تسعة اولاد
الرئيسية » تاريخ وحضارات » حقائق غريبة من تاريخ برج إيفل أشهر معالم باريس وفرنسا

حقائق غريبة من تاريخ برج إيفل أشهر معالم باريس وفرنسا

برج إيفل

برج إيفل هو أحد أهم معالم باريس، العاصمة الفرنسية، ومنذ بداية عرضه والبرج يلفت الأنظار لارتفاعه وجماليته، فما السبب وراء بناء هذا العمل الهندسي الرائع؟

برج إيفل هو واحد من أشهر المعالم الأثرية الموجودة في أوروبا والعالم، والبرج موجود في عاصمة الأضواء، العاصمة الفرنسية، باريس، تحديدًا في حديقة شامب دي مارس، بالرقبِ من نهر السين، وللبرجِ شهرة عالمية كبيرة جدًا، إذ أن للبرج عدة أشكال مقلدة موجودة في آسيا وأمريكا وغيرها من الأماكن، ويعتبر واحد من عجائب الدنيا السبع، وعلى الرغم من تمتع فرنسا بالعديد من المناطق الجميلة والمعالم التاريخية، إلا أن البرج هو المقصد السياحي الأول في فرنسا، ويبلغ عدد زوار البرج حوالي 6 مليون زائر سنويًا، وقد كان يعد أطول مبنى في العالم منذ الانتهاء من بنائه في عام 1889 وحتى عام 1930، ويستخدم البرج في عدة استخدامات منها البث الإذاعي والتلفزيوني، ويحتوي على مطعمين يقدمان خدمة ورؤية رائعة للعاصمة الفرنسية، وفي هذا المقال نتحدث عن السبب وراء بناء هذا البرج، وعدد من الحقائق التي لا يعرفها معظم الناس عن تاريخ هذا البرج.

سبب بناء برج إيفل

في عام 1884، كان موريس كلشن هو رئيس مكتب الدراسات وإيميل نوقويي هو رئيس مكتب إيفل الهندسي، وفي نفس العام لمعت فكرة في خيال كلاً من الإثنين وهي بناء برج عالى يتم عرضه في معرض باريس لعامِ 1889، ليصبح أهم حدث في المعرض، والذي سيتم الاحتفال من خلاله بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية، وبذلك قرروا بداية العمل على التصميم الهندسي الأولي للبرج، وساعد في تعديل هذا التصميم المبدئي المهندس المعماري المسؤول عن المشروع، ستيفان سوف ستري.

وفي عام 1886 انتهى المكتب من إعداد التصميم الهندسي وتم عرضه على وزير التجارة والصناعة الذي أهتم بفكرة المشروع المذهل ووافق على المشروع على الفور، وبذلك تم طرح المشروع للمناقصة، مع شرط أن يبدأ العمل على تنفيذ فكرة البرج وتقديمها من خلال المعرض الباريسي الذي سيقام في 1889، وبالفعل، وفي عام 1887، تمكن غوستاف إيفل من الحصول على المناقصة، وتم الاتفاق معه على مهلة معينة للبدء في التنفيذ والانتهاء من المشروع.

وفي خلال عامين، استطاع غوستاف إيفل وبمساعدة أكثر من 250 عامل و50 مهندسًا من الانتهاء من بناء برج إيفل ، في بداية الإنشاء، تم وضع الأساسات الداخلية لهيكلِ البرج، والتي استغرق صنعها نحو خمسة أشهر، وباقي المدة تم فيها العمل على الإطارِ الخارجي للبرج، في الوقت الذي كانت الإمكانيات المتاحة ضعيفة مقارنة بحجم وارتفاع البرج، إلا أن إصرار غوستاف ومجموعة المهندسين التي عملت على البرج، تمكنوا من الانتهاء من تشييد هذه التحفة العالمية في الوقت المطلوب، وتم تقديم البرج في المعرض، ولفت أنظار جميع الزوار بارتفاعه الشاهق الذي وصل إلى 300 متر.

برج إيفل من الداخل

تم بناء برج إيفل على مساحة 15 ألف و625 متر مربع، وجسم البرج بالكامل مصنوع من الحديد، ويحتوي على ثمانية عشر ألفاً، وثمانٍ وثلاثين قطعة حديدية، تم تركيبها جميعًا بشكل هندسي، وذلك باستخدام ما يزيد عن 2 مليون مسمار، ويزن البرج نحو 10 آلاف طن من الحديد الذي يبلغ ارتفاعها أكثر من 300 متر، والبرج به سلالم يدوية يصل عددها إلى 1665 درجة يمكن استخدامها من قبل العامة حتى الدور الثاني فقط، وكذلك البرج به عدد من المصاعد، ومطعمان يقدمان الطعام للزوار.

