تسعة اولاد
الرئيسية » حقائق » أفلام الذكاء الاصطناعي في تاريخ السينما العالمية

أفلام الذكاء الاصطناعي في تاريخ السينما العالمية

أفلام الذكاء الاصطناعي

أفلام الذكاء الاصطناعي مجموعة أفلام ناقشت واحدة من أكثر الأشياء التي يتطلع إليها البشر في مستقبلهم، وهي دخول الإنسان الآلي أو الاصطناعي في حياة البشر.

تُعتبر أفلام الذكاء الاصطناعي العالمية أحد أهم البراهين على أن الإنسان لا يزال مُصرًا على إقحام الإنسان الآلي، أو الاصطناعي، فيه حياته، حتى ولو جاء حدوث ذلك الأمر من خلال الأفلام السينمائية، فالمستقبل بالتأكيد سيُخصص جزءًا كبيرًا منه لرواد الذكاء الاصطناعي، وسوف يكون وجود الإنسان الآلي لاحقًا حقيقة ثابتة فارقة كوجود الطعام والشراب، لكن الغريب بحق هو كل هذا الإصرار من قبل البشر ومحاولاتهم الحثيثة من أجل التعجيل بهذا الأمر لأقرب درجة ممكنة، وكأنهم فعلًا قد فقدوا الثقة بأنفسهم وأصبحوا على يقين بأن الخلاص من الكسل والنهضة من جديد سوف يكونان على يد نتاج تجارب الذكاء الاصطناعي، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على الذكاء الاصطناعي وأهم الأفلام التي ناقشته وهل نجحت في تقديمه بالصورة الصحيحة أم لا.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

قبل أن نتعرف على أفلام الذكاء الاصطناعي فإننا بالتأكيد مُطالبون بالتعرّف على الذكاء الاصطناعي نفسه، والحقيقة أن تعريف هذا النوع من الذكاء لا يحتاج تفكيرًا أو إعمالًا للعقل، فالإنسان عندما يُفكر ويقرر فإنه بذلك يكون قد استخدم النوع الفطري من الذكاء، وهو الذكاء الطبيعي، والذي يتواجد في جميع البشر بلا استثناء، لكن ربما تتفاوت نسب تواجده بين شخص وآخر، لكن في النهاية يبقى الذكاء موجودًا، ويبقى طبيعيًا لا دخل لأي شيء آخر فيه، وهو الأمر الذي يختلف تمامًا بالنسبة للنوع الثاني من الذكاء، والذي نحن بصدد التحدث عنه الآن، وهو الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي هو الذي يصنعه البشر بأنفسهم، والواقع أن عملية الصنع هذه لا تتم داخل البشر، وإنما يتم نقلها إلى آلة أو جهاز آخر، بكلمات أبسط، عندما تُصدر أي آلة أو جهاز حديث حركة ذكية معروف أنها من خصائص البشر فإن هذه الآلة في تلك الحالة تكون قد مُنحت الذكاء الاصطناعي بلا أدنى شك.

الذكاء الاصطناعي في الميزان

عندما يُقدم الإنسان على اختراع أي جهاز حديث فإنه أولًا يوضع في ميزان المميزات والعيوب، وحسب ما تُرجحه كفوف هذا الميزان يمكن أن نحكم على فائدة وأهمية هذا الجهاز من عدمه، والحقيقة أن الوضع بالنسبة للذكاء الاصطناعي يختلف، فغالبًا ما نجد أن المميزات تُعادل العيوب، ولنبدأ مثلًا بالمميزات، وبالتأكيد أول شيء بديهي يُمكن التطرق إليه هو قدرة ذلك الاختراع مجازًا على خلق حياة موازية لحياة البشر، فعندما تمتلك إنسان آلي يقوم ببعض الأفعال البشرية مستخدمًا نفس القدرات البشرية فأنت بذلك قد أضفت إلى العالم إنسانًا جديدًا لا يختلف حركيًا عن الإنسان البشري.

ثمة الكثير من المميزات، لكن بالنسبة للعيوب فإن أول شيء أنت مُجبر بمواجهته هو أنك مُعرض في أي لحظة لفقدان السيطرة على الاختراع، وبالتالي، يُمكن أن يفوق ذكاء الإنسان الآلي الاصطناعي ذكاء الآخر الطبيعي، وهنا تكمن الكارثة التي تطرقت إليها أغلب أفلام الذكاء الاصطناعي التي تناولت هذه الظاهرة بمزيد من التفصيل.

أفلام الذكاء الاصطناعي

لا شك أن السينما هي المرآة الحقيقية لهذه العالم، والحقيقة أن أهمية تلك المرآة تكمن في قدرتها على رؤية الماضي، وعرض الحاضر، والتنبؤ بالمستقبل، وهو الأمر الذي يتضح بشدة عند مشاهدة أفلام الذكاء الاصطناعي، والتي حاولت بشدة خلق صورة مُقاربة لما يمكن أن يكون عليه الأمر فيما بعد بالفعل، ولنبدأ معًا بأحد أهم الأفلام التي برزت في هذا الصدد، وهو الفيلم الأمريكي “هي”.

هي، حب الذكاء الاصطناعي

من أفضل أفلام الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تشاهدها على الاطلاق الفيلم الأمريكي هي، أو “her” كما يُعرف بالإنجليزية، والذي صدر في عام 2013، والحقيقة أن ذلك الفيلم قد ناقش ظاهرة الذكاء الاصطناعي في أبهى صوره، حيث افترض وجود إنسان وحيد غير صالح لمصادقة البشر، إلا أنه لا يرضى بذلك ويبحث عن الصداقة من زاوية أخرى، وهي زاوية الإنسان الاصطناعي، وبالفعل يقوم بشراء تطبيق ذكي يمنحه فرصة التحدث مع آلة من نوع فتاة، ومع الوقت تتطور علاقة الصداقة مع هذه الآلة إلى علاقة حب غير معقولة الأطراف.

فيلم هي يقول ببساطة أن الهجمة المتوقعة من الذكاء الاصطناعي لن تتوقف فقط عند حد خدمة الناس ومساعدتهم في الأعمال البدنية، بل إن التدخل العاطفي أيضًا سوف يكون له دور كبير، وبالطبع أمر مُخيف جدًا أن تتوقف حياة شخص الاجتماعية والعاطفية في المستقبل على آلة من صنعه، وهو أمر نجح الفيلم بشدة في تسليط الضوء عليه، وإن جاز تصنيفه فإنه من الفئة التي تحذرنا من الذكاء الاصطناعي في المستقبل وليس العكس.

إكس ماشينا، خطر الآلة المُحدق

إكس ماشينا، أو بالإنجليزية “ex machina”، هو فيلم يُدرج كذلك ضمن قائمة أفلام الذكاء الاصطناعي، ليس هذا فقط، بل إنه يُعتبر أحد الأفلام في هذا الصدد، فهو يتحدث عن عالم شاب يُطلب منه أن ينقل الصفات البشرية العميقة إلى أجهزة وآلات تعمل بالذكاء الاصطناعي، بمعنى أدق، يُطلب منه أن يجعل الإنسان الآلي يمتلك نفس الدوافع التي يمتلكها نظيره البشري، الخطير في الفيلم أنه يرصد نجاح العالم الشاب في تطبيق ذلك المخطط، وما سيؤدي إليه ذلك من كوارث كفيلة بأن يُدرك البشر عدم توفيقهم في التفكير بأمر كهذا.

الفيلم دق الناقوس الأهم فيما يتعلق بالأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث قال بوضوح أننا إذا ما تابعنا السير في هذا الطريق فسوف نكون بذلك مُقدمين على إحضار بشر آخرين منافسين لنا في هذا العالم، منافسين أقوياء على وجه التحديد، وهذا هو الخطر بعينه إن أمعنا في الأمر.

شاباي، الذكاء الاصطناعي الخاطئ

من ضمن أفلام الذكاء الاصطناعي التي نظرت إلى الأمور بطريقة مختلفة فيلم “chappie”، والذي صدر عام 2015 بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتحدث الفيلم ببساطة عن عالم سيطرت فيه تقنية الذكاء الاصطناعي وأصبح الإنسان الآلي مُنتشرًا في كل مكان، لكن في نفس الوقت ظهرت قوى الشر وقامت باستخدام ذلك التقدم الكبير في محاولة تدمير البشر، أي أنه استخدام خاطئ للذكاء الاصطناعي، وهنا يبرز الفيلم خطورة ذلك السلاح ذو حدين، وهل البشر قادرين فعلًا على السيطرة عليه أم أن تجربة شاباي يمكن أن تحدث بسهولة.

نظرة البشر للأمور بشكل عام من المعروف أنها نظرة سطحية، فهم يسمعون فقط الإيجابيات، أما السلبيات فلا ينتبهون لها، وهذا ما حاول الفيلم العبقري رصده وتقديمه بصورة رائعة، لكن، على الرغم من ذلك، ما زالت محاولات البشر تسري في اتجاه واحد، وهو اختراع إنسان آلي بالذكاء الاصطناعي، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هذا ما لم يفكر به البشر بعد.

وول-ي، ذكاء بالرسوم المتحركة

لم تفوت أفلام الرسوم المتحركة فرصة مناقشة قضية هامة مثل قضية الذكاء الاصطناعي، فقد تم في عام 2009 إنتاج فيلم رسوم متحركة يحمل اسم وول-ي، هذا الفيلم يتحدث في البداية عن حاجة البشر الماسة إلى الذكاء الاصطناعي، حيث تحدث العديد من التطورات في المستقبل ولا يتمكن البشر من التصدي للأمر بمفردهم، ولذلك يركنوا إلى الإنسان الآلي المُدعم بالذكاء الاصطناعي، والذي يُساعدهم فعلًا في مواجهة الخطر المُحدق بالبشرية، لكن، فيما بعد، يتحول ذلك الإنسان الآلي إلى خطر قائم بذاته.

يقع الإنسان الآلي في حب إنسان آلي مُصنف كأنثى، والحقيقة أن علاقة الحب هذا تتطور وتُصبح نذير سوء على البشر، حيث يرتكب الإنسان الآلي الواقع في الحب الكثير من الحماقات، إلى أن ينتهي الأمر في النهاية بتدميره لنفسه بنفسه، وقد كان ذلك الفيلم وقت صدوره قبل عشر سنوات حدثًا كبيرًا بالرغم من كونه مجرد فيلم رسوم متحركة، لدرجة أنه قد حصل على جائزة الأوسكار في مجال الرسوم المُتحركة ورُشح لأكثر من جائزة في نفس المجال.

أي آي الذكاء الاصطناعي، مأساة الأطفال الصناعيين

إنه بحق أحد أكثر أفلام الذكاء الاصطناعي ألمًا، حيث لن تتمالك نفسك طوال مشاهدته من الدهشة والحزن، فقصة المؤلمة تقول إن البشر في المستقبل باتوا لا يفكرون في الأمور الطبيعية مثل الولادة، لذلك قرروا الاستغناء عن كل هذا العناء باللجوء إلى الأطفال الصناعيين، أو الذين يدعمون بالذكاء الاصطناعي، وبالتالي يُمكنهم أن يكبروا ويمارسوا نفس الأفعال التي يقوم بها الأطفال الطبيعيين، لكن السؤال الذي يطرحه الفيلم بحق، إلى أي حد يمكن أن ينجح هذا الأمر؟

فكرة الأبوة والأمومة في الأصل قائمة على وجود أشخاص مستعدين للتضحية من أجل أطفالهم الذين هم في الأصل قطعة منهم، لكن أن يكون هؤلاء الأطفال مجرد قطعة من الحديد فهذا بالطبع سوف يتسبب في فتور المشاعر، الأدهى أن هؤلاء الأطفال مهما عاشوا في بيوت مُربيهم فإنهم لن يكونوا تجاههم أي مشاعر حب أو كره، سيكون الأمر أشبه بحياة باردة خالية من كل دفء ممكن، والحقيقة أن الفيلم قد نجح ببراعة في تصدير هذا الخوف وإشعار الناس بالذعر تجاه حبهم المبالغ فيها للإنسان الآلي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث سيرون بأعينهم كيف ستؤول الأمور بالنهاية.

أنا إنسان آلي، فيلم عن الأمور المُستبعدة

من ضمن الأفلام التي يجب أن توضع في الاعتبار عند التحدث عن الذكاء الاصطناعي الفيلم الأمريكي الشهير “أنا إنسان آلي”، ذلك الفيلم الذي صدر في عام 2004 ويتحدث عن أمر مُستبعد بعض الشيء، وهو أن الإنسان الآلي قد بدأ في محاربة نفسه، والحقيقة أننا عندما نصف هذا الأمر بالمستبعد فإننا نعتمد على عدم وجود أي مشاعر لدى الإنسان الآلي ومن ضمنها بالطبع مشاعر العداء، لذلك ليس من المنطقي أبدًا أن يُقاتل نفسه، لكن هذا ما قاله الفيلم بالفعل.

مع بدء الإنسان الآلي لمحاربة نفسه يظهر ضعف البشر الحقيقي، حيث يكونون غير قادرين على التدخل في هذه الحرب لأنها في الغالب تكون بين قوى أكبر منهم، وبالطبع نحن نتحدث عن خروج ذلك الإنسان الآلي عن السيطرة، وذلك بدليل أنه يُقاتل نفسه دون أن يأمر صانعه بذلك، في النهاية، يُظهر الفيلم آثار الدمار التي تخلفها هذه الحرب الغريبة، حتى يتم تدمير الإنسان الآلي لنفسه بنفسه ويدرك البشر أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا الإنسان بمميزاته وعيوبه.

ختامًا

هناك الكثير من الأفلام الأخرى التي تتحدث عن الذكاء الاصطناعي، لكن فقط لا يسعنا الوقت أو المساحة لذكرها، وإنما عليكم أن تعرفوا بأن جميعها يدور في فلك أهمية النظر إلى عيوب الإنسان الآلي قبل مميزاته والتفكير جيدًا قبل السعي نحو انتشاره في المستقبل.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

13 + إحدى عشر =