الولادة

ما مخاطر الولادة الطبيعية التي تجعل الولادة القيصرية أسلم؟

إذا كنت في حيرة حول اختيار طريقة الولادة يمكنك متابعة هذا المقال معنا للتعرف على مخاطر الولادة الطبيعية سواء على الأم أو الجنين، ولمعرفة أي الولادتين أصعب الطبيعية أم القيصرية وأيهما أقل صعوبة من كافة النواحي بالنسبة للمرأة والجنين.


بعض مخاطر الولادة الطبيعية المحتملة قد تدفع الحامل إلى اختيار الولادة القيصرية كطريقة أسلم للولادة، وكذلك فإن الحامل قد تختار الولادة القيصرية لتجنب الشعور بالألم وتجنب الخضوع للطلق أثناء الولادة الطبيعية، وفي السطور التالية سوف نتطرق إلى هذا الموضوع بالتفصيل حتى يمكنك التعرف على جميع الإيجابيات والسلبيات للولادة الطبيعية، وكذلك سوف نتعرف على مخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية وكذلك مخاطرها على التوائم وعلى الجنين بشكل عام.

مخاطر الولادة الطبيعية على الجنين

عادة ما تكون عملية الولادة الطبيعية عملية مباشرة تحدث بنفس الخطوات المعروفة دون أية مشكلات، ولكن في بعض الحالات يكون هناك بعض المخاطر أو المشكلات التي تحدث قبل أو أثناء عملية الولادة الطبيعية والتي تجعل الولادة القيصرية أسلم، وهذه المخاطر تشمل:

الولادة المطولة

الولادة المطولة هي التي تستغرق وقتا أطول من المعتاد، والتي يمكن وصفها بفشل التقدم في عملية الولادة، وذلك عندما تستمر عملية الولادة لمدة 20 ساعة بالنسبة للأمهات لأول مرة و14 ساعة للحوامل التي سبق لهن الحمل، وقد أشارت الدراسات إلى أن هذه المشكلة تحدث لدى 8% من الحوامل أثناء الولادة الطبيعية، وتكون أسبابها المحتملة كبر حجم الجنين وترقق عنق الرحم أو قصر قناة الولادة، أو ولادة التوائم وكذلك مشاعر التوتر والقلق والخوف عند الأم، وللتغلب على هذه المشكلة تكون النصيحة الأولى هي الاسترخاء والانتظار، كما قد يساعد التمشية أو الحصول على حمام دافيء أو النوم لفترة قصيرة في تسهيل عملية الولادة، ولكن إذا استمرت المشكلة فالحل هو الحصول على أدوية تحفيز المخاض أو الخضوع للجراحة القيصرية.

الضائقة الجنينية من مخاطر الولادة الطبيعية

من مخاطر الولادة الطبيعية الشائعة، وهذا المصطلح يشير إلى وجود بعض العلامات قبل أو أثناء عملية الولادة والتي تشير إلى أن الجنين ليس بخير، ومن هذه العلامات قلة حركة الجنين ونقص السائل الأمينوسي، واضطراب معدل ضربات قلب الجنين فقد تتباطأ أو تتسارع وخاصة أثناء انقباضات الرحم الذي يطلق عليه مرحلة الطلق، وتحدث هذه المشكلات بسبب انخفاض مستويات الأكسجين وارتفاع ضغط الدم للحامل، وكذلك وجود براز الجنين في السائل الأمينوسي وأيضا تحدث هذه المشكلات عندما تتأخر الولادة ويستمر الحمل إلى 42 أسبوعا أو أكثر، وهناك بعض الحلول للسيطرة على هذه المشكلة، مثل تغيير وضعية الأم والحفاظ على مستويات الأكسجين لديها، وإدخال السائل السلوي أو الأمينوسي في الغشاء الأمينوسي لتخفيف الضغط على الحبل السري، وفي بعض الحالات يكون من الأفضل إنهاء الحمل بإجراء الولادة القيصرية.

اختناق الجنين

قد يحدث اختناق للجنين قبل الولادة أو أثناء عملية الولادة أو بعد خروجه من رحم الأم، وهو يعني فشل بدء التنفس والحفاظ عليه عند الولادة، والذي يرجع إلى نقص الأكسجين أو ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون أو كثرة وجود الأحماض في الدم، أو وجود مشاكل في القلب والأوعية الدموية، ويكون مؤشراته هو لون البشرة الغير طبيعي وانخفاض معدل ضربات القلب وضعف التنفس واللهاث لالتقاط الأنفاس وضعف العضلات، ويمكن علاج ذلك قبل الولادة بتوفير الأكسجين للأم أو بتوليدها قيصريا، وبعد الولادة سوف يكون من الضروري حصول الطفل على التنفس الاصطناعي أو إعطائه بعض الأدوية لعلاج مشكلات التنفس.

عسر ولادة الكتف من مخاطر الولادة الطبيعية

من مخاطر الولادة الطبيعية نادرة الحدوث وهو يشير إلى خروج رأس الجنين من المهبل وانحشار الكتف وباقي الجسم، وهو أمر غير شائع الحدوث بين الكثير من الحوامل ولكنه قد يحدث عند النساء اللاتي لم تلدن من قبل، وهو يعد السبب لولادة معظم هؤلاء النساء ولادة قيصرية، وقد يقوم الطبيب ببعض الحلول أثناء الولادة لتخطي هذه المشكلة، مثل تغيير وضع الأم وتحريك كتف الجنين يدويا، كما قد يكون هناك حاجة لتوسيع المهبل عن طريق القيام بشق جراحي لتسهيل خروج باقي جسم الجنين.

ويستطيع الطبيب الماهر إكمال عملية الولادة دون مضاعفات، ولكن في بعض الحالات قد تحدث بعض المضاعفات للجنين مثل إصابة الضفيرة العضدية للجنين، والتي تؤثر على كتف الجنين وذراعيه ويديه ولكنها تشفى بعد ذلك، وأيضا فقد يحدث كسر في عظم العضد أو الترقوة والذي سرعان ما يلتئم دون مشاكل، أما المضاعفات الخطيرة فهي إصابة الجنين بنقص الأكسجين والذي قد يهدد حياته أو يتسبب في حدوث تلف الدماغ، وكذلك فمن المضاعفات الخطيرة للأم إصابتها بتمزق عنق الرحم أو المستقيم والنزف الشديد بعد الولادة.

المشيمة المنزاحة

عندما تغطي المشيمة فتحة عنق الرحم يشار إليها في هذه الحالة باسم المشيمة المنزاحة، وهذه المشكلة نادرة الحدوث ولا تصيب سوى حالة واحدة من بين كل 200 امرأة حامل، ومن المرجح أن يحدث هذا لدى المرأة التي تعرضت لعدة ولادات سابقة 4 أو أكثر، وأيضا في النساء فوق سن 35 وكذلك إذا كانت الحامل تعاني من أورام ليفية أو إذا كانت تدخن أثناء الحمل، وهي أيضا تحدث في حالات الحمل بتوائم أو عند التعرض لولادة قيصرية مسبقا، وأيضا إذا حدثت نفس المشكلة للأم في حمل سابق فمن المتوقع أن تتكرر في الحمل التالي.

أما العرض الرئيسي للمشيمة المنزاحة هو النزيف بدون ألم في الثلث الأخير من الحمل، وقد يكون النزيف بسيطا أو مفرطا، ومن أعراضه الأخرى التقلصات المبكرة ووضعية الجنين المقعدي عندما تكون رأس الجنين لأعلى والمقعدة لأسفل، وأيضا كبر حجم الرحم بما لا يتناسب مع مرحلة الحمل، وعلاج هذه الحالة يشمل الراحة في الفراش أو في المستشفى إذا استدعى الأمر، وأيضا نقل الدم في حالات النزف الشديد، وقد يوصي الطبيب بتجنب العلاقة الزوجية وتجنب الفحوصات المهبلية أثناء هذا الحمل الحرج، وبسبب مخاطر الولادة الطبيعية المحتملة في هذه الحالة قد يكون من الأسلم الخضوع للولادة القيصرية في الحال لإنقاذ الجنين عند عدم توقف النزيف، أو إذا كان تخطيط قلب الجنين غير مطمئنا.

مخاطر الولادة الطبيعية على الأم

تواجه الأم بعض المخاطر أثناء الولادة الطبيعية والتي قد يمكنها تجنب بعضها باختيار الولادة القيصرية، ومن أهم هذه المخاطر ما يلي:

تمزق المهبل أو العجان

تزيد الولادة الطبيعية من مخاطر إصابة المهبل والعجان، حيث يؤدي ضغط رأس الطفل على المهبل أثناء الولادة إلى تمزق الجلد والعضلات حول المهبل، والذي يعرف باسم تمزق العجان، وهذه المشكلة من المشكلات الشائعة في الولادات الطبيعية، فهي تحدث في حوالي 85% بين الأمهات لأول مرة، ومعظم هذه الحالات تكون بسيطة ولا تحتاج إلى غرز، ولكن في الحالات الشديدة قد تحدث بعض المضاعفات مثل سلس البراز وألم العجان المزمن.

إصابات قاع الحوض

عضلات الحوض هي عبارة عن مجموعة من العضلات التي تدعم الأعضاء الداخلية للأم مثل المثانة والرحم والأمعاء، وفي الحمل يضغط وزن الطفل على عضلات قاع الحوض ويتسبب في إضعافها، وأثناء الولادة الطبيعية عندما يمر رأس الجنين عبر عضلات قاع الحوض تحدث لقاع الحوض بعض الإصابات، مما يؤدي إلى بعض الأعراض كسلس البول وارتخاء أعضاء الحوض.

هبوط عضلات وأعضاء الحوض من مخاطر الولادة الطبيعية

عندما تبرز المثانة أو الرحم أو المستقيم في المهبل أو خارج المهبل، وهو من مخاطر الولادة الطبيعية ، ولكنه قد يحدث أيضا بسبب زيادة الوزن أثناء الحمل، كما ارتبط التدخين والسمنة بزيادة مخاطر هبوط أعضاء الحوض، وقد يفيد الحصول على الراحة والعلاج الطبيعي في إعادة هذه الأعضاء إلى مكانها الطبيعي، ولكن هذه المشكلة قد لا يتم تشخيصها بشكل صحيح في أغلب الحالات، وذلك بسبب كونها مشكلة محرجة قد تخجل المرأة منها أو نتيجة لنقص خبرة الطبيب.

ألم العجان المستمر

والذي قد يحدث بسبب تلف قاع الحوض أو بعض التمزقات فيه، وقد يحدث هذا الألم دون إصابة مرئية واضحة، والذي قد يكون سببه تلف الأعصاب، وبشكل عام فإذا استمر ألم العجان لأكثر من شهرين بعد الولادة فلا بد من استشارة الطبيب لتشخيص سبب الألم وعلاجه، وقد تلاحظ المرأة أيضا وجود ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمية وهو يعد أمرا طبيعيا بعد الولادة، ولكن الألم المزمن أثناء العلاقة الزوجية لا يعد من الأمور الطبيعية.

مضاعفات ما بعد الولادة الطبيعية

من مخاطر الولادة الطبيعية حدوث مضاعفات الولادة، حيث توجد بعض المضاعفات أو المشكلات الصحية التي قد تتعرض لها المرأة بعد الولادة الطبيعية، والتي تتطلب الحصول على رعاية طبية في الحال لأن بعضها قد يكون مهددا لحياة المرأة نفسها، ومن أهم العلامات التي تشير لوجود مضاعفات صحية ما يلي:

علامات تحذيرية

وهي العلامات التي تدل على وجود مضاعفات صحية خطيرة، مثل آلام الصدر وصعوبة التنفس، وكذلك النزيف الحاد الذي يصاحبه ألم شديد، فإذا كان لديك أي من هذه العلامات بعد ولادتك بلا بد أن تستشيري الطبيب في الحال، وإذا شعرت بأن الخطر يزداد وأن حياتك في خطر فلا تترددي في التوجه للطواريء أو استدعاء الإسعاف في الحال.

علامات وأعراض واضحة

قد تجدي بعض العلامات الواضحة والتي يمكن أن يلاحظها الأشخاص المقربين منك، مثل وجود طفح جلدي أو احمرار وتورم في الجلد والسعال الشديد، وكذلك فقد تشعرين ببعض الأعراض مثل التهاب الحلق والدوار المستمر وفقدان التوازن، فإذا كان لديك أي من هذه العلامات أو الأعراض فينبغي عليك استشارة الطبيب فهذه مؤشرات لوجود بعض المشكلات الصحية بعد الولادة الطبيعية والتي تحتاج إلى علاج مناسب لمنع تدهور الحالة.

علامات وأعراض الإصابة بالعدوى

من مخاطر الولادة الطبيعية التعرض لبعض أنواع العدوى كأحد مضاعفات عملية الولادة، وتكون هناك بعض العلامات التي تشير لوجود العدوى مثل الحمى عندما ترتفع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وأيضا وجود الكثير من الإفرازات أو وجود ألم أو احمرار لا يزول حول الشق المهبلي، وكذلك وجود ألم أو حرقة عند التبول أو الحاجة إلى التبول عدد مرات أكثر من الطبيعي، وأيضا وجود ألم أسفل الظهر وفي الجانب فهذا يشير لعدوى المسالك البولية أو عدوى الكلى، وقد تكون الإفرازات المهبلية كريهة الرائحة مؤشرا لالتهاب بطانة الرحم أو العدوى المهبلية.

أعراض الجلطة

من مضاعفات الولادة التعرض لجلطة في الساق، أما الأعراض التي تدل عليها فتشمل الاحمرار والتورم والسخونة في الساقين أو الفخذ، والسبب في هذه الأعراض الإصابة بالخثار الوريدي العميق، عند الإصابة بجلطة دموية في الساق أو الفخذ.

مخاطر الولادة الطبيعية بعد القيصرية

ترتبط محاولة الولادة الطبيعية بعد ولادة قيصرية بمعدلات أعلى من الآثار الجانبية، ومعدلات أعلى من الوفيات للأمهات والأجنة، حيث يرى الكثير من الأطباء أن الأسلم هو الخضوع لولادة قيصرية في الحمل الثاني وما يليه طالما كانت الولادة الأولى قيصرية، وذلك لتجنب مخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية والتي تشمل تمزق الرحم والنزيف الشديد وغيرها من المضاعفات التي تحدث للأم والجنين، ومع ذلك فإن الولادة القيصرية التالية بعد ولادة قيصرية سابقة قد يكون لها بعض المخاطر أيضا المرتبطة بالتعرض لمخاطر العملية الجراحية بشكل عام بالإضافة إلى مشكلات المشيمة، وهناك بعض العوامل التي تجعل من المستبعد اختيارك للولادة الطبيعية بعد القيصرية، وهي سنك الكبير إذا كنت قد تعديت الخامسة والثلاثون من العمر، وأيضا إذا تجاوزت فترة الحمل 40 أسبوعا، وإذا كان وزن الجنين كبير عندما يتعدى وزنه 4 كيلوجرامات، وكذلك إذا كانت الفترة قصيرة بين الولادتين أي إذا كانت أقل من 18 شهرا.

وإذا تم استبعاد الأمور السابقة وكنت على استعداد للمجازفة باختيار الولادة الطبيعية بعد القيصرية فيجب معرفة بعض الشروط التي تسمح لك بذلك، وأولها أن تكون الولادة القيصرية السابقة هي شق رحمي عرضي منخفض وليس شقا رأسيا أو على شكل حرف T، وأيضا يجب أن يكون الحوض كبير بما يسمح بخروج الجنين بأمان، وكذلك يمكنك اختيار الولادة الطبيعية بعد القيصرية إذا لم يسبق لك إجراء جراحة في الرحم مثل جراحة استئصال الأورام الليفية، وأيضا إذا لم يسبق إصابتك بتمزق في الرحم، وكذلك إذا لم يكن لديك مشكلة تمنع الولادة الطبيعية مثل المشيمة المنزاحة أو وجود ورم ليفي كبير الحجم، فهذه الحالات يزداد فيها مخاطر الولادة الطبيعية، وكذلك ينبغي عليك التأكد من اختيار طبيب توليد ذو خبرة جيدة لديه القدرة على التصرف السليم عند وجود خطر، والتأكد من وجود طبيب تخدير وممرضين أكفاء، ووجود المعدات اللازمة والتجهيزات الضرورية للتعامل مع الحالات الطارئة سواء لك أو لطفلك.

مخاطر الولادة الطبيعية بعد قيصريتين

الولادة الطبيعية بعد ولادتين قيصريتين يعتبر غير مسموح به بشكل عام أو لا ينصح به، فقد أظهرت الدراسات أن نسبة نجاح الولادة الطبيعية بعد عدة ولادات قيصرية لا تتجاوز 71%، كما كان معدل حدوث تمزق في الرحم حوالي 1،3%، ويحدث هذا بسبب تمزق جرح القيصرية أثناء المخاض مما يؤدي لتمزق الرحم، ومع ذلك فهناك أيضا بعض المخاطر التي قد تتعرض لها المرأة نتيجة الولادات القيصرية المتكررة مثل النزيف الشديد الذي قد يدفع الطبيب لاستئصال الرحم، وحدوث التصاقات في المثانة والأمعاء والرحم، ولذا يكون الاختيار صعبا فكلا الخيارين قد يكون له مخاطر، ولذا يمكنك التشاور مع طبيبك للتعرف على الملائم لك، فهو أكثر دراية بحالتك الصحية ويمكنه إرشادك لما هو أفضل لك وأقل ضررا.

مخاطر الولادة الطبيعية للتوأم

معظمنا لديه اعتقاد أن المرأة التي تكون حاملا في توائم لا بد أن تلد ولادة قيصرية، وهذا الاعتقاد غير صحيح فنصف التوائم يولدون ولادة طبيعية بدون أي مشكلات، ولكن هناك بعض الشروط التي تسمح بالولادة الطبيعية للتوائم، أولها أن لا يكون لدى الأم أي مشاكل صحية تؤثر عليها أو على الأجنة مثل تسمم الحمل وسكري الحمل، وأيضا تكون الولادة الطبيعية ممكنة للتوائم إذا كان كلاهما يتجه رأسه إلى الأسفل، أو أن يكون الطفل الأقرب إلى المهبل متجها برأسه إلى الأسفل، فعندها سوف يقوم الطبيب بتغيير وضعية الطفل الثاني بعد ولادة الطفل الأول، وذلك بالضغط اليدوي على البطن أو بالوصول إلى داخل الرحم لتحويل اتجاه الطفل الآخر.

ولكن في بعض حالات التوائم تكون الولادة الطبيعية غير ممكنة لتجنب العديد من المخاطر، وذلك عندما يكون الطفل الأول القريب إلى المهبل متخذا وضعية الجنين المقعدي، أي تكون مؤخرته في اتجاه الأسفل فعندها يوصي الطبيب بالولادة القيصرية، وأيضا في وضع الجنين المائل الذي تكون رأسه إلى أسفل ولكنها تكون مائلة في اتجاه أي من الفخذين وليس رأسيا باتجاه المهبل، وكذلك عندما يأخذ كلا الطفلان الوضع العرضي أي أن كلاهما يأخذ وضعا أفقيا على الرحم، وهذا الوضع يستحيل فيه الولادة الطبيعية، وأيضا إذا كان أحد الطفلين أو كلاهما يعاني من الضائقة الجنينية، والتي تشمل علاماته اضطراب ضربات القلب والتبرز في السائل الأمينوسي أو التعرض لنقص الأكسجين، وبالتأكيد فإن الحمل في ثلاثة توائم أو أكثر يندرج ضمن الحمل الخطير الذي تمثل فيه الولادة الطبيعة خطرا بالغا، وتكون عنده الولادة القيصرية هي الحل الأسلم.

مخاطر الولادة الطبيعية بدون ألم

الولادة بدون ألم هي ولادة طبيعية عادية ولكن يقوم فيها الطبيب بإعطاء الأم الحامل إبرة تخدير في المنطقة أسفل الظهر، والذي يسمى بالتخدير فوق الجافية أو الإيبيديورال من أجل تخفيف ألم المخاض أثناء الولادة، وأيضا في هذا النوع من الولادة يتم إعطاء المرأة مخدر موضعي عدة مرات أثناء الولادة على فترات زمنية محددة وبجرعات محسوبة، ولا تعد هذه الولادة آمنة تماما ولكنها ليست خطيرة أيضا، فإذا تم إجرائها تحت إشراف طبي متخصص وفي وجود المرافق الطبية اللازمة يمكن تجنب مخاطر الولادة الطبيعية بدون ألم.

ولكن ما زال هناك بعض الآثار الجانبية لهذا النوع من الولادة، حيث أن التخدير فوق الجافية له تأثيرات كبيرة على جميع هرمونات الولادة، وكذلك فإن التخدير في هذه الولادة يتسبب في إطالة فترة الولادة، وقد يزيد من فرص الولادة القيصرية بنحو 2.5 مرة ويقلل من فرص الولادة الطبيعية التلقائية، وكذلك فقد تتعرض الأم أثناء هذا النوع من الولادات إلى خطر انخفاض ضغط الدم مما يتطلب التدخل الطبي، وقد تتعرض أيضا إلى خطر تمزق الرحم وكذلك فقد تصاب بآلام أسفل الظهر والصداع والغثيان وصعوبة التبول.

أيهما أصعب الولادة الطبيعية أم القيصرية ؟

سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية فإن المرأة تمر بنفس القدر من الألم، والفرق هو أن الألم يكون قبل وأثناء الولادة الطبيعية، ولكن في الولادة القيصرية تشعر المرأة بالألم بعد الإفاقة من التخدير، وأحيانا لا يكون الاختيار متاحا لدى بعض النساء، فقد تضطر المرأة إلى الخضوع للولادة القيصرية رغم رغبتها في الولادة الطبيعية، وذلك عندما تتعرض هي أو طفلها لحالة طارئة تستدعي الخضوع للولادة القيصرية، فبرغم مخاطر الولادة الطبيعية فإنها تظل هي الأفضل لأن جسم المرأة يكون مؤهلا لهذه الولادة دون تدخل طبي،

ولكن في الوقت الحاضر أصبح هناك أعداد متزايدة من النساء اللواتي يخترن الولادة القيصرية بأنفسهن، وذلك بسبب الخوف من ألم المخاض دون العلم بمخاطر الولادة القيصرية، والتي تشمل البقاء لمدة طويلة في المستشفى قد تصل إلى 3 – 4 أيام، والحاجة إلى فترة طويلة من أجل التعافي فقد يستغرق شفاء الجرح 4 – 6 أسابيع حتى تستطيع الأم العودة لحالتها الطبيعية، وقد تعاني من صعوبة رعاية الطفل وحمله وإرضاعه، بالإضافة إلى مخاطر فقدان كميات كبيرة من الدم ومخاطر الإصابة بالعدوى والأورام الليفية في الرحم، بالإضافة إلى مخاطر الولادة القيصرية على الطفل مثل صعوبة التنفس والإصابة بالربو.

وفي النهاية فبالرغم من مخاطر الولادة الطبيعية فإنها تظل هي الأفضل لأنها هي الطريقة الطبيعية الفطرية، حيث تلد المرأة مهبليا عندما يبدأ توسع عنق الرحم دون تدخل طبي، ومن مميزات هذه الولادة قدرة المرأة على ممارسة أنشطتها الطبيعية بعد الولادة بفترة قصيرة، وكذلك عدم الحاجة إلى البقاء لمدة طويلة في المستشفى، والقدرة على الشفاء والتعافي بسرعة، وأيضا ففي الولادة الطبيعية تقل احتمالية إصابة الجنين بمشكلات تنفسية، وتقل الإصابة بأمراض الربو والحساسية الغذائية وعدم تحمل اللاكتوز، وكذلك ففي الولادة الطبيعية ينخفض خطر النزيف والإصابة بالجلطات الدموية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: منال محمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى