تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » أطفال الغابة : أغرب حالات الأطفال الذين نشؤوا في رحاب الغابات

أطفال الغابة : أغرب حالات الأطفال الذين نشؤوا في رحاب الغابات

أطفال الغابة

تنتشر الكثير من القصص عن أطفال قضوا فترات طويلة من حياتهم في الغابات وتعلموا فنون التعامل مع الحيوانات والطبيعة، إليك أشهر أطفال الغابة على مر التاريخ.

من هم أطفال الغابة ؟ قديمًا تداول البشر أسطورة التوأم رومولوس وريموس، وهما أخان توأم، تم التخلي عنهم وقامت بإرضاعهم ذئبة، وظلوا معها حتى اكتشفهم راعي متجول، ذهبت الأسطورة بالقول أنهما هما من أسسا مدينة بلاتن هل، ولكنها أسطورة من نسج الخيال كقصص طرزان وماوكلي، على مدار الزمان تعجب البشر من فكرة أن تربي الحيوانات أطفالاً وتكتسب بعض طباعها وتصرفاتها والطريقة التي تنتهجها في حياتها، ربما يكون الواقع مؤلمًا أحيانًا وقد يظن البعض أن هذا العنوان صادم ويحمل الكثير من الألم ولكنها الحقيقة المرعبة، فربما كانت الفطرة والفطرة فقط لدى الحيوانات المتوحشة والضواري في البرية أكثر رفقًا بالأطفال من الآدميين كآبائهم وأمهاتهم، فحقيقة وواقع هؤلاء الأطفال الذين تربوا وعاشوا وسط الضواري كانت مريبة إلا أن الحيوانات قدمت لهم الحنان والرعاية من دون أن تملك عقلاً، كل هذا يثبت أن الطبيعة أحيانًا تكون أكثر رفقًا من البشر، وكل قصص أطفال الغابة التي سيتم سردها تؤكد أن الطبيعة قابلة للتغيير.

أشهر أطفال الغابة على مر التاريخ

دينا سانيشار – فتى الذئب الهندي

في منطقة تدعي “سيكاندرا”، بين مجموعة من الذئاب وجد عددًا من الصيادين عام 1867 طفلاً يبلغ من العمر 6 سنوات فقط، ظنوا أن الذئاب اختطفته لتلتهمه، ولكن مع ملاحظة حركة الطفل وتصرفاته اتضح لهم أن الطفل هو من يلاحق الذئاب، وكان الطفل يعيش مع الذئاب ويأكل ويلهو معها، ثم بعد معاينة لفترة تعجب الصيادون من الطفل العاري الذي يلاحق الذئاب على قوائمه الأربعة ويصدر أصواتًا مثلها، ومع ذلك قرروا تخليصه من هذه الحياة. قاموا بقتل الذئاب ونقلوا الطفل إلى المدينة فورًا، وأودع دار للرعاية هناك ليصبح من أوائل أطفال الغابة الذين يتم اكتشافهم في تلك المنطقة، في دار الرعاية أظهر الكثير من العادات غير الآدمية، كان ما يزال يسير على أربع قوائم، ويرفض أن يرتدي أي ملابس، وكان يفضل أن يأكل الطعام مباشرة بفمه من الأرض دون أن يمسكه بيده، ومن العجيب أيضًا أنه كان يأكل اللحوم النيئة عن تلك المطهوة، رفض كذلك تعلم الكلام والتعامل مع الناس طوال حياته، حاول القائمون في دار الرعاية تهيئة دينا وأن يحاولوا معه قدر الإمكان، ولكنهم وجدوا صعوبة بالغة في ذلك، فلم تكن تلك هي الحياة التي يتمناها، لُقب بالذئب الهندي، ومات وهو في ريعان شبابه بعدما أدمن التبغ.

دانيال – فتى الماعز الإنديزي

في عام 1990 عثر علماء من جامعة كانساس الأمريكية على دانيال ذو الإثني عشر ربيعًا في دولة بيرو في أمريكا اللاتينية، عثر على هذا الطفل في جبال الأنديز حيث كان يعيش وسط الماعز بعيدًا عن البشر، جذب دانيال انتباه العلماء بسبب تلك الحياة الغريبة التي وجدوه عليها، وبعد إجرائهم الكثير من الفحوصات وتسجيلهم الملاحظات عن هذه الحالة العجيبة، تبين لهم بعض الحقائق الغربية منها أن دانيال كان قد عاش ما يقارب الثمان سنوات مع الماعز، كان دانيال يتواصل ويتخاطب مع الماعز بطريقة غير مفهومة للبشر، ويمشي على أطرافه الأربعة مثل الماعز، وكان يتغذى على النباتات والتوت البري فقط، لاحظ العلماء أيضًا بعض الندب في قدميه وهى تشبه الحوافر التي تحمي قدميه من الأراضي الوعرة التي يصعب السير فيها، بعد الإمساك به رفض دانيال كل برامج التأهيل التي تعرض لها، فلم يُجِد لغة البشر، ولم يقبل أن يتعلمها، وبقى كما هو فتى الماعز الذي غالبًا ما نسمع عنه عندما يتحدث الناس عن أطفال الغابة .

بيلو – الشمبانزي النيجيري

في بعض المناطق الأفريقية كان للأهالي بعض العادات السيئة، في الماضي كانوا يتخلصون من الأطفال المعاقين برميهم في الغابة لكي يموتوا أو ليعيشوا بعيدًا عنهم وتجنب مشاكلهم والمتاعب التي تحدث بسببهم، وربما كان بيلو واحدًا من ضحايا تلك العادات السيئة، وجد بيلو عام 1996 في غابة فالغور، والتي تبعد 150 كيلومتر عن مدينة “كان” النيجيرية، وقتها كان يبلغ من العمر عامين فقط، إضافة لإعاقته الجسدية فقد كان يعاني من تخلف عقلي كما هو الحال في أغلب قصص أطفال الغابة، وجد بطريقة غريبة حيث كان يعيش وسط قرود الشمبانزي النيجيرية، ويمارس نفس عاداتهم وتصرفاتهم، فقد كان يقفز ويضرب على رأسه ويمشي بنفس طريقة الشمبانزي، كان من حسن حظه صغر سنه، حيث كان بالإمكان السيطرة عليه وإعادة تأهيله، حيث تمت العناية به من قبل عائلة ترك لديها للاهتمام به ورعايته والقيام بالعمل على إكسابه الطبيعة البشرية من جديد، وفي خلال سنوات تخلص بيلو من كل عاداته السيئة القديمة، وأصبح غير مؤذٍ ووديع، ولكن حياة البشر لم تناسبه، فأصبح شأنه كمن سبقه، مات في 2006 عن 12 عام فقط.

روكوم – فتاة الأدغال الكمبودية

في ظروف غامضة اختفت روكوم التي كانت تبلغ من العمر 8 سنوات والتي تحولت فيما بعد إلى واحدة من أطفال الغابة، حيث كانت تقوم برعي الأغنام على حواف الغابة كل يوم، اختفت فجأة دون أي مقدمات أو أي دليل على مكانها، اعتاد أهلها على غيابها وتيقنوا دون أدنى شك أنها ماتت، ومع مرور السنوات لاحظت إحدى النساء امرأة عارية تتسلل إلى مخزنها لسرقة الأرز، وعند رؤيتها تيقنت تمامًا أنها هي روكوم نفسها التي اختفت لأكثر من 18 عامًا، ولصعوبة التواصل معها، حيث لم تكن تتحدث لغة البشر ولم تكن أليفة في التعامل مع الناس، لم يستطع أي أحد معرفة ما حدث لها في العقدين الماضيين، فكانت الطريقة التي عاشت بها روكوم كل تلك الفترة في الغابة وسط الحيوانات بعيدًا عن الناس محل تساؤل، فلم يعرف أحد ما حدث لها خلال كل هذا الوقت، حاول الجميع في القرية احتضانها والعمل على رعايتها بعدما غابت لفترة كبيرة، ولكنها لم تستطع التعايش مع البشر والعيش مثلهم، فقررت العودة من حيث أتت، لتختفي مجددًا دون أي دليل أو سبيل إلى مكانها.

الطفل الغزال – قصة مأساوية عن أطفال الغابة

في عام 1946 وجد بعض الصيادين طفلاً في الصحراء بين العراق وسوريا، يبدو أنه طفل عربي كان يبلغ من العمر 10 سنوات تقريبًا، وجد عاريًا ويشعر بألفة وسط الغزلان، وأطلقوا عليه لقب الطفل الغزال، كان يجاري الغزلان في السرعة، ظل الصيادون لساعات يراقبون هذا الطفل الغريب ومن ثمّ حاولوا اللحاق به واصطياده وما كانوا ليمسكونه لولا تدخل سيارة جيب عسكرية عراقية، ذلك نظرًا لسرعته الغير عادية، تم نقله مباشرة إلى دمشق، وأودع أحد دور الرعاية السيئة دون أي عناية، وفى عام 1955 استطاع الهروب من دار الرعاية وأصبح الشارع هو مسكنه، لم يجد من يعتني به وتم استغلاله بطرق سيئة فقد كان يُعطى مبالغ زهيدة على الرغم أنه لم يكن يعرف ما هو المال لكي يسابق سيارات الأجرة، فبنيته كانت قوية وحركته سريعة حيث قُدرت سرعته بخمسين ميلاً في الساعة، ولم يعلم أحد إلى الآن لماذا عاش في البرية مع الغزلان، ولكن يشاع أن أهله نبذوه في الصحراء منذ مولده، وبسبب سرعته هذه فإنه يعتبر من أشهر أطفال الغابة .

الفتى الطائر – روسيا

كان في السابعة من عمره عندما تم العثور عليه في 2008، لم يضل طريقه في الغابة أو الصحراء بل كان ضائعًا في بيته، أمه كانت مدمنة على تربية الطيور وماهرة في كيفية التعامل معاها، وتعاملت مع ابنها معاملة الطيور فمنذ مولده والفتى في العلية مع الطيور توصل إليه طعامه وشرابه، لم تخرجه من المنزل أبدًا ولم تتحدث معه في حياتها، وأشرفت على تربيته الطيور، فتعلم لغتها ولم يتعلم لغة البشر وتوقف عقله عن التفكير كالبشر.

جون – القرد الأوغندي

وقعت أحداث هذه القصة في أوغندا عام 1991عندما تم العثور على طفل في السادسة من عمره يعيش في الغابة مع القرود ليصبح بالفطرة من أطفال الغابة، في الثالثة من عمره فرّ جون إلى الغابة، فلم يتحمل المشهد المرعب الذي وقع أمام عينيه عندما شاهد والده يقتل والدته، وبعد هروبه إلى الغابة تمت رعايته على أيدي نوع من القرود الأوغندية يطلق عليها اسم فيرفت، ولحسن حظه ضمته القرود إلى جماعتها وضمنت له الرعاية والأمان على غير عادة القرود الأفريقية التي تقتل أطفال البشر، والغريب أن القرود قامت بتربيته على أنه طفل من أطفالها، وبعد ثلاثة أعوام قضاها جون بين القرود وجدته فتاة تدعى “مايلي” والتي حاولت أن تمسك به وتسيطر عليه ولكنها لم تنجح أن تروضه بمفردها فعادت وأحضرت رجال أقوياء للإمساك به، ولكنها لم تكن بالمهمة السهلة أيضًا فقد قاوم جون بشدة واستبسلت القرود في الدفاع عنه كأنه واحد من نوعها، فلم يتوقفوا عن رمي الحجارة، ولكن في النهاية رغم ما قدمه جون والقرود من مقاومة تم الإمساك به، حيث تم رعاية جون جيدًا على عكس بعض القصص السابقة، وتم العمل على العناية به ومساعدته على التخلص من العادات السيئة التي اكتسبها أثناء حياته مع القرود، وجرى علاجه من إفراط نمو الشعر في جميع أنحاء جسمه، وأخيرًا تبنته إحدى دور الرعاية بأوغندا، حيث قاموا هناك بالعمل على إعادته لطبيعته وبنيته الإنسانية، وأيضًا بالتدريج تعلم لغة البشر بعد أن كان مثل القرود، جون الذي كان يقفز ويصرخ مثل القرود أصبح اليوم يغني في فرقة جوقة لؤلؤة أفريقيا للأطفال.

أمالا وكامالا – أطفال الذئاب

في أكتوبر عام 1920 كان سينج في رحلة تبشيرية عندما أخبره أحد فلاحي القرى المجاورة بأن الغابة ممتلئة بالكائنات المدهشة التي يجب أن يتم استكشافها، وبعد مرور بعض الوقت قَدم سينج لمعاينة الأمر بنفسه متخفيًا عند الغروب، وبعد ملاحظة استطاع أن يرصد ثلاث ذئاب وجروين وإثنين من البشر كانت هيئتهما غريبة، ومع مرور الوقت لاحظ كيف يتصرف هذان المخلوقان بغرابة شديدة، فحركتهما سريعة ويمشون على أربعة قوائم كالذئاب تمامًا، كانا يندفعان سيرًا وراءهم متنقلين من حجر إلى آخر، وتبين في النهاية أنهما أطفال بريين، كان تصرفهما مشابه لتصرف الذئاب فعند الخروج من المغارة يرفعان رأسهما بحذر شديد، ومن ثم ينطلقان وثبًا إلى الخارج.

عاد سينج إلى نفس المكان بتاريخ 17 أكتوبر مع فريق جديد للسيطرة على الطفلتين، ومع البداية شاهد الفريق إثنين من الذئاب المسنة تفر بالهرب، وبقي ذئب ليحمي جرويه والطفلتين أمالا وكامالا من هجوم فريق سينج، ولكن الذئب قتل تحت وابل من سهام الفريق، وعندما دخل سينج وفريقه إلى الحجر تقوس الجروان في موقف دفاعي، ومن الغريب أن الطفلتين كانتا أكثر عدوانية وتهديدًا من الجروين، ولكن في نهاية الأمر تمكن سينج وفريقه من الإمساك بهما وعهد إلى أحد فلاحين القرية بالعمل على إعادة تأهيلهما ورعايتهما، كانت الصغيرة تبلغ من العمر 18 شهرًا وكانت أختها في الثامنة من عمرها، وبعدما ذهب سينج أصاب القرويون هلع وخوف شديد بسبب الطفلتين ففروا من القرية، ومع عودة سينج مرة أخرى وجد الفتاتين مهملتين وكاد الجوع والعطش أن يفتك بهما، لذا فوض لسينج رعايتهما وعمل على إكراههما على شرب الحليب على علاجهما لبضعة أيام، ثم حملهما معه إلى مأوى الأيتام الذي يديره بميدنابور.

خاتمة

بعد قراءتك للموضوع، هل عامل البشر أطفال الغابة أفضل من الحيوانات أم أسوأ؟ في الواقع فإن هذا السؤال جدلي إلى حد كبير، فهؤلاء الأطفال لم يكونوا مثل البشر، وكان من الصعب إعادتهم إلى الحياة الآدمية، لكن في النهاية ستجد أن وحشية البشر يمكن أن تدفعهم إلى استغلال مثل هؤلاء الأطفال كما ذكرنا في الفقرات السابقة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − 5 =