تسعة بيئة
الثعلب الرمادي
بيئة » الطبيعة » الثعلب الرمادي : أحد أندر فصائل الثعالب المعرضة للانقراض

الثعلب الرمادي : أحد أندر فصائل الثعالب المعرضة للانقراض

الثعلب الرمادي حيوان ينتمي إلى فصيلة الكلاب ويتميز بلونه الرمادي، وقدرته الفائقة على الركض، حيث يقطع مسافات طويلة في مدة قصيرة، وقد أصبح هذا الحيوان نادرًا.

يُعتبر الثعلب الرمادي أحد أهم الحيوانات النادرة التي تعيش في البرية، فهو يمتلك الكثير من الخصائص التي تُميزه عن غيره من الحيوانات، منها لونه الرمادي الغريب وسرعته الفائقة التي تجعله أحد أسرع الحيوانات الموجودة في الأرض، كما أنه يُعد كذلك حيوانًا مُفترسًا، لكنه لا يتخير سوى الليل فقط كي يقوم بهجماته التي تكون مُثمرة دائمًا وتأتي بالكثير من الغنائم، ولم يجرب الثعلب الرمادي سوى الحياة في البيئة الصخرية الصحراوية، وهو ما أكسبه مزيدًا من التميز، عمومًا، دعونا نتعرف في السطور الآتية على الثعلب الرمادي وحياته البرية ولما يُعد حيوانًا نادرًا.

ما هو الثعلب الرمادي؟

لا يوجد تعريف يليق بحيوان الثعلب الرمادي أفضل من وصفه بالحيوان الوحشي النادر الغريب، فهو يعيش في المناطق البرية ويتغذى على غيره من الحيوانات، وفي نفس الوقت غير قادر على التكيف مع حياته البرية تلك، ويُعاني فيها أشد المعاناة، لذلك يُطلق عليه الحيوان النادر الغريب.

ينتمي الثعلب الرمادي إلى فصيلة الكلاب، وهو أمر لا يجب التعجب منه، لأن أغلب الثعالب تنتمي لفصيلة الكلاب كذلك، وأغلب النمور تنتمي لفصيلة القطط إن صحت المقارنة، لكن ما يجب التعجب منه حقًا، هو أن الكلب يُمكن أن يُصبح بسهولة فريسة للثعلب الرمادي، ذلك الحيوان التي لا تدل أوصافه أبدًا على قدرته بالفعل على القيام بذلك الأمر.

أوصاف الثعلب الرمادي

غرابة الثعلب الرمادي الحقيقية تبدأ من أوصافه، فهو تقريبًا يشتمل على ثلاث ألوان، أولها الرمادي، وهو لونه الذي يأخذه بشكل عام، أما القدمين والوجنتين فهما يأخذن لون يميل الحمرة أو الاسمرار، بينما الوجه أبيض إلى حدٍ كبير، وبذلك تكون الأوصاف مشتملة على ثلاثة ألوان كما ذكرنا، وكلها ألوان مُختلفة ولا تُعد درجة من لون آخر كما هو مُعتاد.

لا يبدو الثعلب الرمادي طويلًا بذلك الطول الذي يضمن له التصنيف ضمن الحيوانات المُفترسة المتوحشة، لكن بالرغم من ذلك نجد أنه لا يتجاوز الخمسين سنتيمتر، والعشرين كيلو وزنًا، ومع ذلك مفترس جدًا، وهذا يتضح أكثر إذا اقتربنا من الحياة التي يعيشها الثعلب الرمادي.

حياة الثعلب الرمادي

تدور حياة الثعلب الرمادي داخل مناطق مُحددة، وهي المناطق التي يعيش بها، وتتمثل في أمريكا الجنوبية وكندا، وغالبًا ما يكون أغلب نشاطه في الليل، فهو حيوان ليلي في الأساس، يُخصص ذلك الوقت للصيد والأكل واللعب وممارسة الحياة بكافة تفاصيلها، أما النهار فعلى العكس، نجد الثعلب الرمادي يُخصصه للنوم فقط.

فرائس الثعلب الرمادي تكون في الغالب من الطيور والحيوانات التي تنتمي لفصيلة الثدييات، وليست هناك متعة أكبر بالنسبة له من الانقضاض على عش من الطيور والتهام الصغار والكبار الموجودين بها، وعادة ما يُخصص ذلك الحيوان مساحة مُعينة لنفسها، تُقدر بالمئة فدان على الأقل، ويقوم في هذه المنطقة بممارسة كافة طقوسه السابقة، والغريب أنه لا يحاول، مجرد المحاولة، تخطي تلك المنطقة المُخصصة له، لأنه يعلم أنها تخص آخرين من أقرانه، وأن عقابه الموت.

الثعلب الرمادي والجماعة

لا يعيش الثعلب الرمادي أبدًا في جماعات، والحقيقة أنه لم يُكتشف حتى الآن السبب المُقنع لهذه العزلة التي يفرضها ذلك الحيوان على نفسه، والتي تجعله كذلك يفرض قوانين، تصل إلى الموت، حالة اقتحامه عزلة الآخرين، فهم يُقسمون أماكن تواجدهم إلى نقاط، كل نقطة تُقدر بمئة فدان على الأقل، ويعيش فيها ذكر وأنثى الثعلب الرمادي فقط، حتى أنه لا يمسح لوالديه بالعيش معه، حتى ولو وصل الأمر إلى قتلهم بعد البلوغ والقدرة على المقاتلة، وربما يظن البعض أن هذه هي الطبيعة البرية بشكل عام، لكن هذا الظن ليس صحيحًا في الحقيقة، وإنما هي طبيعة الثعلب الرمادي فقط.

الثعلب الرمادي والتكاثر

التكاثر بالنسبة لحيوان الثعلب الرمادي لا يخلو كذلك من الغرابة، فذلك الحيوان الغريب تلد أنثاه كل شهرين، لكن ذلك الأمر لا يحدث سوى شهرين فقط في العام، يُطلق عليهم في حياة الثعلب الرمادي أشهر التكاثر، والحقيقة أنهم كافيين جدًا إذا علمنا أن أنثى الثعلب الرمادي تلد في كل مرة أربعة ثعالب رمادية صغيرة.

لا يأخذ بلوغ طفل الثعلب الرمادي أكثر من خمسة أشهر، يظل خلالهم بالقرب من أمه وتحت رعايتها، لكن ما أن تنتهي الأشهر الخمسة حتى يُصبح صغير الثعلب الرمادي مُستقلًا وقادرًا على بدء حياته بنفسه، تلك الحياة التي قد تمتد، إذا عاش حياة طبيعية، إلى خمسة عشر عام، ويُمكن أن تبلغ العقدين إذا كان ذلك الثعلب يمتلك الكثير من الحظ، لكن، بالرغم من هذه الحياة المديدة المليئة بالغرابة، لا يجد الثعلب الرمادي الأمن والسكينة في الحياة البرية العويصة، هذا بالرغم من كونه في الأساس حيوان بري أصيل.

المعاناة في البرية

كما أشرنا، يُعاني الثعلب الرمادي أشد المعاناة في الحياة البرية التي نشأ بها طوال حياته، فلكم أن تتخيلوا أنه بالرغم من كونه مُفترس إلا أنه يعد مُفترس من الدرجة الثالثة، والذي يتغذى على الحيوانات الضعيفة جدًا، أي أنه سيُصبح بكل سهولة فريسة مُحببة للحيوانات المُفترسة من الدرجة الأولى والثانية، وما أكثرها في تلك الحياة البرية، وتتمثل مشكلة الثعلب الرمادي الرئيسية في أنه يكون وحيدًا دائمًا كما ذكرنا من قبل، وبالتالي لا يتمكن من صد أي هجوم يأتيه من حيوان بري قوي، لذلك يُعاني طوال العام من إمكانية الفتك به، وبالتالي أصبح يُعاني حاليًا من الانقراض.

الثعلب الرمادي والانقراض

لم ينقرض الثعلب الرمادي بعد، ولا حتى وصل إلى الدرجة القصوى من درجات التهديد بالانقراض، لكنه مُهدد بشدة من الدخول في هذه المرحلة، وذلك ببساطة من أجل المعاناة التي يُعنيها في الحياة البرية، والتي يُعنيها أي حيوان بري من الدرجة الثالثة عمومًا، تلك الحيوانات التي بالكاد قد تقتل العصافير وتهاجم أعشاشها، لكن بقية الحيوانات تتوارى عنها، وتجد نفسها فريسة سهلة لها، ومع تزايد أعداد الحيوانات المفترسة، وكثرة عمليات افتراس الثعلب الرمادي، بدأت أعداده تتناقص بشدة في السنوات الأخيرة، وبدأ العالم يتأهب لإعلانه قريبًا ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض.

الحفاظ على الثعلب الرمادي

هناك عادة سيئة في البشر، وهي أنهم لا يلتفون إلى الشيء إلا بعض ضياعه بالفعل، لكن للغرابة لم تسري هذه العادة فيما يتعلق بقضية الثعلب الرمادي، حيث بدأت بعض الجمعيات الحقوقية للمحافظة على الحيوان في جمع بعض الأعداد المتواجدة من الثعلب الرمادي ووضعها فيما يُشبه المحمية بإسبانيا، وهناك تم الوعد بمحاولة عدم التفريط في تلك التجربة إلا بعد عشر سنوات على الأقل، وهو الوقت الذي يتوقع فيه أن يكون التكاثر قد قام بمفعوله وزادت أعداد الثعالب الرمادية بالشكل الذي يُبعدها عن خطر الانقراض، عمومًا، لا يسعنا شيء حاليًا سوى الانتظار والدعوات الصادقة بنجاح هذه التجربة، لأن كل حيوان ينقرض من البيئة أشبه بمسمار جديد يُدق في نعشها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

1 + 13 =