تسعة مجهول
وليام هنري
الرئيسية » جريمة » وليام هنري : لاعب كرة لم يُكمل طريقه وانتهى جثة هامدة!

وليام هنري : لاعب كرة لم يُكمل طريقه وانتهى جثة هامدة!

وليام هنري شاب أمريكي كان من المُفترض أن يُصبح لاعب كرة قدم مرموق لولا أنه تعرض للاختفاء المُفاجئ ليتم العثور بعدها بستة أيام على جثته في ظروف غامضة!

حظيت حادثة اختفاء لاعب كرة القدم الأمريكي وليام هنري بضجة كبيرة نهاية العام التاسع بالقرن الواحد والعشرين، وقد من الممكن جدًا أن يتم اعتبار هذه الحادثة حادثة طبيعية إذا كان وقوعها مُرتبطًا بقرن الغرائب، القرن العشرين، لكن أن تقع في القرن الذي يليه، والأمور هادئة في العالم إلى حدٍ ما، فهذا أمر لا يُمكن اعتباره طبيعيًا بالمرة، إضافةً إلى ملابسات الحادثة نفسها، والتي أكسبتها بعض الغرابة، عمومًا، دعونا لا نتعجل الأحداث وتناول القصة الكاملة سويًا في السطور القليلة القادمة، وإن كان الغموض الذي يكتنف القضية سيُعيق بعض الحقائق، لكننا سنحاول تقريب الأمور قدر المُستطاع ونذكر ما تم تأكيده فقط من معلومات.

وليام هنري لاعب كرة القدم المُختفي!

من هو وليام هنري؟

أول ما يجب التعرف عليه بالنسبة لحادثة اختفاء وليام هنري هو وليام هنري نفسه، والذي لا نعرف عنه شيء سوى اسمه، المذكور آنفًا، وسنه، الذي يبلغ التاسعة عشر وقت الحادثة، ومكان ميلاده ونشأته، وهو ولاية واشنطن الواقعة ضمن سلسلة ولايات الولايات المتحدة الأمريكية.

ثمة بعض الأمور الأخرى الذي تمت معرفتها عن وليام هنري بعد البحث عن قصته وخلفيته، منها مثلًا أنه الطفل الوحيد لوالديه، واللذان يعملا سويًا في بنك واشنطن، وأنه كان متفوقًا في دراسته، والشيء الأهم في حياته، والذي كان مُتعلقًا بالحادثة بكلٍ أو بآخر، أنه كان لاعب كرة قدم جيد، أو بمعنى لا بمُبالغة فيه، لاعب كرة قدم جيد جدًا جدًا.

عشق كرة القدم

كان وليام هنري لاعب كرة قدم ذو مهارة عالية، وقد اكتشف وليام موهبته منذ السادسة، ثم أخذت تترعرع حتى احتضنها نادي واشنطن للأشبال في سن العاشرة، ولكم تتخيلوا التوقعات الكبيرة التي كان يتوقعها الجميع لوليام عند مشاهدته وهو يتفنن في امتاع نفسه ومن حوله بهذه الكرة الصغيرة، حتى أنه كان من المتوقع أن يتم تصعيده في العام التالي للحادثة، أي عند بلوغه سن العشرين، لكن الموت، وفي حادثة غريبة أعقبت إحدى التمارين، أطاح بكل هذه الاحلام، وجعل وليام هنري مجرد ذكرى جميلة ومادة رائعة للندم على الأحلام الضائعة.

بداية الحادثة

بدأت الحادثة الأكثر غموضًا في التاسع من أكتوبر القابع في عام 2009، وتحديدًا الثامنة مساءً، وهو الوقت الذي أنهى فيه وليام هنري تدريبه، والذي بدأ بدوره في السادسة، فعندما خرج وليام من موضع التدريب لم يجد أي وسيلة مواصلات يُمكن أن تُقله إلى البيت، ففكر في صديقته، والتي كانت تمتلك سيارة خاصةً بها، لكن المشكلة الحقيقية كانت أنه لم يكن يمتلك هاتف يُمكن أن يتصل بها من خلاله، أو بمعنى أدق، كان الهاتف فارغًا من الشحن، لذلك لم يجد وليام بُد من السير والبحث عن أقرب نقطة اتصال يمكن أن يُجري من خلالها المُكالمة، لم يكن يدرك أنه كان في طريقه للموت، ولم يكن يملك الساعة ليعرف أنها قد اقتربت من التاسعة.

ما الذي حدث؟

بعد ساعة من السير، وصل وليام هنري أخيرًا إلى حيث يُريد، نقطة الاتصال، لكن المشكلة الحقيقية التي واجهته في هذا الوقت أن المكان الذي وصل إليه لم يكن مألوفًا بالنسبة له، بمعنى أدق، لم يكن يعرفه.

اتصل وليام بصديقته، أخبرها بما حل به من مأزق، وطلب منها أن تأتي كي تُخلّصه مما هو عليه، وبالطبع باشرت هي بسؤاله السؤال الأكثر منطقيةً، أين أنت؟ فلما يجد وليام إجابة مُناسبة لذلك سوى كلمة “لا أعرف”، لكن، كمعجزة صغيرة، في وسط هذا الشارع المُظلم والخالي تمامًا من كل شيء، سمعت صديقة وليام في الهاتف من يقول “أنت الآن في شارع 99” ثم انقطع الاتصال ولم يُسمع شيء بعدها، للأبد.

مكان الاختفاء

بالرغم من انقطاع الاتصال بعد ذكر العنوان إلا أن صديقة وليام هنري لما تفكر كثيرًا في الذهاب إلى العنوان الذي سمعته من صوت غريب قبل انقطاع المكالمة، شارع 99، لكن، عندما وصلت الفتاة لم تجد أي أثر لشيء، كان الشارع لا يزال فارغًا كما هو معروف عنه دائمًا، أما نقطة الاتصال، التي أجرى وليام منها المكالمة بنسبة كبيرة، فقد كانت سماعة هاتفها تتدلى على الأرض، إذًا، ودون الحاجة إلى إعمال عقل، استنتجت الفتاة أن خطب ما غير جيد قد حدث لصديقها وليام، وأنه لا مناص من تدخل الجهة الأهم فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، الشرطة.

البحث عن هنري

لم تأخذ الشرطة وقتًا كبيرًا حتى تتفهم ما حدث بالضبط، فالأمر ببساطة أن وليام هنري منذ أن أجرى مُكالمته الأخيرة من نقطة الاتصال بشارع 99 وهو غير موجود بالمرة، هكذا تُشير الأشياء وهكذا تؤكد صديقته.

بدأ البحث من مساء نفس الليلة وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، كل منطقة في الولاية تم تمشيطها بلا أدنى شك، حتى أن الكلاب البوليسية بدأت تتطوف في المكان باحثة عن الشاب الذي أصبح حديث المدينة، كان الأمر غريبًا بحق، ونحن في عام 2009 تحدث جريمة الاختفاء الغامضة تلك! ثم أنه عند التفكير للحظة بالأمر لا يكون هناك مفر من التسليم بوقوع مكروه للشاب، لكن، بالرغم من كل ذلك، لا يملك أحدًا شيء سوى الانتظار.

ما بعد الانتظار

ما بعد الانتظار لم يكن سوى إطلاق التكهنات وبدأ التنبؤ بمصير الشاب وليام هنري، ولكي نكون واضحين، لم يكن هناك أيًا من هذه التكهنات في صالحة، كان الكل يتوقع المصير الأسوأ، وهو ما تحقق بالفعل.

في الخامس عشر من أكتوبر، أي بعد ستة أيام من اختفاء وليام، استيقظت ولاية واشنطن على أنباء العثور على جثته بالقرب من نهرٍ يبعد عن مكان الاختفاء بعشر كيلو على الأقل، ليترك ذلك الأمر احتمالين لا ثالث لهما، الأول أنه قد قُتل في شارع 99 ثم سُحب إلى النهر، أو أنه قدمه قد قادته إلى النهر ليُقتل هناك، على كلٍ، حصل الشاب ذو المستقبل المُشرق التوقعات العالية على نهاية أقل ما يُقال عنها أنها مأساوية، لكن، ليس هذا كل شيء أيضًا.

غموض غامض

أقل ما يُمكن أن توصف به قضية اختفاء وقتل وليام هنري أن اكتست بالغموض الغامض، فالفتى لم يكن لديه أي أعداء، بل كان محبوبًا من الجميع، وبالطبع أنتم تعلمون الحب الذي يحظى به لاعب كرة القدم من الجماهير، وأيضًا لم يكن هناك أي شبه في السرق أو الانتهاك، أصلًا لم يكن لديه ما يُسرق، لكن، إذا تناولنا الأمر من جهة أخرة، فسنجد أنفسنا نبحث، وبضراوة، عن سبب منطقي لانقطاع المكالمة بعد ذكر اسم الشارع، لماذا أصلًا يذكر القاتل اسم الشارع الذي سيقتل فيه ضحيته! أصلًا هل كان شارع ال 99 هو العنوان الصحيح، أم أن شخص ما أراد إبعاد الشرطة عن المكان الصحيح! عمومًا القضية كما ذكرنا لا تزال مُثارة حتى الآن ولا زال يكتنفها الغموض.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين + 11 =