تسعة مجهول
قطاع الطرق
الرئيسية » جريمة » قطاع الطرق : تعرف على أشهر مجرمي رعاة البقر في الغرب الأمريكي

قطاع الطرق : تعرف على أشهر مجرمي رعاة البقر في الغرب الأمريكي

في الوقت الذي سيطرت فيه الجريمة في الولايات الغربية في أمريكا نجد عدد مشهور من قطاع الطرق ، وهذا هو محور موضوعنا حيث سنقدم لك أهم ما يخصهم وسيرة حياتهم.

تمتاز طبيعة الولايات الغربية في الولايات المتحدة بوجود عدد كبير من قطاع الطرق الذين نشروا الذعر على طول قرى تلك الولايات، وكان السلاح هو الشيء الوحيد الذي يستطيع به الناس التفاهم مع بعضهم البعض، لذا فقد تشكلت كميات كبيرة ومتنوعة من العصابات التي تعتمد على نهب القطارات والعربات المسافرة وفرض الإتاوات، وفي مقابل هذا فقد ظهر عدد لا بأس به من الضباط الشرفاء الذين رفضوا تلقي الرشوات من العصابات مثل رجل القانون وايت إيرب وعائلته الذين وقفوا أمام واحدة من أعتى العصابات كما سنذكر بالتفصيل في الفقرات التالية، وقد تحولت كل تلك القصص المثيرة إلى أعمال سينمائية وتلفازية عديدة، لذا فإننا أمام تاريخ ينضب بالحياة، فمشاهدة الممثل الأمريكي فال كيلمر يؤدي شخصية دوك هوليداي سيجعل الشخصية محفورة في أذهاننا أو عندما يؤدي جوني ديب شخصية كهذه.

قطاع الطرق الأكثر شهرة في الغرب الأمريكي

الولد بيلي

مات الولد بيلي وهو في الحادية والعشرين من عمره – نفس العمر الذي توقف فيه آرثر رامبو عن كتابة الشعر – في فورت سامنر في نيو مكسيكو. هل قتل عشرين رجلاً أم ثلاثين أم خمسين؟ هناك العديد من الشائعات التي تكثر بشأنه، فالأسطورة هي الطابع الغالب في الغرب الأمريكي أكثر من الحقيقة، إلا أن أكثر الأرقام الموثوقة منها أنه قتل 8 رجال فقط، لكن حتى تلك المصادر تجعلنا نشعر بالرهبة من هذا الفتى الذي اشتهر بحدة تصويبه وقدرته المذهلة على التعامل مع أي شخص مسلح مهما كان.

مولده وطفولته

بالطبع ليس هذا اسمه الحقيقي، فقد ولد باسم هنري ماكارتي ويعرف أيضًا بويليام إتش. بوني (ويشار إليه في أحيانٍ كثيرة باسم بوني فقط)، ولد بيلي في 17 سبتمبر 1859 في مدينة نيو يورك، ووالده هو باتريك ماكارتي ووالدته كاثرين ديفين، وشقيقه هو جوزيف ماكارتي، وتم تعميده بعد إحدى عشر يومًا في كنيسة القديس بطرس، ومع ذلك فإن هناك خلاف محتدم بين المؤرخين حيال تلك التواريخ ومدى صحتها، ولكن ما نحن واثقون منه أنه بعد وفاة والد بيلي، فقد رحلت والدته مع ابنيها إلى ولاية إنديانا، وهناك قابلت ويليام هنري هاريسون أنتريم، ومن هناك ذهبوا إلى ويتشيتا، كانساس في 1870، وتزوجا بعد ثلاث سنين، لذا فإن طفولة بيلي كانت مليئة بالترحال، وكان الاستقرار الأخير للعائلة في سيلفر سيتي في نيو مكسيكو، وبعد سنة واحدة من الزواج توفت كاثرين بسبب السل.

