تسعة بيئة
أحدث الحيوانات المنقرضة
بيئة » الطبيعة » ما هي أحدث الحيوانات المنقرضة وما أسباب تعرضها للاختفاء؟

ما هي أحدث الحيوانات المنقرضة وما أسباب تعرضها للاختفاء؟

أحدث الحيوانات المنقرضة هي الحيوانات التي انقرضت من عالمنا للأبد، لكن ما يُميز هذه المجموعة أنها تعرضت للانقراض في وقت كان الإنسان مُدركًا لأهمية الحيوان.

يمكن القول أن أحدث الحيوانات المنقرضة من على هذه الأرض هي الأسوأ حظًا بين كل الحيوانات التي تعرضت للانقراض، وذلك ببساطة لأن انقراضها جاء في عصر يعيش فيه إنسان يُلقب بالإنسان الحديث المُتحضر، والذي كما يتضح من اسمه إنسان عقل مُدرك قيمة الكائنات الحية وخطورة انقراضها من الأرض، ومع ذلك حدث الانقراض وأصبح وجود مثل هذه الحيوانات على الأرض مرة أخرى أمر غير ممكن على الإطلاق، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على مجموعة من أحدث الحيوانات المنقرضة، وكيف وصل بها الحال بأن تكون ضحية لهذا العالم المُوحش.

ما هي الحيوانات المنقرضة؟

قبل أن نتعرف على أحدث الحيوانات المنقرضة علينا أولًا التعرّف على المقصود بمصطلح الحيوانات المنقرضة، فهو لا يعني نوع مُعين من الحيوانات، وإنما هو وصف لبعض الحيوانات التي تشترك في أمر واحد، ولكي نكون مُحددين أكثر، هذا الأمر الذي سيشتركون فيه هو أنهم أصبحوا لا يملكون وجودًا على هذه الأرض، سوى الوجود المعنوي، الذكريات.

انقراض الحيوانات يأتي نتيجة لعدة أسباب، منها ما هو طبيعي ومنها ما هو بشري، وإن كانت الأسباب البشرية أكثر، لكن ما يهمنا أنه في النهاية يحدث الانقراض ويُصبح الحيوان كأن لم يكن، أما إذا سجله التاريخ وخلّده فهذا أمر آخر، وإن كان لا يُقيد ذلك الحيوان المنقرض في شيء أيضًا، عمومًا، هناك خمسة حيوانات انقرضت مؤخرًا، وهي الأسوأ حظًا كما ذكرنا، والأكثر استحقاقًا للذكر في السطور الآتية.

الضفدع الذهبي، مُنقرض العقد الأخير

يُعتبر الضفدع الذهبي أحد أحدث الحيوانات المنقرضة في هذا العالم، فقد مات الفرد الأخير منه عام 1989، أي العقد الأخير من القرن المنصرم، وتحديدًا في كوستاريكا، حيث نشأ وعاش ومات.

كان الضفدع الذهبي يتمتع بشهرة عالية في جميع أنحاء العالم نظرًا لما يحتويه من عوامل جذب تتمثل في اللون الذهبي الجميع والحركات المُمتعة التي كان يقوم بها هذا الضفدع، والحقيقة أن اللون الذهبي الجميل كان لون الذكور فقط، أما الإناث فقد أخذوا ألوانًا أخرى منها الفضي والأسود، عمومًا، عندما حدث الانقراض في نهاية القرن المنصرم لم يُفد أي فرد من فضيلة الضفادع الذهبية لونه، فقد فنوا جميعًا نتيجة للظروف المناخية، حيث يتوقع أن الأشعة فوق البنفسجية قد أجرت مفعولها عليهم، إضافةً إلى أنهم لم يتحملوا شمس الحارقة كذلك، عمومًا، مهما كانت الأسباب، فقد حدثت الكارثة وانقرضت الضفادع الذهبية عام 1989 وأصبحت تُصنف ضمن قائمة أحدث الحيوانات المنقرضة.

ماعز البرانس، أول مُنقرضات القرن الجديد

داخل ماعز البرانس قائمة أحدث الحيوانات المنقرضة في العام الأول من القرن الجديد، وتحديدًا في عام 2000، ففي ذلك العام تم إعلان موت الفرد الأخير من هذا النوع إثر سقوط مفاجئ لشجرة ثقيلة، طالت الماعز وقضت على حياته في الحل، كما قضت كذلك على الأمل الأخير في إعادة إحياء ذلك النوع النادر.

عرف العالم أن ماعز البرانس مُهدد بالانقراض منذ بداية القرن التاسع عشر، لكنه لم يكترث لذلك الأمر ولم يشعر بخطورته إلا مُتأخرًا، وتحديدًا في الربع الأخير من القرن العشرين، والحقيقة أن محاولات الإنقاذ في البداية كان تحظى بفشل كبير، حتى وصل عدد ماعز البرانس الموجود في العالم إلى فرد واحد فقط، وبكل أسف لم يعش ذلك الفرد في المكان المُخصص للحفاظ عليه سوى شهرين، بعدها حدثت واقعة الشجرة الشهيرة وانتهى الأمر، عمومًا، حاول العلماء استنساخ وإعادة ماعز البرانس من جديد في عام 2009، لكن الأمر فشل، وانتهت قصة ماعز البرانس للأبد.

‌‌‌‌‌‌‌النمر التسماني، أبرز النمور المنقرضة

يُعتبر النمر التسماني أحد أحدث الحيوانات المنقرضة في العصر الحديث، هذا بالرغم من أن ذلك الانقراض قد جاء في عام 1930، أي قبل حوالي تسعة عقود، وربما يكون من معلوماتكم جميعًا أن النمور بشكل عام تتصدر قائمة الحيوانات المنقرضة، فهي ذات أنواع كثيرة، كما أنها سريعة الانقراض، حتى النمر التسماني لم ينجو من هذا الأمر.

كان النمر التسماني حيوانًا بريًا يعيش في الأدغال أو الصحاري، وبالطبع كان حيوانًا مُفترسًا، لذلك كان في مأمن عن كافة المخاطر، وأولها الحيوانات المفترسة الأخرى، لكن، مهما بلغت قوة أي حيوان فإنه بالتأكيد لن يستطيع النجاة من الطبيعة، فهي في النهاية ظروف معاينة، متى لم تتوفق مع حيوان يُصبح أشبه بملفوظ من الطبيعة، وهذا ما حدث مع النمر التسماني، حيث لم تتوافق حياته مع الطبيعة فأخذ في فقدانها حتى لفظ الفرد الأخيرة من هذه الفصيلة أنفاسه الأخيرة في عام 1930، وتحديدًا في أحد الغابات الأسترالية.

‌‌‌‌‌‌‌‌وحيد القرن الأسود، الحيوان الذي حارب الانقراض

تضم قائمة أحدث الحيوانات المنقرضة كذلك حيوان من أشهر الحيوانات وأكثرها مُعاناة، وهو حيد القرن الأسود، والذي يحمل اسمه في الحقيقة السبب الأهم الذي دفع الناس إلى صيده وبالتالي انقراضه.

كان وحيد القرن الأسود يعيش في أسيا وبعض مناطق أفريقيا، كان مجرد حيوان عادي، غير مأكول اللحم ولا يمتلك داخل جسده اللبن، لكنه بالرغم من ذلك وجد نفسه تحت وطأة القتل بسبب القرنين الموجودين أعلى رأسه، حيث كان يتم استخدامهما في أغراض تجارية كثيرة، وهما بالمناسبة يفوقان جودةً العاج الموجود لدى الأفيال، عمومًا، كانت الأعداد الكبيرة من وحيد القرن الأسود سببًا في المقاومة والبقاء حتى زمن قريب، وتحديدًا بداية القرن العشرين، لكن ذلك لم يمنع بكل أسف من وقوع خطر الانقراض، ليُضاف وحيد القرن الأسود بجدارة إلى أحدث الحيوانات المنقرضة.

الفهد زنجبار، ضحية المعتقدات الخاطئة

دخل الفهد زنجبار الذي انقرض عام 1996 قائمة أحدث الحيوانات المنقرضة بسبب بعض المعتقدات الخاطئة والخرافات، فلقد كان ذلك الفهد يعيش في تنزانيا حياة مثالية قبل ملايين السنين، لكن ذلك الأمر لم يدم، خاصةً مع تغير السكان المتناوبين على هذه البلاد، حتى جاء هؤلاء الذين يعتقدون بالسحر والخرافات.

في الواقع لم ينقرض الفهد زنجبار لأنه حيوان ذو منفعة يمكن الحصول عليها بقتله، أو أنه كان يُشكل خطرًا على المزارعين مثلًا، بل كان يُعرف بأنه أطيب الحيوانات المتوحشة، لكن السحر الذي اجتاح أفريقيا بأكملها نال من ذلك الحيوان المسكين أيضًا، وتسبب في انقراضه بعد كثرة القتل عليه.

أسباب نهاية أحدث الحيوانات المنقرضة

خرج أحد السحرة قبل عقود من انقراض فهد زنجبار وأعلن أن دم الفهود مهدور، وأنهم بمثابة تجسيد للأرواح الشريرة الموجودة على الأرض، على كلٍ، وجد هذا الزعم الغير مُدلل تصديقًا لدى الجميع وبالفعل شُنت حملات القتل حتى انتهت من آخر فرد في السلالة عام 1996 وأُعلن حينها انقراض الفهد زنجبار رسميًا، ولا أحد يعرف حتى الآن مدى صدق الأخبار التي تقول بأن فهد زنجبار قد ظهر قبل عامين بأحد غابات استراليا، وأنه لم ينقرض بعد، الشيء الوحيد الذي تم توكيده من قبل المنظمات العالمية أن ذلك الحيوان لم يعد موجودًا بالفعل.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

1 × 1 =