تسعة بيئة
محميات أفريقيا الطبيعية
بيئة » الطبيعة » محميات أفريقيا الطبيعية : نظام بيئي لم يتلوث بعد كغيره من النظم

محميات أفريقيا الطبيعية : نظام بيئي لم يتلوث بعد كغيره من النظم

محميات أفريقيا هي من أكثر المحميات الغنية في العالم، لكن هناك أسرار لهذه المحميات ومعلومات حيوية لابد أن تعلمها قبل التفكير في زيارة أي من محميات أفريقيا .

إذا تحدثنا عن الكنوز الطبيعية للقارة السمراء فإن الحديث سيقودنا بكل تأكيد إلى محميات أفريقيا الطبيعية، فهناك العشرات من المحميات الضخمة التي تحتوي على حيوانات ونباتات نادرة لن تجدها في أي مكان آخر، وبالرغم من الأحوال الاقتصادية السيئة في أغلب بلدان أفريقيا إلا أن تلك المحميات تجذب الملايين من السياح في مختلف أوقات السنة، وفي الفقرات التالية سنختار بضعة محميات من دول مختلفة بسبب اتساع الموضوع وصعوبة التحدث عن كافة المحميات في مقال واحد، واخترنا لك أولاً محمية كروجر في جنوب أفريقيا ثم محمية ماساي مارا في كينيا ومحمية إيري وتينيري في النيجر والحديقة الوطنية جرجرة في الجزائر ومحمية سيلوس في تنزانيا وأخيرًا محمية سانت كاترين في مصر التي تضم عدد متنوع من المحميات على أرضها مثل محمية الزرانيق وسبخة البردويل ومحمية طابا ومحمية بحيرة البرلس وغيرهم.

محمية كروجر – جنوب أفريقيا من أهم محميات أفريقيا

متنزه كروجر الوطني هو واحد من أهم محميات أفريقيا الطبيعية ومن أكبرها، ويغطي مساحة تبلغ 19.485 كيلومتر مربع (7.523 ميل مربع) وذلك على طول مقاطعتي ليمبوبو ومبومالانجا في الأجزاء شمال الشرقية من دولة جنوب أفريقيا، ومن الشمال إلى الجنوب يمتد بطول 360 كيلومتر (220 ميل) ومن الشرق إلى الغرب بطول 65 كيلومتر (40 ميل)، ومكاتب الإدارة المركزية الخاصة بالمحمية موجودة في سكوكزا، وتم وضع المناطق تحت الحماية عن طريق حكومة جمهورية جنوب أفريقيا في سنة 1898، وأصبح أولى المتنزهات الوطنية في 1926. يحد المحمية من الشمال دولة زيمبابواي ومن الشرق موزمبيق. حاليًا هناك 9 بوابات رئيسية لدخول المحمية بأطرافها المترامية، أهمها بوابة جسر التمساح الواقعة في امتداد شارع ريسيكس الواقع في قرية كوماتيبورت وبوابة ماليلاني وبوابة نومبي وفابيني وبول كروجر وأوربين.

ما هو مناخ المحمية وما هو الوقت الأمثل للزيارة؟

المناخ في محمية كروجر هو شبه استوائي، في أيام الصيف يكون المناخ رطب وحار مع درجات حرارة عادةً ما تزيد عن 38 درجة مئوية (100 فهرنهايت)، ويبدأ الموسم الممطر من سبتمبر وحتى مايو، ويخبرنا الموقع الرسمي الخاص بالمحمية أن شهري سبتمبر وأكتوبر هما أكثر الشهور جفافًا طوال العام، وموسم الشتاء الجاف هو الوقت المثالي الذي يمكنك أن تزور فيه المحمية لأسباب عديدة أهمها أنك ستقلل احتمالات الإصابة بمرض الملاريا الفتاك الذي يعتبر الهاجس الأول للسياح، كما أنك ستتمتع بمشاهدة أكثر لطفًا للمروج والنباتات وستجد كميات أكبر من الحيوانات، ببساطة إنه الوقت الذي ستمتع فيه ناظريك بأكثر المباهج الموجودة في محمية كروجر. ويكفيك أن تعلم أنه في سنة 2004 زار المتنزه أكثر من مليون وربع مليون شخص. و يضم المتنزه 21 معسكر للراحة يمكنك أن تقضي فيهم كل أنشطتك دون أن تشعر أنك منعزل عن العالم الخارجي، وأهمها معسكر أوربين ومعسكر ساتارا وليتابا وجسر التمساح وأوليفانتس وموباني ومارويلا.

تاريخ المحمية

في السابق كانت المنطقة موطن أساسي لشعب التسونجا من سكوكزا في الجنوب ومانيليتي في الوسط وماكوليكي في الشمال، وسيطروا على تلك المنطقة الشاسعة بشكل كامل، لكنهم اضطروا إلى النزوح فيما بين سنوات 1899 وحتى 1926، مع العلم بأن عدد سكان التسونجا حاليًا يزيد عن 2 مليون إنسان في جنوب أفريقيا وحدها مع حوالي ثلاثة ملايين ونصف في موزمبيق وزيمبابواي وسوازيلاند، فعندما أتى الاستعمار البريطاني إلى البلاد قاموا بالسيطرة على الإدارة المركزية للاتحاد جنوب الأفريقي في سنة 1902، وبدأوا خطتهم في توسيع المحمية وانتهوا من ذلك في سنة 1926 ليعطوا الشعب واحدة من أهم محميات أفريقيا ، ومع ذلك فقد بقيت بعض الأسر من التسونجا في العقود التالية إلى أن نزحوا بشكل نهائي في الستينيات، ولكن الأحفاد لم ينسوا إرث أجدادهم، وبدأوا في سنة 1994 وحتى وقتنا الحالي بإنشاء دعاوى قضائية ضد الحكومة لاستعادة مملكتهم القديمة، لكن حتى الآن لم تحل النزاعات، وأبرز من طالبوا منهم نذكر أفراد قبيلة ماكوليكي حيث طالبوا بأرض تبلغ مساحتها 19.842 هكتار (198.42 كيلومتر مربع) في الجزء الشمالي من المحمية، وبالفعل حصلوا على الأرض من الحكومة، لكن تلك الرغبة في العودة إلى الموطن لم تكن بسبب قيمة الأرض والوطن، فما قاموا به بعد ذلك هو إنشاء مشاريع استثمارية في تلك المناطق.

أهم الحيوانات في المحمية

طبقًا للإحصائيات الرسمية الخاصة بسنة 2009 فإن محمية كروجر تحتوي على 27 ألف من الجاموس الأفريقي و350 من وحيد القرن الأسود وما بين 7 آلاف حتى 12 ألف من وحيد القرن الأبيض وأكثر من 17 ألف من حمار زرد بورشل المخطط و2.800 أسد وأكثر من 11 ألف فيل و150 كلب أفريقي بري وأكثر من 5 آلاف زرافة وحوالي ألفي نمر أفريقي وأكثر من 300 من حيوان الإيلاند الشائع (العلند كما يطلق عليه أحيانًا) و150 ألف من حيوان الإمبالة (الذي سمته قبيلة الزولو الشهيرة في جنوب أفريقيا بهذا الاسم)، وتحتضن المحمية 114 نوع من الزواحف منهم عدد ضخم من التماسيح يربو عددهم على ثلاثة آلاف تمساح وأنواع مختلفة من الثعابين مثل المامبا السوداء، وهناك 50 نوع من الأسماك أبرزهم قرش الثور أو المعروف أيضًا بقرش زامبيزي.

تواجد الطيور في المحمية

هناك 517 نوع من الطيور في المحمية، منهم 253 نوع يقطنون فيها بشكل دائم، مع 117 نوع من الطيور المهاجرة و147 من الطيور الرحل. ومن بين تلك الأنواع هناك 4 أنواع ضخمة الحجم ونطاقها مقيد بالمحمية، وهم معروفون بشكل خاص بسبب تميزهم لأسباب مختلفة، وأغلب تلك الأنواع تكون نادرة التواجد خارج القارة السمراء، لذا فإن وجودهم في محمية كروجر يجعلها واحدة من أهم محميات أفريقيا التي يتوجب عليك أن تزورها يومًا ما في حالة أنك ولع بالحياة البرية أو الطيور بشكل خاص، وسنعطيك في الفقرات التالية أهم المعلومات التي يجب أن تعرفها عن تلك الطيور لتدرك قيمة الكنوز الطبيعية التي تحتضنها محميات أفريقيا وهذه المحمية بصفة خاصة.

العقاب النوبي

هو من فصيلة البازيات وتم تصنيفه كنوع مهدد بالانقراض ضمن القائمة الحمراء الخاصة بالاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، ويتواجد في الصحراء الغربية في أفريقيا بشكل أكبر من أية منطقة أخرى، ونجده في بعض الدول الأخرى غير جنوب أفريقيا مثل جمهورية مصر العربية (خاصةً في سيناء) والكاميرون وكذلك بأعداد قليلة في شمال غرب المملكة العربية السعودية وكذلك في السنغال ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد والسودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وموزمبيق ومالاوي وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وساحل العاج وبنين وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن وعمان وأنغولا، وهو من عقبان العالم القديم ويبلغ اتساع جناحه من 2.5 متر وحتى 2.9 متر (8.2 – 9.5 قدم)، وبهذا يعتبر ذو الجناح الأضخم في نطاق وجوده من بين النسور الأخرى، وهو من الطيور التي تفضل العزلة بشكل كبير، وتقدر أعداده بأقل من تسعة آلاف فرد في العالم كله.

الحباري الكوري

هو أضخم الطيور المتوطنة أساسًا في القارة السمراء، وهو عضو في عائلة الحباريات المنحدرة من رتبة مقيدة في العالم القديم فقط، وهو واحد من أربعة أنواع (نطاقها من أفريقيا إلى الهند وحتى أستراليا) في جنس “أرديوتيس” المميز بضخامة حجم أفراده، وقد يكون ذكر الحباري الكوري هو أثقل كائن حي قادر على الطيران مع العلم بأن هناك خلاف بين العلماء على هذه المعلومة لاعتبارات عديدة في أوجه المقارنة، وكبقية أنواع الحباريات فهو يسكن الأرض وهو من القارتات، أي أنه يأكل اللحوم والنباتات، ويقوم ذكر الطائر بأكبر كم من المحاولات الممكنة للتزاوج مع الإناث ثم يتركهن بعد ذلك ويتملص من مهمة تربية الصغار، مع العلم بأن وزن الذكر قد يصل إلى ضعف وزن الأنثى، ويبني الطائر عشه في حفر أرضية وعادةً ما يختفي فيها بالقرب من أشياء معينة مثل الأشجار للتمويه. وقد وصف الطائر للمرة الأولى في سنة 1822 عن طريق عالم الطبيعة الإنجليزي ويليام جون بورتشيل، وحاليًا اتفق العلماء على تقسيم الطائر إلى نوعين فرعيين فقط هما “أرديوتيس كوري كوري” ويتواجد في بوتسوانا وزيمبابواي وناميبيا والأجزاء الجنوبية من أنغولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا، أما النوع الثاني فيتوزع في إثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان وكينيا وتنزانيا. وفرصة رؤيته في محمية كروجر هي من أهم الفرص التي لا يعوضها أي سائح مولع بالذهاب إلى محميات أفريقيا بسبب تفرد الطائر في نواحي عديدة أهمها مظهره وحجمه وعدم وجوده في مكان خارج القارة.

العقاب المقاتل

هو النوع الوحيد من جنسه المسمى “بوليماتيوس” ومن فصيلة البازيات، وحجم جسمه كبير حيث يكون طوله بين 78 – 96 سم (31 – 38 إنش) مع وزن بين 3 – 6.2 كيلوجرام، أما جناحه فهو ضخم للغاية حيث يكون بين 188 – 260 سم، وبهذا هو أضخم العقبان في أفريقيا والخامس في الوزن في العالم بأكمله بحساب المتوسط، ومع أنه يتواجد في بعض المناطق مثل زيمبابواي وكذلك في محمية إيتوشا الوطنية في ناميبيا إلا أنه يتواجد بالكم الأكبر في محمية كروجر، وهو يفضل المسكن المليء بالأشجار والمساحات المفتوحة وأيضًا غابات السافانا.

اللقلق سرجيّ المنقار

يعرف أيضًا باسم أبو ميه، وهو من رتبة اللقلقيات ووصفه جورج شو للمرة الأولى في مطلع القرن التاسع عشر، ونجده في الأجزاء الجنوبية من قارة أفريقيا من السودان وإثيوبيا وكينيا حتى جنوب أفريقيا وغامبيا والسنغال وساحل العاج وتشاد في الغرب، وهو قريب من اللقلق ذو الرقبة السوداء وهو لقلق آسيوي ذو جناح واسع وهو الوحيد من جنسه، وهذا الطائر ضخم الحجم مع ارتفاع متوسط يبلغ متر ونصف مع اتساع جناح ما بين 2.4 – 2.7 متر، ويبلغ وزن الذكر في المتوسط أكثر من ستة كيلوجرامات وتكون الأنثى أقل بحوالي كيلوجرام واحد، ويتغذى اللقلق سرجيّ الجناح بشكل رئيسي على الأسماك والضفادع والسرطان وفي نفس الوقت نجده يصطاد غذاءه من الطيور الصغيرة والزواحف، وقد عرف المصريون هذا الطائر وأعطوه اسمًا خاصًا به في اللغة الهيروغليفية.

الصيد غير القانوني في محمية كروجر

بسبب عمليات الصيد غير القانونية ووجود هذا الكم الكبير من الحيوانات النادرة وسعي الصيادين إلى قرون الفيل ووحيد القرن ومع زيادة الفوضى وانتشار الأسلحة وسهولة الحصول عليها، فإن الإجراءات الأمنية تزيد في محميات أفريقيا وبالضرورة في هذه المحمية، حيث تتكون وحدة الأمن الخاصة بالمحمية من 650 فرد من حراس المتنزهات مع دعم كامل من شرطة جنوب أفريقيا وبمساعدة الجيش، وفي سنة 2013 تم زيادة الدعم ليشمل التزويد بطائرتين بدون طيار تم استعارتهما من قاعدة دينيل العسكرية ومروحتين من نوع إيروسباسيا جازيل وهي من أقوى المروحيات وتنتجها شركة إيروسباسيال الفرنسية، ويوفر الجيش غطاء جوي إضافي مع مستشعرات آلية لاستشعار الحركة على طول الحدود مع موزمبيق، كذلك يتم الاستعانة بفريق مدرب من الكلاب، ويملك فريق الحراس معدات للرؤية الليلية وبنادق آلية حديثة. ومن الجدير بالذكر أنه في سنة 2012 تم القبض على 200 من الصيادين وتعرض 30 صياد إلى القتل خلال مواجهات مع رجال الأمن، وفي يوليو من نفس السنة سقط أحد رجال الشرطة مقتولاً في تلك المواجهات مع فرد من الحراس.

أرقام مفزعة

يقوم صيادو وحيد القرن بعملياتهم في الليالي ذات القمر المكتمل أو عندما يكون قريبًا من الاكتمال، ولا يفرقون بين وحيد القرن الأسود أو الأبيض، مع العلم بأنهم يحصلون على مبالغ طائلة لقاء بيعهم للقرون، حيث يساوي الكيلوجرام الواحد من القرن حوالي 66 ألف دولار أمريكي وقد يصل إلى 88 ألف في بعض الأحيان، كما أنهم يقومون باستخراج مواد من الجمجمة لبيعها كدواء محلي رائج في جنوب أفريقيا. وإذا نظرنا إلى الإحصائيات الرسمية فإنه في الألفية الجديدة تم قتل 949 فرد من وحيد القرن في محمية كروجر وذلك فيما بين سنوات 2001 وحتى 2012، مع زيادة بالغة في سنة 2013 حيث قتل فيها 520 فرد في سنة واحدة فقط، مع العلم بأن جنوب أفريقيا تملك 22 ألف فرد من وحيد القرن الأبيض والأسود، مع وجود أكثر من نصفهم في محمية كروجر فقط، وهذه الأرقام تمثل 93% من عدد أفراد الحيوان في العالم كله.

إنشاء سلسلة مطاعم في المعسكرات

في آخر شهر أكتوبر من سنة 2013 أعلنت مؤسسة محميات جنوب أفريقيا الوطنية إنشاء سلسلة مطاعم في معسكرات الراحة داخل المحمية، وأهمها مطاعم “مج أند بين” ومطاعم “ومبي”، وفي البداية كان هناك اعتراض من مجموعات من شعب جنوب أفريقيا تجاه القرار بسبب عدم تناسب هذه المطاعم الحديثة وما تقدمه من لحوم حيوانات يفترض أن محميات أفريقيا وغيرها من المحميات حول العالم تعمل على رعايتها والحفاظ على التنوع الحيوي بالقدر الأقصى في ظل الثورات الصناعية التي تأتي يومًا بعد يوم.

محمية ماساي مارا – كينيا

محمية ماساي مارا الوطنية هي واحدة من أهم وأكبر محميات أفريقيا وتعتبر علامة مميزة لكينيا، وتقع في مقاطعة ناروك الكينية وتتشارك الحدود مع محمية سيرينجيتي الوطنية في منطقة مارا في تنزانيا، وقد سميت تكريمًا لشعب الماساي وهو المالك القديم للأرض ويضم قبائل متعددة تتميز بحفاظها على عدد كبير من التقاليد العتيقة حتى يومنا هذا، وكلمة مارا هي مرادفة لكلمة “ما” والتي تعني في لغة الماساي “البقعة” وهي علامة مميزة عبارة عن دوائر من النقاط يتم حفرها على الأشجار ومختلف الأشياء لتحديد النطاق الخاص بهم. والمحمية هي قطاع واحد من منطقة بيئية أكبر وتشمل أجزاء أخرى وهي: كوياكي وليميك وأوي تشورو أويروا وأولكيني وسيانا وماجي موتو ونايكارا وأوي ديركسي وكيرنكاني وأويرين وأخيرًا منطقة كيمينتيت.

ما هو سبب شهرة المحمية؟

تشتهر المحمية بشكل خاص بسبب وجود بعض الحيوانات المميزة مثل أسود الماساي والنمور الأفريقية والفهود التنزانية، كما أن المنطقة تتميز عن غيرها من محميات أفريقيا بوجود كم هائل من الهجرات الجماعية السنوية مثل هجرات الحمير الوحشية وغزال طومسون (المسمى على اسم مكتشفه الاسكتلندي وتتكثف أعداده في الأجزاء الشرقية من القارة السمراء وتربو الأعداد على نصف مليون فرد) وكذلك حيوان النّو (المسمى أيضًا باسم التيتل الأفريقي وهو من الثدييات الضخمة القوية) الذي تهاجر أعداد غفيرة من قطعانه من وإلى محمية سيرينجيتي التي تعتبر كذلك واحدة من أبرز محميات أفريقيا وذلك بصفة سنوية من شهر يوليو حتى أكتوبر فيما يعرف باسم الهجرة الكبيرة.

تاريخ المحمية

تم تأسيس المحمية أولاً في سنة 1961 وكانت في السابق عبارة عن منطقة مفتوحة ممتدة تضم أقل من ثلث مساحتها الحالية فقط أي 520 كيلومتر مربع (200 ميل مربع) وكانت تشمل المنطقة المعروفة باسم مثلث مارا، وتوسعت بعد ذلك نحو الشرق ليزيد نطاقها ويزيد التنوع الحيوي فيها بشكل أكبر ولتغطي مساحة ضخمة تبلغ 1.821 كيلومتر مربع (703 ميل)، وبهذا أصبح للمنطقة صفة رسمية وامتلك مجلس مقاطعة ناروك مقاليد الإدارة، وفي سنة 1974 تم اعتبار جزء كبير من المحمية منطقة وطنية، والجزء المتبقي (والذي يبلغ 159 كيلومتر مربع) أعطته الحكومة للمجموعات العرقية المحلية، وبعد سنتين تم إلغاء جزء يبلغ 162 كيلومتر مربع من المحمية وتقلص الحجم إلى 1.510 كيلومتر مربع في سنة 1984 وظلت هذه هي المساحة المعتمدة للمحمية حتى وقتنا الحالي. وفي سنة 1994 تم تكوين مجلس مقاطعة ترانسمارا في الجزء الغربي من المحمية، وتم توزيع مهمات الإدارة بين المجلس الجديدة ومجلس مقاطعة ناروك، وفي السنة الثانية من الألفية الجديدة تدخلت منظمة بيئية غير هادفة للربح لتصبح شريكًا في عملية الإدارة لكن بشكل خاص حيث أعطتها الحكومة الكينية منطقة مثلث مارا، مع ملاحظة أن تلك المنطقة هي من أهم المناطق في المحمية.

كيف تستمتع بالمحمية؟

المكان الأفضل الذي يمكنك أن تستمتع فيه برؤية الحيوانات هو السهول الواقعة بين نهر مارا وجرف إيزويت سيريا، وفي تلك المنطقة بالتحديد تكثر أعداد الأسود والفهود، وفي سيرينجيتي ستجد الملايين من حيوانات النو التي تهاجر في موسم الهجرة الكبيرة والتي تضم أكثر من مليون وربع مليون من حيوان النو بالإضافة إلى حوالي نصف مليون من غزال طومسون وحوالي مئتي ألف من الحمير الوحشية.

أهم الحيوانات في المحمية

ستجد في محمية ماساي مارا كل أعضاء مجموعة الحيوانات الضخمة الخمسة والتي تضم الأسد والنمر والفيل الأفريقي والجاموس الأفريقي، بالإضافة إلى وحيد القرن الأسود الذي كانت أعداده كبيرة حتى الستينيات من القرن الماضي، لكن بسبب أعمال الصيد غير القانوني فقد قلت الأعداد بنسبة مخيفة لتصل إلى 15 وحيد قرن في الثمانينيات، وحاليًا تزيد الأعداد بوتيرة بطيئة من خلال كل الطرق الممكنة ووصل عدد الأفراد إلى 23 في سنة 1999. يمكنك أيضًا أن تجد أعداد غفيرة لفرس النهر وأنواع مختلفة من التماسيح في نهري مارا وتاليك، وأيضًا ستجد أنواع أخرى من الثدييات مثل الضباع والفهود والثعالب ذات المنقار الخفاشي وأيضًا حيوان ابن آوى.

يمكنك أيضًا أن تجد أعداد كبير من حيوانات جنس الظباء ويشمل هذا كل من الغزلان والإمبالة والديكر، وسهول المحمية تمتاز ببعض الأنواع المميزة مثل زرافة الماساي وهذا يجعلها من أكثر محميات أفريقيا تنوعًا وتخصصًا في بعض الأنواع التي لن تجدها في أي مكان آخر. وتحتوي المحمية على 470 نوع من أنواع الطيور، والعديد منها هي من الطيور المهاجرة، مع وجود 60 نوع من الطيور الجارحة، أي أنك ستجد كم كبير من أنواع النسور المختلفة.

تذكرة الدخول إلى محمية ماساي مارا

تعتبر المحمية – كما هو الحال في أغلب محميات أفريقيا – من أهم الركائز التي تعتمد عليها تلك الدول الفقيرة في الحصول على العملة الصعبة، ولذا فإنه وبالرغم من وجود فساد سياسي في بعض تلك الدول إلا أن الحكومات تحاول دومًا التطوير من مستوى الخدمة لإنعاش الاقتصاد، وتذكرة الدخول للمحمية ثمنها 80 دولار أمريكي لأي شخص غير مقيم في دول شرق أفريقيا و30 دولار للصغار منهم، وهناك كم كبير من معسكرات الراحة مع كل الخدمات اللازمة، وهناك مطار مارا سيرينا الذي يقع بالقرب من الحدود مع تنزانيا.

شهرة المحمية

حصلت هذه المحمية بصفة حصرية عن محميات أفريقيا الأخرى على شهرة كبيرة بسبب اهتمام وسائل الإعلام بها لأسباب متعددة، وازدادت شهرة عندما قدم تلفاز البي بي سي برنامج خاص بالمحمية بعنوان “مذكرة القطة الكبيرة” والذي قدمه كل من جوناثان سكوت وسيمون كينج وسابا دوجلاس-هاميلتون وجاكسون لوزيا وكيت سيلفرتون في 76 حلقة (مع احتساب الحلقات الخاصة) في مدة ثلاثين دقيقة للحلقة الواحدة، وتم إذاعة البرنامج في قنوات بلدان أخرى مثل أستراليا وبلجيكا وكندا وإستونيا وتايوان وتركيا والولايات المتحدة والهند واليابان وفرنسا والسويد.

محمية إير وتينيري – النيجر

هي ثاني أضخم محمية من محميات أفريقيا ورابع أضخم محمية في العالم، وتنقسم إلى قسمين، يبلغ حجم القسم الأول حوالي 64 ألف كيلومتر مربع وحجم الثاني 12 ألف كيلومتر مربع، وتقع المحمية في دولة النيجر، وتعتبر من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتغطي النصف الشرقي من جبال إير والأجزاء الغربية من صحراء تينيري، وأكثر ما يميزها هو الأعداد الكبيرة والأنواع المختلفة من الطيور.

الحديقة الوطنية جرجرة – الجزائر

تم تأسيس المحمية في سنة 1983 ويزورها عدد كبير من السياح في فصل الشتاء مما يجعلها من أكثر محميات أفريقيا شعبية في الجزء الشمالي من القارة، ومساحتها 82.25 كيلومتر مربع، ويستمتع السياح بالثلوج المتكونة على قمم المرتفعات، وتتواجد على مسافة 150 كيلومتر من شرق العاصمة، وتحتوي على غابات البلوط والأرز وغيرها وعدد متنوع من الحيوانات مثل ابن عرس والرباح والوشق والضباع وقرد الماقو المهدد بالانقراض، وفي منطقة كتلة حايزر يمكنك البقاء في واحد من الفندقين الموجودين هناك والاستمتاع بالتزلج.

محمية سيلوس – تنزانيا

هي واحدة من أضخم أربعة محميات في عالمنا وتقع في جنوب تنزانيا، وتم تسميتها على اسم السير فريدريك سيلوس وهو من الصيادين الولعين بالطبيعة، وتم اعتبارها في سنة 1982 موقع من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتغطي مساحة تبلغ 54.600 كيلومتر مربع (21.100 ميل مربع) بالإضافة إلى أطراف مترامية غير محتسبة، ومن المحظور على أي شخص البقاء في المحمية بشكل دائم (غير العاملين ورجال الأمن بالطبع) وكذلك يحظر بناء أي شيء، وفي تلك المحمية ستجد عدد هائل من أنواع الحيوانات لن تجده في أي من محميات أفريقيا مثل الأفيال الأفريقية ووحيد القرن الأسود وفرس النهر وغيرهم، إنها عالم بدون حدود.

محمية سانت كاترين – مصر

تقع في جنوب سيناء وتضم أغلب المناطق الجبلية في الأجزاء الوسطى من جنوب سيناء حيث يتواجد هناك الجبل الأعلى في مصر والذي يصل ارتفاعه إلى 2641 متر فوق مستوى سطح البحر، وتكون درجة الحرارة في الصيف في المتوسط 30 درجة مئوية في منتصف اليوم مع مناخ معتدل في الليل، ومع ذلك فإنك قد تستطيع التمتع برؤية الثلوج على قمم الجبال في أوقات معينة من السنة، ولا يسكن المحمية إلا بضعة آلاف من بدو سيناء، وتزيد مساحة المحمية عن أربعة آلاف كيلومتر مربع، وبالإضافة إلى العدد الكبير من النباتات النادرة (والتي يستخدم عدد كبير منها في الأغراض الطبية) فإنك ستجد بعض الينابيع والآبار القديمة مثل بئر هارون، وستجد حيوانات مثل حيوان الوعل وكذلك الذئاب والثعالب والقنافذ العربية والغربان، وتلك المحمية الواقعة على هضبة تعتبر من أهم محميات أفريقيا الطبيعية بسبب اعتبارات أخرى منها الاعتبارات التاريخية والدينية حيث يوجد فيها العديد من الآثار القديمة مثل دير سانت كاترين الذي يعتبر واحدًا من أقدم الأديرة في العالم بأسره.

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

3 + 13 =