بداية الطريق

تم القبض عليه للمرة الأولى بسبب تهمة تافهة وهي سرقة الطعام وذلك في أواخر سنة 1875، وبعد خمسة أشهر قبض عليه مرة أخرى لسرقته الملابس والأسلحة إلا أنه استطاع الهرب بعد يومين فقط والهرب من مقاطعة نيو مكسيكو إلى أريزونا، ومن هنا أصبح بيلي من قطاع الطرق الخارجين عن القانون وتحول إلى طريد تلاحقه القوات الفيدرالية بكثافة خاصةً بعد زيادة القصص المخيفة عنه، وعندما قتل رجلاً في أغسطس 1877 فقد لاذ بالفرار من أريزونا وعاد إلى نيو مكسيكو حيث الخطر الأقل، وهناك انضم إلى مجموعة من سارقي الماشية، لكنه حصل على القدر الأكبر من الشهرة عندما انخرط في حرب مقاطعة لينكولن التي كانت عبارة عن حرب عصابات بين عصابتين من قطاع الطرق .

حرب مقاطعة لينكولن: أشرس حروب قطاع الطرق

ظهر في تلك الحرب عدد غير قليل من الشخصيات الشهيرة مثل الضابط ويليام برادي والمحامي ورجل الأعمال أليكساندر ماكسوين وكذلك جيمس دولان ولورانس مورفي وجون تشيزوم، وقد قامت الحرب في المقام الأول بسبب رغبة كل طرف في السيطرة على بضائع البقالة والمتعلقة بالماشية، واشتملت عصابة بيلي على 64 عضو وقتل منهم 8 أفراد وجرح 12، أما عصابة لورانس مورفي فاشتملت على 88 فرد قتل منهم 12 وجرح 11، وأغلب عمليات القتل كانت بدافع الانتقام لمقتل شخص ما. وهكذا توالت عمليات القتل، وبسبب غياب القانون أو ضعفه في بعض مناطق الغرب الأمريكي فلم يستطع أحد التدخل، فقد بدأت الحرب في فبراير 1878 وانتهت بعد ثلاث سنين فور مقتل الولد البيلي، مع العلم أن من قتله هو الضابط بات جاريت عندما تم تعيينه كضابط للمقاطعة، والغريب أنه لم يكن طرفًا في النزاع بل أنه كان صديق قديم لبيلي، وقد خلدت السينما الهوليوودية تلك القصة المدهشة في أفلام شهيرة عديدة أشهرها فيلم المخرج سام بيكيناف المسمى “بات جاريف والولد بيلي” في سنة 1973، وكذلك “القاتل الأعسر” في 1952، وجسد ممثل أفلام الغرب الأمريكي الأشهر جون واين شخصية جون تشيزوم في فيلم “تشيزوم” المُنتج سنة 1970 والذي شارك فيه فوريست تاكر وبين جونسون وهو من إنتاج وارنر بروس، وفي أواخر الثمانينيات وفي فترة انحسار نجم أفلام قطاع الطرق الغربية ظهر فيلم “القتلة الصغار” والذي جسد فيه إيميليو إيستيفيز شخصية بيلي وجسد باتريك واين – ابن جون واين – شخصية الضابط بات جاريت، وكذلك العديد من الأفلام الأخرى، فهو من أيقونة الغرب.

هل مات الولد بيلي حقًا؟

كما ذكرنا فإن القصص المحكية عنه كانت سبب شهرته، وبالتحديد ما حدث في سنة 1880 عندما نشرت جريدة “لاس فيجاس جازيت” في لاس فيجاس، نيو مكسيكو وكذلك الجريدة المحافظة “نيو يورك صان” حكايات مهولة عن الجرائم التي اقترفها، وبعد شهر واحد من النشر تم القبض عليه بواسطة الضابط جاريت، وحاول إثبات تهم القتل عليه في أبريل من السنة التالية، وبالفعل تم الحكم عليه بالشنق في شهر مايو، إلا أنه استطاع الهرب في 28 أبريل من السنة اللاحقة وقتل مساعدَين للضابط خلال الهرب وظل طليقًا لشهرين كاملين، وهذا ما دعا بات جاريت إلى اعتباره خصمه اللدود، فطارد بيلي واستطاع قتله في 14 يوليو 1881، وقصة المطاردة هذه من أروع الملاحم المثيرة التي تثيرها قصص قطاع الطرق في الغرب الأمريكي، وكل من يعرف القصة يتذكر الأغاني التي غناها ليونارد كوهين في فيلم “بات جاريت والولد بيلي” والشجن الموجود في نبرة صوته ومشاهد قتل جاريت لصديقه القديم والنظرات بينهما والطريقة التي يتعامل بها صديقين قديمين عملا في مهنة صعبة باحترافية منذ وقت طويل، مع العلم بأن جاريت نفسه تعرض إلى القتل فيما بعد ونحن لا نملك تفاصيل واضحة عما حدث إلا أن الأمر كان بدافع الثأر.

