تسعة مجهول
تريزيتا باسا
الرئيسية » غرائب » تريزيتا باسا : عادت إلى الحياة لتخبر صديقتها باسم قاتلها!

تريزيتا باسا : عادت إلى الحياة لتخبر صديقتها باسم قاتلها!

تريزيتا باسا هي ممرضة أمريكية تم العثور على جثتها عام 1977، لكن المُثير أنها قد قامت بعد موتها بإخبار إحدى صديقاتها بقاتلها، و بالفعل كان القاتل كما قالت!

سجلّ التاريخ قصة مقتل الممرضة الأمريكية تريزيتا باسا باعتبارها أغرب جريمة قتل في التاريخ الحديث، إذ لم يكن التاريخ بأكمله، والغرابة هنا ليست في ملابسات الجريمة نفسها، وإنما في الأحداث المجنونة التي تبعتها، والتي أعطت المجني عليها، تريزيتا باسا، شهرة واسعة لم تكن تحلم بها، والتي قامت بتقاسمها مع صديقتها ريمي جوا، التي ساعدت في إلقاء القبض على القاتل عن طريق الحلم، وبالرغم أن الأمر قد يبدوا للبعض غريبًا وغير قابل للتصديق، إلا أن الغرابة الحقيقة لم تبدأ بعد فيما يتعلق بقصة القرن العشرين العجيبة، والتي سنقوم بذكرها بالتفصيل في السطور الآتية، حيث تريزيتا باسا، المرأة التي أرشدت عن قاتلها بنفسها.

تعرف على قصة تريزيتا باسا الغريبة

من هي تريزيتا باسا؟

بطلة قصتنا الغريبة هي تريزيتا باسا، وتريزيتا باختصار مواطنة أمريكية من مواليد مقاطعة فيرجينا عام 1926، وقد عاشت بطلتنا حياة عادية جدًا إذ لم تكن أقل من عادية، فقد تربت وترعرعت في مقاطعتها ثم تعلمت التمريض واشتغلت به، ثم تزوجت من رجل يكبرها بعشرة أعوام مات في الحرب العالمية الثانية لتضطر هي إلى إكمال حياتها وحيدة، وربما كان عملها بالتمريض هو سلاحها الوحيد أمام وحدتها هذه، والذي جعلها تُكمل حياتها حتى عامها التاسع والأربعين، وهو العام الذي شهد توقف عدد عمر تريزيتا باسا من خلال قتلها، لكن، قبل أن نتعرف على جريمة قتلها هذه، لابد بالتأكيد من التعرّف على الضلع الثاني الهام في قصتنا، ريمي جوا، صديقة تريزيتا الوحيدة.

من هي ريمي جوا؟

بالرغم من أن تريزيتا باسا كانت تحظى بحب جميع العاملين معها في المستشفى إلا أنها لم تُصادق سوى ريمي جوا، وهي فتاة أربعينية كانت تعيش مع زوجها وطفلين وتعمل بالتمريض أيضًا، وقد وجدت ريمي في تريزيتا الصديق والرفيق، لذلك كانت تجمعهما علاقة حب كبير مشهود لها في المستشفى، لذلك، عندما عُثر على تريزيتا باسا مقتولة صبيحة أحد أيام مارس 1977 كادت ريمي تنهار من فرط الصدمة.

مقتل تريزيتا باسا

في التاسع من مارس استيقظ الجميع على خبر العثور على جثة تريزيتا باسا في شقتها، وقد أثار هذا الخبر حزنًا كبيرًا في نفوس الجميع خاصةً صديقتها ريمي، والتي انهارت وظلت حبيسة البيت ثلاث ليالي، وعلى ما يبدو أن علاقة ريمي بالمجني عليها تريزيتا باسا كانت أكبر مما يُمكن تخيله، لأن الأخيرة عندما أرادت إخبار شخص بأمر هام جدًا اختارت الأولى من بين جميع من يعرفونها، لتبدأ مُلابسات أغرب جريمة قتل في التاريخ.

أحلام هامة

بالطبع جميعنا عند النوم مُعرض للأحلام والكوابيس وكل هذه الأشياء، وبالطبع جميعنا يعلم أيضًا أن بعض ما يتم مشاهدته خلال النوم يمكن أن يكون حقيقة، أو أن يُصبح فيما بعد حقيقة، وهذا بالضبط ما حدث مع ريمي.

كانت الساعة تقترب من الثالثة فجرًا عندما قامت ريمي من نومها مُفزعة، كانت تلهث وكأنها خاضت سباقًا للتو، لكن، في نفس الوقت كانت تُغمغم بأشياء رأى زوجها النائم بجوارها أنها أشياء غير منطقية على الإطلاق، لقد قالت ريمي مثلًا أنها أثناء نوم حظيت بزيارة من صديقتها المتوفاة تريزيتا باسا، وقد أخبرتها خلال هذه الزيارة باسم قاتلها، الأدهى من ذلك أن ريمي قامت أيضًا بوصف حالة صديقتها عن زيارتها، وبالطبع أنتم تعرفون ردة فعل زوجها المتوقعة، لقد قال لها “لا شيء من هذا قد حدث، فقد عودي للنوم”.

رسائل مُتكررة

ظلت ريمي خلال  الليالي الثلاث التالية تُشاهد نفس الحلم في هذا الوقت، لكن بصورة أكثر وضوحًا مما سبقتها، ففي المرة الثانية مثلًا رأت صديقتها وهي شبه عارية ومليئة بالطعنات، بينما يتوسط صدرها سكين كبير، وفي المرة الثالثة رأت رجل أسود مهترئ الثياب عبوس الوجه، الغريب، أن هذه المواصفات كانت تتبع تريزيتا باسا عند موتها، والرجل الأسود لم يكن سوى أحد العُمال الموجودين في المستشفى، شيء واحد كان ينقص وحدث بالفعل في المرة الرابعة، لقد نطقت تريزيتا باسا الميتة باسم قاتلها!

تحديد هوية القاتل

في الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي استيقظت ريمي مُفزعة فوجدت زوجها وقد بدا عليه الفزع أكثر منها، حيث قال إنه قد استيقظ على صوتها وهي تصرخ باسم عامل الصيانة المستشفى وتتهمه بقتل صديقتها تريزيتا باسا، وهذه المرة لم يستطع الزوج تكذيب زوجته وقرر أن يُساعدها في كشف الأمر وتبلغ رسالة تريزيتا التي أوصلتها إلى ريمي في الحلم، لكن كيف هذه المرة؟ هذا ما بدأ عقل الزوجين يُفكر فيه، وكان إبلاغ الشرطة ما استقرا عليه.

إبلاغ الشرطة

كان إبلاغ الشرطة بالحلم أمر أشبه بالجنون، ففي النهاية كل ما مضى لم يكن سوى مجرد حلم، إلا أن دعم زوج ريمي لها، وتعاطفه مع مقتل صديقتها الوحيدة تريزيتا باسا، جعله يُقدم على هذا الأمر.

أبلغ زوج ريمي الشرطة، ورغم أن الأمر في البداية كان يعتريه الاستهتار وعدم الجدية إلا أن أوصاف ريمي الدقيقة لشكل الجثة وكيفية قتلها جعلتها تأخذ الأمر على محمل الجد، وبالفعل ذهب أحد المحققين إلى منزل عامل الصيانة المُشتبه به، والذي ارتبك فور رؤيته لرجال الشرطة إلا أن أحدًا لم يستطع إثبات الجريمة عليه، ليتطلب الأمر زيارة أخرى من بطلة قصتنا تريزيتا باسا.

الزيارة الأخيرة

الزيارة الأخيرة لريمي من قِبل تريزيتا باسا كانت من أجل الكشف عن الدليل الدامغ، وهو ما حاولت تريزيتا قوله منذ بداية الحلم، حيث قالت لريمي أن عامل الصيانة قتلها من أجل سرقة مجوهراتها والدليل على ذلك أنه قد أهدى إحدى القطع إلى صديقته، وبالطبع أخبرت ريمي الشرطة بتفاصيل حلمها الجديد مما جعلهم يتتبعون خطيبة عامل الصيانة ويجدوا معها قطعة المجوهرات بالفعل، لتتأكد بذلك الجريمة ويتم القبض على القاتل بعد أن كان شبه مُتيقنًا من هروبه بجريمته، والبطل في كل ذلك هو سلسلة الاحلام الغريبة.

نهاية القاتل

حظي عامل الصيانة قاتل تريزيتا باسا بنهاية غير متوقعة بالمرة، حيث أنه بالرغم من ثبوت الجريمة عليه لم يُسجن سوى أربعة عشر عامًا فقد ثم خرج بعدها وأكمل حياته الطبيعية، فقد تم اعتبار القضية مجرد قضية سطو وسرقة وليست قتل كما هي في الحقيقة، إلا أنه بالرغم من كل ذلك كان هناك ما شغل الناس وحيرهم فيما يتعلق بهذه القضية، وهو الأحلام التي كانت تراها صديقة تريزيتا ريمي.

جريمة الأحلام

بالطبع لم تكن هذه الجريمة لتُحل لولا زيارات تريزيتا باسا المتُكررة لزميلتها ريمي وإخبارها بكل التفاصيل، إلا أن أحدًا ما لا يعرف حتى الآن كيف تحدث أمور مثل هذه وهل هي منطقية فعلًا أم أن القصة برمتها مجرد قصة خيالية لا أساس لها في الواقع، الحقيقة أن هذه القصة حقيقية ومُثبتة في جميع السجلات، أما احتمالية حدوث أمر كهذا فهو شيء بعلم الغيب.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

سبعة عشر − تسعة =