سلامة الحمل

الرحم المقلوب وتأثيره على تأخر وصعوبة حدوث عملية الحمل

تصاب السيدات بالهلع عندما تسمع عن الرحم المقلوب ، سواء كن مصابات به أم لا. و الرحم المقلوب هو مشكلة شائعة تحدث لنسبة كبيرة من النساء، وهي من البساطة بحيث يمكن التعايش معها بشكل طبيعي. واصلوا قراءة هذا المقال لمعرفة المزيد.


الرحم المقلوب هي مشكلة صحية شائعة، حيث لا تقل نسبة النساء المصابات بها عن 20%. والمقصود بانقلاب الرحم تغيير اتجاهه، حيث أن الطبيعي أن يكون وضعه مستقيما مع ميلان بسيط للأمام ناحية المثانة التي تقع أمامه، وميل عنق الرحم للاتجاه المعاكس، أي إلى الخلف، مع وجود زاوية تفصل بينهما. ويكون الرحم مقلوبا بالميل إلى الخلف بدلا من الأمام وميل عنق الرحم للأمام، على عكس الطبيعي، وذلك بسبب اتساع الزاوية الفاصلة بينهما. وهناك نوعين من الرحم المقلوب : وهو الثابت والمتحرك. ومن حيث شدة الانقلاب، فهو له ثلاث درجات؛ الأولى والثانية منهم خفيفتان، وأما الثالثة فتكون أشد صعوبة، ولابد من التعامل الطبي معها. وتحدث هذه المشكلة نتيجة لأسباب مختلفة، كما أنها تؤثر كثيرا على المرأة وصحتها ونمط حياتها. ويؤثر الرحم المقلوب على خصوبة المرأة كذلك، كما أنه يمكن الشعور بوجود المشكلة بسبب الألم الناتج عنها. ولا يمكن التأكد من وضع الرحم وما إذا كان مقلوبا أم لا إلا عن طريق الكشف بالمنظار.

أسباب انقلاب الرحم

ذكرنا فيما سبق أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى انقلاب الرحم. وهذه الأسباب نلخصها فيما يلي:

  1. وجود عيوب خلقية بالرحم، وهي عادة ما تكون موجودة منذ الولادة، ويكون الرحم متحركا في هذه الحالة.
  2. أسباب وراثية قد تتسبب في وجود الرحم المقلوب ، ولكن هذا نادر للغاية.
  3. تكرار الولادة الطبيعية، وخاصة لو كانت متعسرة؛ حيث أن الضغط على الرحم لوقت طويل يسبب ضعف عضلاته الرابطة ويغير من وضعيته الطبيعية. وهنا يكون الرحم إما ثابتا أو متحركا.
  4. نوم المرأة على ظهرها بعد الولادة، سواء كانت طبيعية أم قيصرية، لأن الرحم يكون وزنه ثقيلا، حوالي كيلوجرام واحدا، ويميل للخلف.
  5. وجود ورم ليفي يتسبب في سحب الرحم للخلف. والورم الليفي عادة ما يكون حميدا.
  6. وجود التصاقات بمنطقة الحوض بسبب حدوث نزف في البطن أو الخضوع لعمليات جراحية، مثل الولادة القيصرية وغيرها.
  7. وجود التهابات شديدة بالحوض تسوء حالتها لتكون أجسام أشبه بالأورام الليفية، والتي تقوم بسحب الرحم وجره للخلف.
  8. معاناة المرأة من بطانة الرحم المهاجرة، والتي تكون عبارة عن خلايا من بطانة الرحم الأصلية واتجهت أثناء الطمث إلى مكان آخر غير المخرج الطبيعي لها.

أعراض الرحم المقلوب

هناك الكثير من الأعراض التي تنبئ عن وجود مشكلة ما، والتي يكون السبب وراءها في الكثير من الأحيان انقلاب الرحم. وفي كثير من الحالات لا تشعر السيدات بأي من هذه الأعراض، ويفاجئن بحقيقة الرحم المقلوب بالصدفة البحتة عندما يقوم الطبيب بالكشف عليهن عن طريق الموجات الصوتية، أو السونار. وأهم هذه الأعراض هي:

  1. تأخر الحمل لفترة طويلة دون وجود سبب واضح.
  2. الشعور بألم واحتقان بمنطقة الحوض، والذي يكون مركزه الرحم والمبيضين.
  3. زيادة كمية الدم أثناء العادة الشهرية وسرعة نزولها.
  4. الشعور بآلام مزمنة في أسفل الظهر.
  5. الشعور بآلام مزمنة في أسفل البطن والظهر قبل ميعاد نزول الطمث واختفاءها بمجرد نزولها.
  6. وجود صعوبة في عيش حياة زوجية طبيعية بسبب الألم المزمن.
  7. التبول بشكل متكرر والشعور بضغط دائم على المثانة.
  8. وجود التهابات متكررة في المسالك البولية.
  9. وجود بروز في منطقة أسفل البطن.
  10. وجود سلس بول بدرجة خفيفة، خاصة لو قامت المرأة بالسعال أو العطس أو الضحك الشديد.

