تسعة اولاد
الرئيسية » فلك وفضاء » تعرف على تاريخ رحلات البشر في اكتشاف المريخ

تعرف على تاريخ رحلات البشر في اكتشاف المريخ

اكتشاف المريخ

بعد الوصول إلى القمر، أصبح المريخ هو الهدف التالي لعلماء الفضاء، نستعرض في السطور المقبلة تاريخ محاولات اكتشاف المريخ في العقود الأخيرة.

اكتشاف المريخ هو حلم راود علماء الفضاء لسنين طويلة، وقد كان البحث والوصول إلى الكوكب الأحمر هو عبارة عن سباق بين القوى العظمى المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وحاول كل منهما إثبات جدارته في إرسال المركبات الفضائية لجمع المعلومات عن المريخ، لكنهم واجهوا العديد من المشاكل المتمثلة في عمليات الإطلاق الفاشلة وجمع المعلومات بل وحتى الظواهر الطبيعية كما سنوضح لك، وفي الموضوع التالي سنتعرض إلى المحاولات الأولية التي بدأت نحو المريخ، وبعد القراءة ستدرك أن الاتحاد السوفيتي هو أول من أطلق المركبات الفضائية باتجاه المريخ لكنه فشل في عمليات الإطلاق والوصول وأن الولايات المتحدة هي التي حققت النجاح الأول في اكتشاف المريخ ، وبشكل مفصل سنتحدث عن مركبة مارينر 4 ومركبة مارس 3 وهما بداية النجاح في عصر غزو الفضاء.

تاريخ عمليات اكتشاف المريخ

الكوكب الأحمر يحتوي على مياه

أثارت وكالة ناسا الجدل عندما أعلنت عن المياه الجارية الموجودة على سطح كوكب المريخ ومنذ ذلك الوقت أُرسلت العديد من رحلات اكتشاف المريخ ، وفي وقتنا الحالي سنجد أن هناك ثلاث مسبارات تطوف حول كوكب المريخ بالإضافة إلى مركبتين فضائيتين لا يزيد وزنهما عن 4.5 كيلوجرام وهما مخصصتان لاكتشاف المزيد حول هذا الجار أحمر اللون وهناك أخبار بأن وكالة ناسا سترسل مسبارين آخرين لتأكيد المزيد من المعلومات المتداولة عن هذا الكوكب المثير لخيالنا، لكن ماذا تعلم عن الرحلات الأولية التي مهدت الطريق للرحلات الحديثة؟ اقرأ الفقرات الآتية بعناية حتى تكون لديك المعلومات الكافية.

المحاولات الأولية الفاشلة

مركبة Mars 1M No.1 هي أولى المحاولات في التاريخ البشري للتحليق حول كوكب المريخ وقد حاول الاتحاد السوفيتي إطلاقها في يوم 10 أكتوبر من سنة 1960 وتمت العديد من الاحتفالات الرسمية في موسكو وسان بطرسبرج ومناطق أخرى في يوم الإطلاق، ولعلها من أكبر الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، بالرغم من أنها أولى المحاولات ومرحلة الإطلاق نفسها فشلت، لكن فكرة محاولة السوفييت لغزو الفضاء أثارت الرعب في قلوب قادة أمريكا، وتم إطلاق نموذج آخر كان مجهزًا كخطة احتياطية في حالة الفشل مع إضافة بعض التعديلات بنفس الاسم وتغيير الرقم إلى 2 وذلك بعد ثلاثة أيام من إطلاق المركبة الأولى، لكن النموذج فشل أيضًا وفشل النموذج الثالث الذي تم إطلاقه في 24 أكتوبر في السنة التالية وهو المعروف باسم مركبة 2MV-4 No.1، وقد فشل أيضًا بالرغم من توقعات العلماء بأنه سيحرز بعض التقدم، وعلينا ملاحظة أن كل تلك المركبات هي مركبات محلقة فقط وكان من المخطط لها أن تحلق حول المريخ وألا تحط على أرضه.

المزيد من المحاولات الفاشلة في اكتشاف المريخ

المركبات الثلاثة التالية التي أطلقها السوفييت فشلت كذلك وأحد النماذج تحطم قبل الإطلاق، إلا إن إحدى المركبات وهي مركبة سبوتنيك 24 استطاعت الوصول إلى محور دوران الأرض وهو الإنجاز الأكبر وقتها وهو الذي اضطر أمريكا إلى الإسراع في أبحاث الفضاء وزيادة التمويل المالي، لتظهر لنا محاولة أمريكا الأولى التي تمت في يوم الخامس من نوفمبر من سنة 1965 عبر مركبة مارينر 3 الخاصة بوكالة ناسا لكنها فشلت، مع العلم أن وكالة ناسا أطلقت مركبة محلقة في سنة 1962 إلى كوكب الزهرة وقد نجحت بالفعل من الاقتراب من الكوكب وهي مركبة مارينر 2.

أولى المحاولات الناجحة

مركبة مارينر 4 هي أولى المحاولات الناجحة في اكتشاف المريخ واستطاعت المركبة التي أطلقتها وكالة ناسا أن تقوم بتصوير الكوكب وهي التي أعطتنا المعلومات الأساسية عن المريخ والمؤكدة بشكل قاطع، وهي مركبة محلقة استطاعت الاقتراب بالدرجة القصوى من المريخ في الخامس عشر من يوليو من سنة 1965 في الواحدة صباحًا، وكانت على بعد مسافة 9.846 كيلومتر واحتوت على تليسكوب للأشعة الكونية وكاميرا ومحدد الأشعة، وتم تصنيع المركبة بشكل أساسي عبر مختبر الدفع النفاث وهو إحدى مختبرات معهد كاليفورنيا للتقنية وتم التعاون بين المعهد ووكالة ناسا لتجهيز عملية الإطلاق، وقد أخذت المهمة ثلاث سنين كاملة وثلاث وعشرين يومًا، وهي تعتبر من أكبر إنجازات وكالة ناسا وكانت نصرًا كبيرًا للولايات المتحدة الأمريكية وبداية عصر غزو الفضاء.

معلومات عن مركبة مارينر 4

  • الكتلة عند الإطلاق: 260.8 كيلوجرام.
  • القوة: 310 وات (بحساب ظروف كوكب المريخ).
  • يوم إطلاق المركبة: التاسع والعشرون من نوفمبر من سنة 1964.
  • وقت إطلاق المركبة: 14:22:01 (التوقيت العالمي الموحد).
  • الصاروخ المستخدم: Atlas LV-3 Agena-D.
  • موقع الإطلاق: قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية.
  • جناح الإطلاق: LC-12.
  • وقت انتهاء المهمة: الحادي والعشرون من ديسمبر من سنة 1967.
  • النظام المرجعي: المدار الشمسي المركزي (الذي تحمل فيه الشمس الكتلة الأكبر).
  • نصف المحور الرئيسي: 199.591.220 كيلومتر.
  • الانحراف المداري: 0.17024754.
  • زاوية الميلان: 2.51 درجة.

مسبار مارس 3

بعد محاولات عديدة فاشلة قام بها الاتحاد السوفيتي منذ سنة 1960 وحتى سنة 1971 في اكتشاف المريخ ، نجح هذا المسبار وكان لنجاحه دويًا كبيرًا في الاتحاد السوفيتي وساهم في زيادة حدة التوتر بين أمريكا والسوفييت واشتعال الحرب الباردة بين البلدين، والمسبار هو تابع لبرنامج المريخ الخاص بالاتحاد السوفيتي وهو عبارة عن مركبة فضاء غير مأهولة أي لا تحمل بشر وهي عبارة عن قمر صناعي به مسبار مخصص للهبوط وتم إطلاقه بواسطة صاروخ من نوع بروتون كي. تم إطلاقه في يوم 28 مايو من سنة 1971 وكان هدفه الأساسي هو تصوير ودراسة سمات سطح كوكب المريخ عن طريق تحليل تركيب تربته والتعرف على خصائص غلافه الجوي إلى جانب مراقبة وقياس الإشعاع والرياح الشمسية وتفقد الحقول المغناطيسية للمريخ ومن ثم إرسال هذه المعلومات إلى كوكب الأرض. وقد أرسل المسبار مارس 3 كميات هائلة من المعلومات عن سطح كوكب المريخ وتضاريسه إلى الأرض واستمر بإرسال المزيد من المعلومات والتغيرات المناخية حتى شهر أغسطس.

عاصفة رملية توقف مهمة المسبار

صادف حدوث عاصفة رملية هائلة أثناء دراسة مارس 3 لسطح الكوكب مما أثر على المهمة وفوجئ العلماء بالصور التي أرسلها المسبار حيث وجدوا أن الغلاف الجوي أصبح سميكًا للغاية بسبب هذه العاصفة الرملية ولم ير أي عالم مثل هذه الظاهرة من قبل، وكانت هذه آخر الصور التي أرسلها المسبار مارس 3 ثم فقد العلماء الاتصال به وأعلن الاتحاد السوفيتي عن انتهاء رحلة المسبار في اكتشاف المريخ . أظهرت الصور التي أرسلها المسبار للأرض جبالًا بارتفاع 22 كيلومتر، وأظهرت الدراسة التي أجراها المسبار وجود الهيدروجين والأكسجين في الغلاف الجوي الأعلى، وتبلغ نسبة بخار الماء على كوكب المريخ 1/5000 مقارنة بنسبته على الأرض، كما أظهرت المعلومات أن درجة الحرارة تتباين فيما بين 110 درجة مئوية تحت الصفر و13 درجة، ووجود لاحتمالية حدوث أعاصير الغبار التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 7 كيلومتر. ومن بعد هذا المسبار تطورت المركبات الفضائية لتنتقل البشرية إلى عصر جديد في غزو الفضاء.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

1 تعليق

خمسة × 1 =