تسعة بيئة
تجريف الأراضي الزراعية
بيئة » الزراعة والغذاء » تجريف الأراضي الزراعية : خطر محدق بنظامنا البيئي

تجريف الأراضي الزراعية : خطر محدق بنظامنا البيئي

تجريف الأراضي الزراعية واحدة من المشكلات الخطيرة التي تهدد الرقعة الزراعية في الكثير من البلدان، تعرف على تأثير تجريف الأراضي الزراعية السلبي.

أدى التكدس والسكاني والزحف العمراني إلى تجريف الأراضي الزراعية ، الأمر الذي له خطورته البالغة على نظامنا البيئي، هذا فضلاً عن انحصار رقعة الأرض الزراعية مما أدى بدوره إلى انحصار ونقص الثورة الزراعية ونقص الثروة الحيوانية التي تعتمد اعتمادا أساسيا على الثروة الزراعية كما أن تجريف الأرض الزراعية يؤدي إلى نقص الغطاء النباتي بالبيئة وهذا يساعد على ارتفاع تلوث البيئة نظرا للدور الكبير الذي يقوم به النبات في عملية الأكسدة وتنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون وتوليد الأكسجين الجديد، كما أن تجريف الأرض يحرم التربة من خصوبتها وحصولها على المواد العضوية التي تجعها أكثر ملائمة للزراعة، وبوجه عام فإن للغطاء النباتي أثره الكبير على الكثير من الموارد الطبيعية بما في ذلك التربة والثروة الزراعية والثورة الحيوانية، وتسعى البلاد جاهدتا لمحاربة هذه الظاهرة ذات الضرر البالغ على البيئة وعلى أشكال الحياة بها، ومع ذلك فنظرا للتكدس السكاني الذي يضطر المواطنين إلى الزحف العمراني، باتت محاولات البلاد في القضاء على هذه الظاهرة صعبة التحقيق، وسوف نستعرض في هذا المقال أسباب تجريف الأرض والآثار السلبية والضارة على البيئة من جراء هذه الظاهرة.

ظاهرة تجريف الأراضي الزراعية وأثرها السئ على البيئة

الزحف العمراني على الأراضي الزراعية

الزحف العمراني على الأراضي الزراعية هو استغلال الأراضي الزراعية في الامتداد في إنشاء القرى والمدن والطرق وجميع الإنشاءات المدنية، وتعد مشكلة الزحف العمراني مشكلة عالمية تعاني منها كل دول العالم سواء الفقيرة أو الغنية، ولقد باتت هذه الظاهرة تمثل تحديا وخطر كبيرا لمعظم بلدان العالم، وخاصتا الدول النامية، والتي يتزايد تعداد سكانها بنسب مرتفعة. وبطبيعة الحال، فإن للنمو السكاني تأثيرا سلبيا كبير على نمو الغطاء النباتي. وكذلك للموصلات دور كبير في زحف العمران على الأراضي الزراعية، وذلك عن طريق شق الطرق على الأراضي الزراعية، وما تجلبه هذه الطرق معها من أشكال عمرانية جديدة مثل إقامة المصانع والمنشآت والكيانات التجارية على جانبي هذه الطرق، ومن أسباب الزحف العمراني أيضا التخطيط غير المناسب بالمدن الذي أدى إلى التوسع العمراني على الأراضي الزراعية، هذا بالإضافة إلى سلوك المواطنين الخاطئ الذي يتمثل في رغبتهم في السكن في الضواحي خارج المدن، فكل هذه العوامل أدت إلى تجريف الأراضي الزراعية.

تأثير الزحف العمراني على نمو الأراضي الزراعية

أدى الزحف العمراني إلى نقص الرقعة الزراعية حول المدن وزيادة المناطق العمرانية، وأيضا فلقد ساعد الزحف العمراني وتجريف الأراضي الزراعية بشكل كبير على مواجهة خطر التصحر، هذا فضلا عن أن النمو العشوائي للمساكن يؤدي إلى التلوث والإخلال بنظام البيئة، بالإضافة إلى ذلك، فإن من الآثار السلبية للزحف العمراني انخفاض نصيب الفرد من الثروة الزراعية على مستوى جميع دول العالم والقضاء على الغطاء النباتي بما له من أضرار بالغة على البيئة وعلى جميع أشكال الحياة بها.

التعدي البشري على الأراضي المزروعة

هناك العديد من الممارسات البشرية الخاطئة والتي تعد تعديا على الغطاء النباتي والثروة الزراعية، ومن ضمن هذه الممارسات إزالة الغابات والذي أدى إلى عدم تماسك التربة، والرعي الجائر الذي نتج عنه حرمان الأرض من الحشائش المزروعة. ولقد أدت إقامة المخيمات إلى تدهور سطح التربة، وكذلك أدي التوسع في حفر الآبار إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية وجفاف الآبار. وهناك أغراض أخرى للتدخل البشري على حساب الأراضي الزراعية مثل مد خطوط الأنابيب على الأراضي الزراعية واستخراج المعادن منها والذي صحب معه شق الطرق على هذه الأراضي بما تنقل معها من أشكال عمرانية كبيرة، مما كان له الأثر السلبي والسيئ على حساسية التربة للتعرية والانجراف. بالإضافة إلى ذلك فلقد أدت أساليب الري الرديئة فضلا عن الفقر وعدم الاستقرار السياسي إلى تدهور الأراضي الزراعية، وساهم أيضا في تجريف الأراضي الزراعية الإدارة الخاطئة في استغلال المناطق الجبلية في الزراعة ، حيث تمثل ذلك في حرث هذه المناطق في اتجاه الانحدارات مما أدى إلى انجراف التربة بواسطة السيول، ولقد أدى انتشار المحاجر إلى تدهور وتفكك التربة.

الآثار السلبية للتعدي البشري على الأراضي المزروعة

هناك العديد من الآثار السلبية للتعدي البشري على الأراضي المزروعة الذي يتمثل في تجريف الأراضي الزراعية أو بعض السلوكيات الخاطئة التي تجرى على الأراضي المزروعة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تدمير الغطاء النباتي واختفاء الكثير من أنواع النباتات، وتملح التربة نظرا لاستعمال المياه المالحة في الري وارتفاع منسوب المياه الجوفية، ولقد فقدت التربة خصوبتها بسبب عوامل التعرية والتجريف وانخفاض المواد العضوية بها، وأيضا، فلقد تسبب انخفاض ثروة الأراضي القابلة للزراعة نظرا للانجراف والتعرية في تدهور التربة وارتفاع مادة أصل التربة على سطح الأرض، بالإضافة إلى ذلك أدى الإسراف في مياه الري وقلة تغذية المياه الجوفية إلى انخفاض منسوب مياه الآبار، وأخيرا أدى التصحر والصيد الجائر للحيوانات إلى تدهور الحياة البرية وانقراض أشكال كثيرة من الحيوانات.

مواجهة هذه الظاهرة

يجب على كل دولة اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الإيجابية لمواجهة ظاهرة تجريف الأراضي الزراعية التي تعد خطرا كبيرا على نظامنا البيئي عن طريق تغليظ العقوبات القانونية على المتعدين على الأراضي الزراعية وذلك بسن القوانين الرادعة التي تحد من انتشارها، وعلى الجانب الأخر على كل دولة إجراء إصلاحات إدارية على التوسع العمراني بها، فلا مانع من التوسع العمراني ولكن يجب أن لا يكون هذا على حساب الأراضي الزراعية، هذا فضلا عن توافر الجانب الأمني لحماية الأراضي الزراعية فغياب الجانب الأمني أو نقصه يكون له أثره السلبي الكبير، ولتعويض ما تم خسارته من ثروة زراعية على البلاد التوسع في الرقعة الزراعية بها وغزو الصحراء مع بناء مناطق عمرانية بها للتشجيع على الغزو العمراني للصحراء، مع تشجيع الباحثين والمتخصصين في الزراعة على توفير أفضل السبل للتوسع في الزراعة والبحث عن الأراضي الخصبة غير المكلفة في زراعتها، هذا بالإضافة إلى الدور الكبير لأجهزة الإعلام، فعلى أجهزة الإعلام تقديم التوعية للمزارعين من جانب، ومن جانب أخر تقديم مواد إعلامية هدفها توعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة مع العمل الجاد للقضاء عليها سواء أكانت هذه المواد أعمال درامية أو إعلانات تقدم محتوى توعية إرشادي توجيهي.

الخاتمة

يعد تجريف الأراضي الزراعية خطرا كبيرا على نظامنا البيئي، حيث تتمثل مخاطر هذه الظاهرة على سبيل المثال لا الحصر في انحصار الرقعة الزراعية والذي يؤدي بشكل أخر إلى نقص الثروة الحيوانية نظرا لاعتماد الثروة الحيوانية بشكل كبير على الزراعة، بالإضافة إلى ذلك فإن نقص الغطاء النباتي يؤدي إلى آثار سلبية كبير على البيئة مثل ارتفاع نسبة تلوث البيئة وذلك بسبب الدور الكبير الذي يقوم به النبات في عملية الأكسدة والتخلص من ثاني أكسدي الكربون وإنتاج الأكسجين، وعلاوة على هذا فإن تجريف الأرض يحرم التربة من خصوبتها وحصولها على المواد العضوية التي تغذيها مما يقلل من قابليتها للزراعة مرة أخرى، وعلى وجه العموم فللغطاء النباتي التأثير الإيجابي الكبير على الكثير من الموارد الطبيعية بما في ذلك التربة والثروة الزراعية والثروة الحيوانية، ولقد استعرضنا في هذا المقال الأسباب التي أدت إلى تجريف الأرض مع ذكر التأثيرات السلبية لها بالشرح والتحليل.

الكاتب: سعيد رزق

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

ثمانية − 4 =