تسعة بيئة
المعادن الصحية
بيئة » المعادن » المعادن الصحية : أهمية المنغنيز والبوتاسيوم للجسم والبيئة

المعادن الصحية : أهمية المنغنيز والبوتاسيوم للجسم والبيئة

يحتاج الإنسان إلى معادن معينة بنسبة مقدرة في جسمه، يطلق على هذا النوع من المعادن اسم المعادن الصحية ، نتعرف سويًا على معدني المنغنيز والبوتاسيوم هنا.

ثمة الملايين من المعادن على وجه هذه الأرض، وكلها يتم استخدامها بما يُفيد البيئة والإنسان، لكن المعادن الصحية تبقى دائمًا على رأس هذه القائمة، إذ أنها تكفل للإنسان أهم ما يحتاج إليه في هذه الحياة، وهي الصحة، لذلك نجد في الغالب معادن مثل المنغنيز والبوتاسيوم تتصدر اهتمامات الجميع ويكثر عليها الطلب دائمًا، وذلك بالطبع يُفسر مدى أهميتها فيما يتعلق بالجانب الصحي، فتقريبًا وجود مثل هذه المعادن في الجسم يضمان استمرار تسعين بالمئة من العمليات الحيوية بالجسم، ومن أجل ذلك كان لابد من الاقتراب أكثر من أحد أهم اثنين من المعادن الصحية، المنغنيز والبوتاسيوم، ومعرفة فوائدهما وأماكن تواجدهما.

المعادن الصحية ودورها في الحفاظ على صحة الإنسان

المعادن الصحية

كما أسلفنا، تأتي المعادن الصحية دائمًا على رأس قائمة المعادن من حيث الأهمية، فهي التي يبحث عنها الإنسان بشكل مستمر، فهو بالطبع لن يبحث عن الحديد ليصنع طاولة مثلًا بينما يتجاهل المنغنيز والبوتاسيوم اللذان يكفلان له صحة جيدة واستمرارية في الحياة، لذلك تكون أهمية المعادن الصحية وتفضيلها على باقي المعادن أمر شبه مفروغ منه، بل أننا بقليلٍ من البحث سوى نجد مدى إقبال الإنسان على استخدام هذه المعادن بقدر قد يكون مُتضاعف عن استخدامه للمعادن الأخرى التي تُفيد العملية الصناعية أكثر من الصحية، وبالتأكيد لا تُذكر الصحة إلا ويُذكر خلفها البوتاسيوم.

البوتاسيوم، ميزان الجسم

يُعتبر البوتاسيوم من أهم المعادن الصحية التي يجب توافرها في جسم الإنسان، ولن نُبالغ إذ نقول أنه يتواجد في كل لتر دم بالإنسان، وهو في الأصل عنصر كيميائي وفلز، يكون في شكله الخام أبيض اللون، بياض لامع تحديدًا، وهو موجود منذ حدوث الانفجار العظيم بالطبع لكن تم اكتشافه رسميًا قبل ألفي عام فقط بالأراضي الإسبانية، أما تسميته فهي ترجع إلى العالم اللاتيني الذي قام باكتشافه، وتعني الكلمة بالعربية رماد النبات، وربما يعود ذلك إلى الاعتقاد السائد بأن كل المعادن الموجودة على الأرض هي في الأصل رماد للنباتات والحيوانات التي كانت موجودة قبل الانفجار العظيم، وهو الأمر الذي لم يتم تأكيده حتى الآن.

أين يجده الجسم؟

يحصل الجسم على المعادن الصحية في الفواكه والخضروات، أو الأطعمة عمومًا، وكذلك الحال مع البوتاسيوم، إذ أنه موجود في بعض الفواكه والعصائر والبقوليات واللحوم والحبوب، وذلك تحديدًا في الموز والأرز والسمك وعصير البرتقال والعدس والفول والثوم والجزر والبطاطا، والكثير من الأطعمة التي تتشارك مع ما سبق في نفس الصفات والفوائد، والملاحظ في هذه الأطعمة أنها تمتاز بالسعر الزهيد والتوافر بشكل مستمر، وهي في الحقيقة ميزة كبيرة تُضيف إلى رصيد البوتاسيوم في الأهمية، إذ أن أغلب المعادن الهامة يصعب الحصول عليها بهذا الشكل الذي يتوافر للبوتاسيوم، وهذا كما قلنا لا يُقلل أبدًا من قيمته كمعدن غذائي صحي.

فوائد معدن البوتاسيوم

تحتاج المعادن الصحية إلى آلاف الكتب لشرح فوائدها، فما بالكم بالبوتاسيوم الذي يُسهم في ضغط الدم وخفضه حال ارتفاعه كما يقضي على هشاشة العظام التي تتبع الأطفال ويمد الجسم دائمًا بالطاقة اللازمة له، وهو أيضًا قادر على تحسين أنزيمات الكبد ويقلل من إمكانية تشكل معوقات الكلى كالفيروس والحصى، كما يُنظم أيضًا عمليات سير السوائل في الجسم، وهو أمر غاية الأهمية، إذ تعجز عنه كافة المعادن الأخرى ويؤدي عدم توافر البوتاسيوم في جسم الإنسان إلى الشعور بهذه المشكلة.

نقص البوتاسيوم

المشكلة الرئيسية للمعان الصحية أن نقصها قد يؤدي إلى خلال بالجسم، وذلك الأمر يظهر تحديدًا في البوتاسيوم، فالعظام والدماء والكلى، وكل الأشياء التي تعتمد على ذلك المعدن ستتعرض لفقدانه فجأة، وليست مبالغة إذ نقول إن بعض الأجساد ذوات المناعات الضعيفة لن تتحمل ذلك، ويُمكن أن تلقى حتفها بوعكة صحية مباغتة، ولا شيء أصدق من ذلك على أهمية البوتاسيوم بالنسبة للجسم.

البوتاسيوم والبيئة

يؤثر البوتاسيوم تأثيرًا إيجابيًا غير مُباشر على البيئة، فوجوده يتسبب في مد النبات والحيوان والإنسان بالحياة، وفي نفس الوقت تستطيع البيئة بنقائها أن تمد من حياة عنصر البوتاسيوم ووجوده، لذلك نجد أننا إذا أخذنا العلاقة بين البوتاسيوم والبيئة مأخذ التحليل فسيتضح أنها في النهاية علاقة تكاملية تخدم الإنسان في المقام الأول.

المنغنيز، كميات قليلة وفوائد كثيرة

يأتي المنغنيز في مرتبة متقدمة بين المعادن الصحية للجسم، فبالرغم من أنه لا يُستخدم إلا بكميات قليلة إلا انه في ذات الوقت يؤثر تأثيرًا كبيرًا جعل منه مُنافسًا شرسًا للبوتاسيوم، وأول ما قد يتم السؤال عنه فيما يتعلق بالمنغنيز بالطبع أماكن وجوده، وهي لحسن الحظ متوفرة وزهيدة الثمن أيضًا، فالمنغنيز موجود بكثرة في الأناناس والخوخ والعدس والفاصوليا والفراولة والموز والشوفان والنعناع والأرز، وغيره من مئات الأصناف الغذائية التي تمتلأ بها البيوت دون أن يعرف أصحابها أنهم يملكون واحدة من الكنوز الصحية مُتعددة الفوائد.

فوائد المنغنيز

الحال مع المنغنيز كما هو مع البوتاسيوم تمامًا، فكلاهما لم يُصبحا من المعادن الصحية عبثًا، وإنما جاء ذلك بعد رؤية فوائدهما والتي أهمها فيما يتعلق بالمنغنيز أنه يُساهم بجزء كبير في تغذية العظام وتقويتها، فهو أمر يحتاج خليط من العناصر على رأسها المنغنيز والبوتاسيوم، كما أنه يُستخدم أيضًا في علاج أمراض السكر والالتهابات والصرع، والأهم من كل ذلك أنه يُستخدم في تسريع دورة النمو، وربما ما زال البعض يتذكر أنه في صغره كان يُجبر من الأطباء على تناول الأطعمة التي سبق ذكرها، وذلك ليس لشيء سوى أنها تحتوي على المنغنيز.

هناك بعض الفوائد الفرعية الأخرى للمنغنيز، منها مثلًا امتصاص الفيتامينات وتوزيعها على الجسم والحد من المتلازمة الشهيرة التي تُصيب بعض النسوة، مُتلازمة الدورة، كما أنه مُفيد لكل آلام الغدد وأمراض الرمد والعيون.

نقص المنغنيز

لحسن الحظ، لا يُمكن أبدًا أن يتعرض أنسان لنقص المنغنيز، وذلك ببساطة لأنه لا توجد أطعمة، إلا ما ندر، تخلو من عنصر المنغنيز، وعليه، فإن تناول الإنسان لأي طعام يُعطيه القدر الذي يحتاجه من المنغنيز وهو عشرين ميللي جرام تقريبًا، لكن، ما حالة إذا ما حدث وتناول الإنسان الطعام الخالي من المنغنيز فعلًا فإنه في هذه الحالة سوف يكون عرضة للأزمات القلبية وهشاشة العظام وأمراض العيون والفشل الكلوي ونقص المناعة، وكلها أمراض تجتمع معًا لتُعطينا نتيجةٍ واحدة، وهي الموت، بمعنى أدق، يُعد نقص المنغنيز كنقص الهواء، يُصبح بعدهما الموت مسألة وقت فحسب.

المنغنيز والبيئة

الحال في المنغنيز كما هو الحال في البوتاسيوم، فكلاهما يُمثلان علاقة تكاملية مع البيئة، يكون الإنسان هو المستفيد الأول فيها، لكن، ربما يمكن القول إن المنغنيز أكثر انسجامًا بسبب توغله الأكبر في كافة العناصر البيئية، سواء التربة أو الهواء أو غير ذلك.

الخلط بين المعادن الصحية

هناك من يخلط بين المعادن الصحية المتنوعة كالبوتاسيوم والمنجنيز والحديد، وغيرها من المعادن التي تمد الجسم بما يحتاجه صحيًا، لكن، إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى فسنجد أن هذه المعادن في الأصل تقوم بمهمة تكميلية لبعضها، وهشاشة العظام مثلًا دليل قوي على ذلك، فهي تحتاج لتركيبة من المعادن الثلاث، وهكذا في باقي الأمور، تحتاج إلى حزمة صحية لا يُمكن لعنصر واحد فيها الإنابة عن البقية.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

9 + 7 =