تسعة بيئة
الطاقة الخضراء
بيئة » الطاقة » الطاقة الخضراء : لماذا ينبذ العالم الطاقة الأحفورية في سبيل الخضراء؟

الطاقة الخضراء : لماذا ينبذ العالم الطاقة الأحفورية في سبيل الخضراء؟

الطاقة الخضراء وصف للطاقة الكهربائية التي تُستخلص من مصادر متجددة مثل الرياح والشمس والحرارة، وتمتاز هذه الطاقة بنظافتها واحتوائها على الكثير من الفوائد.

تُعتبر الطاقة الخضراء واحدة من أهم المُعجزات التي حدثت في الفترة الأخيرة لهذا العالم، والذي كان يعيش في حالة سيئة نظرًا للتهديدات التي كانت تفرضها عليها حالة الأرض من تلوث أو احتمالية تلوث بسبب الطاقات الضارة المُستخدمة، إلا أن كل ذلك الخطر بدأ يتلاشى في الآونة الأخيرة مع ظهور الطاقة الخضراء وبروز أهميتها الشديدة، فهي، بالإضافة إلى كونها طاقة نظيفة، تُعد كذلك طاقة مُتجددة غير قابلة للنفاذ، كما أن سهولة الحصول عليها أكسبتها مكانة أخرى لدى البشر، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على المقصود بالطاقة الخضراء وأهم فوائدها.

ما هي الطاقة الخضراء؟

من المعروف أن اللون الأخضر هو لون الأمان والسلام والسكينة، لون العبور دائمًا، حتى في إشارات المرور، عندما نرى اللون الأخضر نعرف أن الطريق آمن ويُمكن العبور، وهكذا الطاقة الخضراء، عندما تُذكر، نعرف أن الطريق إلى المستقبل أصبح آمنًا، وأنه بات بإمكاننا العبور بسلام دون خوفٍ أو وجل.

الطاقة الخضراء هي تلك الطاقة الكهربائية التي يُمكننا استخلاصها من مصادر طبيعية مُتجددة، ولذلك يُطلق عليها أيضًا اسم الطاقة المُتجددة، وبمناسبة الأسماء، فإنه يُطلق على الطاقة الخضراء اسم ثالث وهو الطاقة النظيفة، والحقيقة أن هذه الأسماء الثلاثة تُكون في النهاية وصفًا للكهرباء التي نحصل عليها من مصادر طبيعية مثل الشمس والرياح، بدلًا من تلك التي نحصل عليها من مصادر أخرى غير نظيفة مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي.

ظهور الطاقة الخضراء

ظهرت الطاقة الخضراء للغرابة عند الحاجة إليها، فمن المؤكد أنها تتواجد منذ بداية الخلق، لأن مصادرها، وهي شمس والرياح، تتواجد منذ ذلك الوقت، لكن لم تبرز الطاقة الخضراء على الساحة وتُصبح الخيار الأمثل والوحيد سوى في القرنين الماضيين، وهما اللذان أدرك العالم فيهما حاجته الماسة إلى الطاقة الخضراء.

استنزف العالم خلال القرنين الماضيين كافة مصادر الطاقة الغير متجددة مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي، وذلك بسبب الحروب التي خاضها، والتي جعلته مُجبرًا على دفع الثمن من وقوده لتشغيل الطيارات والدبابات التي يحارب بها من أجل البقاء، وعندما كادت تلك الموارد أن تنفذ، بدأ ظهور الطاقة الخضراء النظيفة المُتجددة، لتُعطي بارقة أملٍ من جديد، وتجعل الجميع يبحثون عن فوائدها التي أكسبتها تلك المكانة الكبيرة.

فوائد الطاقة الخضراء

لا أحد تقريبًا يُمكن أن يجهل فوائد الطاقة الخضراء، لكن ربما يكون البعض جاهل بعض هذه الفوائد، لذلك سوف نستعرض فيما يلي أهم فوائد الطاقة الخضراء والتي يجب أن يعرفها الجميع بلا استثناء كنوع من الاعتراف بجميل هذه الطاقة، وأول الفوائد بكل تأكيد هي حماية البيئة والإنسان.

حماية البيئة والإنسان، الفائدة الأعظم

بلا شك عن حماية الإنسان لنفسه والبيئة المُحيطة به أعظم شيء يرنو إليه في حياته، بل هي غاية تلك الحياة، أن تُقاتل وتُدافع عن نفسك حتى اللحظة الأخيرة، وهذا ما تكفله الطاقة الخضراء بكل تأكيد، فهي تحمي الإنسان من الغازات والأضرار التي كانت تُسببها مصادر الطاقة القديمة له، والتي تكاد تودي بحياته أو اختراق الجهاز التنفسي على الأقل، لكنه وجد النجاة من كل ذك في الابتعاد عن مصادر الطاقة غير النظيفة تلك والاقتراب أكثر من الطاقة الخضراء، الطاقة النظيفة له وللبيئة على حدٍ سواء.

التوفير، أمر في غاية الأهمية

معروف بالتأكيد أن مُتطلبات الحياة صعبة للغاية، ثم تأتي الأموال التي يدفعها الشخص في الكهرباء لتُزيد من ذلك العبء، لكن، منذ اكتشاف الطاقة الكهربائية واستخدامها أصبحت تلك المشكلة ذات حل، فبإمكانه شراء اختراع الزهرة الذكية مثلًا، والذي يعمل بالطاقة الخضراء، واستخدامه في توليد الكهرباء ومن ثَّم توفير الأموال الطائلة التي كان يدفعها على فواتير الكهرباء، هل رأيتم إلى أين يُمكن أن تصل الطاقة الخضراء؟

زيادة إنتاج المحاصيل، نتيجة مُترتبة

هناك نتيجة هامة تترتب على استخدام الطاقة الخضراء، وهي زيادة إنتاج المحاصيل، ويحدث ذلك ببساطة بأن يتم المحافظة على المياه التي تروي المحاصيل عن طريق عدم استخدام الملوثات الكيميائية للهواء التي تنتج عن الطاقات الأخرى الغير نظيفة أو مُتجددة مثل الفحم والبترول، وبالرغم من أن العلاقة بعيدة بعض الشيء إلا أنها في النهاية تُسهم كما ذكرنا في زيادة إنتاج المحاصيل، وهو أمر مرضي بالنسبة للبشر، ولو أنه الفائدة الوحيدة للطاقة الخضراء لكان كافيًا.

منع الأمطار الحامضة، أمر مُترتب آخر

هناك فائدة أخرى تتنجم عن استخدام الطاقة الخضراء، وهي منع الأمطار الحامضة من التساقط، والحقيقة أن الأمر مُترتب كذلك مثل زيادة إنتاج المحاصيل، إذ أن الأمطار الحامضة تنشأ في الأساس نتيجة لاستخدام مواد أو طاقات غير متجددة وغير نظيفة، لذلك عندما تُستخدم الطاقة الخضراء يُغلق مصدر الأمطار الحامضة هذا ولا يكون له مجال، وتكون الأمطار نظيفة ونقية فقط، وهو الأمر المطلوب بالتأكيد، لأن الأمطار الحامضة تسبب الكثير من الأضرار التي لا مجال للحديث عنها الآن، ولابد أنكم بالتأكيد تعرفون بعضها.

خلق فرص عمل جديدة، فائدة عظيمة

من أكبر فوائد الطاقة الخضراء وأهمها على الإطلاق هي قدرتها على خلق فرص عمل جديدة، وعمومًا، يُتيح أي مجال جديد فرص عمل جديدة بالتبعية، فاستخدامات الطاقة الخضراء تتطلب وجود مصانع، وهذه المصانع كي تعمل لابد لها من مجموعة عاملين، هؤلاء العاملون ما كانوا ليجدوا فرص عمل لولا وجود ذلك المصنع، وهذا المصنع لم يكن ليوجد لو لم تكن هناك الطاقة الخضراء، هل رأيتم كيف يسير الأمر؟

تجنب الانبعاث الحراري، المحافظة على الأرض

هناك فائدة أخرى من فوائد الطاقة الخضراء، والحقيقة أن هذه الفائدة تشغل مكانة وأهمية كبيرة نظرًا لما تمنعه من أضرار، فبدون الطاقة الخضراء تُصبح الأرض قابلة للتعرض للانبعاث أو الاحتباس الحراري، وهو أمر ليس بالهين، لأنه يؤدي إلى تلويث مياه البحار في البداية، ثم انكماش القطب الشمالي وغيرها الكثير من الأضرار، وكل ذلك في الأصل ينتج بسبب عدم استخدام الطاقة الخضراء النظيفة المتجددة واستخدام الطاقات الغير نظيفة مثل الفحم والبترول، والتي تتسبب في تبخير مُخلفاتها في الهواء وتشعبها إلى غازات سامة مثل النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، تلك الغازات التي تنتهي مهمته عند الغلاف الجوي، لتُعاود من جديد في صورة انبعاث حراري ضار، وكل ذلك يمكن منعه بالطاقة الخضراء.

حلم المدينة الخضراء

تردد في الآونة الأخيرة مُصطلح جذاب جدًا، وهو المدينة الخضراء، والحقيقة أن المدينة الخضراء ليست مجرد مُصطلح عادي، وإنما هي حُلم يُرود كل شخص موجود بهذا العالم، وهو أن تكون هناك قطعة من الأرض لا تعرف الحفريات والطاقات الغير نظيفة التي تُسبب ضررًا كبيرًا للبيئة، أن تكون هناك قطعة من الأرض لا تنبعث من السيارات الموجودة بها عوادم سامة تؤثر بشكل سلبي على البيئة والموجودين بها، ببساطة شديدة جدًا، أن تكون هناك قطعة من الأرض لا تعرف سوى الطاقة الخضراء.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين + تسعة =