تسعة مجهول
طائرة ستار داست
الرئيسية » الغاز » طائرة ستار داست ولغز الاختفاء الأعرب في تاريخ حوادث الطيران

طائرة ستار داست ولغز الاختفاء الأعرب في تاريخ حوادث الطيران

طائرة ستار داست هي بلا منازع صاحبة لقب أغرب حوادث الاختفاء في تاريخ حوادث الطيران، أثار حادث هذه الطائرة الكثير من الأقاويل التي نستعرضها هنا.

في رحلة طائرة ستار داست ، أو غبار النجوم، أو فتنة الصباح، أو كما قيل عن تلك الرحلة التي انطلقت من الأرجنتين إلى شيلي، حدثت أغرب حادثة اختفاء في تاريخ الطيران المدني، والغرابة هنا لا تكمن في الحادثة نفسها، بل في الطريقة التي قيل أن الحادثة قد وقعت بها، حيث وصل الأمر إلى الجزم بأن كائنات فضائية هي من قامت بالهجوم على الطائرة وإسقاطها، حتى بعد أن تم الكشف عن ما قيل أنه موقعها كان هناك رفض قوي وعدم اعتراف من الحكومة الأرجنتينية بهذا الموقع، لكل ذلك، كان من الضروري البحث خلف طائرة ستار دست ومعرفة لغز الاختفاء.

طائرة ستار داست والقصة الكاملة لاختفائها

طائرة اللغز

تم اختراع طائرة ستار داست عام 1945، وطارت لأول مرة في السابع والعشرين من مايو نفس العام، وكانت الطائرة كما باقي الطائرات التي كانت موجودة في نفس الوقت من حيث التصميم والسعة، فكانت لا تَسع أكثر من ثلاثة عشر راكبًا بالإضافة إلى قمرة الطائرة التي تحتوي على مقعدين لقائد الطيار ومُساعده.

في اليوم الأول من العام التالي لعام الصنع حازت طائرة ستار داست على شهادة صلاحية الطيران بدرجة عالية، وتم تسميتها بطائرة غبار النجوم، ولأن الطائرة قد تم صنعها في العام الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية كان من الطبيعي أن يكون طاقم الطائرة من الطيارين الحربيين، الذين باتوا بلا عملٍ بعد انتهاء الحرب.

انطلاق الرحلة

في الثاني من أغسطس عام 1972 غادرت رحلة طائرة ستار داست من مطار ايرس بيونس الأرجنتيني متجهة إلى مطار سنتياغو التشيلي، وكان الطقس يشبه تمامُا الطقس الذي يسبق حوادث سقوط الطائرات، حيث كانت السماء غائبة والسحب كثيفة والرياح شديدة، ببساطة، وكما لم يكن يرى قائد الطائرة، كان الطقس مُناسبًا لعدم الطيران.

كانت الرحلة التي انطلقت في الثالثة إلا الربع متوقعٌ وصولها في السادسة إلا الربع، وكانت الأمور في بدايتها تسير بشكلٍ طبيعي، حتى إن راديو الطائرة قد أرسل شفرة روتينية إلى فريق المتابعة، وكان كل شيء حتى ساعتين من زمن الانطلاق طبيعيًا، إلا أنه في السادسة إلا الربع لم تصل الطائرة كما كان مُحددًا لها سلفًا.

سقوط الطائرة

في تمام الخامسة والواحد وأربعين دقيقة وصلت رسالة من قمرة الطائرة إلى فريق المتابعة تقول فيها أن الطائرة مُجبرة على الهبوط الاضطراري فوق مدينة سانتياغو، وبعد الانتظار في سانتياغو والاستعداد للهبوط لم تظهر طائرة داست ولم تأتي أي إشارة من قيادة الطائرة، إذًا حدث ما لم يكن يُريده أحد أن يحدث.

في تمام السابعة كان أمر سقوط طائرة ستار داست أمرًا بديهيًا، لكن ما لم يكن معروفًا على الإطلاق هو سبب ذلك السقوط، فالطقس حسب التقارير التي خرجت وقتها كان مُناسبًا لحركة الطيران، كذلك مكان السقوط، والذي ظل مجهولًا حتى خمسة عقود بعد تلك الرحلة، بل ويُمكن القول أنه يظل مجهولًا إلى الآن.

إرسال طائرات البحث

عقب التأكد من سقوط طائرة ستار داست بدـأ فريق البحث المكون من ثلاث طائراتٍ أرجنتينية عمله، وبعد ثلاثة أيام من البحث الغير مُثمرٍ انضمت طائرات أخرى تابعة للولايات المتحدة وفرنسا للمساعدة في عملية البحث، إلا أن كل الجهود باءت بالفشل، ولم يتم العثور على أي أثرٍ لطائرة ستار داست.

بعد عشرة أيام من الاختفاء أعلن فريق البحث الدولي أن العثور على طائرة ستار داست بات أمرًا شِبه مستحيل، وتم الإعلان رسميًا عن فشل فريق البحث في تأدية مهمته التي كُلف بها، كما تم إبلاغ أهالي الضحايا السبعة الذين كانوا على متن طائرة ستار داست بموت زويهم وعدم العثور على جثثهم.

طاقم الطائرة والطائرة

أول الأمور التي زرعت الشك في نفوس البعض هو طاقم الطائرة الذي كان على أعلى مستوى من الخبرات والكفاءة، وكانوا جميعهم قد اشتركوا كطيارين في الحروب العالمية ولديهم سجل مليء بآلاف ساعات الطيران، أي أن احتمالية سقوط الطائرة بسبب عدم تعامل طاقم الطائرة مع الطقس يُعد أمرًا مُستبعدًا، كما أن الطائرة نفسها كانت جديدة ولم يمض على استخدامها أكثر من عامين.

ركاب الطائرة

كان على متن طائرة ستار داست قبل سقوطها ستة ركاب، ثلاثة منهم رجحوا أن سقوط الطائرة لم يأتي صدفة وأنه يحمل شبه جنائية وهؤلاء الثلاثة هم:

1- مراسل الملك والوثائق الدبلوماسية

كان بين الركاب الستة الذين كانوا على متن طائرة ستار داست مراسل ملك بريطانيا والذي كان يحمل وثائق هامة إلى الأرجنتين بشأن العلاقات المتوترة بين البلدين، ومن المحتمل أن يكون شخصًا ما قد دبر هذا الحادث من أجل منع هذه الوثائق من الوصول إلى الأرجنتين بأي ثمن، كي تظل هذا العلاقات متوترة لأمدٍ أطول، وهذا ما حدث بالفعل بعد سقوط الطائرة واختفاء الوثائق، وبذلك تزداد احتمالية الشبهة الجنائية.

2- ألماني متعاطف مع النازيين

من بين الاحتمالات الضعيفة لوجود شبهة جنائية في حادثة إسقاط طائرة ستار داست وجود أحد المهاجرين الألمانيين المتعاطفين مع النازية على متن الطائرة وتدبير قتله من قِبل بعض المتطرفين، خاصة وأنه كان يُساهم في إرسال المهاجرين إلى ألمانيا ويُسهل ضمهم إلى النازية، لكنه احتمالٌ ضعيف وغير منطقي بالمرة، إذا لا يُعقل أن يتم إسقاط الطائرة بأكملها من أجل قتل رجل واحد.

3- ثري فلسطيني يحمل قطعة ماس، سرقة وقتل

كان من بين ركاب طائرة ستار داست أيضًا ثري فلسطيني، يُقال انه كان يحمل مبلغًا كبيرًا من المال وقطعة من الماس، وأنا أحد الركاب كان يقوم بمراقبته منذ بدء الرحلة، ثم قام بمباغتته وسرقة الأموال وزرع قُنبلة بالطائرة ثم قفز مُستخدمًا الباراشوت، وهذا الاحتمال رغم القول به من البعض لا يمكن الأخذ به جملةً وتفصيلًا، إذ من المستحيل عقلًا أن تحدث حادثة سرقة بهذا الشكل المبالغ فيه، لكن وجد الثري الفلسطيني على متن الطائرة يجعل الأمر قيد التفكير.

العثور على الطائرة

بعد خمسة عقود من اختفاء طائرة ستار داست عام 1947 بدأ حطام الطائرة يظهر، حيث تم العثور عليه على مرحلتين:

1- عثر مرشد أرجنتيني في سلسلة الإنديز شرق سنتياغو عام 1998 على حطام المحرك الخاص بطائرة ستار داست
2- عام 2000 عثر الجيش الأرجنتيني على باقي أجزاء الطائرة المحطمة على بعدٍ صغير مما اكتشفه المرشد الأرجنتيني قبلها بعامين، لينتهي بذلك لغز اختفاء طائرة ستار داست الذي استمر لأكثر من خمسة عقود.

بعد ظهور الطائرة عام 2000 بدأ اتهام البعض وخاصةً فريق البحث الذي قام بالبحث عن حطام الطائرة فور سقوطها ولم يجدها بالتقصير، حيث قيل أنهم ظلوا يبحثون طوال هذا الوقت في المكان الخاطئ، إلا أن هذا الفريق دافع عن نفسه قائلًا أن كتلة جبلية من الثلج قد غطت الطائرة فور سقوطها وكانت سبب في اختفاءها، وأن هذه الكتلة ريثما انزاحت من على الطائرة بدأ الحطام في الظهور وعثر الناس عليه، وبعيدًا عن كل تلك التكهنات لا يزال اختفاء الطائرة الأرجنتينية لخمسة عقود لغز يُحير العالم، ويُضاف إلى سجل حوادث الطيران المدهشة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

4 × ثلاثة =