحيد من الأسرة الذي نجى من الحريق، وذلك ببساطة لأنها كانت خارج البيت تلعب مع أصدقائها.

حظ آن هودجز الجيد استمر أيضًا في ريعان شبابها، فمثلًا جامعتها التي كانت تدرس بها لم تتعرض للسقوط إلا في اليوم الوحيد الذي غابت فيه، والشخص الذي كانت تُحبه ولم تتزوجه غرق هو وزوجته في أول يوم لهما بالزواج، وغيرها الكثير من الأمور التي تدل على حظ آن الجيد، لكن، بما أن الحظ شيء جميل، فهل تستمر الأشياء الجميلة للأبد؟

الحظ يغيب عن آن

بكل أسف، غاب الحظ عن آن هودجز في أشد الأوقات حاجة إليه، وتحديدًا وقت المرض، حيث أُصيبت بسرطان مُفاجئ في سن الخامسة والأربعين واستمر معها حتى موتها، والواقع عن أن تلك الفترة شهدت الكثير من المنعطفات السيئة في حياة آن، أقلها موت زوجها وهجرة ولدها الوحيد، وقد كان من المُمكن جدًا أن تُصنّف آن بأنها أتعس امرأة على وجها الأرض بسبب ما حدث لها، إلا أن حادثة سقوط النيزك التي حدثت في عامها الرابع والخمسين جاءت لتقول مرة أخرى أن آن هودجز أكثر النساء حظًا على وجه الأرض، وأنه التاريخ يُرحب جدًا بدخولها فيه من أوسع الأبواب.

مرحبًا بالحظ مُجددًا

كانت واحدة من الليالي العادية جدًا، آن هودجز على السرير تُشاهد التلفاز، جارتها أعطتها الدواء ورحلت، والليل قارب على الانتصاف في مدينة سيلاكاوغا، لكن، كل ذلك الكم من الأحداث العادية لم يستطع منع حدوث المُعجزة.

الأمر ببساطة أنه في خِضم ما سبق ذكره، وبلا أية مُقدمات، سمع جيران آن صرختها المدوية، فهرعوا إلى شِقتها للاطمئنان عليها فوجدوها تنزف من رأسها وتقول إن أحدهم قد قذفها بحجر، وذلك على الرغم من عدم وجود أي شخص في البيت أو مُحيطه، لكن، ثمة بعض الحقائق التي غابت عن آن ورفقتها هذا المساء، أولها أن النافذة كانت مفتوحة، وأن هذا ليس حجر، وأنه قد قُذف من مكانٍ لم يستطع أي كائن الوصول إليه حتى ذلك الوقت.

ما الذي حدث؟

كما أشرنا، ما عجزت آن هودجز ورفقتها عن فهمه هذه الليلة أن ثمة معجزة قد حدثت، حيث تتمثل تلك المعجزة ببساطة في سقوط حجر فضائي، يُعرف بالنيزك، على آن أثناء جلوسها، وأمر لم يحدث منذ بدء الخليقة حتى هذا الوقت.

كانت النافذة مفتوحة، وريثما قُذفت آن بالنيزك لم يُولي أحد أي اهتمام له، وإنما هرعوا جميعًا إلى جارتهم التي كانت قد بدأت في النزيف، وللغرابة، لم يكتشف غرابة هذا الحجر سوى طفل في الثانية عشر، حيث أدت شكوكه إلى البحث خلف نوعية الحجر ومكان سقوطه، ليُكتشف في النهاية أنه نيزك وأنه قد سقط من السماء مُباشرةً.

ما بعد النيزك

تغيرت حياة آن هودجز المحظوظة بعد سقوط النيزك على رأسها، حيث أصبحت الصُحف والقنوات التلفزيونية ضيف شبه دائم عليها، وأصبحت هي تتصدر العنوانين الرئيسية لتلك الصحف والمحطات، ببساطة، أصبحت آن أشهر امرأة في مقاطعتها، إن لم يكن الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها، لكن، هل كانت الشهرة فقط هي كل ما حظيت به آن عقب حدوث هذه المعجزة معها؟

تهافت عروض

لم تكن الشهرة هي التغير الوحيد الذي طرأ بعد الحادثة، فقد تهافتت عروض شراء النيزك على آن هودجز حتى قيل إن المُشترين كانوا يأخذون مواعيد مُقابلة آن قبلها بأسابيع بسبب كثرتهم.

شراء النيزك الذي سقط من السماء، بالرغم من كثرة عروضه، لم يكن أمرًا مقبولًا بالنسبة لصاحبته آن، ولذلك، أخذت تكيل الحجج للاحتفاظ به، حتى أنها قد طلبت رقمًا فلكيًا فيه، وبذلك انتهت محاولات الشراء واستقر الأمر على احتفاظ آن بالنيزك، لكن على ما يبدو أن الإبقاء عليه لم يكن خيارًا صحيحًا، وهذا ما ظهر بالفعل بعد شهورٍ قليلة.

نهاية آن هودجز

بعد أشهر قليلة من حادثة سقوط النيزك الشهيرة تفاقم المرض لدى آن، وأصبحت تشعر أن نهايته توشك على الاقتراب، وقد تواكب ذلك مع نفاذ الأموال التي لديها، لذلك قررت التضحية بالنيزك وبيعه لأقرب مُشتري وبأي سعر، لكن، وللغرابة الشديدة، لم يتقدّم أي شخص لشرائه.

كانت زهوة النيزك قد عرفت طريقها للزوال، ولم يعد هذا الحجر الفضائي ذو قيمة لدى أغلب المُستثمرين، لذلك كان المنطقي جدًا أن يتوقف سوق بيعه وأن يصل سعره إلى 500 دولار فقط، وبالطبع لم تقبل آن هودجز بذلك وقررت في النهاية أن تتبرع به لصالح إحدى المؤسسات الخيرية، والتي قامت بدورها بوضعه في متحف المدينة، لتنتهي بذلك قصة النيزك بالنسبة لبطلته آن هودجز، أما آن نفسها فقد مرت بحالة تفاقم شديدة في مرضها وودعت الحياة عام 1956، لتظل بعدها قصة سقوط النيزك خالدة حتى يومنا هذا.

معجزة أخرى للنيزك

كما أسلفنا، النيزك عبارة عن جسم صلب فضائي يكون غالبًا في حجم الحجر، وإن كان آن هودجز قد ظفرت بشهرة واسعة لكونها أول شخص في التاريخ يُضرب بذلك النيزك فإن ثمة شخص هندي قد تعرض قبل حوالي ثلاثة عقود للقتل عن طريق نيزك آخر مُختلف، حيث سقط على رأسه فأرداه قتيلًا في الحال، لتُكتب بتلك الحادثة مُعجزة صغيرة جديدة لا تقل في شيء عن معجزة المرأة المحظوظة آن هودجز.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

4 × واحد =