تسعة اولاد
الرئيسية » شخصيات وعلماء » أبرز الحاصلين على نوبل من العرب وكيفية وصولهم إليها

أبرز الحاصلين على نوبل من العرب وكيفية وصولهم إليها

الحاصلين على نوبل

الحاصلين على نوبل من العرب مجموعة من القيادات والعلماء العرب تمكنوا من إحراز جائزة نوبل في أكثر من مجال، وهم أعداد قليلة مقارنةً مثلًا بدولة مثل أمريكا.

يُعتبر الحاصلين على نوبل من العرب أحد أكثر الأشخاص حظًا في الوطن العربي، وذلك لأنه لا يمكن ببساطة الحصول على جائزة كبرى مثل جائزة نوبل، وعندما نقول جائزة كُبرى فنحن نعني أنها الأكبر من حيث الشهرة والاحتفاء الذي يحصل عليه الفائزين بها، هذا بغض النظر عن المقابل المادي الكبير لها في نفس الوقت، والحقيقة أنه منذ بدء الجائزة وحتى الآن تصارع عليه آلاف العلماء والباحثين، لكن أعداد قليلة منهم فقط هي التي حصلت عليها، وكان من بين هؤلاء مجموعة من العرب، وهم الأكثر حظًا كما ذكرنا، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على جائزة نوبل وأبرز الحاصلين عليها من العرب وكيفية وصولهم إليها.

جائزة نوبل

قبل أن نتحدث عن الأشخاص الحاصلون على نوبل من العرب علينا أولًا التعرّف على جائزة نوبل نفسها، فهي ليست مجرد جائزة عادية بالمرة، وإنما هي الجائزة الأكبر والأعرق في التاريخ، فقد بدأت على يد العالم السويدي الشهير ألفريد نوبل، وذلك في عام 1895، واستمرت على نفس السياق حتى الآن.

تبلغ قيمة الجائزة العريقة الآن مليون دولار يحصل عليهم كل فائز في كل مجال، والحقيقة أن مجالات نوبل كثيرة وشاملة لكافة العلوم التي تشغل العالم، بداية من الطب والفلك والفيزياء مرورًا بالأدب وانتهاءً بالسلام، كل شيء تقريبًا موجود في جائزة نوبل، وهو ما يجعل منها الجائزة المُحببة لدى الجميع، بما في ذلك العرب، والذين كان لهم شرف الحصول على عدد وافر من مرات الفوز بهذه الجائزة.

الحاصلين على جائزة نوبل من مصر

لأن مصر واحدة من أهم الدول العربية وأكثرها تقدمًا، لذلك كان من المنطقي جدًا أن يكون أغلب الحاصلين على نوبل من العرب ينتمون إليها، فقد حصلت مصر وحدها على أربعة جوائز من هذه المؤسسة الكبرى، مؤسسة نوبل، جائزتين في السلام وجائزتين في العلوم والأدب، وسوف نتعرف الآن على هؤلاء الفرسان الأربعة وكيفية حصولهم على الجائزة.

السادات، أشهر العرب وأولهم

لا يُمكن بأية حال أن نذكر الحاصلين على نوبل من العرب ولا نتطرق للشخصية الأهم بين كل الشخصيات العربية التي حصلت على جائزة نوبل، فالرئيس السادات استطاع حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الجائزة بأكملها، وليس فقط الحاصلين عليها من العرب، والحقيقة أن ذلك الإنجاز الذي حدث في عام 1978 كان له مُلابساته وأسبابه الخاصة.

لم يكن السادات عالمًا أو بارعًا في أي مجال من المجالات العلمية أو الثقافية، لكنه بالرغم من ذلك حصل على الجائزة في مجال من أهم المجالات الموجودة، وهو مجال السلام، وذلك من أجل اتفاقية السلام التي قام بها مع الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت بيجن، والذي بالمناسبة حصل على الجائزة في نفس العام وفي نفس المجال، فقد استطاعا معًا، ومن خلال تلك الاتفاقية، إرساء السلام في الشرق الأوسط بأكمله.

نجيب محفوظ، الأديب العربي الوحيد

حظي الأديب العالمي نجيب محفوظ بشيء من التفرّد كذلك، فهو ليس من الحاصلين على نوبل من العرب فقط، وإنما كذلك يُعتبر العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في مجال الآداب، وقد كان ذلك في عام 1988.

في عام 1988 كرمت نوبل نفسها بإعطاء جائزتها للأديب الأكثر شهرة في مصر والوطن العربي وقتها نجيب محفوظ، والذي يتم معاملة من لم يقرأ له بعد وكأنه لم يقرأ أبدًا، وذلك بسبب شهرته وأعماله التي تتعمق في داخل المجتمع المصري وتكشف للمرء خباياه التي ربما لا يعرفها عن نفسه، كل هذا وأكثر ساهم في حصول محفوظ على الجائزة الأهم بالعالم.

أحمد زويل، الوجه الآخر لمصر

عندما تسأل أي طفل في مصر عما يتمنى أن يُصبح عليه في المستقبل فبالتأكيد لن يتردد في إخبارك بأنه يتمنى أن يُصبح مثل عالم الكيمياء الشهير أحمد زويل، ذلك الشخص الذي حصل على جائزة نوبل في مجال الكيمياء بشكل منفرد عام 1999، ونقول بشكل منفرد لأن جائزة نوبل في الكيمياء كانت تُوزع في الأغلب على أكثر من شخص، لكن، في العام الذي حصل فيه زويل على الجائزة لم يكن ثمة من هو أفضل منه ليحصل على الجائزة أو يُقاسمه فيها حتى.

إسهامات العالم أحمد زويل ليست بالأمر الخفي، فهو أبو الكيمياء في مصر، وعالميًا، هو أفضل من تكلم في الكيمياء طوال الخمسين عامًا الماضية، ويشهد على ذلك إنجازه في اختراع الفيمتو ثانية والكثير من الإسهامات الأخرى، والتي جعلته يحصل على الكثير من النياشين والأوسمة خلال رحلته نحو سلم المجد، وبالطبع نوبل كانت أهم هذه الجوائز، لكن كان هناك أيضًا وسام الملك فيصل وجائزة العالم الكبير فرانك بلانك وغيرها من الجوائز، كما أنشأ زويل مدينة التكنولوجيا والعلوم لتكن منبعًا للثروات العلمية، إنه بحق أحد أبرز الحاصلين على نوبل من العرب والعالم بأكمله.

محمد البرادعي، نوبل جديدة في السلام

على الرغم من كون الدكتور محمد البرادعي عالم في الطاقة الذرية ومديرًا لوكالة الطاقة الذرية بالولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه عندما حصل على جائزة نوبل في السلام حصل عليها في مجال آخر بعيد كل البعد عن المجال الذي درس به، وهو مجال السلام، حيث كان محمد البرادعي أحد الحاصلين على نوبل من العرب، والرابع من بينهم من ناحية الحصول على الجائزة في مجال السلام، وقد حدث ذلك تحديدًا في عام 2005.

ربما يتعجب البعض من حصول البرادعي على نوبل في السلام، لكن، ما لا تعرفوه أن ذلك الرجل كان يستحق هذه الجائزة وأكثر، فقد تمكن من خلال خبرته وعمله في وكالة الطاقة الذرية من منع حرب نووية كان من شأنها تدمير العراق، إضافة إلى الكثير من الإنجازات الأخرى في مجال حفظ السلام، كذلك عمل البرادعي كرئيس شرفي لأحد الأحزاب المصرية القوية، وهو حزب الدستور، حيث تمكن من لم شمل القوة الوطنية، كما تولى منصب نائب رئيس الجمهورية بعد أحداث يوليو 2013، ليسطر بذلك اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ المصري مثلما فعل بالتاريخ العالمي.

العرب الحاصلين على نوبل

بخلاف المصريون، والذين كان لهم النصيب الأكبر في الفور بالجائزة الأكبر والأهم على الإطلاق، فإن العرب كذلك كان لهم تجارب في الفوز بهذه الجائزة، تلك التجارب التي شملت دول مثل العراق واليمن، ولأسباب مُختلفة ومُتعددة، فدعونا نتعرف الآن على أشهر الحاصلين على جائزة نوبل من العرب ولا ينتمون لمصر.

ياسر عرفات، سادات آخر

في عام 1994 انضم عربي جديد إلى قائمة الحاصلين على نوبل من العرب، وقد كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والحقيقة أن جائزة عرفات كانت في السلام، وتقريبًا لنفس السبب الذي حصل السادات على الجائزة من أجله، وهو إرساء السلام في الشرق الأوسط مُشاركةً مع الكيان الصهيوني.

في عام 1993 عقد عرفات اتفاقية مع الكيان الصهيوني في وارسو، وذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بريز تحت إشراف كذلك من الجانب الأمريكي المُتمثل في الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وقد اعتُبرت هذه الجائزة نسخة طبق الأصل من الجائزة التي سبقتها بحوالي ستة عشر عامًا وحصل عليها السادات بعد إبرامه لمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني.

توكل كرمان، المرأة الوحيدة

هذه المرة يأخذ الحاصلين على نوبل من العرب مُنحنى آخر مُختلف تمامًا، فالفائز بالجائزة امرأة يمنية في مقتبل العمر تمكنت من الحصول على الجائزة في مجال السلام، وذلك من أجل نضالها الدائم والمستميت من أجل المرأة وحقوقها، وقد حصلت كرمان على الجائزة في عام 2011، وتشاركت بها مع الرئيسة الليبيرية وناشطة أخرى تتبع نفس الدولة.

في الأساس تعمل توكل كرمان بحزب التجمع اليمني، وهو بمثابة النافذة التي تمكنت كرمان من خلالها المناضلة من أجل حقوق المرأة، حتى جاء العام 2011 وحصلت على الجائزة في مجال السلام مناصفة مع آخرين، لتُعيد بذلك ذكرى العربي الأول الذي حصل على الجائزة، وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكن سن توكل كرمان الصغير أعطى للجائزة معنىً آخر، وأيضًا كان لكونها امرأة مُحجبة دلالة كبيرة، وعمومًا، يعد ذلك الأمر الإنجاز الأبرز للجمهورية اليمنية.

العرب مزدوجي الجنسية

ما سبق ذكرهم هم الحاصلون على نوبل من العرب، وتحديدًا العرب الخالصين، لكن هناك عرب آخرين حصلوا على الجائزة ولكنهم في الأصل يحملون جنسية أخرى غير الجنسية العربية، بالرغم من انتمائهم للعرب بطريقة أو بأخرى، وأهم هؤلاء البريطاني اللبناني بيتر مدور واللبناني الأمريكي الآخر إلياس خوري.

بيتر مدور، الطبيب العربي البريطاني

إذا ما اعتبرنا بيتر مدور عربيًا فهو العالم العربي الوحيد الذي يحصل على جائزة نوبل في الطب، وذلك في عام 1960 مناصفة مع طبيب آخر، حيث قاما معا باكتشاف التحمل المناعي المكتسب، وعمومًا، كان ذلك الاكتشاف فارقًا بحق في مجال الطب، وبالتأكيد شرف عظيم أن يكون للعرب يد فيه.

ولد بيتر مدور في لبنان، لكنه سافر صغيرًا إلى بريطانيا وقضى فيها طفولته وشبابه وهرمه، حيث يُقال إنه لم يرجع إلى لبنان مرة أخرى، والحقيقة أن انشغال بيتر بالأبحاث والدراسات لم يسمحا له بوقت يفعل فيها ذلك، وإذا ما اعتبرنا كما ذكرنا من قبل أن بيتر مدور ضمن قائمة العلماء العرب الحاصلون على جائزة نوبل فإنه بالتأكيد سوف يكون على رأس القائمة من حيث القِدم، فقد حصل بيتر على الجائزة عام 1960.

إلياس خوري، لبناني مرة أخرى

نبقى مع لبنان من أشهر الحاصلون على نوبل ، والتي حصلت على جائزة نوبل مرتين لكن من سوء حظها أن الأشخاص الذين حصلوا على الجائزة منها لم يكونا مُنتمين إليها بالشكل الكافي، فها هو مرة أخرى إلياس خوري، ذلك الكيميائي اللبناني الذي عاش سنوات عمره في الولايات المتحدة الأمريكية ودرس الكيمياء وتميز بها حتى أسهم في مجال تطوير التركيب العضوي، وهو ما جعله قابلًا للحصول على جائزة نوبل في ذلك المجال عام 1990، ليكون بذلك العضو رقم أربعة في قائمة الحاصلين على نوبل من العرب، هذا إذا ما اعتبرنا أن إلياس يُمكن إدراجه في هذه القائمة، والحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد نسبت الرجل إليها وبالتالي تم نسب الجائزة كذلك، لكن ذلك لا يبخس حق العرب في إخراج عدد كبير من العلماء للحصول على جائزة نوبل ووجود جيل آخر مستعد لاقتناص أثمن جائزة في العالم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة + أربعة =