هل مات الولد بيلي؟

هل مات بيلي حقًا؟ لا يوجد شيء مؤكد، فهناك الكثير من الشائعات التي دارت بأنه لم يمت في تلك الليلة، ويقول البعض أن بات جاريت تركه لينجو بحياته وهو يقصد أن يجعله يشعر بالذل، ويقول آخرون بأن الطلق الناري لم يتسبب في مقتله وبعد ذلك عاش بطريقة عادية باسم مستعار وادعى الكثيرون بعد عقود طويلة أنهم الولد بيلي، وأولهم شخص يدعى أولي بي. روبرتس الملقب بـ “بروشي بيل” وهو من قطاع الطرق في وسط تكساس، وكذلك جون ميلر وهو من أريزونا، وغيرهما الكثير، وحتى بعد مرور حوالي قرن ونصف على موته فإننا لا نعرف بصورة مؤكدة نهاية قصته.

هل يتم العفو عن الولد بيلي؟

في سنة 2011، وبعد مضي كل تلك السنين على قصة بيلي، فإنها عادت إلى الظهور مجددًا، أو في الحقيقة فإنها لم تمت، فهي خالدة في عقول الأمريكيين والناس حول العالم من خلال الكتب والأفلام والمسلسلات، حيث قال بيل ريتشاردسون محافظ مقاطعة نيو مكسيكو أنه لن يمنح بيلي العفو التكريمي بعد الموت، وهذه قضية حساسة عادت إلى الظهور بشكل كبير في تلك الفترة، لكن المحافظ لم يفصح عن قراره النهائي بعد، إلا أنه فور عودته من زيارة لكوريا الشمالية أفصح عن قراره النهائي، وذلك في اليوم الأخير لخدمته، ليجعل هذا القرار هو قراره الأخير كمحافظ.

دوك هوليداي

اسمه الأصلي هو جون هنري هوليداي، وقد ولد في الرابع عشر من أغسطس 1851، وهو من أشهر رعاة البقر في الغرب الأمريكي على الإطلاق، واشتهر بالتحديد بسبب صداقته لرجل القانون وايت إيرب بالرغم من أنه نفسه كان خارجًا عن القانون في فترة ما من حياته كما سنوضح، إلا أنه وقف إلى جانب عائلة إيرب في حرب شعواء واستطاع الانتصار فيها. في سن الحادية والعشرين حصل هوليداي على شهادة طب الأسنان من كلية بينسيلفانيا لجراحة الأسنان، وبدأ بممارسة مهنته في أتلانتا، جورجيا. لكن هناك سمع الخبر الذي غير حياته وجعله ينعطف بحياته إلى منعطف بالغ الخطورة، حيث أخبره الأطباء بأنه مصاب بالسل، وهو نفس المرض الذي أصاب والدته عندما كانت في الخامسة عشر وفق تصريحاته.

الرحلة إلى الغرب

دوك هوليداي هو رجل بعيد تمامًا عن الغرب الأمريكي للعشرين سنة الأولى من حياته، إلا أنه شعر بأنه في حاجة إلى الذهاب إلى الولايات الجنوبية كي يغير الجو العام، فربما يتعافى هناك، وفي خلال الطريق للأسفل، تحول هوليداي إلى مراهن محترف من الدرجة الأولى، وهي مهنة كانت تحظى باحترام بالغ في ولاية أريزونا في ذلك الوقت، وعلى مدار السنين التالية اضطر إلى استخدام القوة والسلاح بسبب نزاعات عديدة مرتبطة بالقمار، فتدرب على إطلاق النار وأصبح واحدًا من أشرس رعاة البقر في التاريخ بالرغم من جسده الضئيل وبالرغم من أنه طبيب أسنان في الأساس.

دوك هوليدي وعائلة إيرب

في الفترة التي عاش فيها في تكساس تعرف على رجل القانون وايت إيرب وأنقذه من الموت، وإيرب باختصار هو أشرس رجال القانون في تاريخ الغرب، حيث تصدى لأقوى العصابات بقوة القانون والسلاح مع معاونيه وهذا ما لم يقدر عليه أي شخص آخر، فالمتعارف عليه أن العصابات تسيطر على الضباط وحتى القضاة وذلك بسبب الطبيعة وفي 1880 التحق بإيرب في لاس فيجاس، نيو مكسيكو وذهب معه إلى بريسكوت، أريزونا ومن ثم إلى تومبستون. وهناك تعرض إلى تهديدات قوية من عصابات خارجة عن القانون، بل أنهم نشروا شائعات بأن الطبيب هوليداي قام بسطو مسلح لعربة، وفي 26 أكتوبر من السنة التالية، تم تعيينه كمساعد ضابط لفيرجيل إيرب في تومبستون، وهذا القرار كان لضم هوليداي إلى جانب عائلة إيرب كي يكون سندًا لهم في محاربة العصابة التي هددتهم وتحول الأمر إلى عداوة شخصية بينهم، ومع مقتل مورجان إيرب بدم بارد أثناء استقلاله القطار إلى كاليفورنيا فقد تحولت المسألة إلى ثأر شخصي، وبدأ الطرفان في القتال، وفي خضم هذه الأحداث أصدر الضابط المحلي مذكرة بالقبض على أفراد العصابة وكذلك هوليداي، لذا طلب وايت إيرب من محافظ كولورادو فريدريك والكر بيتكين إلغاء مذكرة تسليم هوليداي، وهذا ما حدث بالفعل، وبعد انتهاء الحرب بين الطرفين، ذهب هوليداي إلى كولورادو وعاش لبضعة سنين كان مريضًا فيها بشكل حرج ومات على سريره في أحد الفنادق بسبب مضاعفات السل وهو في السادسة والثلاثين.

بوتش كاسيدي: أهم قطاع الطرق

اسمه الحقيقي هو روبرت ليروي باركر (13 أبريل 1866 – 7 نوفمبر 1908) لكنه اشتهر باسم بوتش كاسيدي، وهو باختصار من أكثر قطاع الطرق عنفًا في تاريخ الغرب، وله أنشطة إجرامية عديدة بدايةً من سرقة الماشية والقطارات حتى البنوك، واشتهر بسبب قيادته لعصابة “العصبة الجامحة” التي تعتبر من أشهر العصابات هناك، وقد ولد في قرية بيفر في مقاطعة يوتا ومات في سان فينسينت في بوليفيا على الأرجح عبر طلق ناري، وعرف بأسماء عديدة مثل مايك كاسيدي وجورج كاسيدي وجيم لوي وسانتياجو ماكسويل، ووجهت إليه تهم سرقة الخيل والماشية والبنوك والقطارات، وقضى بالفعل 18 أشهر من عقوبة سنتين وخرج في سنة 1896.

طفولته ونشأته

والداه هما ماكسيميليان باركر وآن كامبيل جيليس، وهما من المهاجرين البريطانيين، وكان بطلنا هو الطفل الأول من ثلاثة عشر طفل حظيت بهم الأسرة، وعندما هاجرت عائلات الوالدين قديمًا تحولوا إلى الاعتقاد المورموني، وكان الأب في الثانية عشر فقط عندما وصلت عائلته إلى سالت ليك، أي أنهم من أوائل المورمون في أمريكا، وقد ترعرع روبرت في مزرعة العائلة في سيركلفيل في يوتا وهي تبعد حوالي 215 كيلومتر عن مدينة سالت ليك، وبدأت المشاكل عندما ترك البيت ليعمل في مزرعة ألبان، وهناك كوّن علاقة صداقة قوية مع معلمه الأول وهو مايك كاسيدي الذي اقتبس منه اسم شهرته، وعمل بطلنا بعد ذلك في مزارع ماشية مختلفة واستطاع تكوين خبرة كافية ليصبح من قطاع الطرق المميزين حقًا.

الطريق نحو الإجرام

بدأ مخالفاته القانونية في سن صغيرة عندما سرق أشياء صغيرة من محل ملابس، ولكن تم اعتباره مجرد مراهق ولم يتم تنفيذ أية عقوبة عليه، لكن على ما يبدو فإنه قد قرر التحول إلى المسار الإجرامي، فاتجه إلى ولاية كولورادو ليعمل في بيع وسرقة الخيل، وعاش حياة قطاع الطرق العادية لفترة قصيرة في وايومينج ومونتانا في سنة 1887، وبعد سنتين فقط بدأ بأول جريمة سرقة كبيرة، حيث تعاون الإخوة ماكارتي لسرقة بنك سان ميجيل فالي وقد حصلوا بالفعل على مبلغ قدره 21.000 دولار وهو مبلغ مهول في ذلك الوقت، وفرّوا بعدها إلى مكان الاختباء في جنوب شرق يوتا، وبعد شهور اشترى كاسيدي لنفسه مزرعة بالقرب من دوبوا في وايومينج، وهي قريبة من مكان اختباء مشهور يدعى “حفرة في الحائط”، ويتيح للعصابة القدرة على رؤية أي شخص قادم من بعيد بسبب وجود مرتفعات، ويمكنهم من الهرب بسرعة باتجاه آخر، وأصبح هذا المكان ملجأ لأفراد من عصابات مختلفة وهي العصابات المتوافقة في المصالح مع العصبة الجامحة والإخوة ماكارتي.

اكتساب الشهرة

بعد الانخراط في عمليات إجرامية صغيرة نسبيًا انخرط كاسيدي في علاقة غرامية مع المزارعة آن باسيت، وهي صديقة قديمة له ولأصدقائه من قطاع الطرق ، حيث كان يعمل والدها هيرب باسيت كمزارع وقام بالعديد من الأنشطة التجارية مع كاسيدي وأصدقائه، ومهمته الأساسية كانت تزويدهم باللحوم، وعندما تم القبض على كاسيدي في لاندر في وايومينج بسبب سرقة الخيل وكذلك بسبب فرضه لإتاوات إجبارية على المزارعين المحليين مقابل حمايتهم، وتم سجنه في سجن ولاية وايومينج، وحصل على العفو من حاكم الولاية ويليام ألفورد ريتشاردز قبل انقضاء المدة ببضعة شهور. عندما عاد إلى مزرعته دخل في علاقة غرامية مع جوزي وهي شقيقة حبيبته القديمة آن، لكن مر وقت قصير ثم عاد إليها مجددًا.

بوتش كاسيدي وذا ساندنس كيد

من أبرز رفاق عصابته نذكر إيلزي لاي وهارفي لوجان المعروف بكيد كاري وبين كيلباتريك وهاري تراسي وويل كارفر المعروف بنيوز ولورا بوليون وجورج كاري، وفي 13 أغسطس 1896 سرق كاسيدي مع لاي وهارفي لوجان وبوب ميكس مصرفًا في إيداو وهربوا بمبلغ يساوي حوالي 7.000 دولار، وبعد فترة قصيرة تعرف على هاري لونجباو الملقب بـ “ذا ساندنس كيد” وهو مواطن من بينسيلفانيا، وأدخله إلى العصبة الجامحة وأصبح الصديق المقرب له.

نيت لاف

ولد نيت لاف في يونيو 1854 في مقاطعة ديفيدسون في تينيسي ومات في سنة 1921 في لوس أنجيليس، كاليفورنيا، وهو من الأفارقة الأمريكيين، وفي الفترة التي لحقت الحرب الأهلية الأمريكية كان ضمن العبيد، وبسبب كتابته لسيرة ذاتية ذكر فيها مغامراته فإنه يعتبر أشهر رعاة البقر الأفارقة في الغرب الأمريكي ويعتبره البعض من قطاع الطرق إلا أننا لا نملك أية إثباتات على هذا. ولد نيت لاف لعائلة من العبيد، كان لديه أخت أكبر منه تدعى سالي وأخ أكبر يدعى جوردان، وبالرغم من أن الشائع كان منع تعليم العبيد السود إلا أنه تعلم القراءة والكتابة وهو طفل بمساعدة والده سامبسون، وعندما انتهت العبودية في أمريكا بقى والداه في المزرعة التي كانوا يعملون فيها سابقًا بالسخرة لكن الآن أصبحوا مزارعين فيها، وحاولوا زراعة الذرة والتبغ في مساحة 20 فدان، لكن الأب مات بعد فترة قصيرة، وبعد ذلك تحول الفتى نيت إلى أعمال مختلفة فيما بين المزارع المحلية وغيرها إلى أن سافر إلى مدينة دودج في كانساس، وهناك عمل كواحد من رعاة البقر في مزرعة دوفال بالقرب من نهر بالو دورو، ومنذ ذلك الوقت أصبح محترفًا في التعامل مع الماشية كما يذكر في سيرته الذاتية.

مسيرة نيت لاف

وأثناء عمله قابل عدد من أشهر رعاة البقر والخارجين عن القانون مثل بات جاريت وبات ماسترسون والولد بيلي وغيرهم، وبعد قيامه بمهمات صعبة في الدفع بالماشية في أماكن وعرة فقد دخل في سباقات الأحصنة في سنة 1876 وحصل على جائزة قدرها 200 دولار، وربح في أغلب فروع المسابقة، وهنا زادت شهرته في مناطق عديدة في الغرب، وذكر أيضًا أنه تعرض إلى أكثر من مرة إلى مضايقات من الهنود لدرجة أن أفراد من شعب البيما أسروه مرة إلا أنه استطاع الفرار، ويكتب نيت لاف أنه أراد بعد ذلك التخلي عن حياة رعاة البقر فتزوج فتاة تدعى أليس في سنة 1889 وعمل في وظيفة حارس لعربات النوم في سكك حديد دينفر وريو جراند، وخلال عمله انتقل مع عائلته إلى أماكن عديدة في ولايات غربية مختلفة إلى أن استقروا في النهاية في كاليفورنيا الجنوبية، وفي 1907 نشر سيرته الذاتية الشهيرة التي حملت إرثه حتى يومنا هذا.

شخصيات خيالية

كل الشخصيات سابقة الذكر هي شخصيات حقيقية ولدينا العديد من الدلائل المؤكدة التي تثبت وجودهم وتعطينا ملامح محددة بخصوص حياتهم، إلا أن هناك بعض الشخصيات الأخرى التي ظهرت في أفلام قطاع الطرق في الغرب الأمريكي والتي التبست على البعض فظنوها حقيقية ونذكر منها بعض الشخصيات على سبيل العلم فقط.

  • القاضي روي بين: هو شخصية خيالية ظهرت في فيلم “حياة القاضي روي بين” من إخراج المخرج الكبير جون هوستون وكتابة جون ميليوس وجسد الشخصية بول نيومان صاحب أشهر زوج عيون زرقاء في تاريخ السينما، والفيلم هو كوميدي بالدرجة الأولى إلا أنه يحمل بعض القضايا النبيلة في طياته، فهذا القاضي هو من طراز خاص لأنه يسعى إلى تطبيق القانون بيديه بحزم لم يعرف من قبل، فكان يقوم بعمليات شنق عديدة لأصغر التهم، فهو يعتبر سرقة المواشي جريمة يمكن أن توصل إلى حبل المشنقة، ولكن ما قام به بالفعل تسبب في أن أصبحت قريته الصغيرة فينيجارون من أكثر القرى أمانًا في قرى تكساس الغربية.
  • إيثان إدواردز: أدى الشخصية جون واين وهي من أكثر شخصيات قطاع الطرق الخالدة في أذهان الناس، فهذا الفيلم يعتبر من أهم أفلام هذا النوع.
  • تشاكا: ظهر في فيلم بنفس العنوان وجسد شخصيته رود تايلور الذي عمل في بضعة أفلام جسدت قطاع الطرق ، وهي شخصية عنيفة متعاطفة مع السكان الأصليين لأمريكا، وتدور الأحداث بالقرب من حصن مجهز للدفاع عن هجمات قبيلة قوية منهم، ويظهر تشاكا باعتباره إنسان غير متعلم لكنه يمتلك معلومات وقدرات حكيمة لا يملكها كبار القادة في الحصن.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثمانية عشر − واحد =