تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » جائزة نوبل : ما هي جائزة نوبل؟ ولم هي مشهورة؟ وكيف يتم الحصول عليها؟

جائزة نوبل : ما هي جائزة نوبل؟ ولم هي مشهورة؟ وكيف يتم الحصول عليها؟

جائزة نوبل

بالتأكيد سمعت من قبل عن جائزة نوبل ، وبالتأكيد حلمت في يوم من الأيام بالحصول عليها، إليك المعلومات الكاملة عن جائزة نوبل وعن أهميتها وطرق الحصول عليها.

جائزة نوبل هي الجائزة الأشهر على مستوى العالم، وقد أنشأها المخترع السويدي ألفريد نوبل تكفيرًا عن ذنبه لاختراع الديناميت أو كي يتذكره الناس بذكرى جميلة، وتقدم كل الجوائز في ستوكهولم في السويد باستثناء جائزة السلام في أوسلو في النرويج، ومع شهرة الجائزة فإن هناك انتقادات كثيرة تطالها وأبرزها تحيز اللجان تجاه قوميات معينة وخاصةً في العقود الأولى من تاريخ إطلاق الجائزة، فإذا نظرت إلى أسماء الفائزين في مختلف المجالات ستجد أن أغلبهم من الدول الإسكندنافية، وهناك أسماء أخرى أكثر تفوقًا في نفس المجالات لكن تم تجاهلها، ولم يحصل على نوبل إلا عدد قليل من المسلمين والعرب والأفارقة، وهذا ما سنتعرض له في بعض الفقرات وسنذكر لك أهم الحاصلين على نوبل من المسلمين والعرب وذوي الأصول العربية، وكذلك أهم النساء الفائزات، بالإضافة إلى معلومات طريفة عن الفائزين، وأولاً سنعلمك بالأطر العامة للجائزة وقوانينها وطريقة اختيار الفائزين.

كل ما يجب عليك معرفته عن جائزة نوبل

الأطر العامة للجائزة

تم إنشاء الجائزة في سنة 1895 وهي تتبع مؤسسة بنفس الاسم، ويتم الاعتماد على التبرعات والتمويلات لدفع قيمة الجائزة، ويسيطر على المؤسسة أبناء الدول الإسكندنافية وخاصةً السويد والنرويج، وحتى الآن تم منح جائزة نوبل لـ 870 شخص و23 منظمة ومنهم 48 امرأة، ويتم توزيع الجوائز في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام، وكل تلك المجالات ظهرت في سنة 1901، وفي سنة 1969 تم إضافة مجال علوم الاقتصاد، وميدالية الجائزة مصنوعة من الذهب، واللجان التي تحدد الفائزين ليست مكونة من أشخاص محددين، بل من مجموعة معاهد وأكاديميات في الدول سابقة الذكر وبالتحديد الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم.

قوانين جائزة نوبل

يمكن أن تذهب الجائزة إلى الأفراد أو المؤسسات، والفائز يحصل على ميدالية وشهادة ومبلغ مالي يمكن أن يختلف من سنة لأخرى وهذا يعتمد على كمية المال الذي يدخل إلى المؤسسة، وفي 2008 حصل الفائزون على مبلغ قدره 10 مليون كرونة سويدية (أي حوالي 1.72 مليون دولار)، وتبدأ مراسم تسليم الجوائز بعد سنة من الإعلان عنها، وفي مطلع فبراير من كل سنة تبدأ اللجان الستة في تحضير قوائم للمرشحين بنيل جائزة نوبل ، ثم تبدأ اللجان الفرعية في النظر إلى مختلف الترشيحات فيما بين سبتمبر وأكتوبر، ويجب أن يتم الإعلان عن الفائزين في 15 نوفمبر من كل عام، ويبدأ أسبوع جائزة نوبل في مطلع أكتوبر، ويتم الاحتفال بالفائزين في العاشر من ديسمبر وهو ذكرى وفاة ألفريد نوبل.

في حالة موت الفائزين

لا يتم السماح بتسليم الجائزة في حالة موت الفائز قبل مراسم تسليم الجوائز، وقد تم سنّ هذا القانون في سنة 1974، لكن قبله فقد حصل الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق داج همرشولد على جائزة السلام في 1961 وإريك أكسل كارلفلت على جائزة الأدب في 1931 وكلاهما يحملان الجنسية السويدية، أما المفكر وعالم الاقتصاد ويليام فيكري فلم يحصل على جائزة نوبل بسبب موته في 11 أكتوبر 1996 أي قبل مراسم التسليم.

إلغاء الجائزة

جائزة نوبل قد لا يتم تسليمها كل سنة، فيمكن أن تُلغى بسبب عدم وجود مرشحين مستحقين أو بسبب الموقف العالمي، فمثلاً تم إلغاء كافة الجوائز فيما بين سنوات 1940 و1942 بسبب الأوضاع الإنسانية المتردية التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية وشعور مؤسسة نوبل بأن توزيع الجوائز سيكون مهينًا للعالم في ظل المجازر التي تحدث كل يوم، ويمكن أن يتم تعطيل الجائزة أيضًا، ولكن في حالة تعطيلها فإن اسم الفائز سيدخل في سجل المؤسسة لكنه لن يحصل على العائد المادي.

أكثر 10 جامعات أخرجت فائزين بنوبل

أول جامعة هي جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، وقد أخرجت 134 فائز بنوبل، لكن التقرير الرسمي للجامعة يقول أنهم 49 فقط، وهذا الفرق بسبب عدم الالتحاق بالجامعة لمدة كافية أو قيام الفائز بتحضير بحوثات قصيرة فقط داخل الجامعة أو أسباب أخرى، والجامعة الثانية هي أمريكية أيضًا وهي جامعة كولومبيا بـ 100 فائز (التقرير الرسمي هو 82)، والثالثة جامعة كامبريدج البريطانية بـ 95 فائز (96 رسميًا)، والرابعة جامعة كاليفورنيا في بريكلي الأمريكية بـ 92 فائز (رسميًا 47) ومعها أيضًا جامعة شيكاغو بنفس العدد، والسادس معهد ماساتشوستس للتقنية في أمريكا، والسابعة جامعة أوكسفورد، والثامنة جامعة ستانفورد، والتاسعة جامعة كورنيل، وفي المركز العاشر جامعة يال الأمريكية بـ 52 فائز (رسميًا 25).

معلومات طريفة عن الفائزين في جائزة نوبل

بول ديراك هو عالم فيزياء نظرية شهير، وكانت شخصيته انطوائية تمامًا، لذا فقد قرر عدم استلام الجائزة للابتعاد عن كاميرات الصحافة، لكن عندما أخبره أصدقائه أن عدم استلامه للجائزة سيجعله الشخص الأول الذي يفعل هذا أي أنه سيضاعف الاهتمام الإعلامي، لذا أعاد التفكير واستلم جائزة نوبل بهدوء. وعندما حصل العالم نيلز بور على الجائزة في الفيزياء في سنة 1922 تم تكريمه عبر شركة لإنتاج البيرة عبر إعطاءه منزل قريب من المصنع وهناك أنبوب يصل المصنع بالمنزل حتى يستطيع شرب البيرة في أي وقت لأنها كانت مشروبه المفضل. أما الطبيب فيرنر هورسمان الحائز على جائزة نوبل لم يتم تقديره قبل ذلك، وخلال عمله كمساعد طبيب لإجراء عمليات القسطرة تم طرده بسبب قيامه بالعملية بنفسه، ولكن بعد 27 سنة حصل على جائزة نوبل .

السياسيون والمناضلون

حصل المناضل الفيتنامي لي دوك ثو على جائزة السلام في 1973 مناصفةً مع هنري كيسينجر، وهو صاحب فضل كبير في إنهاء حرب فيتنام وانسحاب القوات الأمريكية خاصةً عند ذهابه إلى باريس وإقامة مفاوضات عديدة هناك مع المسئولين الأمريكيين، إلا أنه رفض استلامها لإيمانه أن السلام لم يحل بعد في فيتنام بالرغم من انتهاء الحرب. وعندما حصل مارتن لوثر كينج المناضل عن حقوق السود والأقليات في الولايات المتحدة على جائزة نوبل في السلام، فقد قامت ولاية أتلانتا بإقامة حفل عشاء ضخم له، لكن المدير التنفيذي لشركة كوكا كولا هدد بنقل الشركة خارج الولاية لأنه أراد تكريم لوثر عبر أبناء ولايته الخاصة. وهنري كيسنيجر هو من أهم الساسة الحاصلين على الجائزة في السلام، ومما يذكر عنه أنه قال: “رجال الجيش هم حمقى، حيوانات غبية يتم استخدامها كرهان للسياسات الخارجية”. أما الرئيس الأسبق لأمريكا ثيودور روزفيلت هو الإنسان الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للسلام وميدالية الكونجرس.

العالم الفائز في نوبل المزيفة والحقيقية

أندري جيم هو عالم حاز على جائزة نوبل المزيفة المعروفة باسم Ig Nobel Prize في سنة 2000 بسبب تجاربه في استخدام القوى المغناطيسية لرفع ضفدعة في الهواء، ولكن بعد 10 سنين فإن تجاربه على مادة الجرافين جعلته يحصد الجائزة الحقيقية في الفيزياء، لذا فهو الوحيد الحاصل على الجائزتين. والجرافين هي مادة كربونية وهي أكثر المواد النحيلة في كوكبنا حيث يصل السمك فيها إلى ذرة كربونية واحدة، إلا أنها بالغة الصلابة ويمكننا أن نعتمد عليها في توصيل الكهرباء والحرارة، وهي شفافة أيضًا وذات هياكل سداسية، وجيم هو أول من طورها أثناء عمله في جامعة مانشستر بالمشاركة مع زميل له.

ماري كوري وعائلتها الرائدة

ماري كوري هي عالمة متفردة، وهي بولندية الجنسية إلا أنها حصلت على الجنسية الفرنسية بعد ذلك، ولدت في السابع من نوفمبر 1867 في بولندا وماتت في فرنسا وهي في السادسة والستين بسب فقر الدم اللاتنسجي (ويحتمل أن الإشعاعات أثرت على صحتها). درست في جامعة باريس وبعد ذلك عملت في الأكاديمية الفرنسية للطب، ورسالتها للدكتوراه كانت بعنوان “بحث عن المواد المشعة” تحت إشراف الدكتور جابريل ليبمان، وقد حصلت على جوائز عديدة مثل ميدالية دافي في 1903 وميدالية ألبرت في 1910 وجائزة ويلارد جيبس في 1921، وأهم إنجازاتها اكتشاف عنصر الراديوم والبولونيوم وذلك مع زوجها الفرنسي بيار كوري، ووضعت نظرية النشاط الإشعاعي واستطاعت فصل العديد من النظائر المشعة، وفي الطب لها تأثير كبير بسبب أنها كانت المشرفة على عمليات علاج الأورام عبر النظائر المشعة، كما أنها أسست معهدها الخاص في فرنسا، وكانت عضو في عدد مختلف من أهم الجمعيات العلمية مثل الأكاديمية الروسية للعلوم والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.

عائلة كوري تحصد جوائز نوبل وغيرها

حصلت ماري كوري على نوبل في الفيزياء في سنة 1903، وفي سنة 1911 حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء، وبذلك تصبح الإنسان الوحيد الذي حظي بهذا الشرف حتى يومنا هذا، وفي المرة الأولى تشاركت مع زوجها الجائزة بسبب عملهما معًا، وتستكمل العائلة المسيرة العلمية الكبيرة، فابنتها إيرين جوليوت كوري حصلت على نوبل في الكيمياء في 1953 بسبب اكتشافاتها في النشاط الإشعاعي المستحث، والمفارقة أنها حصلت على الجائزة مع زوجها مثلما حدث لأمها، بل حتى أبناء إيرين هما عالمان مرموقان وهما بيير عالم الطب وهيلين المتخصصة في الفيزياء النووية. والابنة الأخرى لماري كوري هي إيف كوري وقد توفت عندما وصلت إلى سن 102 عامًا، وبالرغم من عدم اتجاهها إلى العلم كعائلتها إلا أنها صحفية معروفة في الولايات المتحدة، وحصلت على جائزة الكتاب الوطنية في 1937 ووسام جوقة الشرف من بعدها.

أشهر الاكتشافات

حصل العالم طومسون على جائزة نوبل في الفيزياء بسبب اكتشافه أن الإلكترونات تتصرف كالجزيئات، أما ابنه جورج باجيت طومسون فقد حصل على نفس الجائزة لاكتشافه أن الإلكترونات تتصرف كموجات. وحصل الطبيب النمساوي جوليوس فاجنر جواريج على الجائزة بسبب اكتشافه إمكانية معالجة الزهري عبر الملاريا. وأول استخدام للغازات السامة في الحروب الحديثة كان بواسطة الجيش الألماني في 22 أبريل من سنة 1915 في بلجيكا، ومطور الغاز هو الكيميائي فريتز هابر الحائز على جائزة نوبل في 1918، والمفارقة أنه يهودي، وقد استخدم الألمان كميات هائلة من الغازات السامة لقتل اليهود فيما يعرف بمذبحة الهولوكوست.

هتلر ونوبل

أصر هتلر على منع الألمان من استلام الجائزة، مع العلم أن هناك عدد كبير منهم حصلوا بالفعل عليها خاصةً في مجال الفيزياء مثل ماكس بلانك وهايزنبيرج، واعتبر فوز الصحفي الألماني كارل فون أوسيتزكي الذي يدعوا إلى السلام دومًا أنه صفعة قوية على الوجه.

أهم النساء الحاصلات على الجائزة

جراسيا ديليدا (إيطاليا، 1926) – بيرثا فون سوتنر (النمسا، 1905) – جين آدمز (الولايات المتحدة، 1931) – الأم تيريزا (الهند، 1979) – ألفا ميردال (السويد، 1982) – جودي ويليامز (الولايات المتحدة، 1997) – بيتي ويلياز مع مايريد كوريجان (أيرلندا الشمالية، 1976) – سيجريد أوندسيت (النرويج، 1928) – بيرل إس. باك (الولايات المتحدة، 1938) – جابريلا ميسترال (تشيلي، 1945) – دوروثي كروفوت (المملكة المتحدة، 1964) – توني موريسون (الولايات المتحدة، 1993) – فيسوافا شيمبورسكا (بولندا، 1996) – أليس مونرو (كندا – 2013) – دوريس ليسينج (المملكة المتحدة، 2007) – إليزابيث بلاكبرن (أستراليا والولايات المتحدة – 2009) وهذه السنة ضمت فائزات أخريات في أربع مجالات مثل هيرتا مولر (ألمانيا ورومانيا) وإلينور أوستروم وكارول أو. جريدر (الولايات المتحدة).

تحيزات قومية ودينية أم نظرة موضوعية؟

يشكل المسلمون حوالي ربع عدد سكان العالم، إلا أن الحاصلين على الجائزة هم 12 فقط، وأغلبهم حصلوا على الجائزة في القرن الحادي والعشرين، أي بعد قرن من إطلاق الجائزة، أما عدد اليهود الحاصلين على جائزة نوبل هو 185 فرد، أي 21% تقريبًا من العدد الإجمالي للفائزين، في حين أن عدد اليهود يشكل أقل من 0.1% من عدد سكان العالم، وفي الاقتصاد حصل اليهود على 41% من إجمالي الجوائز، وأقلهم هي جائزة السلام بنسبة 9%، لكن بعض الباحثين يقولون أن الجائزة تمنح للمبدعين والمسهمين في مجالاتهم، وتفوق جنس عن آخر أو متبعي ديانة عن أخرى هو تفوق فردي ولا يرجع إلى تحيزات اللجنة، لكن إذا نظرنا مرة أخرى إلى الأقليات فسنجد أن ذوي البشرة السوداء من الحائزين على الجائزة هم 15 فقط، وأولهم كان رالف بانش في سنة 1950، أي أن خمسة عقود مرت دون منح الجائزة لأي منهم، ومر عقد كامل حتى حصل ألبرت جون لوتولي على الجائزة في السلام وهو من قبائل الزولو التي تسكن جنوب أفريقيا، أما الشخصيات الأخرى فكلها شخصيات صاحبة تأثير بالغ بشكل محلي أو دولي ومن المحتم أن يحصل بعضهم على الجائزة مثل المناضل الأمريكي مارتن لوثر كينج والمناضل والرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكن في النهاية لن نوجهك بأي رأي معين، ولك الحكم بنفسك.