استخدامات برج إيفل

تم الاستفادة من برج إيفل في عدة استخدامات، وذلك لمتانة هيكل البرج الصلب وارتفاعه الشاهق، وتنوعت هذه الاستخدامات والتي نذكر منها:

  • البث، في بداية القرن العشرين كانت هناك محاولات جادة لاستخدام البرج في البث الإذاعي، ودخل البرج فعليًا في البث في عام 1920، وكما شهد البرج كذلك محاولات لاستخدامه في البث التليفزيوني في العقد الثاني والثالث من القرن الماضي، ولكن لم يدخل البث التلفزيوني إلا في عام 1957.
  • المطاعم، يوجد في برج إيفل مطعمين فقط، يقدمان خدماتهما للزوار ويعرضان رؤية بانورامية لمدينة الأضواء، العاصمة الفرنسية، باريس، المطعم الأول موجود بالدور الأول، والمطعم الثاني موجود بالدور الثاني ويمكن استخدام مصعد خاص للصعود للمطعم، وهو موجود في الركن الجنوبي للبرج.
  • معمل تجارب، منذ أن تم عرض البرج في معرض عام 1889، وأصبح وجهة لعدد كبير من العلماء والمهندسين، الذين استخدموا البرج كمعمل تجارب خاص بهم، وتنوعت هذه التجارب من تجارب تخص الطقس أو تتعلق بدراسة حركة سقوط الأجسام الحرة وغيرها من التجارب المختلفة.
  • الإضاءة، في التصميم النهائي للبرج وضع غوستاف إيفل في حساباته استخدام الإضاءة الصناعية في البرج، وكان أول نظام إضاءة يتم تركيبه في البرج عام 1899، ومر برج إيفل بكل أنواع النظم بداية من إضاءة الجاز وحتي استخدام الكهرباء، ومع حلول الألفية الجديدة، وتحديدًا في عام 2000، تم تركيب نظام إضاءة متكامل، ويحتوي هذا النظام على 20000 ألف لمبة للإضاءة.

بعض الحقائق من تاريخ برج إيفل

يعتبر برج إيفل واحد من أشهر العلامات السياحية الموجودة بالعاصمة الفرنسية، باريس، وكذلك يعد من أشهر الأشكال الهندسية المعروفة عالميًا، تم تصميمه والانتهاء من تشييده في نهاية القرن التاسع عشر، ومنذ يوم عرضه ولا يزال هذا البرج يجذب الأنظار ويحير العقول، ورغم شهرته العالمية إلا أن هناك بعض الحقائق التي لا يعرفها معظم الناس عن هذا العمل الهندسي الرائع، في السطور المقبلة نسرد بعض هذه الحقائق من تاريخ برج أيفل الكبير:

غوستاف إيفل لم يوافق على التصميم المبدئي للبرج

كان المهندس المسئول عن التصميم هو أحد أكبر مهندسي شركة طوارق إيفل، المهندس موريس كلشن، وكذلك تمت استشارة المهندس إيميل نوقويي ورئيس قسم الهندسة المعمارية بالشركة ستيفان سوف ستري، وبعد عرض الرسومات الأولية على غوستاف إيفل، لم تعجبه الرسومات لأنه ظن أنها بسيطة للغاية، وأمر المهندس المعماري موريس كلشن بإدراج المزيد من التفاصيل والازدهار في إعادة تصميمه، ووافق إيفل على التصميم النهائي الذي وضع أمامه في عام 1884.

المشروع تطلب الكثير من المعادن والطاقة البشرية

قضي ثلاثمائة عامل فولاذ عامين وشهرين وخمسة أيام، من عام 1886 إلى 1889 في بناء البرج، وقاموا باستخدام أكثر من 18000 قطعة معدنية، وما يزيد عن 2 مليون ونصف المليون مسمار، وأكثر من 40 طنًا من الطلاء.

كان البرج الهيكل الأعلى في العالم حتي عام 1930

على مدى 41 عامًا، وقف البرج أعلى من أي مبني أو هيكل في العالم، وذلك حتى تجاوزه مبنى كرايسلر في نيويورك، والذي ارتفع عن الأرض بنحو 1046 قدم، وبعد عام واحد أصبح مبنى أمباير ستيت الأطول في العالم بارتفاع 1454 قدم.

احتجت لجنة من 300 عضو على بناء البرج

بقيادة الكاتب غي دي موباسانت، ألكسندر دوماس الابن، ومئات من الفنانين والمثقفين الآخرين، تم التوقيع على عارض يعارض المشروع وتم إرساله إلى الحكومة الباريسية، وذلك بعد وصفهم للبرج بعديمِ الفائدة ووحشي، ومع ذلك فإن احتجاجاتهم سقطت على آذان صماء.

كان البرج نجاحًا كبيرًا

على الرغم من الاحتجاج، كان معرض عام 1889 يعتبر نجاحًا كبيرًا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وجود برج إيفل في المعرض، حيث زار البرج في هذا المعرض ما يقارب 2 مليون زائر، وكانت حصيلة التذاكر التي دفعت لمشاهدة البرج أكثر من 1.4 مليون دولار، مما جعل معرض عام 1889 واحد من عدد قليل من المعارض التي بالفعل استطاعت الحصول على ربح بعد انتهاء المعرض.

الكتاب: حسام سعيد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

أربعة − 3 =