تسعة اولاد
الرئيسية » تجارب » أشهر قصص الأطفال العالمية التي تحولت إلى إرث ثقافي

أشهر قصص الأطفال العالمية التي تحولت إلى إرث ثقافي

قصص الأطفال العالمية

نعطيك لمحات كافية عن أهم وأبرز قصص الأطفال العالمية الخيالية وأصول تلك الأساطير والروايات المختلفة مع أهم أفلام السينما المقتبسة عنها وغيرها من الفنون.

تقدم لنا قصص الأطفال العالمية العديد من الأشياء التي قد لا نجدها في أي شيء آخر، فنحن نتحدث هنا عن عالم مليء بالبراءة والقيم الإنسانية الخالصة في الوقت الذي طغت فيه قيم لم يعتد عليها العالم منذ وقت غير بعيد، وفي السابق كان هذا النوع من القصص مقصورًا على الرواية الشفهية، لكنه كان موجودًا بكثافة في مختلف الثقافات الشرقية والغربية، ولكن بعد تطور الفن القصصي فقد ظهرت تلك الأعمال بالاعتماد على الأساطير القديمة أو بإبداع قصص جديدة أو بالاعتماد على الرموز وتقديم القيم الأخلاقية بصورة طريفة مثلما في القصص التي تحتل فيها الحيوانات الكم الأكبر من الشخصيات أو عبر مزج كافة تلك العناصر معًا، وفي الموضوع التالي سنستعرض لك أهم تلك القصص، وسنركز بشكل خاص على قصة سندريلا وأميرها الذي بحث عنها في كل مكان عبر حذاءها وعلاء الدين وصراعه مع الساحر على المصباح السحري وكذلك قصة الجميلة والوحش مع بعض القصص الأقل شهرة مثل قصة هورتون يسمع الهوو لدكتور سوس وقصة هدايا المجوس لأو هنري وغيرها من القصص.

سندريلا من أهم قصص الأطفال العالمية

من منا لا يعرف قصة الحسناء سندريلا؟ قطعًا هي من أشهر قصص الأطفال العالمية في العالم كله، وشهرتها لا تعود إلى عصرنا الحالي ولا تقتصر على القرون الفائتة فقط، فهي ضاربة في القدم لدرجة أننا نجد أصولها في أساطير ما قبل الميلاد، فالباحثون يؤكدون أن للقصة جذور تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، فقد حكى المؤرخ الإغريقي سترابو (اسطرابون كما أطلق عليه العرب) قصة عن واحدة من العبيد تدعى رادوبيس وكانت تعيش حياة مليئة بالفقر المدقع إلى أن تتزوج ملك مصر القديمة، وقصتها شبيهة إلى حد ما بالقصة الحديثة لسندريلا، ومرت القرون وظهرت مئات الروايات المختلفة للقصة، لكن القصة الحديثة الأكثر شعبية تعود إلى الكاتب الفرنسي شارل بيرو (12 يناير 1628 – 16 مايو 1703) وهو صاحب قصة ذات الرداء الأحمر وغيرها من قصص الأطفال العالمية ، ونشر النسخة في سنة 1697، وظهرت في نسخة منقحة عن طريق الأخوان جريم وهما أكاديميان من ألمانيا أخذا على عاتقهما تجميع القصص والأساطير القديمة ثم كتابتها بأسلوبهما الخاص، وشملت تلك القصص أهم روائع قصص الأطفال العالمية مثل بياض الثلج والأمير الضفدع والأقزام السبعة والأميرة النائمة.

حكاية سندريلا

تبدأ القصة بتوصيف حياة الجميلة سندريلا ذات القلب الطيب والحياة البائسة، ففي البداية كانت تحيا حياة عادية مع أسرتها لكن موت والدتها كان الحادثة التي غيرت مجرى حياتها، فقد أراد الأب الزواج من امرأة أخرى تملك بالفعل ابنتين، وفور موته بدأت زوجة الأب بمعاملة سندريلا الرقيقة كأنها من العبيد وأصبحت الابنتان المتعجرفتان تتعاملان معها بنفس الطريقة، وفي ذلك الوقت تبدأ الأسطورة، حيث تتصادق سندريلا مع مجموعة من الحيوانات منهم فئران ويبدأون مساعدتها في كافة الأعمال التي يتم إجبارها على القيام بها، وفي أحد الأيام يقوم الملك بإصدار قرار غريب، حيث يعطي كل شابة في المدينة فرصة الزواج من ابنه من خلال حفلة راقصة لينتقي الأمير أميرته الجديدة، وقد أرادت سندريلا السجينة أن تحظى بتلك الفرصة مثلها مثل الأخريات، وعندما حان وقت الذهاب بدت سندريلا كأنها أميرة حقيقية في فستانها الخلاب، فثارت غيرة الفتاتين وأمسكتا بالفستان حتى تمزق وتركت الفتاة المسكينة بمفردها، وتأتي الأسطورة مرة أخرى على هيئة ساحرة طيب لتعطي سندريلا فستانًا ساحرًا مع عربة ساحرة، لكنها أخبرتها بأن كل هذا السحر سينتهي عندما تأتي ساعة منتصف الليل، فذهبت بالفعل وخلبت لب كل الحاضرات والحاضرين في الحفلة والأهم هو الأمير نفسه، وعندما طلب منها أن يحظى بشرف الرقص معها وافقت على الفور، ولكن الوقت اقترب وخافت سندريلا أن ينتهي السحر فجأة في منتصف الرقصة، فأسرعت خارجة دون أن تخبر الأمير باسمها، وفي خضم العجلة نست حذاءها الساحر على السلم، وعندما أسرع الأمير وراءها لم يجد سوى الحذاء، فطلب أن يبحث الجميع عن مالكة الحذاء وبالفعل وجدها وتزوجها لتنتهي القصة بنهاية سعيدة.

سندريلا حول العالم

قد تكون من أهم قصص الأطفال العالمية التي نجد لها جذورًا في مختلف الثقافات دون أن نضع الحدود في الاعتبار، فمثلاً هناك أصل للقصة في الأساطير الفلبينية، فهناك قصة لفتاة تدعى ماريا في أغلب الروايات، واسمها بيريجرينا أو كاثرين في روايات أخرى، وفي بعض الروايات نجد تشابه كامل لكل حوادث القصة التي نعرفها، وفي فيتنام هناك قصة “تام كام” التي تحكي قصة المراهقة الجميلة تام التي يتم معاملتها بطريقة سيئة عن طريق والدها وزوجته وأختها غير الشقيقة، وكانت تعمل في الصيد وتحاول دومًا إنجاز أقصى ما في وسعها، لكن أختها كانت تسعى دومًا إلى سرقة مجهودها لتنسبها إلى نفسها، ومع هذا الاختلاف البسيط بحكم الثقافة فإن القصة تعود إلى مجراها الأخير عندما يتم دعوة تام إلى حفلة يقوم بها الملك لتصبح زوجته، وفي كوريا نجد قصة “كونجوي وباتجي” وهكذا في مختلف ثقافات العالم القديم، فحتى في الشرق الأوسط والثقافة العربية نجد للقصة أصولاً مثلما في بعض قصص ألف ليلة وليلة.

قصة سندريلا في الأعمال الفنية

كانت قصة سندريلا ملهمة دومًا لمختلف الفنون كما هو الحال في العديد من قصص الأطفال العالمية ، فقد ظهرت في منتصف القرن الثامن عشر للمرة الأولى في أوبرا لجين-لوي لوريت باسم “سندريلون” وظهرت بعد أكثر من نصف قرن بنفس الاسم مرة أخرى على يد نيكولاس إيزوارد بكلمات تشارل-جوليام إيتيني، وظهرت كذلك في أعمال مسرحية وعروض باليه، وعندما ظهرت السينما ظهرت في أولى الأعمال على يد الفرنسي جورج ميليه الذي يعتبر الأب الروحي للسينما، ثم ظهرت في بضعة أعمال أخرى ثم قامت شركة والت ديزني الشهيرة بإنتاج نسختها الخاصة في سنة 1922 لكن الفيلم لم يتعد الثمان دقائق إلى أن أنتجت النسخة الشهيرة للفيلم في 1950.

علاء الدين والمصباح السحري

دومًا ما كان الشرق ملهمًا للثقافات الغربية في العديد من النواحي التي تفتقر إليها بشدة، فالشرق مليء بالروحانيات والجوانب الباطنية التي لا نجد لها مقابلاً في الغرب، والأساطير الشرقية تحمل ملامح خصوصية تجعلها ساحرة في نظر القارئ الغربي، ومن أهم تلك الحكايات مجموعة قصص ألف ليلة وليلة التي سلبت لبّ الغرب بهذا القدر الوافر من السحر والتحليق في أفق خيالية غير مسبوقة، وهي معروفة لديهم باسم “الليالي العربية”، ومن تلك القصص قصة علاء الدين ومصباحه السحري، مع العلم بأن القصة لم تكن موجودة في النص الأصلي لألف ليلة وليلة، بل تم إضافتها عن طريق المترجم الفرنسي أنتونين جالان في القرن الثامن عشر عند إصداره لترجمته الفرنسية الخاصة للكتاب، وأشار إلى أنه سمع القصة من حكّاء سوري من مدينة حلب، وفي مذكرات جالان المنشورة في 25 مارس 1709 نجده يخبرنا بأنه قابل رجل دين ماروني يدعى يوحنا دياب من حلب وذلك أثناء إقامته في باريس، وقد أتى من سوريا إلى فرنسا مع الرحالة الفرنسي المعروف بول لوكاس، ويذكر جالان أنه أتم إنجاز ترجمته لقصة علاء الدين في شتاء 1709 وأضافها في المجلد التاسع والعاشر من ألف ليلة وليلة.

حكاية علاء الدين

شخصية علاء الدين هي من الشخصيات الساحرة لأسباب عديدة، فأولاً علاء الدين هو شاب وسيم أسمر اللون وطيب القلب وسريع البديهة ورومانسي أيضًا، أي أنه يحمل كافة الصفات المثالية التي تكون موجودة في قصص الأطفال العالمية ، لكنه من عائلة فقيرة وبلا أب، وتبدأ القصة عندما يأتي إليه ساحر ليخبره بأنه عمه ويعرض عليه المساعدة ليتخلص من حالة الفقر التي يمر بها هو ووالدته المسكينة، ويطلب منه الذهاب إلى كهف غريب ليحضر له المصباح السحري دون أن يخبره بذلك بالطبع، وبالفعل يذهب بطلنا الشجاع إلى الكهف ويحصل على المصباح، لكنه يكتشف الحقيقة ويدرك أن هذا المصباح ليس عاديًا على الإطلاق، وعندما يرفض استكمال خطة عمه المزعوم فإن الساحر يغلق عليه الكهف، ثم يفكر علاء الدين في استعمال خاتم سحري قد حصل عليه من الساحر من قبل في حالة حدوث أي شيء خاطئ في هذا الكهف الغريب، وفي لحظة ما يخدش علاء الدين الخاتم بغير قصد ليجد أمامه جنيًا هائلاً يعرض عليه المساعدة، وبالفعل يخرج الجني علاء الدين من ورطة الكهف ليعود إلى منزله مع المصباح، ومن هنا تتغير حياة الشاب الفقير ليتحول إلى إنسان قوي وفاحش الثراء ويحصل على فرصة الزواج من الأميرة بدر البدور، ولا تنتهي القصة هنا حيث يعود الساحر الشرير ليحاول مجددًا الحصول على المصباح وينجح في هذا بالفعل عبر حيلة حقيرة، لكن علاء الدين يقهره بشجاعته هذه المرة، فالجني الموجود في خاتمه هو أقل قوة من جني المصباح.

ما هو أصل قصة علاء الدين؟

يعطينا الكاتب جون باين معلومات مفصلة عن لقاء جالان بحنا، وذلك في كتابه “علاء الدين والمصباح السحري وقصص أخرى” والمنشور في لندن في سنة 1901 ويخبرنا عن اكتشاف هام لمخطوطتين مكتوبتين باللغة العربية في المكتبة الوطنية في باريس وفيهما قصة علاء الدين مع المزيد من المغامرات غير الموجودة في نسخة جالان، والمخطوطة الأولى مكتوبة بواسطة قسيس سوري يعيش في باريس يدعى ديونيسويس شاويش أو دوم دينيس تشافيز، والنسخة الأخرى لميخائيل صباغ والمفترض أنها مكتوبة في بغداد في مطلع القرن الثامن عشر، وقد حصلت المكتبة الوطنية في باريس عليهما في نهاية القرن التاسع عشر، ومع ذلك فإن أغلب المحققين المعاصرين يؤكدون أن المخطوطتين هما من المخطوطات المنحولة أي أنهما مجرد ترجمات عربية لنسخة جالان مع إضافات خيالية من خيال المترجم (وهذا الأمر طبيعي ويحدث دومًا في أغلب قصص الأطفال العالمية ). الجمل الافتتاحية من القصة في نسخة جالان ونسخ برتون تجعل مكان وقوع القصة واضحًا وهو الصين، أو على الأقل أن علاء الدين هو صيني، ومع ذلك فعلينا ألا ننخدع، فمن المعروف أن هناك وجود عربي وفارسي وإسلامي كبير في الصين في تلك الفترة، ونحن نرى بوضوح بعض الشخصيات المسلمة في القصة، ولا يوجد أي ذكر للبوذيين أو الكونفشيوسيين أو أية أديان أو ثقافات صينية قديمة.

قصة علاء الدين في إصدارات مختلفة

تم إصدار العديد من كتب قصص الأطفال العالمية التي تتناول قصة علاء الدين، ونذكر منها كتاب “دونالد وعلاء الدين” الذي أصدره فرع والت ديزني الإيطالي وكتبه أوزفالدو بافيسي ورسمه بيير لوينسو دي فيتا، وكما تم في السابق في عروض البانتوميم الصامتة فقد تم مزج القصة مع عناصر قصة علي بابا، ونجد شخصيات ديزني أيضًا قد مزجت مع هذه القصة القديمة، فنجد العم دهب وبطوط يذهبان في رحلة للبحث عن كنز علاء الدين، ومن الكتب الأخرى التي ظهرت فيها القصة “كتاب السحرة” الذي نشر في 1966 و”اختيار السحر” في 1971 من تأليف روث مانينج-ساندرز. وقد ظهرت القصة في العديد من العروض الصامتة أو المعروف بالبانتوميم، وأولها عرض قام به جون أو كيفي للمسرح الملكي في 1788 في المملكة المتحدة، ومن بعده ولمدة قرنين كاملين كانت القصة هي من أهم قصص الأطفال العالمية التي يتم عرضها في العروض الصامتة، وبرزت بالتحديد في تلك العروض شخصية والدة علاء الدين الأرملة توانكي، وتم تغيير بعض العناصر مثل عنصر المكان، ومنذ العقد الأخير في القرن المنصرم نجد تأثر العروض الصامتة بأفلام ديزني بالدرجة الكبرى.

علاء الدين في السينما

في سنة 1926 تم إنتاج فيلم “مغامرات الأمير أحمد” وهو أقدم فيلم رسوم متحركة لم يتعرض إلى التلف أو الضياع في تاريخ السينما، وجمع بين قصة علاء الدين وهذا الأمير الجديد، وبعده بثلاث عشر سنة تم إنتاج فيلم “علاء الدين ومصباحه المدهش” وهو من الرسوم المتحركة أيضًا، وعلى مر العقود اللاحقة تم إنتاج العديد من هذه الأفلام، ونذكر منها على سبيل المثال فيلم “ألف ليلة وليلة” في سنة 1959 والنسخة اليابانية التي أخرجها يوشيكاتسو كاساي باسم “علاء الدين والمصباح السحري” عبر شركة توي للرسوم المتحركة، أما النسخة الأكثر شهرة في وقتنا الحالي فهي نسخة والت ديزني التي أنتجتها في سنة 1992، وضمت عدد متنوع من الأغاني التي أصبحت من أكثر الأغاني المؤثرة في ذلك النوع من الأفلام، وهو الفيلم الطويل الحادي والثلاثين الذي تنتجه الشركة، وهو من إخراج جون موسكر ورون كليمينتس، وقام بأداء الأصوات بعض النجوم المهمين مثل الكوميديان الشهير روبين ويليامز مع سكوت فينجير وليندا لاركين وجوناثان فريمان وفرانك ويلكر وجيلبرت جوتفريد ودوجلاس سيل، وهو أكثر الأفلام نجاحًا في شباك التذاكر الأمريكي لتلك السنة حيث حصد أكثر من 217 مليون دولار في الولايات المتحدة فقط مع أكثر من 504 مليون دولار في العروض العالمية، مع ملاحظة أن الأفلام المقتبسة عن قصص الأطفال العالمية تكون ذات رونق خاص وتحصل على نجاح استثنائي في أوقات عديدة، وحصل على العديد من الجوائز العالمية والتي ذهبت أغلبها لأغاني الفيلم، وحصل على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى أصلية وأفضل أغنية، وفي جائزة الجولدن جلوب حصل أيضًا على أفضل أغنية أصلية وأفضل موسيقى أصلية مع جائزة إنجاز خاصة لروبن ويليامز بالإضافة إلى ترشيح في فئة أفضل فيلم رسوم متحركة موسيقي أو كوميدي وغيرها من الجوائز التي انهالت عليه.

الجميلة والوحش

كاتبة القصة هي الروائية الفرنسية جابرييل-سوزان باربو دي فيلينويفي وتم نشرها في 1740، ولكن هذه النسخة ليست هي النسخة الرائجة من القصة، حيث أعادت كتاباتها جين-ماري لوبرينس دي بومون بعد ستة عشر سنة وذلك ضمن مجموعة قصص ضمت مجموعة من أهم قصص الأطفال العالمية ، وهناك جذور عديدة تأثر بها مختلف كتاب قصة الجميلة والوحش كما هو الحال في مختلف قصص الأطفال العالمية ، وطبقًا لباحثين في جامعات درم ولشبونة فإن أصول القصة تعود إلى أكثر من أربع آلاف سنة.

حكاية الجميلة والوحش

تدور القصة حول شخصيتين أساسيتين، هما الأمير الذي تحول إلى وحش، والجميلة المسماة “جميلة”، قصة جميلة هي عادية إلى حد ما، فهي أكثر فتيات القرية جمالاً وكل شبان القرية يسعون إلى الزواج منها، أما الأمير فقصته مثيرة للغرابة، فقد كان في السابق أميرًا على درجة كبيرة من الغنى والوسامة، لكن في ليلة ما لجأت إلى قصره عجوز غير حسنة الشكل، وبسبب شكلها طردها من القلعة ورفض مساعدتها، ويظهر لنا أن هذه العجوز ساحرة فقامت بتحويل نفسها إلى شابة حسناء لتبهر الأمير الذي انبهر بالفعل وساعدها في نفس الوقت الذي رفض فيه مساعدتها عندما ظهرت في هيئها الحقيقية، ولذلك أرادت الساحرة تلقين الأمير درسًا لن ينساه طوال حياته، وهي أن الجمال يكمن داخل الروح وليس في الشكل، لذا تحوله إلى وحش قبيح وتحول كافة الخدم في القصر إلى أشياء عديدة كلها جامدة بدايةً من أكواب القهوة وحتى الصحون والأرائك، لكنها تعطيه فرصة ليكفر عن ذنبه، فتخبره بأنه إذا وقعت أية امرأة في حبه وبادلها الحب قبل حلول عيد ميلاده الواحد والعشرين فإنه سيعود إلى هيئته الطبيعية، وكان الأمر مستحيلاً بالنسبة للأمير الذي تحول إلى وحش قميء لن يفكر أي إنسان في الاقتراب منه عوضًا عن الوقوع في حبه.

على الجانب الآخر هناك والد جميلة المخترع العجوز طيب القلب والذي يسخر منه الجميع بسبب فشله في العديد من الاختراعات أو ربما أنهم لم يتمكنوا من تقدير براعته، وفي مرة يذهب الأب إلى معرض للاختراعات ويضطر إلى قطع طريق الغابة، لكنه يضل الطريق ويصل إلى قصر الوحش الذي يودعه السجن، وعندما يعود حصانه إلى المنزل تفزع جميلة وتذهب إلى طريق الغابة لتبحث عن والدها وتصل إلى هذا القصر المخيف في ليلة ممطرة، وحينها يعرض الوحش على جميلة بأن يأخذها كأسيرة بدلاً من والدها وتوافق على هذا العرض فورًا، وهنا تبدأ قصة رومانسية مبهرة بين الجميلة والوحش قد تكون هي الأجمل والأكثر شهرة في قصص الأطفال العالمية ، مع العلم بأن الحب لم يحدث على الفور وهناك العديد من الأحداث التي جعلت من هذا الحب ممكنًا.

الأميرة والوحش في السينما

ظهرت القصة في العديد من الأعمال الفنية، لكن أشهر الأعمال قاطبةً هو فيلم ديزني الذي أنتجته في سنة 1991 وضم أغنيات شهيرة أصبحت أيقونية في أفلام ديزني، وحصد الفيلم 425 مليون دولار في النطاق العالمي مع ميزانية بلغت 25 مليون دولار فقط، وأصبح فيلم الرسوم المتحركة الأول في التاريخ الذي يتم ترشيحه لجائزة أفضل فيلم في جائزة الأوسكار.

هدايا المجوس

هي قصة شهيرة للمؤلف الأمريكي أو هنري (الاسم المستعار لويليام سيدني بورتر)، نشرت القصة في المجموعة القصصية “الملايين الأربعة” والتي تعتبر من أهم مجموعات أو هنري ونشرت في 10 ديسمبر 1905 في جريدة أدبية ثم نشرت في كتاب في شهر أبريل من السنة التالية. واختيار الكاتب للمجوس هو إشارة إلى قصة المجوس الثلاثة التي ظهرت في العهد الجديد، مع العلم بأن المجوس هم عبدة النار وهم منحدرون من الديانة الزرادشتية التي تعتبر ديانة توحيدية، لكن عامةً فإن القصة لا تتحدث عن أية ديانة، فالمقصد منها هو قيمة إنسانية خالصة.

حكاية هدايا المجوس

تبدأ القصة بسطور يتحدث فيها المؤلف عن الحال البائس الذي وصلت إليه بطلة القصة ديلا، فقد اقترب عيد الكريسماس ولا يوجد في محفظتها إلا أقل من دولارين، وهو مبلغ ضئيل بالنسبة لأي هدية قيمة يمكن أن تُشترى، ومع ذلك فهو كنز بالنسبة لها وعملت على توفيره لفترة طويلة، لكن بسبب الفقر فإن أبواب الدنيا كلها بدت موصدة أمامها، ولم يتبق لها سوى ساعات كي يعود زوجها إلى المنزل لينتظر هديته، فبدأت ديلا بالانتحاب الطويل على الأريكة ثم نظرت إلى المرآة إلى أن ظهر في رأسها فكرة استثنائية، فهي تملك شعر طويل مميز دومًا ما كانت تفتخر به – وكذلك زوجها – أمام الآخرين، فقررت بسرعة الذهاب إلى محل قريب منها لتبيع شعرها ليتم استخدامه كباروكة كما هو شائع في ذلك الوقت، وبالفعل قامت بهذه الخطوة الجريئة دون أن تفكر في العواقب، وبعد حصولها على عشرين دولار لقاء شعرها من السيدة سوفروني ذات الوجه المتجهم، فكرت في أن الهدية المناسبة لزوجها جيم هي سلسلة لساعة يد مصنوعة من البلاتينيوم، فقد كان يمتلك ساعة ذهبية ورثها أباه عن جده، واشترت ديلا الهدية وعادت إلى المنزل لتحضر العشاء ولتتزين لتفاجئ زوجها بالهدية، وفي السابعة مساءً جلست على الطاولة بالقرب من الباب لتنتظر جيم الذي تأخر على غير العادة، وفور دخوله أخبرته ديلا بكل ما حدث، فتوقف جيم مصدومًا ليخبرها في النهاية بأنه باع ساعته ليشتري لها مجموعة من أمشاط الشعر الثمينة، وبهذا لن يستطيع أي منهما الاستفادة من هدية الآخر، وهذه المفارقة أصبحت من أهم مفارقات قصص الأطفال العالمية التي يتم استغلالها لوضعها في قصص أخرى، وهي تبين المدى الذي قد تصل إليه تضحيات المحبين.

هورتون يسمع الهوو

هي قصة للكاتب المعروف باسم دكتور سوس وقام بتصويرها بنفسه كما اعتاد دومًا على فعل ذلك في كتبه، وهو يعتبر من أكثر مؤلفي قصص الأطفال العالمية المعاصرين تأثيرًا، ونشر القصة في سنة 1954 وهي القصة الثانية التي تظهر فيها شخصية الفيل هورتون بعد قصة “هورتون يفقس البيضة”، وكائنات الهوو المذكورة في القصة ظهرت لاحقًا في قصة “كيف سرق جرينش عيد الكريسماس!” والتي تضم شخصية شهيرة من شخصيات دكتور سوس أيضًا وهي شخصية جرينش، وتبدأ القصة بحادثة غريبة للفيل هورتون، حيث يسمع ذرة غبار تتحدث إليه، وكما هو معروف فإن الأفيال من أكثر الحيوانات قدرة على السمع ولهذا استخدمها الكاتب، لكن بالطبع هذه القصة خيالية بشكل كامل وتهدف إلى الرمزية فقط، فعندما يقترب هورتون أكثر من ذرة الغبار يتأكد أن ما يسمعه ليس بالوهم، فهناك كوكب متناهي في الصغر داخل ذرة الغبار هذه تسكنه كائنات الهوو، ويطلب محافظ مدينة الهوو من الفيل هورتون أن يحميهم، ويوافق الفيل الطيب على الفور، لكن عندما يذهب إلى بقية الحيوانات ليخبرهم بالقصة فإنهم يسخرون منه خاصةً شخصية الكانغارو وصغيرها، لذا فإن هورتون يأخذ مهمة الحماية على عاتقه بمفرده، وطوال الطريق نحو إنقاذ هذا المجتمع الميكروسكوبي يواجه هورتون مصاعب شتى، لكنه ينجح في النهاية ويستطيع إثبات وجود هذه الكائنات للحيوانات الأخرى، والمعنى الرمزي للقصة هو أنه مهما كان حجم الإنسان صغيرًا فإن له قيمة ويجب أن يتم التعامل معه بالاحترام الكافي.

قصص بارزة أخرى

من أهم قصص الأطفال العالمية أيضًا نذكر “أليس في بلاد العجائب” التي ألفها لويس كارول مع رسومات توضيحية لجون تينيل في منتصف القرن التاسع عشر وتتحدث عن فتاة تقع في بيت للأرانب تحت الأرض لتجد نفسها في عالم جديد وخيالي تمامًا، ورواية “الريح في الصفصاف” التي ألفها كينيث جراهام في 1908 وتتحدث عن أربع حيوانات في مزرعة إنجليزية تقدم في النهاية معاني أخلاقية رمزية، ورواية “ساحر أوز العجيب” التي ألفها ليمان فرانك بوم عن فتاة تعرض بيتها إلى إعصار غير مسار حياتها وتحمل العديد من القيم الأخلاقية التي تقدمها الشخصيات المتنوعة مثل الساحر أوز والأسد الجبان، ورواية “بيتر وويندي” لجي إم باري التي كتبها في 1911 وهي نسخة جديدة للمسرحية التي كتبها قبل سبع سنين وهي عن قصة بيتر بان ويظهر فيها القرصان الشهير الكابتن هوك، ورواية “الحديقة السرية” التي كتبها فرانسيس هودسون برنيت، وهناك العديد من الروايات الأخرى التي تعتبر من أهم قصص الأطفال العالمية والتي يجب ألا نغفل ذكرها مثل “كتاب الأدغال” والقطة في القبعة” و”هايدي” و”الأمير الصغير” و”تشارلي ومصنع الشوكولاتة” و”مغامرات بينوكيو” وغيرهم.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

9 − 9 =