تسعة اولاد
الرئيسية » دروس » تعلم كيفية المحافظة على عادة القراءة الليلية من سن الصغر

تعلم كيفية المحافظة على عادة القراءة الليلية من سن الصغر

القراءة الليلية

القراءة الليلية عادة طيبة للغاية تُفيد الشخص في توسيع مداركه والالتزام بواحدة من الخِصال الجيدة والهامة، إذ أن أغلب العظماء والمبدعين يلتزمون بهذه العادة ويحافظون عليها مهما كانت ظروفهم، لذلك سيكون من الممتع جدًا الحفاظ عليها منذ صغرك، لكن كيف؟

من الأشياء التي يجب أن يتعلمها الجميع في الوقت الحالي عادة القراءة الليلية ، وهذا ما يعني تواجد ما يُشبه بالورد اليومي من القراءة للشخص، وبدونه يُصبح يومه غير مكتملًا، وغالبًا ما تسبق تلك القراءة عملية النوم مباشرةً، ويُقصد بذلك استغلال أهم وقت فراغ بالنسبة لأي شخص، والحقيقة أنه في الوقت الحالي غالبًا ما تُسارع الأُسر الراقية والواعية بتعليم أطفالهم مسألة القراءة الليلية وتخصيص أوقات كبيرة لها لأنهم يرون فيها الكثير من المنافع المستقبلية، كذلك الأطفال الذين يتجاوزون سن الثانية عشر قد يُقدمون من تلقاء أنفسهم على هذه العادة ويلتزمون بها لكونها تُحدث تفكيرًا في حياتهم، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نحاول سويًا الاقتراب أكثر من عادة القراءة الليلية مع الوقوف كذلك على كيفية المحافظة عليها منذ سن صغير وكيف أنها تُحدث فارقًا في غاية الأهمية بالنسبة لهؤلاء الصغار.

القراءة الليلية

كما هو واضح جدًا من الاسم فإن المقصود بالقراءة الليلية تلك الكتب التي تقوم عزيزي القارئ بقراءتها في الفترة المسائية، وتحديدًا تلك التي تسبق بصورة مباشرة، وعادةً ما تكون هذه القراءة مقتصرة على الكتب الترفيهية كالقصص، وعادةً أيضًا ما تُصبح عملية القراءة هذه موجودة لدى الأطفال منذ سن صغير ويُدفعون إليها أساسًا من والديهم، فهم يجدون في تلك القراءة حياة مثالية لأطفالهم لما فيها من أهمية عظمى، ثم إن الطفل لن ينخرط في ذلك الطريق من تلقاء نفسه، وإنما يلزمه معين ومرشد ومُحفز في نفس الوقت، كذلك دعونا لا نغفل عدم اقتصار القراءة الليلية على الأطفال فقط، وإنما كذلك الكبار مُطالبون بها وبالفعل يؤديها أغلبهم، وهذا ما يأخذنا بطبيعة الحال إلى البحث خلف أسباب الاهتمام بهذه العادة، أو بكلمات أوضح وأدق، الفوائد التي يتم الحصول عليها من خلال تلك القراءة.

أهمية القراءة الليلية

عندما يتمسك الإنسان بعادة مثل القراءة الليلية فالأمر المؤكد الذي لا خلاف عليه أنه لن يلتزم بهذه العادة هباءً، وإنما سيفعل ذلك في المقام الأول لوجود أهمية كبرى لها وبعض الفوائد الضرورية، والتي أهمها مثلًا توسيع المدارك والقدرات.

توسيع المدارك والقدرات

أول وأهم الفوائد التي نحصل عليها من القراءة الليلية كونها تستهدف في المقام الأول توسيع المدارك والقدرات، وهذا طبعًا ينطبق على أي مجال يتم القراءة فيه، ففي نهاية المطاف أن ستعرف شيء جديد عنك هذا المساء، وهو أمر جيد بحد ذاته، حتى ولو كان الشيء الذي سيُقرأ مجرد رواية، فهي تحتوي على قصة بأحداث جديدة تدور في أرض لا تعرفها ويلتزم أبطالها بأحداث غير معروفة كذلك، وكل هذا في النهاية يضعنا أمام تحقيق كلي لمعنى توسيع المدارك والقدرات، أيضًا من الأشياء المهمة للغاية عدم توافر أي أشياء سلبية في عملية القراءة، بمعنى أنه حتى القراءة في الأشياء التي لا تقتنع بها سوف تفيد في الوقوف على نظرتك لها وأهميتها، هكذا تفلح الأمور بنهاية المطاف.

تجنب عادات أخرى سيئة

هل القراءة بحد ذاتها عادة جيدة؟ الإجابة بكل تأكيد تأتي إيجابًا، لكن حتى لو لم يقتنع البعض بذلك فإنه على الأقل يُمكننا من خلال عملية القراءة الليلية تجنب عادات أخرى سيئة كانت من المفترض أن نؤديها في وقت القراءة هذا، ونحن هنا نتحدث عن الانطباعات فيما يتعلق بالكبار والصغار على حدٍ سواء، في النهاية سيكون هناك خطر يُمكن مفاداته من خلال عملية القراءة التي نتحدث عنها الآن، وربما الآباء في الوقت الحالي يُدركون هذا الأمر تمامًا ويعرفون أن الأطفال يُتاح أمامهم أكثر من مُثير يُمكن أن يؤدي إلى عدة مشاكل، وكل هذا يُمكن قطعه من خلال تلك القراءة الليلية، أليست هذه فائدة؟

تمييز طفلك عن البقية

من الأشياء التي ربما لن تشعر بها كولي أمر وإنما سيشعر بها طفلك بدرجة كبيرة كونه سيصبح مميزًا بصورة أفضل وأوسع عن بقية الزملاء في الفصل أو الأصدقاء الذين يحتك بهم بشكل عام، إذ أنه سيشعر بلا مبالغة أنه يفوقهم في العمر بمراحل، فهو الآن يمتلك بناء عقلي، يمتلك مصطلحات ومفاهيم جديدة، يمتلك خبرات وأمور حياتية لم يكن ليحصل عليها أبدًا إلا من خلال القراءة الليلية، أو القراءة عمومًا، وبالطبع هذا سبب قوي جدًا يجعلنا نتمسك جدًا بتلك العادة ونحافظ عليها.

البناء الجيد للمستقبل

باختصار شديد، أفضل طريقة لتأسيس طفلك ووضعه في النصاب الصحيح أن يكون متمسكًا بعادة رائعة مثل القراءة الليلية، فأنت الآن لن تقف حائرًا أمام مستقبله أو الطريقة التي سيمضي بها في حياته لأنه بات يمتلك نبراس قوي وترسيخ غاية الأهمية، وهو ما حدث خلال عملية القراءة الليلية وما تم وضعه خلالها من مفاهيم ومصطلحات وخبرات، فالأمر أكبر بكثير مما يُمكن وصفه أو تخيله، وربما أنت عزيزي القارئ في حاجة إلى نماذج وأدلة أكثر كي تتمكن من الوقوف على أهمية هذه العادة، لكنك بكل تأكيد لن تحتاج إلى أية أدلة تتعلق بإثبات عدم وجود أضرار أو آثار سلبية لها.

كيفية الحفاظ على القراءة الليلية ؟

بتنا الآن نعرف أهمية القراءة الليلية ونثق كل الثقة في حاجة أطفالنا، وحاجتنا كذلك، إليها، كل هذا جميل، لكن في نفس الوقت فإن الأمر الأجمل والأفضل أن تتم أخذ خطوات عملية بهذا الصدد، وهنا نحن نتحدث صراحةً عن كيفية الالتزام بخطة القراءة الليلية والمحافظة عليها، وهذا الأمر يُمكن أن يحدث من خلال عدة طرق أهمها ربط القراءة الليلية بالترفيه.

ربط القراءة الليلية بالترفيه

من أهم الأمور أو الطرق التي تساعدنا على المحافظة على عملية القراءة الليلية أن يتم ربط عملية القراءة هذه بالترفيه، وهنا نحن نتحدث ببساطة شديدة عن فكرة الملل التي يُمكن أن تُصيب القارئ أو الشخص الذي نقرأ نحن له على أساس كوننا نتحدث عن طفل صغير، فتصدير الكلمات والقصص أمر ليس سهل على الإطلاق من الناحية الذهنية، وربما السبيل الوحيد لمواجهة ذلك أن يرى القارئ أساسًا في عملية القراءة هذه نوع من أنواع الترفيه، أو من الممكن مثلًا سبق أو إتباع عملية القراءة بشيء ترفيهي، كأن تقول للطفل دعني أقرأ عليك هذه القصة ثم بعد ذلك دعنا نشاهد المسلسل الكرتوني الذي تحبه، هكذا سنتمكن من ربط عملية القراءة بالترفيه وتنجح الأمور معنا.

