تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » لغة الحيوانات : هل تستطيع الحيوانات التخاطب فيما بينها ؟

لغة الحيوانات : هل تستطيع الحيوانات التخاطب فيما بينها ؟

لغة الحيوانات

هل تساءلت من قبل عن كيفية تواصل الحيوانات بينها وبين بعضها؟ في الحقيقة لغة الحيوانات أمر حقيقي، فالحيوانات تستخدم طرقًا كثيرة للتواصل لكننا قد لا نشعر بها.

هل تساءلت من قبل عن إمكانية وجود لغة الحيوانات ؟ نحن البشر أنعم الله علينا بنعمة العقل ونظن أننا الكائنات الوحيدة في هذا الكون الذين نستطيع الكلام، لكن هل ذلك صحيح؟ هل نحن الكائنات الحية الوحيدة على وجه الكوكب التي تتكلم مع بعضها البعض؟ الحقيقة هي أنه كما للإنسان لغة أو عدة لغات فهناك أيضًا لغة الحيوانات التي تتحدث بها فيما بينها وتتفاهم عن طريقها، الفرق هو أن لنا عقلًا نفكر به فنحتاج إلى التعبير عن أفكارنا بالكلام، بينما الحيوانات لا عقل لها ما يعني أن أفكارها أقل ومحدودةٌ أكثر وهو ما يعني أن لغتهم أبسط من لغتنا، لكن ذلك لا يمنع من كونها جميلةً ومثيرةً للإعجاب.

لغة الحيوانات : ماذا تعني بالضبط ؟

ماذا تريد الحيوانات؟

تعيش الحيوانات وفق نمطٍ معينٍ تكون مفطورةً عليه ومتآلفةً معه بغريزتها، لكنها تحتاج التخاطب فيما بينها في حدود تلك الدائرة مثل الإخبار عن مكان الطعام أو عند وجود خطرٍ محدقٍ بها أو لتظهر قبولها للآخر أو نفورها منه أو لتعبر عن شيءٍ مهمٍ لها ضمن نطاق حياتها، لغة الحيوانات لغةٌ بليغة لا تحتاج ملايين الكلمات كما هو الحال عند البشر، وعجزنا عن فهمها ليس لتعقيدها وإنما لأننا لم نتعلمها ونتعرف عليها، مثل أنك تتحدث العربية ولا تفهم الإيطالية عندها سيصبح أي شخصٍ يتحدث الإيطالية أمامك غامضًا، أما لو بدأت تعلم الإيطالية ستصبح اللغة مفهومةً بالنسبة لك.

أنواع لغة الحيوانات

على عكس البشر نجد لغة الحيوانات لا تعتمد على الكلام بشكلٍ أساسيٍ أو رئيسي لأنها ببساطةٍ لا تتكلم وإنما تصدر أصواتًا مختلفة تختلف من فصيلةٍ من الحيوانات إلى فصيلةٍ أخرى، لكن هل يحتاج أفراد كل فصيلةٍ للكلام فيما بينهم؟ لغات الحيوانات كثيرة من بينها إصدار الأصوات لكن لغة العيون أيضًا معبرة بشدة، فالحيوانات تفهم الخوف والتحذير في عيون بعضها وتفهم نظرة التهديد وتفهم نظرة التآلف والحب.

حركات الجسد

لغة أجسادهم تكاد تكون هي اللغة الرئيسية لأنها تعبر بوضوحٍ عن شعور ونية الحيوان فعندما يكشر الأسد عن أنيابه فهو غاضبٌ يحذرك، وعندما ترتفع أفعى الكوبرا عن الأرض وتبسط الأجنحة المحيطة برأسها لتبدو أكبر حجمًا فهي مستعدةٌ للهجوم تحاول أن تجعل الحيوان الذي أمامها يشعر بأنه ضئيلٌ وصغيرٌ في الحجم، وعندما يقوس القط ظهره ويقف شعره فهو خائفٌ وغاضبٌ في ذات الوقت، وعندما يتدحرج الكلب على ظهره كاشفًا عن بطنه فهو يشعر بالثقة ويدعو الآخر للاقتراب واللعب، النحل عندما يجد حقلًا للأزهار يخبر بقية النحل عن طريق حركاتٍ راقصةٍ في الهواء يتعرفون عليها فورًا.

سلوكيات مميزة

هناك حيواناتٌ أخرى تعتمد على سلوكياتٍ غريبة وقد لا يفهمها أي حيوانٍ أو شخصٍ آخر عندما يراها مثل أن يشعر حيوان السمور بالخطر فيحاول تحذير أصدقائه عن طريق صفع أي مياهٍ حوله بذيله وهو ما يفهمه الآخرون بإشارةٍ تحذيرية فيركض الجميع، الأرانب عند الخطر تضرب على الأرض بقدمها بصوتٍ يشبه دق الطبول وتستطيع بقية الأرانب سماعه بسبب حدة حاسة السمع لديها فتهرب، بعض الحيوانات تصدر صرخةً عاليةً مميزة تحذر البقية فيهربون.

وهناك سلوكياتٍ لطيفة ومميزة مثل أن العصفور عندما يود الزواج من حبيبته لا يتحدث معها وإنما يبني لها عشًا كاملًا ويقدمه لها فإن أعجبها تزوجته، البطريق يقدم هديةً لحبيبته على هيئة صخرةٍ صغيرة يظل أيامًا يبحث عنها على الشواطئ حتى يجد أجمل صخرة ويهديها لها فإن قبلت هديته تزوجها، الذئاب يحنون رؤوسهم ويكشفون عن حناجرهم لإثبات الولاء والتبعية لرئيس القطيع والاعتراف بقوته.

الرائحة

الرائحة من أبلغ اللغات في عالم الحيوان وحيث أن لكثيرٍ من الحيوانات حاسة شمٍ قوية فهي تستطيع شم وتمييز روائح لا نشمها نحن البشر، تستخدم الحيوانات المفترسة أو المسيطرة رائحتها في تحديد ملكيتها مثل أن الدببة تخدش جذوع الأشجار المحيطة بمنطقتها بمخالبها ثم تفرك ظهرها بالشجرة لتترك رائحتها وتحذر بقية الدببة والحيوانات من الاقتراب، الأسود تحدد مملكتها عن طريق البول وهي رسالةٌ مباشرةٌ لبقية الأسود بالابتعاد عن مملكتهم وإلا كانت النتيجة دامية، الذئاب تحدد مكان جماعتها عن طريق فرك أجسادهم ببعضها البعض لتختلط رائحتهم وتفوح منهم رائحةٌ مميزة تحيط بالمنطقة الخاصة بهم وتحذر بقية الذئاب من الاقتراب.

الرائحة أيضًا ليست وسيلة تحذيرٍ وترهيبٍ وحسب في لغة الحيوانات لأن هناك العديد من الاستخدامات لها في عالمهم مثل التعرف على الحيوان الذي ينتمي لقطيعهم من الحيوان الغريب عنهم ومتابعة بعضهم البعض، النمل يتتبع رائحة بعضه لذلك تجدهم يسيرون في خطٍ مستقيمٍ يتبعون رائحة بعضهم فلو جربت مرةً وقطعت الخط اللامرئي من الرائحة بإصبعك ستتغير رائحة المكان وسيفقد النمل خط سيره تمامًا.

تفرز بعض الحيوانات رائحةً عند موتهم تحذر البقية وتخبرهم بوجود خطرٍ وتجعلهم يهربون بسرعة بينما تفرز أجسادهم رائحةً أخرى مختلفة عندما يشعرون بالسعادة أو الخوف أو الضياع أو المرض أو الحزن أو السعادة أو قبول الآخر أو النفور منه، وقد تكون الرائحة خطًا دفاعيًا مثل حيوان الظربان الذي يفرز رائحةً منفرةً عندما يواجهه حيوانٌ آخر تجعل الحيوان يهرب.

أصوات الحيوانات

من العجب أن الصوت يكاد يكون آخر وسيلةٍ في لغة الحيوانات تبدي فعاليةً ونتيجة فبعد كل تلك الوسائل الأخرى في التواصل يصبح الصوت أقل فأقل أهمية، بل يقال أن بعض الحيوانات المستأنسة كالكلاب والقطط تكاد لا تستعمل صوتها إلا عند محاولة التواصل مع البشر لكنها لا تستخدمه في التواصل مع بعضها البعض.

غالبًا ما تجد الحيوانات تصدر أصواتًا في مناسباتٍ معينة ولا تصدرها طوال الوقت مثل تواصلها مع فصائل غيرها أو مع ضحاياها أو حيواناتٍ تهددها أو مع البشر، وغالبًا ما يكون الصوت تحذيريًا للحيوانات الأخرى أو حتى لحيوانات نفس الفصيلة عند محاولتها التمرد والتعدي على حدود حيوانٍ آخر، وأحيانًا تصدر الصوت كتعبيرٍ عن وجودها مثل زئير الأسد أو صفير النسر وهي علامة قوة فالحيوانات الضعيفة لا تصدر صوتًا يحدد مكانها خوفًا من اكتشاف الحيوانات المفترسة لها.

بعضها يصدر صوتًا مميزًا في مناسبة التزاوج مثل زقزقة العصافير صباحًا أو نقيق الضفادع أو مواء القطط لبعضها البعض، وأيضًا عند حماية منطقتهم وتحديدها وتحذير بقية الحيوانات من الاقتراب منها، وتصدر الدلافين صوتها المميز عند شعورها بالسعادة والفرح ورغبتها في اللعب، الحيوان الوحيد الذي لا يملك أحبالًا صوتية ولا يستطيع إصدار الأصوات هي الزرافة بسبب طول رقبتها، فتخيل لو كان لها أحبالٌ صوتية بطول تلك الرقبة لأيقظت النائمين على القمر بصوتها.

التخاطب بين الحيوانات والبشر

أثبتت الدراسات أن كثيرًا من الحيوانات كان ذكيًا كفاية لاستنتاج أن البشر كائناتٌ صوتية تحب التحدث والاستماع وتتفاهم فيما بينها باستخدام الصوت، لذلك قالت تلك الدراسات أن الحيوانات المستأنسة والأليفة بالذات تلجأ لاستخدام صوتها أكثر وأكثر عندما تتعامل مع البشر، وتعمد لتغيير نبرة صوتها في محاولة التخاطب والتعبير عن متطلباتها المختلفة، ستجد كثيرين ممن يربون حيواناتٍ في منازلهم قادرين على فهم حيواناتهم من مجرد اختلاف نبرة المواء أو النباح وحسب، ومن ناحيةٍ أخرى تستمع الحيوانات لنبرة صوت البشر وطول الكلمات والجمل خاصةً المعتادة أو التي ترتبط عندهم بأمورٍ وأفعالٍ معينة ليفهموها ويحفظوها.

بعض البشر تحدثوا ما يشبه لغة الحيوانات وهم أشخاصٌ مشهورون يُعرفون باسم “الهامسون” ويطلقون أصواتًا أشبه بالهمس تفهمها الحيوانات فورًا وأبرزها كانت الأحصنة والبقر الذين أبدوا تجاوبًا ملحوظًا لأولئك الهامسين.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

15 + تسعة =