صحة الحامل

العناية بالحبل السري : كل ما تودين معرفته عن هذا الأمر بعد الولادة

على الرغم من أنها ليست من العمليات المعقدة، إلا أن العناية بالحبل السري للطفل بعد الولادة تعد أحد أهم الأمور التي لابد من معرفة الكيفية الصحيحة للقيام بها. والسبب في ذلك أن الخطأ الذي قد نراه بسيطا قد يؤدي إلى مشكلة كبيرة للرضيع.


هل من اللازم للأمهات معرفة كيفية العناية بالحبل السري قبل الولادة؟ بالطبع لابد وأن تكون الأم ملمة بكل التفاصيل التي تتعلق بهذه العملية. والحبل السري يظل عالقا ببطن الجنين ويبقى جزء منه داخلها، وكأنها العلامة الأكيدة على اتصاله بأمه جسديا ونفسيا. وكثيرا ما نرى الأمهات الجدد يخشين من فكرة أن هناك جزءا من الحبل السري لا زال عالقا في بطن الجنين. كما أن الكثيرات لا تكون على دراية بأهم الأمور التي تخص العناية بالحبل السري وكيفية التعامل معه بعد الولادة. ومن خلال هذا المقال سنورد لك أهم ما يمكن معرفته حول الحبل السري وأفضل طرق التعامل معه حتى يسقط بأمان ولا يتسبب في حدوث أي مشكلة للطفل.

ما هو الحبل السري؟

الحبل السري هو المصدر الذي يعتمد عليه الجنين في غذائه خلال فترة الحمل. ويتصل الحبل السري ببطن الطفل من ناحية، ومن الناحية الأخرى يتصل بالمشيمة الموجودة داخل الرحم، والتي تعتبر مصنع غذاء الطفل. يقوم الحبل السري بمهمتين أساسيتين، وهما توصيل الغذاء من جسم الأم إلى الجنين وتوصيل فضلات الجنين إلى جسم الأم ليتخلص منها. ويبلغ طول الحبل السري حوالي 50 سم.

هل الحبل السري متصل بسرة الأم؟

لا علاقة للحبل السري الخاص بالجنين بسرة الأم لوا يكون متصلا بها على الإطلاق. والحبل السري يصل ما بين الجنين من ناحية والمشيمة من ناحية أخرى. وتكون المشيمة متواجدة داخل رحم الأم وملتصقة به لتقوم بعملها في توصيل الغذاء من جسم الأم للجنين وتوصيل فضلات الجنين إلى جسم الأم.

قطع الحبل السري

عند الولادة يتم قطع الحبل السري وفصل جسم الجنين عن جسم أمه ليبدأ رحلته المستقلة، بعد أن كان خلال فترة الحمل جزءا لا يتجزأ من جسم الأم. ويقوم الطبيب بقطع الحبل السري على مراحل عدة؛ فهو يعمد إلى ربط الحبل السري من جهتين مقابلتين حتى يضمن فصل الجنين عن جسم الأم وعودة الدم الموجود به إلى جسم الاثنين قبل أن يقوم بعملية القطع. وتظل بقايا من الحبل السري عالقة ببطن الجنين، تحديدا في منطقة السرة. وبعد مرور عدة أيام، أو أسابيع، تسقط هذه البقايا وتترك خلفها السرة كعلامة على ارتباط الطفل بأمه من البداية للنهاية.

تأخير قطع الحبل السري

من الأمور الشائعة لدى أطباء الستينيات في مسألة العناية بالحبل السري الإسراع بقطع الحبل السري عند الولادة، ظنا منهم أن هذا يفيد الأم ويقيها من نزف ما بعد الولادة. ولكن تبين أن هذا الأمر لا علاقة له بالنزف الذي يحدث بعد الولادة ولا فائدة من ورائه للطفل أو الأم. كما أوضحت الأبحاث الحديثة أهمية ترك الحبل السري متصلا لحوالي ثلاث إلى أربع دقائق بعد الولادة لعدة فوائد، وهي:

  • السماح للدم الموجود داخل الحبل السري بالعودة إلى جسمه؛ حيث أن ثلث دم الجنين يكون داخل الحبل السري.
  • السماح بتطور النمو العصبي لدى الطفل، والذي يترك أثره حتى يبلغ عامه الرابع. ويظهر ذلك من خلال نشاطاته الاجتماعية والحركية.
  • حصول الطفل على مخزون الحديد الذي يكفيه حتى يبدأ في تناول الطعام الصلب؛ حيث أن حليب الأم يفتقر إلى الحليب. ويتواجد هذا المخزون في الدم الذي يعود من الحبل السري إلى جسم الطفل.
  • زيادة حجم الدم لدى الطفل. ويعتبر ثلث الدم الموجود داخل المشيمة كافيا لتغذية الكلى والرئتين والكبد لديه.
  • حصول الطفل على أكبر قدر ممكن من الخلايا الجذعية الموجودة داخل الحبل السري؛ والتي من الممكن أن تعمل على إصلاح أي تلف يحدث وقت الولادة، وخاصة بمنطقة الدماغ.
  • ضبط ضغط الدم في الأيام الأولى للطفل وعدم احتياجه لأدوية ضبط الضغط أو نقل الدم.
  • تفادي مشكلة نزيف الدماغ الذي يحدث لعدد لا بأس به من الأطفال في أيامهم الأولى.

