سلامة الحمل

أفضل 10 من أوضاع الولادة الطبيعية لتسهيل عملية الوضع

تعتبر الولادة الطبيعية حالة فسيولوجية طبيعية. ولكنها مع بساطتها تحتاج لأسلوب معين يساعد على نجاحها، والذي يشمل اختيار أوضاع الولادة الطبيعية التي تسهل المهمة على الأم واختيار شكل سرير الولادة الذي يساعدها على اتخاذ الوضعية الأفضل.


على الرغم من أن الكثيرات يعتقدن بأن أفضل أوضاع الولادة الطبيعية هي الاستلقاء على الظهر، إلا أنه ثبت أن هذه الوضعية لا تخدم الولادة، بل تتسبب في إطالة وقتها وتحميل الأم المزيد من الألم والتعب. وقد منعت منظمة الصحة العالمية النوم على الظهر عند الولادة الطبيعية منذ عشر سنوات مضت. ولكن، مع الأسف، لا زال الكثير من الأطباء يعتمدون هذه الوضعية ولا يقتنعون بغيرها. ولكن مع بداية الشعور بالمخاض، للأم مطلق الحرية في اختيار الوضعية التي تراها صحيحة ومناسبة، ما دامت لم تدخل بعد غرفة العمليات. ومن خلال سطور هذا المقال سنورد لك أفضل أوضاع الولادة الطبيعية التي تساعد على تقليص وقتها وتخفيف ألمها والشكل الأفضل لسرير الولادة، والذي يضمن بقاء الأم في وضعية تساعدها على الولادة.

أضرار الولادة في وضع الاستلقاء

قبل أن أشرع في الحديث عن الأفضل من أوضاع الولادة الطبيعية الصحية، فضلت التطرق إلى مساوئ النوم على الظهر الذي تكلمت عنه في السابق. وقد ثبت أن هذا الوضع يؤدي إلى حدوث الكثير من مشاكل الولادة ومضاعفاتها، ومن أهمها ما يلي:

  • طول مدة الولادة بسبب عدم وجود الجاذبية الأرضية التي تساعد في توجه الجنين للأسفل، وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية بسبب عدم قدرة الجنين على تحمل المزيد من الطلق.
  • شدة وطأة الآلام التي تشعر بها الأم أثناء الولادة.
  • عدم اتساع عنق الرحم وقناة الولادة بالطريقة التي تسمح بخروج الجنين.
  • تعرض الطفل لمشكلات صحية بعد الولادة بسبب طول مدتها وزيادة ضغط الرحم عليه، وقد تكون هناك حاجة إلى وضعه في حضانة خارجية أو عناية مركزة.

وضعية الولادة الصحيحة

لا نستطيع القول بأن هناك وضعية معينة هي الأصح في الولادة الطبيعية. وهناك الكثير من الأوضاع التي تساعد على تسهيل الولادة وتقليل وقتها والآلام التي تشعر بها الأم. وجميع هذه الوضعيات تتفق في كونها تجعل الأم في وضع رأسي أو عمودي. وهذا هو السر وراء نجاحها في إتمام الولادة. والسبب في ذلك هو أن الجاذبية الأرضية تساعد على اجتذاب الجنين للأسفل في وقت قصير وقيامه بالضغط برأسه على عضلة عنق الرحم التي تنفتح شيئا فشيئا حتى تتم الولادة.

أوضاع تساعد على الولادة الطبيعية

ذكرنا في السابق أن أوضاع الولادة الطبيعية الصحية لابد أن تأخذ الشكل العمودي. ولا يمكن توجيه الأم إلى اتخاذ وضعية معينة دون غيرها، بل هي تجربها وتختار ما يوفر لها شعورا أكثر بالراحة. ويفضل بالطبع أن تغير الأم بين الوضعيات من حين لآخر، فذلك يساعد على تسهيل الولادة بصورة أكبر والاستفادة من كل وضعية من الوضعيات التي سنذكرها فيما يلي:

  1. وضعية الوقوف: وهذه تعتبر أكثر أوضاع الولادة الطبيعية التي تساعد على نزول الجنين إلى قاع الحوض بفعل الجاذبية الأرضية، كما أنها تخفف من ألم المخاض.
  2. المشي: وهو يعتبر فعالا للغاية في توسيع عنق الرحم. ولكن ليكن المشي بين الطلقة والأخرى، حيث أن الألم الناتج عن الطلق قد يمنع الأم من التحرك.
  3. صعود السلم وهبوطه: وهذا يساعد على توسيع أربطة منطقة الحوض وانزلاق الجنين إلى الأسفل بسهولة. وصعود السلم وهبوطه يشبه المشي في أن الأم لا يمكنها القيام به إلا بين الطلقات.
  4. الوقوف والاستناد على الحائط مع تحريك الخصر حركات دائرية: وهذه الوضعية تتخذها الأم في وقت الطلق. وهي تساعد كثيرا في تحرك الجنين للأسفل بسهولة.
  5. الجلوس: وهذه الوضعية مناسبة للحظات الطلق، حتى أن هناك سيدات يتممن الولادة وهن عليها. ويمكن تدعيم الظهر بمساند طرية توفر الراحة للأم. كما يمكن الجلوس على الكرسي ذو الظهر بوضع عكسي، بحيث تستند الأم ببطنها إلى ظهر الكرسي مع ثني ركبتيها.
  6. الانحناء إلى الأمام: من أوضاع الولادة الطبيعية المفضلة، وهو وضع يشبه الركوع. ويساعد في توسيع عنق الرحم لخروج الجنين، كما يخفف الضغط على الظهر.
  7. الحبو: وهو الوضع الذي تقوم فيه الأم بالاستناد إلى ركبتيها ويديها. وهذا يخفف من ألم الظهر والإجهاد الذي تشعر به الأم كثيرا.
  8. الجلوس في وضع القرفصاء: وهذا هو الوضع المثالي في حال طالت مدة الولادة ولا زال عنق الرحم لم يتسع بالقدر الكافي لخروج الجنين. وهو يساعد على ذلك بدرجة كبيرة، ويخفف من الضغط على منطقة العجان، وقد يساعد على الولادة دون حدوث تمزقات. ويمكن للأم التمرين على هذا الوضع خلال فترة الحمل ليسهل عليها اتخاذه عند الولادة. وفي حال كان من الصعب عليها الجلوس في وضع القرفصاء، فيمكنها استخدام كرسي تستند عليه ليساعدها على ذلك.
  9. الاستلقاء على الجنب: وهو يساعد في حالة الإجهاد الشديد ويخفف الثقل على منطقة الحوض. ويمكن وضع وسادة بين الفخذين عند اتخاذ هذا الوضع للمساعدة في فتح عنق الرحم.
  10. السجود: وهذه الوضعية تلجأ لها الأم عند تعجل فتح عنق الرحم، فهي تساعد على ذلك كثيرا. صحيح أنها قد تكون مرهقة بعض الشيء، خاصة في وقت وجود الطلق، إلا أن لها مفعول سحري لتسريع الولادة. ويمكن للأم طلب المساعدة من أحد المحيطين بها ليدعمها عند اتخاذ هذه الوضعية.

سرير الولادة الطبيعية

هناك أشكال متعددة من سرير الولادة. ولكن أفضلها على الإطلاق ما يجعل الأم في وضع عمودي. وهذا النوع من أسرة الولادة أصبح موجودا في الكثير من المستشفيات التي تتبع الطرق الطبيعية البحتة في الولادة ولا تلجأ للتدخل الطبي فيها. ومن هذا النوع من السرير هناك ما يساعد الأم على التمدد مع إسناد ظهرها إلى مسند متصل به، وهناك ما تجلس عليه الأم مع وضع قدميها على الأرض، وهي وضعية الجلوس الطبيعية، وهناك ما تكون له فتحة أو تجويف بمكان خروج الجنين ليساعد على خروجه دون تغيير الأم لوضعيتها. وبالطبع لا زالت أشكال الأسرة التي تتخذ الوضع الأفقي البحت موجودة، والتي تنام عليها الأم على الظهر خلال الولادة، كما أن هناك ما يتصل به سنادات ترفع عليها ساقي الأم لتسهيل خروج الجنين.

فوائد أوضاع الولادة الطبيعية الصحيحة

سبق وتحدثنا عن الآثار السلبية للوضع الأفقي أثناء الولادة الطبيعية. وبعد تفصيل الكلام عن أوضاع الولادة الطبيعية الصحيحة، والتي تتخذ كلها شكلا رأسيا، نتحدث عن مميزات هذه الأوضاع وتأثيرها الإيجابي على سير الولادة؛ وهي كما يأتي:

  1. تقليل الشعور بالألم عند انقباض الرحم.
  2. مساعدة الأكسجين على التوجه لمنطقة الحوض بشكل كاف، مما يساعد على استمرارية الطلق حتى تتم الولادة وعدم توقفه في منتصف الطريق.
  3. إحماء الطلق وتقوية الانقباضات بطريقة طبيعية.
  4. توسيع عنق الرحم في وقت أقصر.
  5. جعل الرحم والجنين في وضع جيد للولادة.
  6. التقليل من ضغط الانقباضات على الجنين.
  7. مساعدة الطفل على التوجه للخارج بفضل الجاذبية الأرضية.
  8. تقليل الوقت الذي تتم فيه الولادة.
  9. تقليل الحاجة إلى التدخلات الطبية، والتي منها شق العجان أو اللجوء للقيصرية أو استخدام الطلق الصناعي أو المسكنات أو التخدير النصفي.

وفي النهاية، أنصح الأم دوما بالتحدث إلى الطبيب قبل الولادة بفترة كافية عن أوضاع الولادة الطبيعية التي تحب اتخاذها عند الولادة، حتى يكون مهيأ لذلك ويتمكن من مساعدتها وقت الولادة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى