تسعة بيئة
ثقب الأوزون
بيئة » الهواء » ثقب الأوزون : مشكلة بيئية خطيرة قد تقضي على الكوكب

ثقب الأوزون : مشكلة بيئية خطيرة قد تقضي على الكوكب

مشكلة ثقب الأوزون ظهرت منذ عشرات السنين عندما لاحظ العلماء تآكل في طبقة الأوزون ناحية القطب الشمالي، طبقة الأوزون هي طبقة هامة لحماية الكوكب من الأشعة.

ثقب الأوزون أحد المشاكل البيئية الخطيرة في السنوات الأخيرة. إن الغلاف الجوي يتكون من طبقات فوق بعضها البعض، وإحدى أهم تلك الطبقات هي طبقة الأوزون والتي تحتوي بشكل مكثف على غاز الأوزون، وهو عبارة عن اتحاد ثلاثة ذرات من الأكسجين، وهذا شيء غريب في حد ذاته لأن الأكسجين في الطبيعة يتواجد بشكل ثنائي. لكن تبين أن الأشعة الضارة عندما تضرب جزيء الأكسجين تفككه إلى ذرتين شديدتي التفاعل، ترتبط كل ذرة بجزيء أكسجين مشكلة جزيء الأوزون، وعندما يتعرض الأوزون للأشعة الضارة من الشمس ينفصل إلى ذرة أكسجين وجزيء أكسجين، فترتبط الذرة بجزيء أكسجين وتشكل جزيء أوزون جديد وهكذا.

ثقب الأوزون : مشكلة عالمية خطيرة تهدد كوكبنا

ما هي طبقة الأوزون؟

طبقة الأوزون تستقر في أخر جزء من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض وتمتاز بلونها الأزرق، وتركيزها نفسها ليس بشيء ثابت، ففي الشتاء يكون تركيز الأوزون أعلى منه في الصيف وتكمن أهمية طبقة الأوزون في أنها تحمينا من ضرر الأشعة فوق البنفسجية القصيرة التي تأتي من الشمس، وهي أشعة خطيرة جدًا على البشر، فقد تتسبب في احتراق الجلد عند التعرض المباشر لها، وكذلك تضر بالجهاز المناعي للإنسان، لكن طبقة الأوزون تقوم بتنقيتها قبل وصولها للأرض على ارتفاع 35 كيلومتر. الوضع الطبيعي لغاز الأوزون هو في الطبقات العليا للغلاف الجوي، وتواجده في الطبقات السفلى القريبة من الأرض يعد خطرًا جدًا.

غاز الأوزون

لأن غاز الأوزون في حد ذاته يعتبر غاز سام، حيث يسبب كثير من الأضرار على صحة الإنسان، فهو يتسبب في نزيف شديد عند استنشاقه، بالإضافة إلى أن التعرض لغاز الأوزون لفترة طويلة قد يتسبب في خلل في الشفرة الوراثية للجلد، مما قد يتسبب في سرطان الجلد، وقد يسبب الوفاة عند زيادة استنشاقه.

ما هو ثقب الأوزون ؟

في الآونة الأخيرة، زاد إنتاجنا من بعض الغازات مثل “الكلوروفلوروكربون” التي تؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون لأنها تعمل على تفكيك الأوزون وتحويله إلى أكسجين، وزاد استخدام كميات هائلة من المبيدات الحشرية خاصة تلك التي تستخدم على نطاق واسع في المزارع والحقول والتي تحتوي على “كلوروفلوركربون”، وكذلك استخدام “الكلوروفلوروكربون” في أجهزة الثلاجات والمبردات والمنظفات المنزلية.

ثقب الأوزون ليس فعليًا ثقب، فليس هناك منطقة في العالم ليس بها أوزون، وإنما هو نقص في طبقة الأوزون بنسبة كبيرة خاصة فوق منطقة القطبين، مما يعني إمكانية مرور الأشعة فوق البنفسجية القصيرة الضارة إلى الأرض، وهذه كارثة في حد ذاتها، فهي تأتي على الأخضر واليابس، فتضر بالإنسان والحيوان والنبات.

المفارقة أن الأحياء المائية هي أكثر أمانًا منا، ذلك لأن تأثير الأشعة فوق البنفسجية عليها محدود للغاية، نتيجة امتصاص المياه لتلك الأشعة قبل وصولها للأسماك، فهي بمثابة حماية لهم من ضرر تلك الأشعة.

التحركات الدولية لحل مشكلة ثقب الأوزون

صحيح أن بعض الدول مثل السويد والولايات المتحدة وكندا والنرويج قد بدأت تدرك خطورة هذا الموقف، إلا أن كثير من الدول في مختلف أنحاء العالم مازالت تتجاهل المشكلة وكأنها لا تؤثر عليها. بالإضافة إلى أن منع المكونات التي قد تسببت بالفعل في ضرر كبير لطبقة الأوزون، لا يعيد النسبة المفقودة من طبقة الأوزون كما كانت، فهي في الحقيقة ستستغرق بضع عقود لكي تعود كما كانت.

الشمس هي النجم البعيد الذي يمدنا بالحرارة وبالطاقة اللازمة لحياتنا على كوكب الأرض، لكننا لا ينبغي أن نأمن جانبها أبدًا، إنها نجم يشتعل على سطحه وفي باطنه وفي خارجه اللهب والأشعة الحرارية الحارقة، فهي تطلق أشعة قادرة على إنهاء الحياة على الأرض، وقد زودنا الله بحماية ممثلة في الغلاف الجوي، الذي يمنع عنا تلك الأشعة.. ومن الغباء الشديد أن نسمح لأنفسنا بتدمير تلك الطبقات التي تحمينا مهما كانت الأسباب والمبررات.

أضف تعليق

عشرين − 3 =