الرحم  المقلوب وعلاجه

تعتمد إمكانية علاج الرحم المقلوب على درجة ميلانه، فإذا كان مائلا بشدة للخلف، فلا شيء يجدي معه، حتى مع التدخل الجراحي. أما لو كان الرحم يميل ميلا خفيفا، فمن الممكن التعامل معه، ويمكن للمرأة في هذه الحالة عيش حياة طبيعية فيها زواج وإنجاب. نعم قد يتأخر الحمل قليلا، ولكنه يحدث مع الوقت. ولا داعي للقلق، فالرحم المقلوب بدرجة شديدة هو حالة نادرة للغاية، ولا تنطبق على النسبة التي ذكرناها في السابق، وهي 20%، وأغلب حالات الرحم المقلوب يكون ميله بسيطا.

وفي السنوات الماضية كان الأطباء يتعاملون مع الرحم المقلوب عن طريق الجراحة، حيث يقومون بعمل تقصير لأربطة الرحم، وأهمها الرباط المستدير الذي يربط الرحم بالحوض، حتى تعتدل وضعية الرحم ويتجه للأمام كما هو الطبيعي. وفي الوقت الحالي لم يعد انقلاب الرحم محل نظر، فأصبح يترك على ما هو عليه، اللهم إلا إذا كان مصاحبا له مشاكل أخرى بمنطقة الحوض، مثل الالتصاقات والأورام الليفية. ويمكن لطبيب النساء والتوليد التعامل مع الرحم المقلوب المتحرك وتغيير وضعيته من خلال كشف النساء، أو فحص الحوض الاعتيادي. وهي طريقة بسيطة لا تسبب الكثير من الألم.

وحتى يتم علاج الرحم المقلوب ، في حال كان ناتجا عن وجود مشاكل أخرى ويسبب مشاكل بحياة المرأة، ينصح الطبيب بتناول بعض المسكنات ومضادات الاحتقان. وفي حال كان هناك ورم ليفي لابد من استئصاله بعملية جراحية تقليدية أو منظار بطن أو مهبلي، ثم عمل ربط الرحم لإعادته إلى وضعيته الطبيعية. وهناك العلاج بالدعامة المهبلية، وهي دعامة يتم وضعها داخل المهبل لدعم جدرانه ومساعدة الرحم على اتخاذ وضعيته الطبيعية. ولكن هذا يعتبر من الحلول المؤقتة، إذ يعود الرحم لما كان عليه فور إزالة الدعامة.

علاج الرحم المقلوب بالقرآن

يعتمد العلاج من أي مرض على الأخذ بالأسباب مع التبرك بالقرآن الذي هو شفاء من كل داء. ويمكن للمرأة التي تعاني من انقلاب الرحم المواظبة على قراءة الفاتحة، فهي الشافية والعافية من كل داء، نفسي وجسدي. كما يمكن قراءة أواخر سورة البقرة، فما ما شخص يقرأها إلا ويؤتى ببركة كل حرف منها. ولكن مع كل ذلك، لابد من الخضوع للعلاج الدوائي. وهذا منهج ديني متبع منذ بداية نزول القرآن.

تمارين للرحم المقلوب

هناك بعض التمارين التي تساعد على التأقلم مع الرحم المقلوب وتخفف من الألم الناتج عنه وتعيده إلى وضعه الطبيعي. ويمكن ممارسة هذه التمارين في حال لم تكن هناك مشكلة أخرى مصاحبة لانقلاب الرحم. وأهم هذه التمارين هي اتخاذ وضعية الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين ناحية البطن والبقاء هكذا لمدة دقيقة واحدة، ثم الاستلقاء مجددا وتكرار نفس التمرين لمرات عديدة. وبالرغم من أن هذا التمرين أو غيره لا يعمل على حل مشكلة الرحم المقلوب بشكل نهائي، إلا أن له تأثير في عودة الرحم لوضعه الطبيعي، ولو استغرق ذلك وقتا طويلا.

هل الرحم المقلوب يمنع الحمل؟

كان هناك اعتقاد شائع بأن الرحم المقلوب يسبب تأخر الحمل والعقم في بعض الأحيان. ولكن هناك بعض الدراسات التي أثبتت عدم وجود علاقة بين الرحم المقلوب ومعدل الخصوبة لدى المرأة وقدرتها على الإنجاب. نعم قد يتأخر الحمل في كثير من حالات الرحم المقلوب لسبب آخر ملازم لهذه المشكلة، مثل وجود أورام ليفية أو التهابات في بطانة الرحم أو منطقة الحوض. وبعلاج هذه المشكلات تتمكن المرأة من الحمل في وقت قصير.

الرحم المقلوب أثناء الحمل

ليس من المستحيل حدوث الحمل في حالة الرحم المقلوب . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل يستمر الحمل بشكل طبيعي، أم أن هناك تأثير سلبي من انقلاب الرحم على الحمل؟ والإجابة على هذا السؤال تتلخص في عدم وجود تأثير سلبي على الحمل بسبب الرحم المقلوب. وكل ما هنالك أنه بدلا من الميل ناحية البطن فهو يميل ناحية العمود الفقري. ولا تخضع الحامل ذات الرحم المقلوب لفحوصات مختلفة عن غيرها، بل تعامل نفس المعاملة وتتناول نفس الأدوية.

ومن المبشر أن الرحم المقلوب يعود لوضعه الطبيعي بعد بلوغ الحامل الثلث الثاني من الحمل. والسبب في ذلك هو أن الجنين يزداد في الحجم، مما يؤدي بالرحم إلى العودة لموضعه الطبيعي في منطقة الحوض. ولكن بعد تمام الولادة يعود الرحم لانقلابه من جديد، بل إنه قد يكون أشد من ذي قبل. ولكن كل ذلك لا يؤثر على حدوث الحمل في المرات القادمة.

المشاكل التي تحدث للرحم المقلوب مع الحمل

على الرغم من أن الرحم المقلوب لا يسبب مشاكل صحية للحمل ولا يؤثر عليه، قد تعاني الحامل من بعض الأعراض المزعجة بسببه طيلة فترة الحمل. وهذه الأعراض تشمل الآتي:

  1. الشعور بآلام شديدة ومزمنة في أسفل الظهر، وهي تضعف ألم الظهر الاعتيادي وقت الحمل. ويمكن للطبيب إعطاء الحامل بعض المسكنات الآمنة على الحمل للتعايش مع هذا الألم.
  2. وجود مشاكل في التبول: حيث يكون من الصعب تفريغ المثانة بسبب ضغط الرحم الشديد عليها، والذي يزداد تدريجيا مع زيادة حجمه وحجم الجنين. وهنا تشعر المرأة بالألم عند التبول، وقد تصاب بالتهابات في مجرى البول كذلك. ولتخفيف الألم الناتج عن تفريغ المثانة يمكن للحامل الاستناد إلى الوراء حتى تتمكن من القيام بذلك بسهولة.
  3. صعوبة تحديد مكان الجنين: وأثناء الكشف بالموجات الصوتية، أو السونار، لابد من معرفة موضع الجنين حتى يتم الاطمئنان على الحمل. وانقلاب الرحم يجعل هذا أمرا في غاية الصعوبة. وقد يلجأ الطبيب للسونار المهبلي لتحديد موضع الجنين.

الرحم المقلوب والولادة

كما أن الرحم المقلوب لا يؤثر على الحمل، فهو ليس له أي تأثير على الولادة، سواء بالإيجاب أو بالسلب. والمرأة المصابة بانقلاب الرحم من الممكن أن تلد ولادة طبيعية دون أي مشاكل صحية أثناء الولادة أو بعدها، ولا صحة للشائعات التي تقول بزيادة فرصة الولادة القيصرية بسبب انقلاب الرحم. نعم، قد تكون آلام الطلق في وقت الولادة أشد من المعتاد في منطقة أسفل الظهر، وقد تكون الولادة متعسرة كذلك، ولكن كل ذلك نادر الحدوث.

وأود، عزيزتي المرأة، أن أطمئنك إلى أن انقلاب الرحم، على الرغم من أنه قد يظل ملازما للتي تعاني منه طيلة الحياة، إلا أنه يعتبر في طب النساء من الأمراض الشائعة والبسيطة، والتي لا تعيق سير الحياة الطبيعي. وهو كذلك لا يؤثر على الحمل ولا الولادة، ويمكن علاجه بالعديد من الطرق التي تناسب كل حالة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى