تسعة بيئة
التلوث الحراري
بيئة » التلوث » التلوث الحراري : ما هو؟ وكيف يؤثر سلبًا على البيئة ؟

التلوث الحراري : ما هو؟ وكيف يؤثر سلبًا على البيئة ؟

مشكلة التلوث الحراري مشكلة بيئية تتضمن ارتفاع درجة حرارة منطقة أو نظام بيئي معين فوق المعدل الطبيعي له، نتعرف في هذه السطور على مشكلة التلوث الحراري وحلها.

التلوث الحراري الكثير منا لا يعرف ما هو وتأثيره على البيئة وما هي أسباب التلوث الحراري الذي اصبح ظاهرة كبيرة وخطيرة في القرن الحادي والعشرين وكثير منا لا يعرف أن للإنسان الدور الأساسي والوحيد في التلوث الحراري من خلال ممارساته الضارة والتي تعبر عن مدى شجع هذا الإنسان غير آبهٍ بما قد تخلف هذه الممارسات من أضرار، حيث يعتبر هذا النوع من التلوث من اخطر أنواع التلوث الذي يصيب البيئة ويهدد الحياة البرية والإنسانية على سطح الأرض، حيث يؤدي إلى قتل جميع أنواع الكائنات الحية من حيوانات ونباتات والإخلال بالنظام البيئي والعمل على إنقاص الكرة الأرضية الكثير من خصائصها ولان موضوع التلوث الحراري من المواضيع المهمة في حياة الإنسان كان ولابد من التحدث عنه.

التلوث الحراري مشكلة عالمية والحلول المقترحة لها

فما هو التلوث الحراري وما كيفيته وما أسبابه ونتائجه؟

مفهوم التلوث الحراري في معناه البسيط هو عبارة عن تسريب الحرارة الزائدة الناتجة من المصانع والمنشآت الكهربائية ومحطات توليد الطاقة النووية والبراكين وغيرها إلى المسطحات المائية التي تحتوي وتشمل على الأنهار والبحار والمحيطات، مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة المياه وبالتالي التأثير على الكائنات الحية بجميع أنواعها بفعل هذه الممارسات حيث من المعروف أن بارتفاع درجة حرارة الماء لتصل إلى 45م حيث تتوقف الفعاليات الحيوية لدي الكثير من الكائنات الحية.

التلوث الحراري يعتبر ظاهرة جديدة من توابع التغير المناخي ونتيجة عدم الاهتمام بأي شيء من حوله وعدم الاكتراث للبيئة المحيطة به وفقط الاهتمام بمصالحه الخاصة، حيث باتت البيئة المائية بما تحويه من ثروات مهدد بشكل كبير نتيجة لهذه الظاهرة المقلقة وبالتالي التأثير على الكائنات التي تعيش بداخلها، لربما أن آثار هذه الظاهرة غير جلية الوضوح في عصرنا الحالي لكنها لاعبٌ أساسي في ما يسمى التغير المناخي الذي يعزي إليه الكثير من العلماء الظواهر الغريبة والعنيفة للطقس في العديد من المناطق في العالم.

ما هي مصادر التلوث الحراري؟

ينقسم التلوث الحراري إلى نوعين فهناك ارتفاع مفاجئ أوهناك انخفاض شديد بدرجة الحرارة ولكن من أهم مسببات التلوث الحراري ما يلي:

ارتفاع درجة الحرارة

حيث يكون ذلك بسبب القرب من المدن الصناعية ومحطات توليد المياه والمحطات النووية والمنشآت الصناعية أو أي منشأة صناعية تستهلك كميات المياه بشكل كبير في عمليات تبريد المعدات والآلات المستخدمة، حيث تقوم هذه المحطات بسحب الكميات الكبيرة والهائلة من المياه لكي تقوم بعملية تبريد المعدات والآلات ثم إعادة طرحها في المسطح المائية دون معادلة درجة حرارتها مما يؤدي إلى الارتفاع الشديد في درجة المياه وبالتالي تتغير خصائصها وينخفض معدل الأكسجين فيها وبالتالي من الطبيعي أن الكائنات الحية الموجودة في هذه المسطحات المائية سوف تموت بشكل مباشر بسبب التلوث الحراري.

انخفاض درجة الحرارة

حيث يكون ذلك بسبب القرب من الخزانات والسدود الباردة عندما يتم فتحها وعمل إعادة توجيه لها للأنهار حيث تتميز مياهها بالدفء والاعتدال وبالتالي عندما تتعرض الكائنات الحية الموجودة في داخل هذه المسطحات إلى المياه، بحيث تتعرض لصدمة مفاجئة نتيجة تعودها على العيش في المياه الدافئة أو التي تعيش فيها على درجة حرارة معينة ومن أكثر ما يتضرر من هذه الظاهرة هي بيض الأسماك واليرقات والكائنات الحية الدقيقة والتي لا تنمو إلا في المياه الدافئة وبالتالي سوف يؤثر ذلك نسبة صيد الأسماك وسير عملية البناء الضوئي التي تتخلص من ثاني أكسيد الكربون وتوفير الأكسجين اللازم للكائنات الحية لاستمرارها على قيد الحياة تحت سطح الماء.

ما هي التغيرات التي تحدث نتيجة التلوث الحراري وما أثرها؟

أولا: من التغيرات التي تصاحب التلوث الحراري هو تراجع شديد بكمية الأكسجين الذائب في المياه ما يؤدي لاختلال وظائف الكائنات الحية وموتها بشكل فوري بسبب عدم تأقلم هذه الكائنات على التغيرات الحاصلة.

ثانيا: يؤدي التلوث الحراري إلى حدوث ظاهرة الارتباك الشديد في طبيعة الحياة السمكية نتيجة التغيرات الحرارية المفاجئة التي تطرأ عليها مما يؤدي إلى انعدام شعورها بتقلبات الفصول والتغيرات المناخية من حولها وهذا يساعد أيضا في انقراض هذه الأنواع.

ثالثا: ونتيجة للتلوث الحراري حيث تؤدي إلى وفود أعداد كبيرة من الأسماك نحو مصدر الحرارة نتيجة لطبيعتها الفطرية، ولكن هذه التغيرات الحرارية تكون أكبر مما تعتاد عليه الأسماك مما يؤدي إلى حتفها المباشر.

رابعا: تؤدي ظاهرة التلوث الحراري إلى موت الأحياء الدقيقة التي تعتمد عليها أغلب الأسماك في الغذاء وبالتالي سوف ينتج عن ذلك تكاثر أنواع وأصناف أخرى ضارة ومهلكة بحيث إذا ما تم الاعتماد عليها كغذاء سيؤدي إلى موت ونفوق الكائنات الحية الدقيقة والأسماك.

خامسا: تؤدي ظاهرة التلوث الحراري إلى زيادة نشاط الأسماك بشكل كبير وبالتالي سيؤدي ذلك إلى استهلاك كميات كبيرة من الأكسجين وبالتالي سيتناقص بفعل تأثير التلوث الحراري على المسطحات المائية وبالتالي يؤدي إلى اختناقها ومن ثم موتها.

سادسا: تؤدي ظاهرة التلوث الحراري إلى ظهور ظاهرة التذبذب المستمر والتغير في درجات الحرارة مما يدفع الكائنات الحية إلى الهجرة إلى أماكن أكثر استقرارا ولكن سيؤدي ذلك في ظهور خلل في توزيع الثروة السمكية حيث من الطبيعي ستنخفض في أماكن وتزداد في أماكن أخرى وبسبب ذلك الارتفاع يكون له الأثر السلبي حيث ستتنافس الأسماك على مصادر الغذاء الموجودة في تلك المسطحات وبالتالي سيؤدي ذلك مرة أخرى إلى هجرة الأسماك للبحث عن أماكن أكثر استقرار أو سيؤدي إلى الموت لهذه الكائنات.

سابعا: تعمل ظاهرة التلوث الحراري على تكاثر وانتشار وظهور أنواع جديدة من النباتات والطحالب الضارة حيث يؤثر ذلك على مجاري المياه الطبيعية وبالتالي سيؤدي إلى ركودها وانتشار العفن فيها.

ثامنا: بسبب ظاهرة التلوث الحراري قد تلقي بعض المصانع معادن مثل الحديد ومع ارتفاع درجة الحرارة في داخلها سيؤدي إلى تأكسد هذه المعادن ومن ثم ستتحول إلى مواد سامة تشكل خطر ليس فقط على الكائنات الموجودة على صحة الثروة السمكية والكائنات الحية في المسطحات المائية بل وعلى صحة الإنسان والبيئة.

ما هي الحلول المتبعة للتخلص من ظاهرة التلوث الحراري والحد منها ومكافحتها؟

في الوقت الحالي تتوجه البلدان ذات الاكتظاظ الصناعي والمنشئات ذات الثقل الصناعي الكبير إلى الحد من هذه الظاهرة والتي أصبحت تشكل تهديد مباشر يستهدف صحة الإنسان والنبات والحيوان وكل ما له علاقة بالثروة السمكية والنباتية والحيوانية وغيرها، حيث تعمل هذه البلدان على وضع قوانين وتشريعات تحد من استخدام المنشئات والمصانع التي تستخدم المياه في عملية التبريد من حيث عدم السماح بإعادة المياه التي تم استخدامها في عملية التبريد إلى المسطحات المائية مرة أخرى بل التخلص منها عن طريق أبراج التبريد والتي تتخلص من المياه الحارة وتطلقها في الهواء على شكل بخار بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في صناعة الآلات والمعدات التي تعتمد بشكل رئيس على مياه المسطحات المائية وتجنب القضاء على البيئة والثروات لما لها من أهمية كبيرة في حياتنا وتمس كل واحد منا بشكل مباشر أو غير مباشر وللحفاظ على بيئة نظيفة وجميلة خالية من الملوثات البيئية التي تهدد بقائنا ككائنات حية.

محمد حماد

مهندس حاسوب، أعمل في مجال الشبكات والبرمجة، لدي خبرة في مجال الكتابة لدى العديد من الصحف والمجلات الإلكترونية، منفتح على جميع الثقافات، أهوى السفر والمطالعة ولعب الشطرنج.

أضف تعليق

ثمانية عشر − سبعة عشر =