تسعة بيئة
دلتا النيل
بيئة » الماء » دلتا النيل : هل هي معرضة للغرق قريبًا في الوقت الحالي؟

دلتا النيل : هل هي معرضة للغرق قريبًا في الوقت الحالي؟

دلتا النيل هي منطقة تقع في مصر، في شمال مصر بالتحديد، وتعتبر من أفضل المناطق للزراعة لقربها من نهر النيل، ولكن تم الاكتشاف مؤخراً أنها تتعرض لخطر الغرق.

دلتا النيل هي منطقة تقع في الوجه البحري أو ما يسمى بشمال مصر، فنهر النيل يتفرع من دلتا النيل لمصبان رئيسان وهما فرع دمياط ويقع بمدينة دمياط وفرع رشيد وهذا الفرع ينتهي بانتهاء مدينة رشيد، ودلتا النيل هي من أكبر الدلتا الموجودة في العالم، وتمتد دلتا النيل من بورسعيد من ناحية الشرق وحتى الإسكندرية من الغرب، وسميت بالدلتا بسبب أنها شبيهة لحد كبير بالمثلث، وتشغل دلتا النيل حوالي مائتي وأربعين مترا من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وما يميز دلتا النيل الأراضي الزراعية الصالحة، فهي من أفضل الأراضي التي تصلح للزراع في كل وقت، يبلغ طول الدلتا حوالي مائة وستون كيلو مترا من الشمال للجنوب، والقاهرة هي المدينة التي يبدأ منها دلتا النيل بالجنوب وهي قريبة من القناطر الخيرية ، تا محيط هو الاسم الفرعوني للدلتا، وهي تعني أنها أرض ناحية البحر، وكان التاج الأحمر وهو التاج الذي يرتدي الملك لمصر السفلى في عهد الفراعنة القديم، عاش الإنسان حول دلتا النيل لمدة تصل لآلاف السنين، عمل المصري لأكثر من خمسة آلاف سنة بالزراعة، الفيضانات كانت تكرر كل عام، ولكن مع بناء السد العالي أصبحت مصر بعيدة عن خطر الفيضانات بشكل أكبر، ولكن الدراسات ألحديثة أثبتت أن السد العالي له آثار سلبية على البيئة والتربة، غرق دلتا النيل أصبح موضوع هام ويشغل الكثيرين، اليوم سوف نتعرف هل غرق دلتا النيل سيحدث قريبا أم أنها مجرد شائعات؟، ما هي الأسباب التي سوف تؤدي لغرق دلتا النيل؟.

تكون دلتا النيل

التكوين لدلتا النيل كان بفضل طمي النيل، والذي كان يأتي الفيضان، ويكون مصدره من نهر النيل وينتهي عند البحر الأبيض المتوسط وعند كثرة الفيضانات، تكونت الدلتا بسبب الطمي، وبسبب ارتفاع منسوب طمي النيل تكونت بعض البحيرات بسبب أن الارتفاع كان حوالي ثلاثون سم، وحدث ذلك في القرنان الماضيان، فتكونت بحيرة المنزلة في محافظة الدقهلية وتكونت بحيرة البرلس في محافظة كفر الشيخ، ولكن بالطبع بناء السد العالي كان عاملا مهما في قلة خصوبة الأرض الزراعية، فالسد يعمل على قلة الخصوبة للأرض الزراعية بحبس الطمي داخل البحيرة الخاصة بالسد ولجأ المزارع لاستخدام الكيماويات والأسمدة العضوية لبديل الطمي حتى تزداد خصوبة التربة، التربة السطحية تصل لحوالي سبعون قدم بالعمق داخل الدلتا، عندما نتجه ناحية الشمال من دلتا النيل تقل الخصوبة جدا بسبب الملوحة التي تزداد.

كان هناك نباتات يقوم المصري بصناعة ورق البردي منها والتي تسمى بنباتات البردي، والتي كانت تنتشر زراعتها على حواف نهر النيل ولكن لم تعد موجودة بنفس العدد والكميات التي كانت توجد بها.

وفي فصل الشتاء بالتحديد يأتي لنهر النيل الكثير من الطيور من جميع أنحاء العالم، ويقع على رأسها النورس والذي يكون بكميات هائلة جدا، وكذلك الزقزاق وملك الحزين وغيرها، ويتواجد في بيئة نهر النيل الحيوانات المختلفة كالضفادع وأحيانا السلحفاة البحرية، ويمكن أن نجد هناك الحشرات الطائرة كالناموس، ويضم نهر النيل العديد من الأسماك النهرية، وفي فترة زمنية سابقة كان هناك كميات من تماسيح النيل التي اختفت تماما من منطقة دلتا النيل، ومن أهم الزراعات في دلتا النيل، القمح والبرسيم والفاكهة بكافة أشكالها وكذلك الأرز واللب والعديد من المحاصيل وخصوصا محاصيل المناطق التي تتصف بالاعتدال.

تقارير التغيرات المناخية في دلتا النيل

وزارة البيئة قامت بإصدار تقرير عن التغيرات المناخية وقد قامت فيه بذكر أن درجات الحرارة قد زادت زيادة كبيرة جدا على سطح الأرض، وخصوصا في المائة عام الماضية، وتتراوح ما بين 0.5 إلى 0.7 درجة مئوية، وذلك بسبب الزيادة المطردة بانبعاث الغازات الخاصة بالاحتباس الحراري، وزيادة تركيزه بالغلاف الجوى ويعود كل ذلك لثورتي الصناعة والتكنولوجيا التي يقوم بها العنصر البشرى، وقد تابع التقرير لوزارة البيئة أن الخطر الشديد يتجه ويشير نحو جمهورية مصر العربية، فسوف تتعرض مصر لمجموعة كبيرة جدا من المخاطر والتهديدات، وهو ارتفاع بمستوى سطح البحر، وأيضا بارتفاع درجات الحرارة، وبذلك سوف ينتج مشكلة كبيرة وهي نقص المياه، وهو ما يمثل خطرا على الإنتاجية الزراعية وأيضا تمثل خطرا على منع الناس من زراعة المحاصيل وتؤثر على الصحة العامة للبشر وتعمل على تأثر السياحة، وبذلك تمثل خطرا كبيرا على الأمن القومي والطاقة والصناعة.

أكد التقرير على ارتفاع بمستوى سطح البحر من ثمان عشرة إلى تسع وخمسون سم، وسوف يؤدي ذلك لغرق المناطق التي تقع بالسواحل المنخفضة وأيضا دلتا النيل، وبذلك يؤثر على مخزون المياه ويؤثر على الأراضي الزراعية وجودتها وأيضا على الأراضي المستصلحة.

تؤثر سلبا على السياحة وعلى التجارة وتأثير سيء على الموانئ، وسوف تؤثر أيضا بكميات سقوط المطر مما يسبب الجفاف، وسوف يقلل من الإنتاجية لبعض المحاصيل منها الأرز والقمح وسوف يزيد الاحتياج للمياه بسبب الحرارة، وسوف يؤدي ذلك لاختفاء بعضا من الكائنات الحية، وسوف ينتشر المرض بين الناس وينتشر سوء التغذية ومرض الملاريا سوف يكون على رأس الأمراض.

وكشف التقرير عن مفاجأة خطيرة وهي منسوب مياه نهر النيل تراجع كبير جدا في التدفق حتى عام 2020 م، وسوف يكون الوضع صعب جدا ولذلك علينا استغلال مصادر تكنولوجية ومصادر للطاقة للتعامل مع هذا الوضع.

قد ورد حسب دراسات علمية حديثة تنبأ بأن ارتفاع مستوى المياه بالبحر الأبيض المتوسط، والذي سوف يؤدي بدوره لغرق مدينة الإسكندرية، وسوف يمتد مستوى المياه ليكون السبب في غرق دلتا النيل، فسوف يكون دلتا النيل عرضه للغرق بسبب الانخفاض بمستوى الأرض هناك، وأيضا الأرض هناك سوف تبتلع المياه بسهولة، وقد توقعت الدراسات الحديثة أيضا أن في نهاية القرن الحالي سوف تكون الأرض الموجودة بمنطقه دلتا النيل مشبعه بالأملاح، ما يقارب من ستون بالمائة من تلك الأراضي، وبذلك لن يمكن للعنصر البشرى زراعتها نهائيا، وسوف يكون هناك عشرون بالمئة مناطق من دلتا النيل ممتلئة ومغطاة بالماء، وقد أكدت مجلة نيوز ويك الأمريكية أن بنهاية القرن أي 2100 م، سوف تغرق دلتا النيل بمياه البحر المتوسط.

هناك دراسات حديثة قد قالت، أن العالم كله سيغرق بسبب أن الدرجات الحرارية في ازدياد، وبذلك قد تسبب درجات الحرارة لذوبان القطب الشمالي، وكذلك الجنوبي، وبذلك يؤدي للارتفاع بمستويات المياه، وخصوصا بالمحيطات، وبذلك يكون كوكب الأرض بالكامل معرض للغرق، وإن استمر الحال على ذلك ولم يكن هناك حلول لمشكلة الاحتباس الحراري ولا حل لمشكله الصوبة الزجاجية، وسوف تكون المناطق الساحلية هي الأكثر عرضة للغرق ومنها الإسكندرية ودلتا النيل، فقط ارتفاع منسوب المياه بالبحر المتوسط لعدة سنتيمترات، سوف يكون من السهل جدا غرق منطقة دلتا النيل.

حقيقة غرق دلتا النيل

حقيقة موضوع غرق الدلتا، ليست بجديد سماع تلك الأحاديث عن غرق كوكب الأرض بالكامل، فقد تم البحث في هذا الموضوع من مدة طويلة على يد علماء المناخ والجيولوجيا أيضا، والأساس في ذلك أن الأراضي التي تحيط بمنطقة دلتا النيل منخفضة بالمستوى، ولكن هناك مفاجأة وهي أن العلماء أكدوا أن غرق منطقة دلتا النيل والإسكندرية بمياه البحر الأبيض المتوسط ليس كبيرا، فقد تكون الفرصة صغيرة بسبب أن الظروف تتغير كل عام إيجابيا وسلبيا، وقد تكون الظروف المناخية تتغير بالسلب والإيجاب، فقد يكون هناك انخفاض بالدرجات، وقد يحدث زيادة في منسوب السيول بدولة مصر ككل، ولكن غرق منطقتي دلتا النيل والإسكندرية أمر بعيد جداً خصوصاً في السنوات القليلة المقبلة.

راندا عبد البديع

حاصلة على بكالوريوس في العلوم تخصص كيمياء ونبات، أهوى العمل الحر، أعمل كمدونة ومترجمة على الإنترنت لأكثر من أربع سنوات.

أضف تعليق

ثمانية عشر − ثلاثة =