تسعة اولاد
الرئيسية » دروس » تعرف على أعراض قلق الامتحان وطرق التغلّب عليها بسهولة

تعرف على أعراض قلق الامتحان وطرق التغلّب عليها بسهولة

قلق الامتحان

قلق الامتحان حالة من التوتر وعدم التركيز تُصيب الطالب قبل الامتحان، ويكون الخوف هو سببها، والحقيقة أن القلق يأتي بنتيجة عكسية ويجعل الطالب يفقد تركيزه.

يُعتبر قلق الامتحان أحد أهم الأعراض التي تُصيب الشخص قبل بداية الامتحان، وتحديدًا في الليلة الأخيرة قبله والساعات الأولى التي تسبقه، وذلك القلق عادةً لا يكون محمودًا، إذ أنه يؤثر على نفسية الطالب المقبل على الامتحان ويجعله على أهبة الاستعداد لفقدان كافة تركيزه ونسيان كل ما تم تحصيله، فالخوف هو النتاج الأول والبديهي لذلك القلق، وطبعًا من المعروف أن الخوف يقتل كل رغبات التميز ويجعل الإنسان تحت رحمة المجهول، عمومًا، يتعرض الكثير من الطلاب لذلك العرض قبل امتحان، وبالطبع يجب عليهم التعرف على الطريقة التي يمكن من خلالها تجاوز ذلك الأمر، وهو ما سنحاول فعله في السطور القادمة، حيث سنتعرف سويًا على ذلك القلق وأسبابها وأعراضه وكيفية التخلص منه.

ما هو قلق الامتحان؟

بدايةً علينا أن نعرف بأن القلق بشكل عام هو حركة غير إرادية مصحوبة بالخوف الشديد، والحقيقة أن كل شخص مُعرض للقلق في الكثير من المواقف الحياتية، فعندما تُقدم على شيء لأول مرة فإن أول شيء قد تشعر به حيال ذلك الشيء هو القلق، وذلك لأنك لا تعرف هل سينجح ذلك الأمر الذي ستُقدم عليه أم لا، وهذا هو الحال بالضبط مع قلق الامتحان، فالطالب لا يكون على دراية وقتها بما يُمكن أن يحدث له خلال ذلك الامتحان، وهل سينجح في تذكر كل ما قام بمراجعته أم أنه سينسى أغلبه، ومن هنا يكون القلق ذا تأثير سلبي وليس إيجابي بالمرة، فالخوف من الشيء يُفقدك القدرة على مواجهته، عمومًا، الجميع بالتأكيد يُريد التعرّف على أسباب ذلك القلق المُثير.

أسباب قلق الامتحان

يظهر قلق الامتحان مع اقتراب الامتحان نفسه، والحقيقة أنه الكثير من الأسباب التي تجعل الطالب يُصاب بذلك العرض، أهمها مثلًا عدم استعداده النفسي والفكري للامتحان، وهو أمر يحدث بسهولة دون أن ينتبه له الطالب، فمثلًا، عندما يتغافل الطالب عن مذاكرة المنهج الدراسي المقرر عليه حتى اقتراب موعد الامتحان ثم يكتشف فجأة أن الامتحان على الأبواب وأنه لم ينجح في تحصيل القدر المطلوب من المواد، فهو في هذه الحالة يُصبح فريسة سهلة جدًا للقلق، لأنه وجد فيه سببًا منطقيًا، وهو عدم الاستعداد الجيد للامتحان.

الشخصية القلقة بالفطرة، السبب الثاني

السبب الثاني من أسباب قلق الامتحان هو أن يكون الشخص المُقدم على الامتحان يمتلك في الأصل شخصية قلقة، ومعنى ذلك أنه مستعد للقلق من أي شيء في هذه الحياة ولا يمتلك الثقة في نفسه مُطلقًا، والحقيقة أن مثل هؤلاء الأشخاص موجودين بكثرة في هذه الحياة، فمن طباع البشر كما ذكرنا أنهم يُعانون في بداية كل تجربة جديدة يُقبلون عليها، لذلك عندما تكون أمامك شخصية مستعدة للقلق من أي شيء مهما كان فأنت بالتأكيد تتوقع منها أن تُصاب بقلق الامتحان، بل وأن تُعاني أكثر من الأشخاص العاديين، لكن في النهاية ينتهي شعور القلق هذا بنهاية الامتحان.

التهديد من المدرسين

بخلاف الأسباب الطبيعية التي تُسبب قلق الامتحان فإنه ثمة آخر يُمكن أن يتسبب في ذلك القلق، وهو يتعلق بالمدرسين الذين يضعون الامتحان، فعندما يعرف الطالب مثلًا أن مُدرس شديد التعامل ومشهور بوضع الامتحانات الصعبة سوف يضع الامتحان الذي سيخوضه هذا العام فإنه تلقائيًا يُصاب بحالة من القلق، ويبدأ في فقدان الثقة بنفسه شيئًا فشيئًا حتى يتحول الأمر في النهاية إلى قلق كبير لا يقل عن القلق الفطري.

في الحقيقة لا يُصيب التهديد من المدرسين كل الطلاب بقلق الامتحان، وإنما يُمكن أن يُصيب فقط الأشخاص الذين لم يتجهزوا جيدًا لذلك الامتحان، وكأن لسان حالهم يقول نحن لم نذكر وثمة مدرس مشهور بوضع الامتحانات الصعبة سوف يضع الامتحان أيضًا، إنه أمر أشبه بزيادة الكرب كربين، لكن، هذا لا ينفي تعرض البقية للقلق حسب قدرتهم النفسية.

المصيرية وتحديد المستقبل

الإنسان بطبيعته يعشق الحرية ولا يُريد أبدًا أن يتم الضغط عليه لأي سبب كان، ففي هذه الحالة تُصبح قابليته للإنجاز والنجاح أكبر، أما إذا وجد نفسه في امتحان يُحدد مصيره ومستقبله فإنه في هذه الحالة يبدأ في الارتجاف والشعور بالخوف، ويُصبح كذلك فريسة سهلة جدًا لأمر مثل قلق الامتحان، وربما هذا ما سيلاحظه الجميع من خلال معاينة امتحانات مصيرية عن قرب مثل امتحانات الثانوية مثلًا.

في المرحلة الثانوية يعرف الطالب أنه في مرحلة فارقة في حياته، فإما أن يتجاوزها ويُحقق شأنه وإما أن يفشل ويضيع مستقبله، هو قرار مصيري إذًا، ولذلك لا تكون هناك أي توقعات لما سيحدث، حتى ولو كان الطالب شديد الذكاء ومُذاكر لكافة دروسه فإنه معرض للسقوط في فخ قلق الامتحان وبالتالي الفشل الذريع.

أعراض قلق الامتحان

في الحقيقة يمكن اكتشاف قلق الامتحان بسهولة، وذلك من خلال الأعراض الكثيرة التي تظهر له، والتي أهمها مثلًا التوتر الشديد وفقدان الشهية، فالإنسان الذي يُعاني من قلق الامتحان لا يُمكن أن يكون مُقبلًا على الطعام والشراب، لا يمكن أن يكون مُقبلًا على الحياة بشكل عام، بل كل ما يعنيه في ذلك الوقت هو تجاوز الامتحان بخير، كذلك من الأعراض التي لا يخلو منها ذلك القلق الشعور بالضيق الشديد وسرعة التنفس وجفاف الحلق وتصبب العرق.

التفكير في الامتحان بالتأكيد أمر طبيعي وصحي، إلا أن الشخص الذي يُعاني من قلق الامتحان لا يُفكر مجرد التفكير، وإنما يصب كل اهتمامه به لدرجة تجعله لا يُفكر في شيء غيره، والواقع أن الأرق النفسي يكون حاضرًا كذلك وطاغيًا في هذه الفترة، وقليلًا قليلًا نجد أن حياة ذلك الطالب قد تحولت إلى جحيم.

كيف تتخلص من قلق الامتحان

ببساطة شديدة يُمكن التخلّص من قلق الامتحان عن طريق بعض الأفعال، والتي يجب أن يكون هناك وعي كافي بها من قِبل الطلاب الكبار سنًا أو الآباء الذين يملكون أطفالًا في مراحل تعليمية مُختلفة، والحقيقة أن أهم طرق التخلص من قلق النوم تتمثل في الحصول على قسط كافٍ ومُريح من النوم، فالنوم ليس مجرد حالة من السكون العبثي التي يدخل فيها الجسم، وإنما هو في الحقيقة عملية مُعالجة لكافة الأضرار التي تطال الجسم في فترة اليقظة، ومن ضمنها القلق بالتأكيد.

الابتعاد عن المنبهات والإكثار من الأكل

من الأشياء التي تُساعد في التخلص من قلق الامتحان أيضًا الابتعاد عن المنبهات، والتي قد يعتقد البعض أن تُساهم في الحل، لكنها في الحقيقة ليست سوى جزء من المشكلة، فالإنسان عندما يتناول هذه المنبهات فإنه بهذه الطريقة يُجبر الجسم على فعل أشياء لا يرغب بها، أما بالنسبة للطعام فهو يُعوض ما يرتكبه القلق في الجسم من أضرار، وهنا يجب أن نخص بالذكر الوجبة الأهم على الإطلاق، وهي وجبة الإفطار، حيث يجب الاهتمام بها بصورة أكبر من باقي الوجبات.

ممارسة بعض التمارين الرياضية

التمارين الرياضية عمومًا قادرة على إزالة أي قلق ومنح الجسم حالة من الاسترخاء، والحقيقة أن قلق الامتحان لا يُستبعد أبدًا أن يُزال بعد القليل من التمارين الرياضية الخفيفة، والتي لا يكون الهدف منها إرهاق الجسم، وإنما فقط تخفيف الحدة والتوتر عنه، وهذه التمارين كثيرة، لكن يُستحسن الابتعاد عن الضعف والمجهد منها مثل رفع الأثقال وما شابه، كما يجب ألا يطول وقت هذه التمارين، بحيث يكون عشر دقائق على الأكثر ومرة أو مرتين في اليوم.

الأسهل فالأصعب، قاعدة عامة

هناك قاعدة عامة يجب استخدامها من أجل إزالة قلق الامتحان، وهذا القاعدة يمكن العمل بها قبل الامتحان، أي وقت المذاكرة، أو خلال الامتحان نفسه، حيث تقول تلك القاعدة أنه كي نزيل القلق يجب أن نبدأ بالأسهل فالأصعب، لأن الانسان بطبيعته يمتلك حس تشجيعي، وإذا شعر أنه يُبلي بلاءً حسنًا فإنه يتشجع أكثر وأكثر ويبذل الكثير من الجهد، وبالتالي يُصبح الأمر الصعب أسهل وهكذا حتى يزول القلق تمامًا، وكما ذكرنا من قبل، هذه القاعدة قاعدة عامة، أي يمكن استخدامها في كافة الأمور الحياتية بلا استثناء، لكننا نتكلم الآن عن الحاجة إليها وقت الامتحان بالتحديد.

توكل على الله واعتمد عليه

إنها القاعدة الأهم على الاطلاق بكل تأكيد، فالتوكل على الله والاعتماد عليه لا يُزيل قلق الامتحان وحسب، بل يُزيل أي شيء آخر، سواء كان يتعلق بالأمور العادية أو الشخصية، أما ما نعنيه بالاعتماد على الله فهو الابتعاد عن الغش والغشاشين، وإياك أن تعتقد أبدًا بأنك سوف تصمد للنهاية بالغش، فالرسول الكريم يقول من غشنا ليس منا، كما أن الغشاش يتفنن في تشتيت نفسه وعدم تركيز انتباهه على الحل والتفكير في الإجابة، وكل ذلك كما ذكرنا من شأنه أن يُزيد قلق الامتحان، ونقيضه تمامًا كفيل بأن يُزيله للأبد، وبالتأكيد أنتم تعون أن التوكل على الله يجب أن يصحبه الجد والاجتهاد والمذاكرة.

عدوى قلق الامتحان

هناك أمر أشبه بالعدوى التي تظهر وتنتشر بشدة في وقت الامتحان، وهي عدوى قلق الامتحان، والتي تظهر عندما يكون أحد الطلاب مصاب بقلق شديد فيتمكن من خلال قلقه بث الخوف في قلوب باقي زملائه وإصابته بالخوف مثلهم، والحقيقة أن ذلك الأمر كي يكون لا إراديًا وقد يكون مقصودًا من أحد الطلاب بقصد تخويف زملائه وبث القلق فيهم وبالتالي عدم تأديتهم كما يجب في الامتحان، وانتصاره في ذلك يكمن في ألا يحصل طالب غيره على درجات أعلى منه، وللتفوق على حاملي العدوى هؤلاء ثمة عدى طرق أهمها تنبيه الآباء أبنائهم بالأمر قبل الامتحان ونصحهم بالابتعاد عن هذه الفئة أو عدم الاستماع أو الالتفات لهم على الأقل.

قلق الامتحان والتحصيل الدراسي

بالطبع العلاقة بين قلق الامتحان والتحصيل الدراسي علاقة عكسية، فلا يمكن أن يجني المصابون بالقلق القدر الدراسي الكافي الذي يجعلهم قادرين على عبور الامتحان، فعندما تشعر بالخوف تأكد أنك تسير في الطريق الخاطئ، ولتصحيح ذلك الطريق عليك أن تعرف ما الذي يدفعك لذلك القلق، ثم تسعى في تصحيحه أو القضاء عليه، والحقيقة أنه غالبًا ما يكون القلق ناجم عن عدم المذاكرة جيدًا أو الخوف من المدرسين كما ذكرنا من قبل، فإذا كان التحصيل الدراسي سيقل بسبب قلق الامتحان فما الهدف من الدراسة في الأساس؟ وهل هذا ما يرنو إليه واضعوا الامتحان؟ بالتأكيد لا، وإنما يُريدون من خلاله الوقوف على قدرة الطالب وتحصيله الدراسي، وهذا ما يتصدى له القلق بوجهه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 2 =