نحو الحمل

الاستشارة الوراثية للحمل : كيف تمنع الكثير من المخاطر الصحية؟

في ظل انتشار الكثير من الأمراض، لم يعد إجراء الاستشارة الوراثية للحمل من الأمور الاختيارية أو قليلة الأهمية. وهذه الاستشارة بالطبع لها فوائدها على جميع الأصعدة؛ سواء الأسرية أو المجتمعية. لتعرف أكثر عن هذا الموضوع، تابع القراءة.


تعد الاستشارة الوراثية للحمل ضمن أنواع الاستشارات الوراثية المتنوعة؛ فهناك استشارة وراثية تقوم بتشخيص متلازمة أو مرض والبحث عما إذا كان هناك عامل وراثي متسبب فيه؛ سواء كان المرض جسدي أو عقلي؛ وهناك استشارة وراثية تختبر ما إذا كان المرض الموجود لدى شخص ما له نزعة وراثية ويحتمل إصابة أفراد آخرين من العائلة به؛ وهكذا. وتكشف الاستشارة الوراثية للحمل عما إذا كانت هناك احتمالية لإصابة الجنين بمرض وراثي من أحد أبويه، أو أصولهما. ويمكن عمل هذه الاستشارة قبل الحمل أو أثنائه أو قبل نهايته.

الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج

تعتبر الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج هي أحد الإجراءات الهامة التي يتوجب على الخطيبين عملها. ومن خلال هذه الاستشارة يعرف كلا منهما الأمراض الوراثية بعائلة كليهما، ومدى احتمالية انتقال هذه الأمراض لأطفالهما، وكيفية تجنب ذلك. ويختلف شكل الفحص عند هذه الاستشارة باختلاف الجنس وصلة القرابة بين الزوجين. وعلى سبيل المثال، تشمل الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج لغير الأقارب فحوصات لتحديد فصيلة الدم، وعامل ريسس، ومستوى الهيمجلوبين ومستوى السكر وفيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي والإيدز والزهري والكلاميديا والسائل المنوي. هذا بالنسبة للذكور؛ أما الإناث فتشمل الفحوصات الخاصة بهن تلك التحاليل المذكورة سلفا؛ ويضاف إليها تحليل فيروس الحصبة الألمانية والتوكسوبلازما وهرمونات الأستروجين والبروجسترون. وفي مصر والدول العربية يضاف إلى كل هذه الفحوصات فحوصات أخرى؛ مثل أنيميا الفول وأمراض الدم الوراثية وفقر الدم المنجلي وضمور العضلات الوراثي وضمور الدماغ الوراثي وأمراض التمثيل الغذائي والغدد.

الهدف من الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج

الاستشارة الوراثية للحمل الهدف من الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج

في الحقيقة أن إجراء الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج له الكثير من الأهداف الوقائية الأسرية والمجتمعية. ومن أهم هذه الأهداف الحد من انتشار الأمراض الوراثية والوقاية من الأمراض المعدية وتجنب الأعباء المالية والنفسية والاجتماعية. ومن الأمراض الوراثية المنتشرة في مجتمعاتنا الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر المتوسط وأنيميا البقول؛ كما أنه من الأمراض المعدية المنتشرة الالتهاب الكبدي الوبائي بي أو سي، ومرض نقص المناعة المكتسبة، الإيدز، وغيرها من الأمراض. وعند تجنب انتشار مثل هذه الأمراض يقل الضغط على المؤسسات الصحية؛ وهذا له أثره الإيجابي على الدولة وعلى الفرد الواحد؛ فالدولة لن تكون مضطرة إلى دفع المليارات من الجنيهات كل عام لعلاج المرضى المصابين بهذه الأمراض؛ كما أن قلة الضغط ستسهم في تقديم خدمة أفضل للمواطن. هذا فيما يخص الدولة والمجتمع ككل؛ أما عن الأسرة التي هي في طريقها للتكوين، فإنه من الأفضل الحرص على عدم تعريضها للضغط النفسي والمالي والاجتماعي الكبير الذي تشعر به تلك الأسر التي يعاني أحد أطفالها من مشكلة ما. وكذلك تسهم الاستشارة الوراثية للحمل قبل الزواج في وجود جيل صحيح يسهم في الرفع من مستوى الدولة وخدماتها؛ فليست الدولة التي يعاني أغلب شبابها من مختلف الأمراض هي تلك الدولة التي تستطيع الوقوف على قدميها ومواجهة التحديات والمضي قدما.

هل من الممكن منع الزواج في حال اكتشاف إصابة أحد الزوجين بمرض ما؟

إن الهدف من فحوصات ما قبل الزواج هو علاج المشكلة والتعامل معها باكرا وعدم حدوث مفاجآت غير سارة بعد إنجاب الأطفال. أما مسألة منع الزواج، فهذا لا يحدث. ويمكن للزوجين اللذان يعاني أحدهما من مشكلة ما اللجوء للطب عند الشروع في الإنجاب لاختيار السليم من البويضات والحيوانات المنوية قبل زرعها؛ فيما يعرف بالحقن المجهري.

وعلى العموم، فإن مربط الفرس هو مدى ثقافة الشعوب ومعرفتهم مدى قيمة مثل هذه الفحوصات؛ فكم من الناس لا يزالون يتهربون من إجرائها حتى اليوم، لعدم علمهم بأهميتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى