نحو الحمل

منع الحمل في بداية الزواج : أفضل الطرق وأكثرها أمانًا من بين وسائل منع الحمل الكثيرة

منع الحمل في بداية الزواج موضوع حساس يحتاج إلى التعامل معه بكل حذر، ولا بد من اختيار أفضل الوسائل وأكثرها أمانا من بين وسائل منع الحمل الكثيرة والمتنوعة. للاقتراب أكثر من هذا الموضوع ومعرفة أهم نقاطه، تفضلوا بقراءة هذا المقال.


 لا شك أن منع الحمل في بداية الزواج أمر قد يلجأ إليه بعض الأزواج لتنظيم أمور حياتهم قبل خوض غمار تجربة الإنجاب التي تلقي بمسؤولية كبيرة على كاهلهم، وقد يضطرون إلى ذلك اضطرارا لعدة أسباب أيضا. وفي كلتا الحالتين، يجب على الزوجين سلوك الطريق الأفضل واختيار الوسيلة الأنسب والأكثر أمانا؛ حفاظا على الصحة الإنجابية للزوجين في مقتبل حياتهما الزوجية، وتجنبا لوقوع أي أضرار من شأنها أن تؤثر سلبيا على إنجاب الذرية عندما يقرران ذلك أو تسمح به ظروفهما الحياتية فيما بعد؛ لذا نفرد في هذه المقالة لهذا الموضوع الذي يهم الكثيرين منا.

أسباب منع الحمل في بداية الزواج

قد يفضل الزوجان منع الحمل في بداية الزواج حتى يطمئن قلبهما إلى استمرار الزواج أو ليعطي كل منهما فرصة لنفسه للتعرف أكثر على شريك الحياة الآخر وتقرير إذا ما كان يستطيع أن يتحمل بجواره مسؤولية الإنجاب الكبيرة. وقد تدفع بعض الظروف الزوجين إلى منع الحمل في بداية زواجهما ، كظروفهما الاقتصادية وحالتهما المادية. فيرى الزوجان الانتظار لبعض الوقت حتى تتحسن حالتهما الاقتصادية وظروف معيشتهما وينعما بحياة أفضل تناسب استقبال مولود. كما يمكن أن تكون الحالة الصحية لأحد الزوجين لا تسمح بالإنجاب في بداية الزواج مما يضطرهما إلى منع الحمل لفترة معينة. كما تتحكم الحالة الاجتماعية وظروف الدراسة والعمل أيضا في ذلك. فقد يكون الزوج مسافرا للعمل، وقد يكون أحد الزوجين أو كلاهما يدرسان ولا تسمح ظروفهما بالإنجاب في ظل ذلك الوضع.

حبوب منع الحمل في بداية الزواج

بالرغم من انتشار بعض الأفكار المغلوطة عن حبوب منع الحمل، كالتسبب في الإصابة بالسرطان، إلا أنها تعد من أكثر وسائل منع الحمل انتشارا بين ملايين النساء، وتفضلها السيدات اللائي يردن منع الحمل في بداية زواجهم، وذلك لمميزات عدة، منها على سبيل الذكر أنها سهلة الاستخدام وغير مؤلمة ورخيصة الثمن، ما يجعلها في متناول الجميع، وتساعد في تنظيم أوقات فترة الطمث، بل وتخفف ما يصاحبها من أعراض؛ مع الأخذ في عين الاعتبار أن استخدامها لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة. وتعمل حبوب منع الحمل، التي تحتوي على هرموني البروجستيرون والأستروجين، على إعاقة عملية التبويض، وذلك من خلال منع خروج البويضة من المبايض، وبالتالي لا تصل إليها الحيوانات المنوية. ويجب تناول هذه الحبوب يوميا لمدة 21 يوما، بواقع قرص واحد كل يوم، ثم يتم التوقف عن تناولها لمدة سبعة أيام، ثم تحيض المرأة بانتهاء هذه المدة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه إذا اتفقا شريكا الحياة على منع الحمل في بداية زواجهما فإنه يتحتم على المرأة أن تتناول أقراص منع الحمل قبل الزواج بشهر كامل، وإلا قد يقع الحمل من بداية الزواج.

فوائد حبوب منع الحمل

تتمتع حبوب منع الحمل بفوائد جمة، بالطبع أبرزها وأهمها على الإطلاق أنها فعالة في منع الحمل بنسبة عالية تتجاوز الـ 95%، بالطبع إن استخدمتها المرأة الاستخدام السليم، بالإضافة إلى التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرحم والمبيض والقولون والأمعاء، وتخفيض احتمالية تشكل أورام بطانة الرحم وأورام المبيض الكيسية وأورام الثدي، والوقاية من الإصابة بالتهابات الحوض، كما أنها تعمل على الحد من فرص إصابة السيدات بالتهابات المفاصل الروماتيزمية والتهاب الرحم وقناتي فالوب، أضف إلى ذلك أنها تقي من فقر الدم وهشاشة العظام وأمراض القلب، وتسهم في معالجة حبّ الشباب وإزالة الشعر الزائد من الجسم.

أضرار حبوب منع الحمل في بداية الزواج

كما ذكرنا آنفا، تأتي حبوب منع الحمل على قمة وسائل منع الإنجاب الأكثر شيوعا واستخداما من قبل السيدات بوجه عام؛ ويميل إليها منهن هؤلاء الزوجات الشابات اللاتي يفضلن منع الحمل ويرين فيها الاختيار الأمثل لهن. لكن، وبالرغم من ذلك، قد تراود هؤلاء الزوجات شكوك كثيرة بشأن تأثير تلك الحبوب أو المركبات الهرمونية سلبا على نسبة خصوبتهن وتسببها في تقليل احتمالية إنجابهن إذا ما رغبن به لاحقا. وإذا ما تطرقنا إلى ذلك فسنجد أن العديد من الدراسات والأبحاث العلمية تؤكد عدم وجود أي تأثير لحبوب منع الحمل على خصوبة المرأة وليست سببا من أسباب العقم؛ فبعد أن تتوقف المرأة عن تناول هذه الحبوب وينتهي أثرها المؤقت على المبيضين يرجعان إلى القيام بوظيفتهما بشكل طبيعي. من جانب آخر، قد يصاحب تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة تغيرات في الحالة المزاجية للمرأة وربما تعاني من زيادة طفيفة في الوزن، إلى جانب القيء والغثيان.

أضرار حبوب منع الحمل على المدى الطويل

أشرنا سابقا إلى أن حبوب منع الحمل لا ينصح باستخدامها لوقت طويل؛ إذ يؤدي طول فترة استخدام هذه الوسائل الهرمونية على المدى البعيد إلى أضرار كثيرة، كحدوث تغيرات في هرمونات الجسم المختلفة وعملها والإفرازات التي تقوم بإفرازها الغدد الصماء، وارتفاع في ضغط الدم بسبب زيادة نسبة الكولسترول فيه، وزيادة وزن الجسم، والإصابة بالصداع والإسهال والقيء والغثيان، كما تؤدي المداومة عليها لفترة كبيرة إلى فقدان الشهية والعصبية الزائدة والاكتئاب والكسل بوجه عام. وفي بعض الحالات يحدث مع الاعتماد عليها طويلا حمل خارج الرحم.

وهناك الكثير من الأضرار الأخرى التي يسببها تناول أقراص منع الحمل لمدة تتجاوز العامين؛ لذا يرى أهل الاختصاص وجوب الامتناع عن تناول هذه الأقراص بعد سنة ونصف على أقصى تقدير – في حال الزوجة التي أنجبت من قبل والتي لم تنجب بعد على السواء – والاستعاضة عنها بوسيلة أخرى من وسائل منع الحمل الآمنة.

موانع حبوب منع الحمل

ثمة أمور يحظر معها استخدام أقراص منع الحمل، كأن تكون المرأة مصابة بالسكري أو بمرض من أمراض الكبد أو الكلى أو أي من الأمراض النفسية أو تعاني من ارتفاع في ضغط الدم أو من صداع كلي أو نصفي أو من نزيف دموي أو تليف بالرحم أو وجود زلال في البول أو نوبات صرع أو سمنة مفرطة، أو أن يكون التاريخ المرضي للمرأة محتويا على أي جلطات دموية أو انسداد في الشرايين أو دوال بالساقين، وهو ما تكون النساء المدخنات أكثر عرضة له. وفي كل الأحوال يجب عمل فحص بالموجات الصوتية على البطن للتأكد من سلامة الرحم والمبيضين.

أضرار منع الحمل في بداية الزواج

ليس ثمة أضرار صحية ثابتة لمنع الحمل في بداية الزواج، لكن الأطباء في العموم لا ينصحون به، إن لم يكن له سبب معتبر؛ خشية أن يكون أحد الزوجين أو كلاهما مصابا بمرض ما أو يعاني من مشكلة ما تمنع حدوث الحمل، مما يترتب عليه تأخر اكتشاف تلك المشكلة بتأخير عملية الإنجاب. كما قد تؤدي بعض الوسائل – غير الآمنة – المستخدمة بغرض منع الحمل في بداية الزواج إلى تفاقم المشاكل القائمة بالفعل، بل من الممكن أن تؤثر سلبيا على نسبة الخصوبة التي تقل عند الزوجة تلقائيا بتقدم العمر. لذا ينصح الأطباء الأزواج بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من عدم وجود أي موانع للحمل واستشارة الطبيب لاختيار وسيلة منع الحمل المناسبة والأكثر أمانا.

حكم منع الحمل في بداية الزواج

يرى أهل العلم أنه لا مانع شرعا من منع الحمل في  بداية الزواج بوجه عام، وإن استحبوا عدم المنع في بداية الزواج، خاصة إن لم يكن لذلك علة شرعية، كأن تكون الزوجة مريضة أو ضعيفة ولا تقوى على الحمل والولادة، أو كانت هناك أي أسباب أخرى قد تفضي إلى مضرة. وقد أفتت بذلك دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية وكبار العلماء.

والآن، وقد أصبحت الصورة واضحة تماما أمامك، عزيزي القارئ، فلا تتردد في مراجعة الطبيب المختص وطلب مشورته إن كنت وشريك حياتك تفكران في منع الحمل في بداية  الزواج لأي من الأسباب؛ واحذر كل الحذر من التساهل في هذا الأمر الذي له عظيم الأثر على مستقبل حياتك الزوجية والأسرية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى