الولادة

القابلة : مهنة تندثر، ثم تعود من جديد بعد اكتشاف أهميتها

تعتبر مهنة القابلة من المهن التي لا غنى للمجتمع عنها. وحتى بعد اختفائها لفترة من الزمن، فإننا نلاحظ أنها تعود للساحة من جديد وتفرض نفسها وتثبت جدارتها. ونقدم لكم في هذا المقال بعض الأمور المتعلقة بمهنة القابلة.


تعتبر مهنة القابلة من المهن الإنسانية البحتة، التي على الرغم من اندثارها إلى حد ما، فإنه لا غنى عنها في أي مجتمع. ولعل الدليل على ذلك أنه مع قلة القابلات الموجودات بدول الوطن العربي، نجد أن هذه المهنة تنتشر بشكل كبير في دول العالم الأول. وتعتبر القابلة في هذه الدول هي المشرف الأساسي على عملية الولادة؛ أما الطبيب فلا حاجة له إلا في حال كانت هناك مشكلة تستدعي التدخل الطبي. ولعل مهنة المولدة كانت منذ قديم الأزل تختص بها السيدات بسبب أنها من المهن التي تتطلب الصبر بشكل كبير. ولا يخفى علينا أن المرأة تمتلك من الصبر ما لا يمتلكه الرجل، وتتحمل من الألم ما لا يقدر الرجل على تحمل جزء يسير منه. ولكن كونها تحتاج إلى الشجاعة والجرأة، فإنه ليست كل امرأة تستطيع القيام بمهنة المولدة بنجاح.

ما معنى مهنة القابلة؟

مهنة المولدة من المهن المتعلقة بالمجال الطبي؛ والذي تقوم العاملات فيه بمتابعة الأم الحامل وتقديم الرعاية الصحية لها طيلة فترة الحمل؛ ومن ثم الإشراف على الولادة وما بعد الولادة. وفي العصور الماضية، كانت تقوم بمهنة القابلة نساء تعلمنها بالخبرة ممن مارسن المهنة قبلهن؛ أما الآن فقد أصبح هذا المجال يدرس في مدارس التمريض. ولعل هذا هو السبب في أنه في الأزمنة الفائتة كانت المولدة دائما تلك المرأة العجوز الكبيرة في السن؛ والتي تمتلك من الخبرة ما يمكنها من ممارسة عملها؛ أما اليوم فلا تستغرب رؤية شابة يافعة تعمل كقابلة. ولنجاح المرأة في مهنة القابلة، لابد وأن تكون بها بعض السمات الشخصية التي تتطلبها المهنة؛ مثل أن تكون واسعة الصدر، هادئة الطبع، لديها من الصفات الإنسانية ما يمكنها من التعامل مع الأم الحامل بشكل جيد، ولديها القدرة على تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأم خلال فترة الحمل وأثناء المخاض وبعد إتمام عملية الولادة. وتقوم القابلة بمزاولة مهنتها منزليا أو في المستشفى؛ بعكس ما كان يحدث في الماضي؛ حيث كانت هذه المهنة قاصرة على البيوت.

مزايا مهنة القابلة

القابلة مزايا مهنة القابلة

هناك الكثير من المزايا التي تنفرد بها مهنة المولدة ولا تتوفر في الطبيب. ومن هذه المزايا تلك السمات الشخصية التي غالبا ما تتوفر للمرأة المولدة وتساعدها على مزاولة المهنة بنجاح كبير. كما أن هناك الكثير من الأزواج في مجتمعاتنا العربية يفضلون أن تشرف على الولادة امرأة وليس رجل. وفي حال غياب الطبيب لظروف ما؛ وخاصة في الأماكن التي تعاني من الحروب والتشرد، يأتي دور القابلة لتعوض نقص الأطباء. والميزة الكبرى لمهنة القابلة هو إمكانية تواجدها بمنزل الأم الحامل أو المستشفى؛ بخلاف الطبيب الذي عادة لا يقوم بالتوليد منزليا. وفي عصرنا الحالي، لم يعد علم الطبيب يفضله على القابلة على الإطلاق؛ فالقابلة أصبحت تمتلك من الشهادات العلمية ما يجعلها مؤهلة تماما لهذا العمل. ومن الوارد أن يكون الأجر المادي الذي تتقاضاه القابلة أقل بكثير مما يطلب الطبيب كذلك؛ ومن هنا تظهر أهمية القابلة من الناحية الاقتصادية.

مخاطر مهنة القابلة

لأن هذه المهنة تتعلق بالطب وتعني بمتابعة روح في داخل روح أخرى، فإن مهنة المولدة لا تخلو من بعض المخاطر. ولعل من أكثر المخاطر التي من الممكن أن تواجه القابلة هي مشكلة تعسر الولادة أو حدوث مضاعفات بها تحتاج إلى التدخل الطبي بسرعة لإنقاذ الأم وطفلها. ولعله من الأفضل أن تكون هناك إمكانية استدعاء الطبيب المتخصص عند الحاجة إليه.

وفي العموم، فإن مهنة المولدة مهما يمر عليها الزمن فإنها تظهر مجددا وتنتشر بشكل متزايد؛ فهي أصبحت تجمع مميزات القابلة الموجودة في العصور الماضية وعلم الطبيب الموجود في الوقت الحالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى