تسعة بيئة
الرياضات غير الصديقة للبيئة
بيئة » الطبيعة » الرياضات غير الصديقة للبيئة : هل تضر الرياضة بالبيئة حقًا؟

الرياضات غير الصديقة للبيئة : هل تضر الرياضة بالبيئة حقًا؟

على الرغم من فوائدها الكثيرة لصحة الإنسان، إلا أن هناك الكثير من الرياضات غير الصديقة للبيئة التي تسبب تلوثًا أو دمارًا للبيئة بشكل ما كما سنرى.

ابتكر البشر الكثير من الرياضات المختلفة على مر الزمن ولأن البيئة تعد من أهم عوامل استمرار البشرية والحفاظ على الكوكب فيجب أن نوضح التأثير السلبي لبعض الرياضات غير الصديقة للبيئة ، فلم تُبتكر كل الرياضات متشابهة ولكل رياضة لها غرضها ومتطلباتها والقوانين الخاصة بها، فأنواع الرياضة مثل التسلق والجري والسباحة تعبر عن جانب جميل من انسجام ممارسيها مع الطبيعة حولهم وهي صديقة للبيئة ولا تسبب أي أذى، أما بعض الأنواع الأخرى مثل سباقات الرالي للشاحنات الوحشية تعد إحدى أهم الرياضات غير الصديقة للبيئة وتمثل خطر واضح على بيئة الكوكب حيث تسبب زيادة كبيرة في نسبة الاحترار العالمي، فيجب علينا أن ننتبه للتأثيرات السلبية لهذه الأنواع على بيئتنا ونقوم بفحص كل واحدة منها منفردة وكيفية تأثيرها على البيئة من جوانب ومستويات مختلفة، فمثلاً عندما يمارس بعض الجيران كرة السلة في الجوار تكون غير مؤذية فمثلها مثل الذهاب إلى التنزه، ولكن على الجانب الآخر عندما تتم ممارستها من قبل الفرق المحترفة ويأتيها المشجعين من جميع أنحاء العالم وتكون قد أقلعت بهم مئات الطائرات ليتمكنوا من مشاهدة اللعبة حينها يكون قد أصاب كوكبنا ما يدعى بالبصمة الكربونية الضخمة الناتجة عن احتراق الوقود من هذه الطائرات، وفي هذا المقال نقدم لكم أشهر سبع أنواع من الرياضات غير الصديقة للبيئة وكيف تؤثر سلبيًا على النظم البيئية المختلفة.

أهم الرياضات غير الصديقة للبيئة

القفز المظلي

هي واحدة من أشهر الرياضات غير الصديقة للبيئة وهي رياضة تنافسية فيوجد العديد من المسابقات الخاصة بها وهناك عدد من العقوبات التي تفرض على من يخالف قوانينها، وبصرف النظر عن كونها من أخطر الرياضات التي يمارسها البشر فموضوعنا يتمحور حول تأثيرها السلبي على البيئة حيث تتطلب هذه الرياضة وخصوصًا وقت هذه المسابقات استخدام متواصل للطائرات التي تخصص لنقل ومراقبة اللاعبين وتابعيهم وبالتالي استهلاك وحرق الكثير من الوقود الذي هو أحد أهم الموارد البيئية والذي يؤثر على تغير المناخ.

كرة القدم

كرة القدم تعتبر إحدى أهم أنواع الرياضة الشعبية التي يفضلها البشر بل يحبونها ويعتبرونها من أكثر الرياضات الشيقة، فلها قاعدة مشجعين ضخمة تمثل نسبة كبيرة جدًا من عدد سكان الأرض، وهي تجمع وتوحد بين الثقافات والحضارات وحتى البلاد في رباط واحد يتمثل في المنافسة الشريفة بينهم، وهي لا تتطلب الكثير من التجهيزات، فلن تحتاج إلا أكثر من كرة وبعض الأصدقاء وأرض مناسبة وجو مناسب، ويشارك في هذه الرياضة مئات الآلاف من الناس باحترافية وعدد أكبر من الهواة، فيقوم مشجعي الرياضة بالتنقل عبر القارات في مطاردة متواصلة لمباريات فرقهم المفضلة مستخدمين آلاف بل مئات الآلاف من الحافلات والسيارات والقطارات والطائرات والملايين من جالونات الوقود، فهي الرياضة رقم واحد على كوكبنا في الشعبية والتأثير، ويتبعها الملايين من البشر إلى جميع أنحاء العالم فيخلقون عاصفة لا تتوقف من حرق الوقود وإنتاج الكربون، ومع ذلك فإن هناك بعض اللاعبين المشاهير الذين عوضوا هذا التأثير الضار على البيئة من خلال تبرعاتهم للمشاريع البيئية.

ناسكار

رياضة سباق السيارات الشهيرة، وبصرف النظر عن بعض ممارسيها الذين يستخدمون تقنيات معينة تحد من استهلاك الوقود والكربون الناتج عن الاحتراق لأنهم قلة قليلة، فلا يوجد شيء واحد صديق للبيئة في رياضة سباق السيارت هذه، حيث يقوم المتنافسون بالتسابق لمسافة خمسمائة ميل باستمرار وتكرار العملية لساعات في حلبة السباق، وجذب عدد مهول من المشجعين الذين عادة يقومون بالقيادة إلى مقر السباق بأنفسهم، فهي رياضة مشجعة للقيادة ويمكنك أن تتخيل الكمية المهولة من انبعاثات الكربون التي يسببها اللاعبين والمشجعين وأحيانًا بعض الحوادث والانفجارات، فتعتبر من أكثر الرياضات غير الصديقة للبيئة والتي تمتلك قاعدة مشجعين كبيرة وتسبب ضررًا كبيرًا على كوكبنا لا يمكن أن نغفل عنه.

الصيد والرياضات الدموية

قد يعترض الكثيرون على تصنيف هذه الرياضة كواحدة من الرياضات غير الصديقة للبيئة لحبهم وتعلقهم الشديد بها، ولكن الأمر واضح، فالصيد ليس أخضر، بمعنى آخر يتمحور حول خصائص نظامنا البيئي والتأثير السلبي لرياضة الصيد، فكثيرًا ما يهدد توازن النظام البيئي واستقراره وكثيرًا ما يسبب خطر الانقراض على أعداد كبيرة من الحيوانات والأنواع المهددة بالانقراض بالفعل، ومن أمثال هذه الرياضات وأكثرها خطورة على توازن النظام البيئي هو الصيد الجوي للذئاب مما يجعلك تشكك في صلاحية هذه الرياضة من الأساس، نعم الصيد كان ضروري للنجاة ومارسه البشر لمئات السنين كجانب وعامل أساسي للبقاء على قيد الحياة، ولكن هذا الوقت قد فات، فيجب على ممارسي هذه الرياضة التوقف عن هذا الاستهلاك الزائد عن الحد للنظام البيئي وإضاعة موارده.

التزلج على الجليد

من أجمل الرياضات وأكثرها جذبًا للمتابعين، فهي حقًا رياضة رائعة ولكي تبرع فيها يجب أن تنسجم بشكل مثالي مع البيئة المحيطة بك، وهذا بالضبط ما يبحث عنه معظم المغامرين ومحبي الرياضات الخطيرة، ولكن تأتي المنتجعات المصاحبة لهذه الرياضة ومراكزها التي تكون قريبة من مكان ممارستها بحثًا عن المكسب المادي من متابعيها. يمكن أن نعتبر المنتجعات كعمالقة في استهلاك الموارد البيئية بلا توقف، فيتجه إليها الناس ويقطعون الأميال عن طريق الطائرات أو السيارات مستهلكين كميات كبيرة من الوقود ليكونوا قريبين من أماكن عقد مسابقات هذه الرياضة والتي تكون في أوقات متقاربة، بالإضافة إلى الكمية المهولة من المعدات والأدوات اللازمة لممارسة هذه الرياضة، ولكن ليس من الإنصاف تمامًا وضع هذه الرياضة على هذه القائمة كواحدة من الرياضات غير الصديقة للبيئة ، فممارسو رياضة التزلج يبحثون في الأساس عن الانسجام المثالي مع الطبيعة والبيئة المحيطة، وهذه الرياضة توفر لهم ذلك، وإدارة المنتجعات المحيطة تفهم ذلك تمامًا، ومع توفر الأساليب الجديدة للحفاظ على البيئة والحد من استهلاك مواردها بدأت هذه المنتجعات ببذل مجهودات ملحوظة مثل استخدام الطاقة المتجددة والحد من استهلاك السيارات عن طريق جعل الزوار يتشاركونها وحتى تغيير أماكن عقد المسابقات إلى مناطق متوازنة بيئيًا بالفعل، وهناك الكثير من المجهودات الأخرى لجعل هذه الرياضة خضراء بالكامل من جديد.

سباق القوارب

من أخطر المتهمين على هذه القائمة كإحدى الرياضات غير الصديقة للبيئة ، لها قاعدة صغيرة من المشجعين لكنها تسبب ضرر بالغ على البيئة المحيطة بها، فالسباق عبارة عن عشرات من القوارب ذات المحركات الضخمة المستهلكة للوقود والتي تقوم بالانطلاق والتسارع على خط مستقيم مما يساعد على الوصول إلى سرعات كبيرة وبالتالي حرق كميات ضخمة من الوقود وإطلاق نواتج كربونية مهولة إلى غلافنا الجوي، نحن نعتقد أنها من أسخف الرياضات على هذه القائمة لمجرد أنها تفتقر إلى الجوهر والغرض الذي تملكه أي رياضة، حتى أنها تفتقر إلى محبيها.

الجولف

تأثيرها السلبي الرئيسي على البيئة وقد يكون الأهم هو استغلالها لمسافات شاسعة من الأراضي الخضراء وقطع الأشجار بها مما يؤدي إلى تغيير أماكن النظم البيئية حولها اضطراريًا، وبالتالي تهديد استقرار التوازن البيئي المحيط، غير أن ممارسي هذه الرياضة يحتاجون إلى تربة تتميز بخصائص معينة مما يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من الأسمدة والمواد المغذية للتربة، والاستخدام المفرط لهذه الموارد يؤدي إلى تسميم مساحات واسعة من التربة على المدى الطويل.

الأكروبات والسباقات الهوائية

إلى أن يأتي الوقت الذي سوف تستطيع الطائرات فيه العمل على الوقود الحيوي المستدام ستظل هذه الرياضة على رأس قائمة تضييع الوقود كأحد أهم الموارد البيئية، فلا يوجد رياضة أكثر ضررًا على البيئة من هذه الطائرات المستخدمة للوقود بشكل مكثف والتي تقوم بالتسابق والطيران المستمر على قاعدة منتظمة.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

عشرين − 4 =