تسعة بيئة
النمو السكاني
بيئة » المناخ » تأثير النمو السكاني على التغير المناخي

تأثير النمو السكاني على التغير المناخي

هناك العديد من الأسباب للتغير المناخي الذي يحدث في عالمنh، أحد أهم أسباب هذا التغير هو نمو السكان، لذلك نستعرض تأثير النمو السكاني على التغير المناخي.

تأثير النمو السكاني في حياتنا واضح جدًا، والزيادة السكانية في العالم كله أصبحت واضحة كالشمس في وضح النهار، فحسب صندوق الأمم المتحدة للإسكان، فقد نما عدد السكان في الكرة الأرضية من 1.6 مليار إلى 6.1 مليار أثناء القرن العشرين فقط. أي أن هذه الزيادة الكبيرة جدًا التي تبلغ ثلاثة أضعاف حدثت فقط في مائة عام، ومن الطبيعي أن يكون تأثير النمو السكاني واضح على كل شيء في الحياة، وكذلك أثره سيكون واضحًا على التغير المناخي والذي سيخلق تغييرًا في طبيعة كوكبنا، هذه التغييرات خطيرة جدًا، والأسوأ أنه من الممكن أن تكون دائمة.

ما هو تأثير النمو السكاني على التغير المناخي ؟

ما الذي يعنيه تغير المناخ؟

تغير المناخ هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة مثل الأمطار ودرجات الحرارة والرياح حسب طبيعة كل مكان وطبيعة الأرض.

يحدث تغير المناخ نتيجة لسببين في الغالب، الأول هو تقلبات المناخ الطبيعية التي تحدث بدون تدخل الإنسان، والثاني هو التغيرات في الغلاف الجوي، وهذه التغيرات سببها الرئيسي نشاط الإنسان، والذي يمكننا أن نرجعه بكل تأكيد باعتباره تأثير النمو السكاني كما سنرى في الفقرة القادمة.

تغير المناخ من أهم التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحالي، ولن نبالغ إذا أكدنا على أنه التحدي الأساسي، ذلك بأن أي نشاط يقوم به البشر يؤثر بالتالي على المناخ، ويؤدي إلى تغيره وتغير أحواله، ونتائج ذلك تمثل دائمًا تهديد واضح للبشرية ومستقبلها.

ما الذي يمكن أن يفعله تأثير النمو السكاني على التغير المناخي؟

حسب اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ فإن من أكبر أسباب السخونة في الخمسين عام الماضية هو نتيجة لأفعال البشر والأنشطة التي يقومون بها، وهذه الأنشطة ما كانت لتزداد إلا مع الزيادة السكانية الرهيبة في عدد الأشخاص، وبالتالي فإن تأثير النمو السكاني رهيب جدًا، ويؤثر في العديد من جوانب الحياة كالتالي:

  • النمو السكاني يؤثر بشكل واضح في ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك بسبب استخدام البشر الدائم للماكينات في حياتهم والتي بطبيعة عملها تعتمد على الوقود الحفري.
  • تغير درجة حرارة كوكب الأرض، وكثرة الموجات الحارة، وهذه الموجات الحارة أو التغيرات في درجة الحرارة قد تؤدي إلى نقص الإنتاج في العديد من المناطق، وزيادة الوفيات بسبب الحرارة الشديدة.
  • ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي من شأنه أن يقود إلى تقليل كمية المياه العذبة، بسبب تسرب مياه البحار المالحة إليها، وكذلك فإن خطر الفيضانات خطر واضح يهدد حياة الناس بسبب هذا الارتفاع.
  • كذلك فإن تأثير النمو السكاني يظهر في الاحتياج لموارد جديدة يعتمد عليها الإنسان في حياته، وبالتالي يعني المزيد من الاعتماد على البترول والغاز، والذي يترك أثرًا واضحًا في المناخ.
  • تدمير البيئة في العديد من الأماكن نتيجة تغير طبيعة الأرض، وربما يؤدي إلى انهيار الغابات المطيرة كما حدث من قبل، وأيضًا يؤدي إلى نقص إنتاجية الأرض وبالتالي فإن بعض المحاصيل لن يتم إنتاجها بنفس الكمية التي يتم إنتاجها الآن.
  • زيادة الأعاصير، مما يؤدي إلى تلف في العديد من المحاصيل وكذلك اقتلاع الأرض من جذورها، وأيضًا قد تؤدي إلى انقطاع في الكهرباء بشكل يؤثر بالسلب على حياة الناس.

أخطار التغير المناخي على حياة البشر

على الرغم من أن تحسن الظروف المعيشية أدى إلى الزيادة الواضحة في عدد السكان، فمع تحسن الأحوال وتقدم الطب الذي أدى إلى نقص واضح في عدد الوفيات، كذلك زيادة في المواليد، إلا أن تأثير النمو السكاني أدى إلى هذه التغيرات في المناخ، وهذه التغيرات تهدد حياة البشر بشكل واضح، من أمثلة هذه التهديدات:

  • زيادة عدد الوفيات خصوصًا بين أصحاب الأمراض وكبار السن.
  • الإصابة بالعديد من الأمراض الصدرية والجلدية المعدية، من أمثلة هذه الأمراض ” الملاريا “.
  • زيادة المخاطر المتعلقة بسوء التغذية بسبب تأثر الأرض الزراعية والمحاصيل.
  • الآثار الصحية التي تترتب على عملية الهجرة بسبب الظروف التي يعيشها الإنسان وتضطره إلى الرحيل من وطنه الأصلي.
  • انتشار العديد من الأوبئة التي يترتب عليها ظهور العديد من الأمراض.

كيف يمكن علاج هذه الظاهرة؟

من المتوقع في الوقت الحالي أن تستمر هذه الظاهرة في الحدوث، سواءً كانت ظاهرة زيادة السكان مع تأثير النمو السكاني الذي تحدثنا عنه، وكذلك تأثير النمو السكاني على التغير المناخي. وبالتالي فإننا لو قررنا علاج هذه الظواهر فلا بد وأن نسعى لإيجاد حلول لكلا الظاهرتين، فحل ظاهرة دون الأخرى لن يكون حل مستمر بالنسبة للبشر، وبالتالي فعلينا أن نجد الحل لكلا الظاهرتين. وهذا يؤكده معهد ” وورلدووتش ” مركز أبحاث بيئية غير ربحية، أن التحديات الحالية تكمن في إيقاف التغير المناخي، وإبطاء النمو السكاني.

ويؤكد أفراد من هذا المعهد على أنه إذا لم نكن قادرين على التعامل مع هذين الظاهرتين، فلن نقدر على إنقاذ أي شيء آخر يخص البيئة على هذه الأرض.

علاج ظاهرة التغير المناخي

علاج ظاهرة التغير المناخي وخصوصًا تلك التي تنتج من تأثير النمو السكاني يكمن في الاعتماد على طريقتين:

التخفيف: هي المحاولات التي تهدف إلى الوصول إلى حالة الاستقرار البيئي من خلال تقليل تأثير الاحتباس الحراري وذلك عبر استبدال وسائل الطاقة غير المتجددة الموجود حاليًا كالفحم والبترول والغاز الطبيعي بوسائل الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

التكيف: هي مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها البشر لتقبل الوضع الموجود ومواجهته، كإقامة المشاريع التي تساعد على تنمية البنية التحتية، فتكتسب المرونة الكافية لمواجهة كافة ظواهر التغير المناخي، وتقلل من التأثر بها بل تساعد على تقليل الأخطار بشكل كبير، مثل إقامة السدود لمواجهة تأثير الرياح ومقاومة خطر الفيضانات.

علاج تأثير النمو السكاني والتعامل معه

يوجد العديد من التوجهات في العالم أجمع في الوقت الحالي للتعامل مع ظاهرة النمو السكاني، بل إن بعض الدول لها قوانين تختص بتنظيم النسل وتحديده.

وهذا التوجه الذي يأتي بفرض القانون هو توجه مطلوب بالتأكيد لمواجهة هذه الظاهرة وتقليل النمو السكاني، لكن أيضًا هناك توجه آخر يجب الاهتمام به كثيرًا ومعالجته، وهو التوجه الثقافي.

فعلى الرغم من وجود العديد من البرامج التي تتحدث عن تأثير النمو السكاني والضرر الذي ينتجه عنه سواء في المجتمع والعالم ككل، أو حتى في داخل الأسرة الواحدة، إلا أن العديد من الأفراد ما زالوا لم ينتبهوا لهذه المخاطر، وبالتالي فإن عملية تثقيف الأفراد مع محاولة توفير التعليم والصحة للجميع، وخصوصًا في الدول النامية وتوضيح تأثير النمو السكاني على التغير المناخي وعلى حياتهم في العموم، ستكون عملية النمو السكاني قابلة للمواجهة ويمكن علاجها حقًا، وستصبح اختيار من الأفراد أنفسهم وتفضيل تحديد حجم العائلة على العدد الكبير.

تأثير النمو السكاني على التغير المناخي في الوقت الحالي هي من الظواهر التي تقلق العالم أجمع، وتحتاج إلى تكثيف الجهود دائمًا من أجل النجاح في مواجهتها، وكما نرى فإن العالم أجمع يهتم حاليًا بهذه القضية، ويعتبرها من القضايا التي تؤرقه، وهناك العديد من المؤسسات الحالية والمؤتمرات التي تُعقد واتفاقيات يتم إنشائها من أجل مواجهة تأثير النمو السكاني على التغير المناخي، حيث أن مستقبل العالم يعتمد بشكل كبير على مواجهة هذه الظاهرة، فهل يمكن أن نتمكن من حل هذه الظاهرة حقًا من أجل مستقبلنا؟

 

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

ثلاثة × خمسة =