تسعة اولاد
الرئيسية » جسم الإنسان » الخوف من طبيب الأسنان : كيف تتغلب على ذلك الخوف الشديد؟

الخوف من طبيب الأسنان : كيف تتغلب على ذلك الخوف الشديد؟

الخوف من طبيب الأسنان

الخوف من طبيب الأسنان أمر شائع بين الصغار والكبار على حدٍ سواء، فالجميع يرتعب فور رؤية أدوات المُخيفة، فكيف إذًا يُمكن التغلب على ذلك الخوف الكارثي؟

مما لا شك فيه أن الخوف من طبيب الأسنان واحدة من أكثر أنواع الخوف انتشارًا، ولا نعني بذلك أبدًا الانتشار بين أوساط المراهقين والصغار، وإنما الكبار كذلك يشعرون بالخوف فور دخولهم إلى عيادة طبيب الأسنان ورؤية تلك الأدوات المُرعبة التي يستخدمها في عمله، والتي هي ضرورية بكل تأكيد، ولن نبالغ إذا قلنا أن ذلك الخوف في بعض الأحيان قد يؤدي إلى حالات إغماء وفقدان وعي، وغالبًا ما يقوم البعض بتجنب طبيب الأسنان من الأساس، فحتى ولو كانوا يحتاجون إليه فإنهم لا يذهبون لزيارته خوفًا من الأشياء التي تحدث هناك وتسبب لهم الرعب، وهنا وجد البعض كارثة في ذلك الخوف لكونه يتسبب أحيانًا في امتناع المرضى عن العلاج، ولم يكن هناك بدٌ من تضافر بعض الأطباء النفسيين ووضعهم لبعض الأمور التي يُمكن من خلالها قتل ذلك الخوف والتغلب عليه، وهذا ما بالضبط ما سنتحدث عنه في السطور المقبلة، حيث كيفية قتل الخوف من طبيب الأسنان بصورة نهائية.

لماذا نخاف من طبيب الأسنان؟

قبل التعرف على طرق يُمكن من خلالها التغلب على الخوف من طبيب الأسنان نحن بحاجة أولًا إلى التعرف على الأسباب التي قد تجعلنا في الأساس نخاف من ذلك الطبيب، فكما يقولون، إذا عُرف السبب بطل العجب، والحقيقة أن أسباب الخوف في ظاهرها قد تبدو كثيرة، فمنها على سبيل المثال الأدوات الخطيرة التي يستخدمها.

الأدوات الخطيرة المُستخدمة

من أهم الأسباب التي تجعل الجميع يُضمر الكره ويُظهر الخوف لطبيب الأسنان أنه يستخدم أدوات في غاية الخطورة، أدوات في الظروف العادية قد تُستخدم من أجل شجار أو معركة بين لصوص وقطاع طرق، ونحن هنا بالطبع نقصد الأدوات من حيث الشكل وتشبيهها، هذا بالرغم من أنها في الحقيقة لا تُستخدم لأغراض سيئة، لكنها في النهاية قطع معدنية خطيرة وحادة لا يُتوقع منها، لمن لا يعرفون بحقيقة الأشياء، سوى الأذية.

العبث في منطقة حساسة

من ضمن المناطق التي نحاول جميعًا بصورة دائمة المحافظة عليها منطقة الفم، فتلك المنطقة تقريبًا يُقام بها ثُلثي العمليات الحساسة التي يقوم بها الجسم يوميًا، لذلك فإنه من المنطقي أن نُصاب بالذعر عندما يقترب منها شخص ما، فما بالكم إذًا بالشخص الذي يقترب وهو يحمل في يده أداة للأذية مثل تلك الأدوات المُستخدمة من قِبل طبيب الأسنان، بالتأكيد الأمر سوف يكون من الصعب التعايش معه، ولهذا كان سببًا إضافيًا من أسباب الخوف من طبيب الأسنان.

التأثير المتروك على الفم

من أكثر التأثيرات التي قد يشعر بها الشخص بعد إجراء عملية في أي مكان في جسده هي تلك التأثيرات التي تتعلق بالفم، فعندما يتم المس بفمك فإنك لن تتأوه فقط، فهذا بالطبع أمر بديهي، لكنك كذلك سوف تكون غير قادر لفترة ليست بالقليلة على الكلام، وبالتأكيد الكلام هو أكثر شيء يحتاج إليه الإنسان في كل زمان ومكان، مما جعل تلك المُشكلة أحد أهم أسباب الخوف لدينا من ذلك الطبيب الذي يعبث بالأسنان.

الوضع المُتجلي للمريض

عندما تُجرى عملية لك في أي مكان فإنه في الغالب يتم تخديرك وتغييبك عن الوعي لحين الانتهاء تمامًا من العملية، وبعدها سوف تستيقظ دون أن يكون لديك علم بما حصل لك خلال التخدير، لكن الوضع بالنسبة لكشف الأسنان يكون مُختلف، حيث أنك سترى كل شيء بعينك، فما يتم تخديره هو الأسنان فقط، وربما في بعض الحالات لا يتم تخديرها من الأساس، أرأيتم كيف يكون الأمر داعيًا للخوف حقًا؟

التغلب على الخوف من طبيب الأسنان

نأتي الآن إلى النقطة الأهم، وهي المُتعلقة طبعًا بإيجاد طُرق يُمكن من خلالها التغلب على ذلك الخوف المُخيف، فقد كان ذلك الخوف أشبه بظاهرة بالنسبة لعلماء النفس، لذلك كان من السهل مُلاحظته والعمل على التخلص منه، وهذا ما حدث بالفعل، حيث تم وضع بعض الطرق والأساليب الذي يُتوسم في قدرتها على القضاء على تلك الظاهرة، ومن أبرز تلك الأساليب مثلًا اختيار العيادات المُريحة.

اختيار العيادات المُريحة

أول شيء يجب عليك فعله كي تضمن أنك حقًا سوف تواجه الخوف من أطباء الأسنان هو أن تتخير العيادة قبل الذهاب إليها، وتحديدًا تلك العيادات المُريحة الغير موترة للأعصاب، والراحة هنا نعني بها ديكور العيادة وأثاثها، فإياكم أن تستهينوا أبدًا بذلك الأمر لأنه قد ثبت فاعليته الكبيرة وقدرته على تصعيد وتيرة الخوف لديك أو القضاء عليها من الأساس.

إراحة أعصاب المرضى

في هذه المرة الكلام موجه للأطباء وليس المرضى، حيث يجب عليهم كذلك الاهتمام أكثر براحة المريض النفسية والذهنية والعصبية، ويُمكنهم أن يقوموا بذلك من خلال تشغيل بعض المقطوعات الموسيقية المُريحة للأعصاب، أو على أقل تقدير حجب أي سبب للضوضاء أو التشويش، فإذا كنت لن تمنحهم الراحة الذهنية والعصبية فلا تُساهم في زيادته سوءًا على الأقل، هذه هي أبسط حقوق المريض التي يجب أن تُقدمها لهم.

الصبر على المرضى

الأسلوب التالي مماثل بعض الشيء للأسلوب الذي يسبقه، فهو يُخاطب الأطباء ويعمل على مصلحة المرضى، فعلماء النفس الذين وضعوا أساليب الحد من الخوف من طبيب الأسنان نصحوا بأن يتم التزام الصبر تمامًا مع المريض ومراعاة كون بعض حالات الهلع والخوف التي يُعانون منها حالات حقيقية نتجت عن معاناتهم من الرهاب أو أن ألم الأسنان عند التعامل معها يكون غير مُحتمل فعلًا، عمومًا، في كل الحالات يجب الالتزام بالهدوء مع المريض وعدم إثارة توتره بتعنيفه أو اللوم عليه في أي شيء، فطبيب الأسنان عادةً ما يُجرب كونه طبيب فقط ولم يجرب من قبل إحساس المريض وألمه.

كسب ثقة المرضى

مرة أخرى يُعاود علماء النفس توجيه حديثهم إلى الأطباء ونصحهم بما يجب عليهم أثناء تعاملهم مع مرضاهم، وفي هذه المرة فإن الحديث يكون عن الثقة وكيفية كسبها، فمريض الأسنان لا يزور الطبيب مرة واحدة في العمر، بل عادةً ما يتردد عليه بصورة نصف شهرية لمتابعة أسنانه، وفي هذه الحالة عليك أن تكسبه لكيلا يذهب إلى طبيبٍ آخر، وفي نفس الوقت تقضي على الخوف الذي يُعاني منه بسبب أطباء الأسنان عمومًا، وقد اقترح علماء النفس طرقًا عِدة لكسب الثقة، أهمها القيام بإجراء جلسة أولًا يُقصد بها إزالة الرهاب وتقريب المسافات دون استخدام أي أداة من الأدوات المستخدمة في إزالة الأسنان أو تسبيب الألم بشكل عام، ثم في الجلسات التالية يُمكن متابعة الكشف واستخدام الأدوات ببساطة شديدة.

مُجاراة الأطفال من قِبل الآباء

إذا كان الوضع مُختلف، وكنت أنت كأب أو ولي أمر ترافق الطفل إلى مكان العيادة فيجب عليك أن تُخفف من حِدة تلك الزيارة إلى أبعد حدٍ ممكن وتجعله تبدو وكأنها زيارة ترفيهية، فطبعًا من البديهي أن يشعر الطفل بالخوف والذعر في اللحظة التي سيُدرك فيها بأنه ذهب إلى طبيب من أجل خلع جزء كامل من فمه، فمهما كان ذلك الجزء ومهما كان الضرر الذي يُسببه وجوده فإنه سيظل أمرًا مخيفًا بالنسبة له، وكل ما عليك لتخفيف ذلك الوضع هو أن تُعطيه بعض الحلوى أو تقول له بعض النكات التي يحبها وتُزيل توتره تمامًا.

تجنب المرضى الآخرين

نصيحة أُخرى تقدم للمريض، وخاصةً البالغ الواعي المُدرك لحقيقة الأمر، فطبعًا من البديهي أن تشعر بالخوف الشديد من الطبيب وما سيفعله بك، لكن حاول قدر الإمكان أن تبتعد عن المرضى الآخرين الذين مروا بتجربة خلع الأسنان، فهؤلاء بطبيعتهم سوف يكونون مصدر ذعر، حتى ولو اكتفوا بسرد تجربتهم الشخصية فقط سوف تشعر أيضًا بالخوف، وعادةً فإن الإنسان فُطر على نقل مخاوفه وأسباب قلقه للآخرين لأنه يشعر بالتحسن الشديد عندما يفعل ذلك.

تحديد سبب الخوف

ثمة سبب هام جدًا يجعلك تتشبع بكتل الخوف من طبيب الأسنان، هذا السبب ربما أنت لا تعرفه أصلًا، فقد نشأت هكذا، تكره زيارة ذلك الطبيب وتشعر أنك ستخوض معاناة ما بعدها معاناة، وطبعًا حل ذلك الأمر بسيط جدًا وبأسلوب لا تتواجد أدنى صعوبة به، وهو أن تُحاصر نفسك وتقوم بالتركيز من أجل الخروج بالسبب الحقيقي للخوف، فهل هو المُعدات المُستخدمة أم أسلوب الطبيب أم جو العيادة المُرعب، في النهاية ستعرف السبب وستعرف كذلك طريقك للتخلص منه.

التهيئة النفسية قبل الزيارة

قبل أن تُفكر حتى في الذهاب إلى طبيب الأسنان ثمة أمر يجب أن تقوم به، وهذا لا يرجع إلى أي شخص آخر سواك، وهذا الأمر ببساطة هو الحرص على التهيئة النفسية لذاتك قبل الزيارة، فمثلًا، إذا كان لديك امتحان غدًا فإن أول شيء ستفعله لنفسك بقصد أو بدون قصد هو الدخول في جو الامتحانات وتهيئة نفسك للحل، وهكذا الأمر بالنسبة لزيارة طبيب الأسنان، فإن أهم ما يلزمك خلال هذه الزيارة هو التهيئة النفسية، فهي تُسهم جدًا في تقبل الوضع والإقبال عليه.

اصطحب بعض أغراض الترفيه

غالبًا ما ستذهب إلى طبيب الأسنان ثم تجلس في عيادته مدة طويلة انتظارًا لدورك، في هذه الحالة سوف تكون متربصًا جدًا بكل شيء يجري حولك وسوف تشعر بالخوف كما ذكرنا في حالة احتكاك بمريض أسنان يُعاني، لكن لا تخشى هذه النقطة فحلها بسيط جدًا، فكل ما عليك هو أن تصطحب معك أداة ترفيه مُناسبة، ومثال ذلك الجرائد والهواتف اليدوية الحديثة التي تحتوي على ألعاب للتسلية، ومن الممكن جدًا أن يكون عقلك الباطن فكرة جيدة عن عيادات طبيب الأسنان فقط من أجل هذه النقطة، فسوف يُخبرك دائمًا أن ذلك هو المكان الذي يحدث فيه الترفيه عن نفسك، وهو المطلوب بالضبط، جرب فقط وستجد فارقًا كبيرًا ومُريحًا.

كن هناك قبل موعدك

إذا افترضنا مثلًا أن موعد عيادتك قد تم تحديده في الثامنة مساءً، أي أنك سوف تذهب إلى العيادة في تمام الثامنة ثم تدخل مباشرةً، هذا جميل ولكن إذا أردت نصيحة في هذا الصدد فاذهب قبل بدء الموعد بنصف ساعة على الأقل حتى تتمكن من التهيئة النفسية التي تحدثنا عنها من قبل وتعتاد أكثر على المكان، فعادةً الأشخاص يُصابون برهبة في الأماكن التي لا يعرفونها، وإذا لم تتجاوز تلك الرهبة فإن الوضع سيكون صعبًا بعض الشيء أثناء الكشف، لذلك احرص على أن تُنفذ تلك النصيحة بالذات، وطبعًا هناك الكثير من النصائح الأخرى التي تساعدك على إزالة الخوف من طبيب الأسنان لكن الحديث لا يتسع لها الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

18 + 14 =