المسلمات الحائزات على الجائزة

شيرين عبادي: هي محامية إيرانية وتعمل كناشطة في مجال حقوق الإنسان، وقبل اندلاع الثورة الإسلامية كانت تعمل قاضية ولكن أجبرتها السلطة الإسلامية على الاستقالة، وفور حصولها على جائزة السلام في سنة 2003 قال الرئيس السابق خاتمي بأن الجائزة موجهة لأغراض سياسية ولم يتم منحها لشخص عبادي نفسه، وقالت اللجنة أنها منحتها الجائزة لما نصه: “بسبب جهودها في إرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان. لقد ركزت بشكل خاص على صراع حقوق النساء والأطفال”. وهي المواطن الإيراني الوحيد الذي حاز على الجائزة، كما أنها أول امرأة مسلمة تحصل عليها.
توكل كرمان: هي المواطن اليمني الوحيد الحائز على الجائزة، وأول امرأة عربية تحصل عليها، وهي ناشطة لمع نجمها خلال ثورة الشعب اليمني ضد الرئيس علي عبد الله صالح والفترة التي تلتها، ولكن هناك الكثيرون ممن يدينون هذا المنح باعتبار أن الأوضاع في اليمن لا تستحق أية إشادة من أي نوع، وقد تشاركت الجائزة مع إيلين جونسون سيرليف وليماه جبوي وذلك “لصراعهم غير الدموي من أجل سلامة النساء ولحقوق النساء في المشاركة الكاملة في العمل البناء السلمي” وفقًا لما قالته اللجنة.

ملالا يوسفزي: أصغر الحائزين على نوبل هي مراهقة مسلمة

ولدت في 12 يوليو 1997، وهي أصغر شخص حاز على جائزة نوبل في تاريخها، وبدأت قصتها عندما منعت قوات طالبان ذهاب الفتيات إلى المدرسة في بعض القرى الباكستانية التي أحكموا السيطرة عليها، إلا أنها جاهدت من أجل الوصول إلى حلمها وهو الدراسة ولم تخف من المسلحين، وبعد ذلك بدأت وسائل الإعلام تتجه إليها حتى أصبحت ملهمة لعدد كبير من الفتيات حول العالم والأطفال عمومًا، وأسست مؤسسة خاصة بها وهي الآن تقيم في برمينجهام في إنجلترا وقد حصلت على الجنسية الكندية الفخرية، وبعد جائزة نوبل حصلت على جوائز وتكريمات أخرى مثل جائزة سيمون دي بوفوار وجائزة ساخاروف، وقد ظهرت مع أشهر الشخصيات حول العالم مثل الممثلة إيما واتسون الناشطة في مجال حقوق المرأة أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن أسرة ملالا كانت تعمل في التدريس لذا فإنهم ساعدوها في الثبات على القرارات التي اتخذتها، ومن هذا الطريق وصلت إلى قائمة أكثر 100 شخصية بارزة في العالم وفقًا لمجلة التايم.

المسلمون من غير العرب الحائزون على الجائزة

  • محمد يونس: أول مواطن من بنجلاديش يحصل على الجائزة وهو خبير اقتصادي معروف ومؤسس بنك جرامين، وقد حصل على الجائزة في العلوم الاقتصادية في 2006.
  • أورهان باموق: كاتب تركي مشهور على نطاق عالمي، ترجمت أعماله إلى لغات عديدة من بينها العربية والإنجليزية، وهو أول تركي يحوز الجائزة.
  • محمد عبد السلام: عالم فيزياء نظرية بارز، عمل كمستشار علمي للرئاسة الباكستانية لمدة 14 سنة، ومن أهم الإنجازات التي ساهم فيها نظرية التآثر الكهروضعيف وكذلك بوزون جولدستون وآلية هيجز، وهو أول باكستاني يحصل على نوبل.
  • عزيز سانجار: تركي أمريكي متخصص في علم الوراثة، حاز على جائزة نوبل في الكيمياء في 2015 وهو عضو الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.

أول العرب الحائزين على جائزة نوبل

أول العرب الحائزين على نوبل في التاريخ هو الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، حيث حصل على جائزة السلام في سنة 1978 وذلك بعد معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، حيث سطع نجم السادات في العالم الغربي حتى قبل المعاهدة، وزار الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مصر في زيارة تاريخية وتوطدت العلاقات الغربية المصرية بعد الانعزال الذي تمسك به جمال عبد الناصر وتحالفه مع البلدان الاشتراكية والشيوعية مثل الاتحاد السوفيتي وكوبا، وإذا قارنا بين الزائرين سنجد تشي جيفارا وفيدل كاسترو وياسر عرفات عند عبد الناصر والقادة الغربيين عند السادات، لذا فإن كل الأسباب كانت تؤهله للفوز بهذه الجائزة. أما ثاني العرب الذين حازوا على الجائزة والعربي الوحيد الذي حاز على الجائزة في الآداب حتى وقتنا الحالي هو الأديب المصري نجيب محفوظ وذلك في سنة 1988 عن مجمل أعماله الأدبية، إلا أن أكثر الأعمال التي أهلته للفوز بالجائزة رواية “أولاد حارتنا” التي منعها الأزهر الشريف من النشر بسبب التشابه الواضح والترميز الذي وضعه محفوظ بين الشخصيات والأنبياء وحتى الذات الإلهية، بالإضافة إلى الثلاثية المكونة من روايات “قصر الشوق” و”بين القصرين” و”السكرية” والتي تتحدث عن حارات وفتوات مناطق مصر القديمة بأسلوب مميز، ومع ترجمة أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى انتقل محفوظ بحكاياته المحلية إلى العالمية وأصبح ضمن أشهر الكتاب العالميين.

ياسر عرفات وأحمد زويل

أما العربي الثالث هو الرئيس الفلسطيني الأسبق ياسر عرفات وذلك في سنة 1994 حيث حاز على جائزة السلام، والرابع والوحيد الذي حاز على الجائزة في العلوم هو العالم المصري أحمد زويل الذي يلقب بأب الفيمتوثانية، وقبل حصوله على الجائزة كان يقيم في أمريكا بصورة دائمة وعمل كأستاذ للفيزياء ومدير المركز الفيزيائي البيولوجي للعلوم والتقنيات المتطورة في معهد كاليفورنيا للتقنية، وقد ولد في مدينة دمنهور وترعرع في دسوق وحصل على الماجستير في العلوم من جامعة الإسكندرية ودرجة الدكتوراه من جامعة بينسلفانيا والتي أشرف عليها العالم الإسكتلندي الأمريكي روبين إم. هوتشستراسر، وقد توفى زويل في كاليفورنيا في الثاني من أغسطس 2016 عن عمر ناهز السبعين عامًا.

محمد البرادعي وتوكل كرمان

أما الخامس فهو المصري محمد البرادعي الذي كان يعمل كسكرتير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي كانت تشرف على عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ودول أخرى، ولذلك فإن هناك جدل كبير يحوم حول شخصية البرادعي، خصوصًا عندما عاد إلى مصر وبدأ يغرد على موقع تويتر في كل الأحداث الهامة التي حدثت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبعد إزاحة حكم الإخوان المسلمين والقبض على الرئيس السابق محمد مرسي ترأس البرادعي الحكومة الانتقالية التي كان فيها المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وعدلي منصور رئيس مؤقت للجمهورية، ولكن بسبب أحداث فض ميدان رابعة اعتذر البرادعي عن منصبه، وقد حصل على الجائزة في سنة 2005، أما سادس الحاصلين على الجائزة من العرب هي توكل كرمان، وهي أول امرأة عربية تحصل على الجائزة، وهي ناشطة يمنية ساهمت بشكل كبير في الحراك الثوري في اليمن.

المؤسسة العربية الوحيدة الحائزة على الجائزة

أما في سنة 2015 فقد حصل رباعي الحوار الوطني في تونس على جائزة السلام بسبب دورهم الكبير في تثبيت الوضع السياسي في البلد، فتونس هي الدولة الوحيدة التي خرجت من ثورات الربيع العربي دون حدوث خسائر اقتصادية فادحة وسياسية وتشتت داخلي كما حدث بشكل كبير في ليبيا واليمن وبصورة أقل في مصر، ويتكون الرباعي من الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين، وقد ساهموا في زيادة سرعة عملية التصديق على الدستور وإقالة حكومة علي العريض ثم تكوين حكومة تكنوقراطية جديدة، أي أن وزرائها لا ينتمون إلى أحزاب سياسية وخلفيتهم علمية في المجالات المختلفة بصورة بحتة. كما حصلوا أيضًا على وسام جوقة الشرف الذي يعتبر التكريم الأعلى في فرنسا، وكانت الرتبة هي رتبة قائد، أي الثالث من حيث الترتيب الذي يبدأ من الفارس ثم الضابط والقائد والقائد العظيم والصليب الأكبر.

هل يتآمر العالم الغربي على العرب والشرق؟

يجب أن نلاحظ أنه حتى مع فوز هؤلاء العرب فإن الجائزة تظل متحيزة للعالم الغربي، بل وحتى هناك إهمال كبير لدول متقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية بالرغم من ريادتها منذ عقود طويلة، كما أنك إذا نظرت إلى السنين الأولى من تاريخ الجائزة ستدرك التحيز الواضح لها، وإذا أردت تفصيلاً أوضح عن التحيز يمكنك مراجعة كتاب الأديب عباس محمود العقاد “جوائز الأدب العالمية: مثل جائزة نوبل” وهو يتحدث عن مجال الأدب بصفة خاصة.

الحائزون على الجائزة من ذوي الأصول العربية

من ذوي الأصول العربية الحائزين على نوبل هناك ثلاثة فقط، أولهم هو بيتر مدور وهو طبيب إنجليزي من أصول لبنانية وقد ولد في البرازيل وتوفى في المملكة المتحدة، وحصل على الجائزة في سنة 1960، وبشكل أساسي فإن إسهاماته بيطرية، كما أنه حصل على جائزة كالينجا لتبسيط العلوم التي تقدمها منظمة اليونسكو (وممن فازوا بها من العرب سعد أحمد شعبان المهندس الكهربائي المصري والطيار المدني والحربي وله العديد من المؤلفات في تبسيط العلوم). والثاني هو إلياس جيمس خوري وهو كيميائي يحمل الجنسية الأمريكية وله أصول لبنانية وقد حصل على الجائزة في الكيمياء في سنة 1990، والثالث عزيز سانجار وقد سبق ذكره.

جائزة نوبل والطلاق

عندما أراد ألبرت آينشتين أن يحصل على الطلاق من زوجته الأولى فقد وعدها أنه سيدفع لها المال الذي سيحصل عليه عندما يحصل على الجائزة، فقد كان متيقنًا أنه حائزٌ عليها، وبالفعل حدث هذا بعد بضعة سنين ودفع لها المال. ومن الجدير بالذكر أنه عندما حصل روبرت لوكاس على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لم يحصل إلا على نصف الجائزة لسبب طريف، فعند طلاقه وضعت زوجته بندًا في وثيقة الطلاق يضمن لها حصولها على نصف مال جائزة نوبل إذا فاز لوكاس بها وهذا خلال السنوات السبعة التالية، وتمت الوثيقة في سنة 1988، وقد فاز لوكاس في سنة 1995، أي في السنة الأخيرة التي حددتها زوجته.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

10 + خمسة عشر =