بعد الحمل والولادة

العودة إلى العمل بعد الحمل : متى تبدئي عملك بعد الإنجاب؟

لعدة أسباب، أصبحت العودة إلى العمل بعد الحمل أمرا غير اختياري بالنسبة للكثيرات. ولكن هذه المسألة تحتاج إلى ضوابط معينة؛ حتى تتمكن الأم من الموازنة بين عملها ومنزلها وأطفالها. اقرئي معنا أهم هذه الضوابط قبل أخذ قرار عودتك إلى العمل.


تعتبر مسألة العودة إلى العمل بعد الحمل من المسائل التي تسبب العديد من المشاعر المتضاربة لدى الكثير من الأمهات؛ فالأم غالبا ما تكون متشوقة لاستعادة حياتها القديمة والشعور بنفسها القديمة وبأن هناك بعض الوقت الذي تتخلص فيه من عبء الحياة المنزلية التي أصبحت ثقيلة عليها. وفي نفس الوقت، تشعر الأم بالقلق على صغيرها وتتوارد الأفكار والأسئلة على رأسها عن إمكانية تعامل الشخص المرافق له معه بالشكل السليم، ومدى اتصال الطفل بها بعد بعدها عنه لمدة معينة بصفة يومية ؛ وما إلى ذلك مما يشغل الأم لمجرد التفكير في العودة إلى العمل بعد الحمل وممارسة حياتها بشكل طبيعي. والحقيقة أنه ليس من المستحيل القيام بذلك، مع عدم التقصير مع المولود الجديد. ولتتمكني من القيام بذلك، اقرئي النصائح التالية التي تقدمها لك في هذا الشأن.

إجراءات العودة إلى العمل بعد الحمل

العودة إلى العمل بعد الحمل إجراءات العودة إلى العمل بعد الحمل

حتى تعودي إلى العمل بعد أن تصبحين أما، عليك أن تعلمي أن حياتك لم تعد كما كانت من قبل؛ وأن هناك مسؤولية جديدة قد أضيفت إلى مسؤولياتك القديمة. وحتى لا يكون هناك تقصير في جانب طفلك الصغير، نقدم لك أهم الأشياء الواجب عليك القيام بها على الشكل الصحيح؛ وإليك إياها:

الاتفاق على الشخص الذي يمكث مع الطفل حال كونك في العمل

ولا بد من اختيار الشخص المناسب لهذه المهمة. ويستحسن أن يكون شخصا قريبا تربطه بالطفل بعض العاطفة؛ فذلك أفضل للطفل كثيرا. وفي حال كانت ساعات عمل الأم تخالف ساعات عمل الأب، فيستحسن أن يقوم هو بهذه المهمة، وإلا فالجدة أو الخالة أو العمة. وفي حال لم يكن أي من هؤلاء الأشخاص متاح للعناية بالطفل عند العودة إلى العمل بعد الحمل، فمن الأفضل أن تبحثي له عن حضانة للرضع؛ على أن تكون ذات مستوى يوفر له الرعاية الكاملة، من الناحية الجسدية والنفسية.

تنظيم طعام الطفل

في حال كان الطفل تجاوز مدة الرضاعة الطبيعية المطلقة وأصبح من الممكن تقديم الطعام الصلب له، فالأفضل أن تقوم الأم بذلك قبل العودة إلى العمل بعد الحمل بفترة؛ حتى يكون من السهل على المشرف عليه في غياب الأم إطعامه. وأما لو كان يعتمد على حليب الرضاعة فقط، فعليك تسوية الأمر وتوفير الأدوات التي تمكنك من شفط كمية الحليب الطبيعي الذي يحتاجه في وقت العمل أو تعويده على الحليب الصناعي، في حال أردت ذلك.

تجهيز طعام الطفل

عليك وضع جدول لإطعام طفلك كل أسبوع، ووضع الطعام في الفريزر؛ حتى يكون من السهل عليك ممارسة عملك طيلة الأسبوع دون التفكير في هذا الأمر. ولا يستحسن تحضير طعام للطفل لأكثر من أسبوع؛ فأقصى مدة لحفظ طعام الطفل في الفريزر هي أسبوع؛ كما أن المدة القصوى لبقاء الطعام في الثلاجة لا تتجاوز يومين.

تنظيم نوم الطفل

من المتعب للغاية العودة إلى العمل بعد الحمل قبل أن ينتظم نوم الطفل؛ فالأم لن تكون قادرة على السهر طوال الليل والتوجه إلى العمل عند طلوع النهار، ومن ثم العودة من العمل للعناية بالطفل والمنزل بقية اليوم. ولهذا أنصحك بالبدء في تنظيم نوم صغيرك بعد أن يتم شهرين من عمره مباشرة؛ حتى إذا جاء وقت عودتك إلى العمل، كان هو معتاد على النوم ليلا.

ابدئي تنظيم يومك قبل التوجه إلى العمل ببعض الوقت

فجميع أفراد الأسرة اعتادوا على وجودك بالمنزل؛ كما أنك قد اعتدت على روتين معين؛ ولذا فمما يسهل الأمور عليك وعلى المحيطين بك أن تتخيلي أنك قد عدت للعمل بالفعل، وأنه يتحتم عليك الاستيقاظ مبكرا والقيام بمجهود شاق طيلة اليوم.

شاركي زوجك وأفراد أسرتك المهام المنزلية

بالطبع سيزداد الضغط عليك بكونك امرأة عاملة وأم لطفل صغير؛ وقد يكون لك أبناء غيره؛ ولذا فمن الأفضل تعويد زوجك وجميع أولادك قبل العودة إلى العمل بعد الحمل على مساعدتك وتحمل جزء من المسؤولية التي تخص أمورهم الشخصية أو المهام المنزلية العادية.

تعويد طفلك الأول الاعتماد على نفسه

في حال كان لك طفل أكبر من المولود الصغير، فمن الأفضل تعويده الاعتماد على نفسه في معظم الأشياء التي تخصه قبل الولادة؛ كأن يتعود على الاستغناء عن الحفاضة واستخدام الحمام بمفرده وتناول طعامه دون مساعدة وغير ذلك مما يزيح عبئا كبيرا عليك. وحتى في حال لم يستطع الطفل القيام بذلك إلا تحت إشرافك، فهو على كل حال سيريحك أكثر مما لو كان يعتمد عليك كليا.

أخذ فترة كافية بين الطفل والطفل الآخر

لو أنك امرأة عاملة، فمن الأفضل أخذ وقت يكفي لأن يكبر الطفل الأول بعض الشيء قبل أن تفكري في الطفل الثاني. وهذا له الكثير من المميزات؛ فالطفل الأول يأخذ حقه في الوقت الذي تفرغيه له وفي الرضاعة والاهتمام، وجسمك يستعيد طاقته وصحته، والطفل الثاني يأتي وأنت في حالة صحية جيدة واستعداد نفسي لاستقباله.

البحث عن نشاطات مجتمعية للطفل الأول

ولو كان سن طفلك الأول يسمح بالنزول إلى الحضانة، فالأفضل لك وله وللطفل الصغير أن تقدمي على هذه الخطوة. وما يميز أمر كهذا هو أن الطفل الأول سيجد ما يشغله ويملأ فراغه؛ حتى تستطيعين القيام بواجباتك نحو صغيرك الجديد ونحو نفسك بهدوء أعصاب.

كوني رفيقة بنفسك

العودة إلى العمل بعد الحمل كوني رفيقة بنفسك

من المهم للغاية أن تكوني هادئة مرتاحة البال والجسد؛ فهناك أكثر من شخص في حاجة إليك؛ ولا يمكن إغفال أي من المسؤوليات التي أصبحت على عاتقك. وحتى لا يصل بك الأمر إلى الشعور بالضغط النفسي الشديد، الذي قد يؤدي بك إلى التقصير في واجباتك أو الإساءة إلى أطفالك، عليك وضع جدول لكل ما عليك القيام به. وليشمل هذا الجدول بعض الوقت الذي تعتنين فيه بنفسك.

اجعلي الوقت الذي تقضينه مع طفلك مثمرا

ليست العبرة في عدد الساعات التي تقضينها مع طفلك؛ وإنما العبرة تكون بالأثر الذي تتركينه في نفس الطفل عند الجلوس معه. والحقيقة أن بعض الأمهات يقضون أغلب اليوم مع أطفالهن؛ بيد أن الرابطة بينهن وبين الأطفال تكون ضعيفة للغاية؛ وذلك بسبب أن الأم تتعامل بشكل سيء يجعل الصورة الذهنية لدى الطفل عنها تكون غير جيدة. وعند العودة إلى العمل بعد الحمل لابد وأن تجعلي الوقت الذي تقضينه مع طفلك ممتعا لك وله. وفي حال كان لديك أطفال آخرون، فلتخصصي لهم وقتا للعب والتعلم.

وأخير.. عليك في كل الحالات وضع أطفالك ضمن أولى أولوياتك. وفي حال كانت العودة إلى العمل بعد الحمل قد تعيقك من أداء مهامك تجاه أطفالك، فمن الممكن تأجيل هذا القرار بعض الوقت؛ وذلك لأن السنوات الأولى في عمر الطفل تعتبر الأساس الذي ينبني عليه الكثير من الأشياء بقية حياته؛ فلتوفيه حقه خلال هذه المدة، ثم لتتجهي إلى عملك راضية مطمئنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى