غذاء الحامل

ما هي أهم أضرار تناول الملح خلال الحمل على الأم و الجنين؟

إذا كان تناول الكثير من الملح ضار للشخص في حالته العادية، فإنه من البديهي أن يكون تناول الملح خلال الحمل له ما يفوق الأضرار هذه. ولابد للحامل من معرفة المعدلات الطبيعية لتناول الملح والحدود المسموح بها، كي لا تتعرض وجنينها للخطر.


عادة ما تحدث طفرة في تناول تناول الملح خلال الحمل وأيضًا السكر لجميع السيدات. ويقول البعض أن ميل الأم الحامل لتناول السكريات بكثرة خلال الحمل يدل على حملها بفتاة، بينما تكون الحامل التي تتناول كميات كبيرة من الأطعمة المملحة حاملا بصبي. وعلى الرغم من أن هذه تعتبر إحدى الأساطير الموروثة عن الجدات القديمات، إلا أن الواقع أن هناك من السيدات من يتناولن الملح خال الحمل بكثرة، وأخريات يفعلن الشيء نفسه مع السكر. والتفسير العلمي الوحيد هو أن الأم تكون في حاجة إلى كميات السكر الموجودة في السكريات والصوديوم الموجود في الملح. وفي كل الأحوال، ليس من الجيد الإفراط في تناول الملح خلال الحمل دون حساب، لما لذلك من تأثيرات سلبية على صحة الأم والجنين.

فوائد تناول الملح خلال الحمل

قد يرى البعض هذا العنوان غريبا بعض الشيء. ولكن الواقع هو أن تناول الملح له بعض المميزات التي تعود على الأم الحامل. وسواء كانت الحامل تميل إلى تناول الكثير من السكريات أو الأملاح على مدار فترة الحمل، لابد من الحرص على تناول كميات معقولة من الملح. والسبب في ذلك هو احتوائه على عنصر الصوديوم الذي يساعد على ضبط درجة الحرارة ومستويات السوائل في الجسم؛ وهذا يساعد على نمو الطفل بشكل صحي. كما أن الملح يساعد عضلات الجسم وأعضائه على أن يعملا بكفاءة عالية. ولأن جسم الأم تختلف احتياجاته خلال فترة الحمل ويحتاج لكميات أكبر من العناصر الغذائية، فإنه من الطبيعي أن يحتاج لكميات أكبر من الملح. وتحتاج الحامل يوميا لـ 1,5 جرام من الصوديوم، أي ما يعادل 3,8 جراما من ملح الطعام العادي.

أضرار تناول الملح أثناء الحمل

بعد أن ذكرنا الفوائد التي تعود على الحامل من تناول الكميات التي تحتاجها من الحمل، لابد من التنويه على أنه لابد من الالتزام بعدم التفريط أو الإفراط. وفي حال قامت الحامل بتناول الملح خلال الحمل بكميات تفوق ما يحتاجه جسمها وجنينها، فإن ذلك له بالغ الأثر على صحتها وجنينها. وإليك، سيدتي، نورد أهم الآثار الجانبية لكثرة تناول الملح خلال الحمل فيما يلي:

  • إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم.
  • إصابة الأم بتسمم الحمل الناتج عن ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع حمض اليوريك أسيد في الجسم.
  • انتفاخ الأيدي والأرجل بسبب احتباس الماء تحت الجلد وعدم تمكنه من الخروج بسبب تناول الملح خلال الحمل .
  • زيادة الوزن؛ وهذا راجع إلى نفس السبب السابق؛ فالجسم يحبس كميات كبيرة من الماء توحي للحامل بامتلائها بالدهون.
  • التأثير على نمط غذاء الطفل؛ فالطفل يتأثر بالروتين اليومي للأم، والذي يدخل فيه طبيعة الغذاء الذي تتناوله. وعادة ما يميل الطفل الذي تتناول أمه خلال الحمل كميات كبيرة من الملح إلى الأطعمة المالحة طوال حياته، ما يسبب الكثير من الأمراض.
  • التأثير على الكلى بشكل سيء. وهذا اتضح من خلال دراسة أجريت على فئران حوامل تم إعطائها كميات من الصوديوم وأثر على ضغط الدم لديها والكلي كذلك.
  • إلى جانب تأثر كلى الأم بزيادة نسبة الملح، يتأثر الجنين كذلك. وعادة ما يصاب الطفل الذي كانت أمه تتناول كميات من الملح أثناء الحمل بأمراض في الكلى في مرحلة ما من حياته.
  • خسارة الجسم لكميات من الكالسيوم؛ فكلما قامت الكلى بالتخلص من الملح عن طرق البول أفقدت الجسم كميات من الكالسيوم معه.
  • ويسبب فقدان الكالسيوم الناتج عن كثرة الملح في الجسم ارتفاع ضغط الدم بشكل حاد، مما يسبب حدوث الولادة المبكرة في كثير من الأحوال.
  • زيادة ارتفاع هرمون البروجستيرون في جسم الحامل. وارتفاع نسبة البروجستيرون يؤدي إلى زيادة نسبة الصوديوم الموجود بالبول، ما يعني نقصه بالجسم. وتؤدي هذه الدائرة إلى حدوث خلل في مستوى السوائل بالجسم، الأمر الذي يؤثر بالسلب على الحالة الصحية للحامل وجنينها.

هل تناول الملح أثناء الحمل يضر الحامل في الشهر الأول؟

ينطبق كل ما سبق على تناول الملح في الشهر الأول من الحمل. والحامل تكون أكثر حساسية لزيادة الأملاح في الجسم ولا يمكنها تحمل ذلك على الإطلاق. وفي حال كانت الحامل تميل إلى تناول الملح بداية من الشهر الأول، فإنه يمكنها تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة قليلة من الملح؛ مع الإكثار من شرب المياه. هنا ستشبع الحامل رغبتها وتحافظ على صحتها وجنينها في الوقت ذاته. ولابد من مراعاة أن المعدة تكون حساسة للغاية في الثلث الأول من الحمل، وليس من الجيد أن تتناولي من الأطعمة ما يزيد الأمر سوءا.

أسباب زيادة الملح في الجسم خلال الحمل

هناك بعض العادات الصحية الخاطئة التي تؤدي بالحامل إلى المعاناة من أعراض ارتفاع نسبة الملح في جسمها خلال فترة الحمل. وأهم هذه الأخطاء ما يلي:

  1. تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على الأملاح، سواء الأملاح الطبيعية الموجودة بالفواكه أو غيرها.
  2. إهمال شرب الكميات الكافية من الماء يوميا. وتحتاج الحامل إلى ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا، ويفضل الزيادة على ذلك بالطبع لتقليل تأثير تناول الملح خلال الحمل .
  3. عدم الانتباه إلى أهمية تناول الكميات الكافية من الخضروات والفواكه.
  4. تناول الأطعمة المعدة خارج المنزل، سواء المعلبة أو الموجودة بالمطاعم؛ فنحن لا نعلم كميات الأملاح التي تدخل في هذه الأطعمة.
  5. إهمال ممارسة التمارين الرياضية والتحرك اليومي، والذي يساعد الجسم على تنشيط دورته الدموية وإخراج الأملاح منه.
  6. إهمال تناول كميات كافية من البوتاسيوم الذي يساعد الجسم على التخلص من الصوديوم الزائد. وأهم الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم هي غابية الخضروات والفواكه، مثل الأفوكادو والموز والبطاطا وفول الصويا والثوم والبرتقال والبروكلي والأرز البني.

أعراض ارتفاع الملح في الجسم خلال الحمل

هناك الكثير من الأعراض التي تنبئك بأن هناك خللا في نظامك الغذائي، وأن جسمك لا يستطيع التعامل مع كميات الملح الكثيرة التي تدخله وأنكِ بحاجة إلى تقليل تناول الملح خلال الحمل . وأهم هذه الأعراض هي ما يلي:

  1. معاناة الأم من الانتفاخ في مناطق متفرقة من جسمها، أهمها الوجه واليدين والقدمين والبطن.
  2. ميل الأم إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على الملح بكثرة.
  3. زيادة الوزن بشكل ملحوظ وفي وقت قصير.
  4. ارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر.

والفيصل في تناول الملح خلال الحمل هو إعطاء الجسم حاجته من العناصر الغذائية التي تحافظ على توازنه وتمد الجنين بما يحتاج لنموه، مع ضبط النفس وعدم مجاراتها فيما قد يعود بالأثر السيئ على الأم والجنين.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى