تسعة اولاد
الرئيسية » تجارب » صناعة الصابون : كيف تصنع الصابون في المنزل بمواد متوفرة؟

صناعة الصابون : كيف تصنع الصابون في المنزل بمواد متوفرة؟

صناعة الصابون

لا يخلو بيت من الصابون لاستعماله في عمليات تنظيف الأيدي والأجسام، صناعة الصابون ليست أمرًا بهذا التعقيد ، في هذه السطور ستتعرف على طريقة صناعة الصابون .

تُعتبر صناعة الصابون من أهم الصناعات وأكثرها انتشارًا، وذلك بسبب احتياج كافة المنازل إلى الصابون، أو بمعنى أدق، النظافة والجودة، وهو ما يقوم به الصابون، وما قامت من أجله صناعته التي تزامنت مع بدء الإنسانية نفسها، فالإنسان بطبيعته نظيف، يُحاول دائمًا التخلص من القاذورات وأثارها، لذلك سعى مُنذ بدايته إلى إيجاد الوسيلة التي يتمكن من خلالها فعل ذلك، فبدأ بالرمال وبعدها أوراق الشجر ثم اهتدى بعدهما إلى الصابون، فدعونا نتعرف سويا في السطور القادمة على صناعة الصابون وكيفيتها وأهم المواد المُستخدمة فيها.

هيا بنا نقوم بإجراء تجربة صناعة الصابون في المنزل

ما هو الصابون؟

قبل أن نتعرف على صناعة الصابون يجب علينا أولًا معرفة المقصود بالصابون نفسه، فهو مادة سائلة أو يابسة، تُستخدم مع الماء أو أي عنصر مُطهرّ آخر، وتقوم بتنظيف وتطهير الشيء المُنظَف، وقتل الميكروبات الموجودة فيه، وقد كان الصابون في البداية بديلًا للتراب وأوراق الشجر، إلى أن تم إضافة بعض المواد إليه فأصبح العنصر الأول المسئول عن النظافة ومع الوقت انتهى زمن التراب والأوراق تمامًا.

أنواع الصابون

عند البدء في صناعة الصابون يجب علينا مُراعاة شيء هام جدًا، وهو أن الصابون نوعين، كل نوع منهما له صفاته ووظائفه، وليس كما يتخيل البعض أنهما مجرد أشكال لنوع واحد، فالصابون إما سائل أو صلّب، أما السائل هو الذي يكون على شكل مادة سائلة لزجة، ويُستخدم في تنظيف اليدين والملابس أيضًا، فهو من ضمن الأدوات الأساسية للغسيل في البيوت، بخلاف الصابون الصلب، والذي لا يُستخدم عادةً سوى في تنظيف اليدين والجسد عمومًا، فهو مصنوع للإنسان بشكل كامل.

وقد كان الصابون الصلب هو أول أنواع الصابون التي تم التوصل إليها، أما السائل فهو النوع الأحدث، والذي عرفته أوروبا أولًا خلال القرن التاسع عشر، ثم بدأ بعدها في الانتشار حتى أصبح متوفرًا في كافة أنحاء العالم بنهاية القرن العشرين، وكلا النوعين كما نعلم يأخذان أشكال وألوان مُختلفة، وخاصةً الصلب، لكن الجودة في النهاية واحدة.

صناعة الصابون المنزلية

ربما لم ينتبه أحد مُنذ البداية إلى أننا بصدد التحدث عن صناعات الصابون المنزلية، وهي تلك التي يستطيع أي شخص فعلها في بيته ودون أي عناءٍ أو تكلفة، بل هي فقط تحتاج إلى عدة مقادير ووقت قليل.

المقادير المُستخدمة

من حسن الحظ، أن صناعة الصابون تحتاج كما أشرنا من قبل إلى عدة مقادير قليلة، بل ومتوفرة أيضًا في كل مكان، ونحن إذ نتحدث عن صناعة كيلو واحد من الصابون فلا نحتاج أكثر من لتر ماء، ولتر أو قل بقليل من الزيت النباتي، ومقدار قليل جدًا من الزيت العطري الذي يُعطي الرائحة للصابون، ولون طبيعي حسب الطلب، وكلا المادتين السابقتين موجودتين في محلات العطارة والأسواق أيضًا، وأخيرًا، يأتي دور المادتين الأهم في صناعة الصابون، وهي السمن الحيواني والصودا الكاوية، ولا نحتاج منهما أكثر من ثلاثمائة جرام.

الأدوات الواجب توافرها

بعد توفير المقادير والمواد اللازمة يجب علينا توفير شيء آخر، وهو لا يقل أهمية أيضًا عن المقادير، فهذا الشيء هو الرابط بين المقادير وصناعة الصابون، ونحن نعرف أن كل صناعة تحتاج إلى أدوات تقوم عن طريقها، وأدوات صناعة الصابون أيضًا في غاية البساطة والتوافر، فهي عبارة عن ملعقة خشبية للتقليب ونظارات لحماية العين من المواد المُتطايرة وقفازات لتجنب مس المواد الحارقة كالصودا الكاوية.

وهناك أيضًا ضمن أدوات صناعة الصابون الكأس المدرج، الذي تمرّ من خلاله المواد، ثم المقياس الحراري الذي يقيس درجة التفاعل، وأخيرًا تلك القوالب التي تتشكل من خلالها كل المواد السالف ذكرها لتخرج بالشكل الذي نراها عليه فيما بعد، وهو إما مُستطيلي أو مربع، أو حسب ما يختاره الصانع من أشكال.

صناعة الصابون

بعد تحضير المقادير والأدوات اللازمة يأتي الدور أخيرًا على المرحلة النهائية، مرحلة التنفيذ، وتبدأ هذه المرحلة بجلب السمن أو الزبد الحيواني وتقليبهم تحت ما يُشبه الحمام الساخن، وتتم تلك الخطوة ببساطة عند طريق إشعال النار تحت الماء في وعاء، ثم جلب السمن النباتي ووضعه في إناء آخر منفصل، يعتلي هذا الماء الساخن، وبذلك نحصل على الخليط دون وضع السمن الحيواني تحت النار مباشرةً، وهو ما يعني كسادها وعدم ملاءمتها للصناعة.

الخطوة الثانية، وفي سياق منفصل، نخلط الماء البارد مع الصودا الكاوية ونقوم بالتقليب بشكل مستمر، وبالطبع لا يجب نسيان استخدام الأدوات التي تم تحضيرها من قبل، وهي الملعقة والقفازات والنظارة، فتلك هي وسائل الحماية التي يُمكن استخدامها للحماية من تفاعلات هذه المواد مع بعضها، والتي تُسبب مادة حارقة مؤذية للعين.

الآن نحن ندرك بالطبع أنه قد أصبح لدينا وعاءين، في كل وعاء خليط مختلف، والخطوة التالية ببساطة هي خلط الوعاءين معًا، أي وضع السمن الحيواني المُتعرض لحمام ساخن مع خليط الماء البارد والصودا الكاوية، وهو ما ينتج عنه خليط خشن، يُمكننا القول من خلاله أننا قد وصلنا إلى المراحل الأخيرة في صناعة الصابون.

المرحلة الأخيرة

المرحلة الأخيرة من مراحل صناعة الصابون الفعلية هي مرحلة تعريض الخليط إلى الحرارة مرة أخرى، والهدف من هذه المرحلة هو فصل المواد المتصلبة عن المواد السائلة، وهي عملية غالبًا لا تستمر أكثر من مدة انخفاض برودة المواد المنفصلة، حيث نقوم بخلطهما مرة أخرى لنخرج في النهاية بالشكل الرسمي للصابون، وهو يشبه كثيرًا خليط البطاطا.

مرحلة التشكيل والتلوين

بعد انتهاء مراحل صناعة الصابون الفعلية يأتي الدور على المراحل المُكملّة، ومنها مرحلة التشكيل، والتي تتلخص في تقسيم خليط الصابون الذي تم الانتهاء منه للتو، ومنحه عدة أشكال أو فورمات حسب الرغبة، ثم بعد ذلك مرحلة التلوين، وفيه يتم منح كل مقدار من الخليط لون مُعين، على حسب الرغبة.

في الغالب يُفضلّ أن يكون اللون المُعطى مُتبع برائحة تتناسب معه، فمثلًا اللون الأصفر يكون مناسبًا جدًا معه رائحة الليمون، والأحمر يتناسب مع رائحة أي فاكهة حمراء كالفراولة أو التفاح، والأخضر يتناسب مع النعناع، وهكذا في باقي الألوان، والهدف من هذه العملية هو تزيين وتجويد المنتج فقط لا غير، لكن في الأصل، يُمكن استخدام الصابون استخدامًا عاديًا بعد الانتهاء من المرحلة الأخيرة مباشرة ودون إضافة اللون أو الرائحة.

تنبيه واجب

فيما يتعلق بتجربة صناعة الصابون المنزلية يجب علينا التأكيد على أمر هام وضروري جدًا، وهو أنه بعد صناعة الصابون حسب الخطوات المذكورة سلفًا يجب تركه في مكان جاف أو مكشوف حتى يتمكن من الجفاف، والمدة التي يحدث فيها ذلك يجب ألا تقل بأية حال من الأحوال عن عشرة أيام، وقد تصل كذلك إلى خمسة عشر عامًا.

فائدة صناعة الصابون

قد يسأل البعض عن فائدة صناعة الصابون المنزلية بالرغم من كل هذه الأدوات، وهذا بالطبع أمر غير منطقي، لأننا نتحدث عن أدوات بسيطة متاحة غير مُكلّفة، ويمكن استخدامها مئات المرات كذلك، كما أن الشيء الآخر، والذي قد يغفله البعض، أن صناعة الصابون المنزلية تضمن استخدام صابون خالي من المواد الحافظة أو الضارة، وهو أمر قد لا يتوفر في الصابون الجاهز.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

واحد × ثلاثة =