تسعة اولاد
الرئيسية » أحياء » الشبكة الغذائية : كيف نفهم شبكات الغذاء في الكائنات ؟

الشبكة الغذائية : كيف نفهم شبكات الغذاء في الكائنات ؟

الشبكة الغذائية

تعتبر الشبكة الغذائية مفهومًا علميًا حديثًا أنشئ لغرض فهم كيفية انتقال الغذاء بين الكائنات الحية وبعضها، نتعرف على الشبكة الغذائية عن قرب هنا.

الشبكة الغذائية تتضمن كل السلاسل الغذائية في النظام البيئي الواحد، فكل كائن حي في النظام البيئي هو جزء لا يتجزأ من سلاسل غذائية متعددة، وكل سلسلة غذائية هي طريق محتمل لتوزيع الطاقة والمواد الغذائية على الكائنات الحية المستهلكة عبر النظام البيئي التابعة له، حيث أن كل السلاسل الغذائية المتداخلة والمترابطة في النظام البيئي تصنع أو تمثل الشبكة الغذائية .

دليل كامل عن الشبكة الغذائية

مستويات التغذية

الكائنات الحية في الشبكات الغذائية مقسمة إلى فئات تسمى بمستويات التغذية، تنقسم هذه المستويات بشكل عام إلى المنتجات ويمثلون أول مستوى غذائي، المستهلكات والمحللات التي تمثل آخر مستوى غذائي وهو ما سنتعرف إليه بالتفصيل في الفقرات التالية.

المنتجات

يمثلون أولى مستويات التغذية ويعرفون أيضًا باسم ذاتيات التغذية حيث يصنعون غذائهم بأنفسهم ولا يعتمدون إطلاقًا على أي كائنات حية أخرى، أغلبهم يقومون بذلك عن طريق عملية البناء الضوئي لإنشاء الغذاء وهو الجلوكوز من أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون والماء. النباتات هي أشهر نوع من ذاتيات التغذية ولكن هناك أنوع أخرى كثيرة، فالطحالب والأعشاب البحرية هي أيضًا ذاتية التغذية، والعوالق النباتية التي هي كائنات حية صغيرة تعيش في المحيطات ذاتية التغذية، كما هي بعض الأنواع من البكتيريا التي تعيش داخل البراكين وتستخدم الكبريت عوضًا عن ثاني أكسيد الكربون لإنتاج غذائها في عملية تسمى باسم التخليق الكيميائي.

المستهلكات

في الشبكة الغذائية تمثل المستوى الغذائي التالي من الحيوانات المستهلكة التي تأكل المنتجات. المستهلكات الأساسية هي الحيوانات آكلة الأعشاب، فهي تأكل النباتات والطحالب والمنتجات الأخرى، ففي نظام بيئي زراعي سنجد أن الغزال والفئران وحتى الأفيال هي آكلة أعشاب، فهي تأكل العشب والشجيرات وأوراق الأشجار، أما في نظام بيئي صحراوي ستكون الفئران هي المستهلكات الرئيسية حيث أنها تأكل البذور والفواكه. وفي النظم البيئية البحرية هناك العديد من آكلات الأعشاب من أسماك وسلاحف حيث يتغذون على الطحالب والأعشاب البحرية، فمثلاً غابات الأعشاب البحرية توفر الطعام والمأوى لنظام بيئي بأكمله، والقنافذ البحرية معروفة بأنها مستهلكات أساسية قوية في هذه الغابات فهي تأكل عشرات الكيلوغرامات من العشب البحري كل يوم.

الأنواع العليا من المستهلكات

المستهلكات الثانوية في الشبكة الغذائية تأكل آكلات الأعشاب (المستهلكات الأساسية) وتمثل المستوى الغذائي الثالث، ففي نظام بيئي صحراوي سنجد مستهلك ثانوي مثل الثعبان يأكل الفأر، أو في غابات الأعشاب البحرية نجد أن ثعالب البحر مستهلكات ثانوية فهي تصطاد القنافذ البحرية كفريسة. المستهلكات العالية أو فوق الثانوية تأكل المستهلكات الثانوية فهي في المستوى الغذائي الرابع، فمثلاً البوم أو النسور تقوم بافتراس الثعابين. وبالطبع هناك مستويات أكثر من المستهلكات قبل أن تصل السلسة الغذائية إلى قمتها من المفترسين آكلات المستهلكات، قد يكون المفترس في المستوى الرابع أو الخامس من مستويات التغذية وليس لديها أعداء طبيعية باستثناء البشر، الأسد يمثل قمة السلسلة الغذائية على البر والقرش الأبيض الكبير مثله في المحيط، أما في الصحراء فهناك تتواجد الأسود الجبلية وهي أعلى مستهلكات الشبكة الغذائية . المستهلكات قد تكون آكلة لحوم أو قارتة (أو كالشة) مثل البشر الذين يأكلون مختلف أنواع الغذاء، فالبشر يأكلون النباتات مثل الخضروات والفواكه وأيضًا يأكلون الحيوانات ومنتجاتها مثل اللحوم والألبان والبيض، حتى أننا نأكل الفطريات مثل عش الغراب ونأكل الطحالب الصالحة للأكل وخس البحر، والدببة من القارتات أيضًا فهي تأكل التوت وعش الغراب كما تأكل السلمون والغزال.

المحللات

تمثل الجزء الأخير من السلاسل الغذائية وهي كائنات حية تتغذى على النباتات الميتة وبقايا الحيوانات، فمثلاً أحد أنواع النسور من نابشي الفضلات يأكلون الحيوانات الميتة والخنافس تتغذى على فضلات الحيوانات الأخرى. أما المحللات الأخرى مثل الفطريات والبكتيريا هي من تكمل السلسلة الغذائية حيث تقوم بتحويل النفايات العضوية مثل النباتات المتحللة إلى مواد غير عضوية كالتربة الغنية بالمغذيات، فهي تكمل دورة الحياة عن طريق إرجاع المغذيات إلى التربة أو المحيطات مرة أخرى لتستفيد منها الكائنات الحية ذاتية التغذية في عمليات إنتاج الغذاء، هذا يبدأ دورة جديدة من السلسلة.

السلسلة الغذائية

الشبكة الغذائية تتضمن العديد من السلاسل الغذائية ومستويات التغذية المختلفة وتربطها سويًا، الشبكة المنتظمة يمكنها أيضًا أن تدعم السلاسل الغذائية الطويلة المعقدة أو حتى القصيرة منها. فمثلاً العشب في الغابة ينتج غذائه بنفسه عن طريق عملية البناء الضوئي، والأرنب يأكل العشب، والثعلب يأكل الأرنب، ثم عندما يموت الثعلب تقوم المحللات من الديدان والفطريات بتحليل جسم الثعلب وبالتالي إرجاع المغذيات إلى التربة وتوفيرها للنباتات مثل العشب. سلسة الغذاء القصيرة هذه تعتبر جزء من الشبكة في الغابات، وسلسلة غذائية أخرى في نفس النظام البيئي يمكنها أن تحتوي على كائنات حية مختلفة تمامًا. فمثلاً يمكن ليرقة أن تأكل بعض الأوراق من على أحد الأشجار في الغابة ثم يأتي طائر كالعصفور ليأكل نفس اليرقة، فيأتي بعدها أحد الثعابين ليفترس العصفور، ثم يقوم أحد النسور بافتراس الثعبان، وربما يفاجئ النسر بعدها بصقر يقوم بافتراسه هو الآخر، ويموت الصقر ليأتيه نسر آخر ويتغذى على جسمانه وأخيرًا ستقوم البكتيريا بدورها وتحلل بقايا الصقر لتعود إلى التربة.

الدورة في البيئة الصحراوية

في النظم البيئية الصحراوية سنجد أحد ذاتيات التغذية مثل الصبار ينتج الفاكهة، وتقوم آكلات الأعشاب من الحشرات مثل الذباب بالتغذي عليها، ليقوم أحد الطيور مثل الجوّاب بأكل هذا الذباب، فتقوم المحللات مثل النمل الأبيض بأكل هذا الجوّاب بعد أن يموت، ثم تقوم البكتيريا والفطريات بتحليل بقايا عظام الجوّاب، والكربون الناتج عن تحليل العظام يغذي التربة الصحراوية ليساعد نباتات كالصبار على النمو.

الدورة في المياه

الطحالب والعوالق هي المنتجات الرئيسية في النظم البيئية البحرية، فيأتي قريدس صغير الحجم يسمى كريل ويأكل العوالق المجهرية، ثم يأتي أضخم كائن على وجه الأرض وهو الحوت الأزرق ليتغذى على الآلاف من هذا القريدس يوميًا، ثم يأتي أذكى المفترسين في البحر وهي دلافين الأوركا لتهزم الحوت الأزرق ويغرق جثمانه ليصل إلى قاع البحر، ثم تقوم المحللات وهي الديدان في هذه الحالة بتحليل الحوت الميت والمغذيات تنطلق لتوفر الكيماويات التي تحتاجها الطحالب والعوالق لبدء سلسلة غذائية جديدة في هذه الشبكة الغذائية البحرية.

الكتلة الحيوية

يتم تعريف الشبكة الغذائية وفقًا لكتلتها الحيوية، وهي الطاقة الموجودة في الكائنات الحية، فذاتيات التغذية أي المنتجات في السلسلة تقوم بتحويل طاقة أشعة الشمس إلى كتلة حيوية، وتنخفض الكتلة الحيوية مع كل مستوى غذائي فهي دائمًا تكون أعلى في المستويات الغذائية الأصغر ثم تقل تدريجيًا. ولأن الكتلة الحيوية تقل في كل مستوى غذائي أعلى نجد أنه دائمًا هناك ذاتيات تغذية أكثر من آكلي العشب في الشبكة الغذائية السليمة والصحية، وهناك آكلات عشب أكثر من آكلي اللحوم، فأي نظام بيئي لن يمكنه أن يدعم عدد كبير من القارتات دون أن يدعم عدد أكبر منه من آكلات العشب وبالتالي يدعم عدد أكبر وأكبر من ذاتيات التغذية. في النهاية فإن السلسلة السليمة لديها وفرة من ذاتيات التغذية، العديد من آكلات العشب، والبعض من آكلي اللحوم والقارتات، هذا التوازن يساعد على استقرار النظام البيئي واستمرار دورة الكتلة الحيوية.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 3 =