تسعة اولاد
الرئيسية » شخصيات وعلماء » لويس داجير : تعرف على مخترع الكاميرا ومراحل تطورها

لويس داجير : تعرف على مخترع الكاميرا ومراحل تطورها

لويس داجير

لا أحد اليوم لا يمتلك كاميرا أو أكثر، كانت بداية اختراع التصوير الفوتوغرافي على يد الفرنسي لويس داجير الذي نستعرض لكم قصة حياته بإيجاز في السطور التالية.

يُعتبر المخترع والرسام الفرنسي لويس داجير أحد أهم الأشخاص الذين مروا بالتاريخ، الحديث منه والقديم، وذلك لأنه ببساطة تمكن من اختراع واحدة من الاختراعات البشرية الهامة التي كان تأثيرها وسيظل خالدًا وفارقًا حتى نهاية الكون، وهو اختراع الكاميرا، والكاميرا كما تعلمون ليست بحاجة إلى الحديث عنها وعن فوائدها، وإن كنا سنتطرق لذلك سويًا خلال السطور الآتية، لكن دعونا أولًا نبدأ ببطل هذا الاختراع الهام وحياته، ثم نتعرف على اختراعه وأهميته وأبرز ما أُثير من جدل حول كثرة مُخترعيه، والذين يترأسهم العالم الإسلامي الشهير حسن بن الهيثم.

تعرف عن قرب على لويس داجير مخترع الكاميرا

من هو لويس داجير؟

وُلد العالم والمخترع والرسام الفرنسي لويس داجير في عام 1787، وذلك في مدينة تقع في شمال فرنسا تُدعى كورجي، وفرنسا في هذا الوقت لمن لا يعرفها كانت في أوج ازدهارها، حيث كانت قد تخلصت للتو من أسرة لويس في مجزرة كبيرة أعقبت الثورة الفرنسية الشهيرة، ثم بدأت بعض ذلك في بسط سيطرتها على العالم عن طريق الجيش الفرنسي الذي كان يقوده وقتها أحد أشهر القادة الذين مروا بالتاريخ، نابليون بونابرت، وفي خِضم كل ما سبق ذكره وُلد بطل اختراع الكاميرا لويس داجير، وقد اكتُشف فيما بعد أن ميلاد هذا الرجل كانت بمثابة إكمال لتقدم فرنسا وازدهارها.

حياة لويس داجير

بعيدًا عن طفولة لويس داجير التي كانت عادية إلى حدٍ كبير، كان هناك حدثًا هامًا جدًا في حياة هذا الرجل، هذا الحدث جعله الآن أحد أهم الأشخاص الذين خلدهم التاريخ، وهو ببساطة رحلة الرابعة عشر من العمر.

كانت رحلة غريبة للغاية وفارقة في حياة لويس داجير كما أشرنا، فقد بدأت برغبة من والديه في زيارة ريف كورجي وتناول الإفطار في الخلاء وانتهت بميلاد لويس داجير مُختلف تماما عن ذلك الذي خرج مع والديه في بداية اليوم، ببساطة، في ذلك الصباح، تمكن لويس من اكتشاف موهبته في الرسم، وصدق أو لا تُصدق، لقد جاء الأمر بصدفةٍ شبه بحتة.

اكتشاف موهبة الرسم

كان والديّ لويس داجير من أفراد الطبقة المتوسطة، لذلك كان لويس داجير يُمنع من الاختلاط بأبناء العامة، ولم يكن يذهب سوى لزيارة أقاربه أو المدرسة، لذلك عندما خرج مع والديه في هذا اليوم العجيب، رأى عصفور جميل وقرر الاحتفاظ به، لكنه لم يستطع الوصول إليه، وهنا خطرت في رأسه فكره جديدة، وهي رسمه على الورق، ليكتشف لويس في نهاية الرسم أنه قد تمكن من محاكاة العصفور على الورق بصورة رائعة، وأنه يمتلك موهبة الرسم بالفعل.

الانطلاق المُتوقع

كان من المنطقي جدًا أن ينطلق لويس داجير في عالم الرسم بعد اكتشافه لتلك الموهبة، لذلك يُقال أنه كان يحمل حِفنة كبيرة من الأوراق وكان يرسم أي شيء يُقابله، حتى أصدقائه ومُدرسيه في المدرسة وجيرانه وأقربائه، كل هؤلاء قام برسمهم أيضًا، واستمر على ذلك حتى بعد نهاية دراسته، وبالتأكيد كان يجد كل الترحيب من والديه الذين كانا يتفاخران به، فقد كانت موهبة الرسم مثل موهبة الغناء والشعر، مدعاة للفخر والشرف، لكن لويس في الحقيقة لم يتوقف عند ذلك الحد فقط.

بداية الحلم

مع الوقت، بدأ لويس داجير يشعر أن شيئًا ما لا يزال ناقصًا ويطلب منه الاكتمال، شيء تقوله الرسومات التي يقوم برسمها دائمًا، شيء يحتاج إلى دفعة من الكهرباء التي كانت حديثة الاكتشاف في هذا الوقت، شي كاختراع ما يقوم بالرسم دون الحاجة إلى شخص يقوم بذلك، شيء كالكاميرا مثلًا!

أراد لويس داجير أن يجعل الآلة تحل محل الإنسان وتقوم هي بنقل المناظر الطبيعية كما هي على حالتها الأصلية، فقد كان لويس يُدرك أنه ليس كل إنسان موجود في هذا الكون قادر على الرسم بطريقة صحيحة، لذلك أراد ببساطة أن يجعل لكل شخص رسّام خاص به، يرسم له ما يُريده وفي أي وقت يُحدده، دون كلل أو ملل، ودون وضع الحالة المزاجية في الحُسبان، وبذلك جاءت فكرة الاختراع الأساسية، لكن كان لابد من شريك ومُساعد في الأمر.

شُركاء الاختراع

في بداية الاختراع بدت كل محاولات لويس داجير فاشلة، فقد ظل يحاول حتى عام 1827 تقريبًا، وهو الوقت الذي التقي فيه برفيقه في الشغف وشريكه في الاختراع، جوزيف نيبس.

كان جوزيف نيبس رسام أيضًا، وقد فكرّ فيما فكرّ به لويس داجير كذلك، وحاول أكثر من مرة مثله، إلا أنه على خلاف لويس تمكن من الوصول إلى شبه طريقة حقيقية لاختراع الكاميرا، وبالرغم من كونه غير مكتملة إلا أنها كانت تستحق المال والجهد لإكمالها، وهو الشيء الذي كان يتوفر بكثرة لدي لويس داجير، لذلك وافق جوزيف نيبس على التعاون معه لإنجاز حلمهما الذي يحلمان به سويًا منذ أكثر من عقدين، إلا أن الموت زار نيبس في إحدى الليالي وقضى على تلك الشراكة، ليعود الحلم مرة جديدة إلى رأس لويس فقط، لكن هذه المرة كان يقترب بشدة من أن يُصبح حقيقة.

اختراع الكاميرا

أخيرًا، في عام 1837 تمكن لويس داجير بفضل أبحاث شريكه الراحل من اختراع الكاميرا، وذلك عن طريق ابتداع ما يُسمى بالنظام العلمي للتصوير والمُحاكاة، وهو ما عُرف وقتها بنظام داجير.

اعتمد لويس في اختراعه عندما كان في شكله البدائي على قطعة من القماش والشمس، وقد كان من الممكن جدًا أن يتم اتهامه هو وصديقه بالجنون إذا أخبرا أحد أن القماش والشمس يُمكن أن يُخرجا صورة مُماثلة تماما للصورة الحقيقية، لكن، فور نجاح الأمر تهافت عليه الجميع وقاموا بعد وفاته بأخذ أبحاثه وتطويرها، ليُصبح لويس داجير رسميًا مُخترع الكاميرا وأول من جسّد منظر طبيعي دون رسم بشري.

رحلة الاختراع

كما أشرنا، خرج اختراع لويس داجير للنور بعد إتمامه بعامين، وتحديدًا عام 1839، حيث كان لويس لا يطمح في أي شيء عدا هذا الاختراع، لذلك لم يسعى لتوثيقه أو تسجيله باسمه، وإنما تكفل التاريخ ووريث صديقه جوزيف نيبس بفعل ذلك، وفي مقابل كل هذا العناء قامت الحكومة الفرنسية بعد إحراج من لويس بالاعتراف به كعالم فرنسي حقيقي وعمل شبه معاش دائم له ولنجل شريكه في الاختراع، وبالطبع لم يكن لويس في حاجة إلى هذا المال فقام بإعطائه لنجل جوزيف نيبس أيضًا عرفانًا بجميل والده ودوره الهام في الاختراع.

نهاية لويس داجير

منذ عام 1839، وحتى وقت وفاة لويس داجير عام 1851، لم تنقطع وصلات المدح في لويس واختراعه، حتى أن الحفلات كانت تُقام على شرفه بشكل شبه يومي، وأصبح العلماء من كل حدب وصوب يأتون إلى فرنسا لرؤية لويس وشكره ورؤية اختراعه، وهو الأمر الذي أصبح غير مجاني فيما بعد، فبالطبع كان من أبناء لويس من استغل شهرة أبيه وحفاوة العالم به، لكن في النهاية مات الرجل وفتح خلفه أبوابًا من الجدل.

من فعلها أولًا؟

بعد موت لويس داجير تكالب الجميع حول الاختراع، أما ما لم يتكالب مثلهم فقد فضل عدم الاعتراف بالاختراع أونسبه إلى لويس، حيث قالوا إن لويس قد سرق الفكرة من مُخترعين آخرين أولهم الحسن بن الهيثم وآخرهم صديقه جوزيف، لكن التاريخ حسم الجدل في النهاية وجعل الاختراع من نصيب لويس داجير.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة عشر + سبعة =