الاستعانة بالمنبهات المفيدة

أيضًا من طرق المحافظة على القراءة الليلية أن يتم الاستعانة بالمنبهات المفيدة، وهذا الحديث بشكل عام لفئة القراء الأكبر من فئة الأطفال، فهذه الفئة المنبهات بالنسبة لها محفز قوي على المتابعة والاستمرار لأنها تقوم بتنشيط المخ، وكما نقول الآن فنحن نتحدث عن المنبهات المفيدة على وجه التحديد وليس مجرد المنبهات العادية، كذلك يُفضل أن تكون مشروبات ساخنة لأن المشروبات الباردة أو الغازية لا تتناسب أبدًا مع عملية القراءة، أيضًا دعونا لا ننسى أن المنبهات لا تتوقف عند المشروبات، وإنما من الوارد أن يكون الشيء المنبه أي مثير خارجي آخر، المهم في النهاية أنه سينشط الدماغ.

اختيار القصص والكتب الشيقة

كذلك من الأسباب والطرق التي تدفعنا دفعًا للاستمرار في مسألة القراءة الليلية هذه أن يكون المحتوى الذي سنقوم بقراءته في الأساس محتوى شيق، فربما يكون هذا السبب هو السبب الأهم والأولى باتباعه، فالقارئ العادي عندما يُمسك بكتاب علمي مكثف، وبعد قراءة صفحة أو صفحتين فإنه يكون شبه مترنح على نفسه ويريد غلق الكتاب والذهاب لفعل أي شيء آخر، لكن فيما يتعلق بالقصص والكتب الشيقة فهي بالتأكيد سوف تمتلك تلك القدرة الكبيرة على الجذب والدفع للاستمرار حتى النهاية، وهذا ما نسعى إليه بالتأكيد من أجل جعل مسألة القراءة عادة وليس مجرد شيء يتم تجريبه مرة واحدة فقط.

متابعة المجموعات والأماكن المتخصصة

لا نزال مع الطرق السليمة التي يُمكن من خلال الاستمرار في عملية القراءة والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة فيها، ومن أهم هذه الطرق البدء في متابعة المجموعات والأماكن المتخصصة في ترشيح الأشياء المقروءة، فمتابعة مثل هذه الأماكن قد تجعلك تدخل في تحديات وتتعرض لبعض الضغوطات، الإيجابية طبعًا، والمساعدة في عملية القراءة، وهو ما نسعى إليه أساسًا منذ البداية، لكن دعونا نضع في الاعتبار فكرة الحرق وتأثيرها عليك كقارئ، فمثل هذه الأماكن قد تمتلك حرق لأهم القصص والروايات التي تشرع في القراءة بها، لذلك يجب أن تكون عملية القراءة هذه محسوبة ومعروف فوائدها وأضرارها بالتأكيد.

ترشيحات للقراءة الليلية

بعد أن تعرفنا على أهم فوائد القراءة الليلية وكيفية المحافظة عليها وتعويد الأطفال على القيام بها فبكل تأكيد سوف نكون في حاجة ماسة إلى أهم النماذج التي يُمكن استخدامها في هذه العادة، وأهمها مثلًا سلسة الرجل المستحيل.

سلسلة الرجل المستحيل

منذ عقود طويلة بدأ الكاتب نبيل فاروق كتابة سلسلة روايات صغيرة بسيطة تُعرف باسم سلسلة الرجل المستحيل، وهي تتحدث عن المحقق وعميل المخابرات أدهم صبري الذي يقوم بالكثير من المغامرات والأحداث الهامة الشيقة، وقد صدرت من هذه السلسلة أعداد كبيرة جدًا من الروايات تجعلنا أمام معايشة شيقة وممتعة مع هذا البطل، وطبعًا الكاتب نبيل فاروق قد برع في كتابة هذا اللون لدرجة جعلت القارئ يتوحد تمامًا مع القصة، أيضًا كانت هناك بعض النقاط الجاذبة التي أدت إلى السيطرة على الأطفال ووضعهم في إطار المشاهدة بحيث يتعلق تمامًا بالعمل، كذلك القصص والمغامرات التي قامت بها الأبطال تجعلنا نحقق نفس الفكرة التي تحدثنا عنها مسبقًا، وهي توسيع مدارك الأطفال وزيادة حسهم وفهمهم، ولهذا يُمكننا اعتبار ذلك الترشيح بحق الترشيح الأهم على الإطلاق من ترشيحات القراءة الليلية .

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

11 + 4 =