أين يذهب الحبل السري بعد الولادة؟

حتى وقت قريب كان الطبيب المشرف على الولادة يتخلص من الحبل السري والمشيمة ويتعامل معهما على أنهما نفايات طبية، ليس إلا. وفي الوقت الحالي أصبحت هناك طفرة طبية وعلمية بينت الفوائد الجمة التي من الممكن أن تعود على الطفل أو أقربائه من الدرجة الأولى في المستقبل إذا تم الاستفادة من دم الحبل السري وتخزينه بما يعرف ببنك الدم. ويحتوي دم الحبل السري هذا على خلايا جذعية تعمل على الشفاء من كثير من الأمراض المزمنة التي لم يحد الطب علاجا لها حتى الآن. وفي حال كان الأبوان يرغبان في تخزين دم الحبل السري الخاص بطفلهم، يتوجهون إلى أحد المراكز التي تقوم بهذا الشيء ويقومون بتوقيع عقد يضمن دفع المبلغ اللازم لتخزين الدم وبدء المركز في إجراءات التخزين بعد الولادة مباشرة. وعند الولادة يكون هناك مندوب من المركز في لحظة خروج الجنين ويقوم بتعبئة أكبر قدر ممكن من الدم الموجود بالحبل السري في كيس طبي يحفظه ويضعه في براد محمول ويتجه به فورا على المركز لتتم عملية التخزين.

العناية بالحبل السري للمولود

ذكرنا فيما سبق أن بقايا الحبل السري تظل عالقة ببطن الطفل المولود لمدة تصل إلى سبعة إلى عشرة أيام، وقد تصل إلى ثلاثة أسابيع. وخلال هذه الفترة يحتاج هذا المكان إلى عناية خاصة حتى يجف الحبل السري شيئا فشيئا ويسقط من تلقاء نفسه. وفي بعض الحالات يأبى الحبل السري إلا أن يسقط فيضطر الطبيب إلى إزالته بنفسه. وإليك خطوات العناية بالحبل السري بعد الولادة بالطريقة الصحيحة فيما يلي:

  1. لابد من إحضار الكحول الطبي الذي يستخدم في هذه الحالات ورش القليل منه على بقايا الحبل السري في كل مرة يغير الطفل فيها الحفاض. ويفضل الرش فوق المشبك الممسك بالحبل السري وتحته.
  2. يحظر وصول الماء أو البلل إلى الحبل السري قبل أن يسقط ويجف مكانه تماما؛ فمن المفترض أنه لا يسقط قبل أن يجف، ووصول الماء إليه عند تحميم الطفل أو ماء البول المتسرب من الحفاظة يفسد عملية الجفاف ويرطب المكان، بل ويلوثه ويسبب إصابته بالالتهابات.
  3. يحظر محاولة شد القطعة المتبقية من الحبل السري بعد أن تجف، حتى ولو كانت على وشك السقوط. دعيها تسقط بنفسها، فهذا أفضل بالتأكيد.
  4. ليس مستغربا أن تجدي قطرات بسيطة من الدم تخرج من منطقة السرة قبل سقوط الحبل السري. ولكن إن زاد الأمر عن الحد فيفضل استشارة الطبيب.

العناية بالحبل السري بعد سقوطه

بعد سقوط الحبل السري تحتاج منطقة السرة إلى بعض العناية، والتي تشمل النظافة وعدم غمرها بالماء. وإليك نقدم كيفية العناية بالحبل السري بعد سقوطه:

  1. صحيح أن الحبل السري قد سقط بالفعل، إلا أن المكان لا يتحمل الماء أو التلوث حتى هذا الحين. وعلى الأم ثني الحفاظة إلى الداخل حتى لا يصل البول إلى منطقة السرة ويلوثها محدثا التهابات بها.
  2. تستلزم العناية بالحبل السري يفضل تأجيل تحميم الطفل وغمره بالماء حتى يمر ثلاثة أيام على الأقل على سقوط الحبل السري، لضمان أن المكان قد جف تماما.
  3. لابد من تنظيف المكان جيدا بصفة يومية باستخدام قطعة من القطن المبلل بالماء الفاتر، حتى لا تحدث التهابات وتظهر رائحة كريهة بالمكان.
  4. في حال ظهر ما يسمى بالورم الحبيبي بمكان السرة بعد سقوط الحبل السري، وهو عبارة عن نسيج لونه وردي يخرج منه سائل أصفر، لا داعي للخوف، فهو سيختفي من تلقاء نفسه. ولو استمر لفترة طويلة فلابد من مراجعة الطبيب.

تأخر سقوط الحبل السري

كما سبق وأسلفنا، هناك بعض الحالات التي يتأخر فيها سقوط الحبل السري. وقد يكون هذا طبيعيا، كما أنه قد يكون عائدا إلى مشكلة ما في جهاز الطفل المناعي أو إهمال الأم العناية بالحبل السري بشكل سليم. وعلى الأم الانتظار لمدة أسبوعين على الأكثر؛ فإذا لم يسقط الحبل السري فيفضل استشارة الطبيب والبحث عن أسباب المشكلة أو الاطمئنان إلى أن هذا أمر طبيعي ولا مشكلة فيه.

مشاكل العناية بالحبل السري بعد الولادة

بعد الولادة تحدث بعض المشكلات التي تفاجأ بها الأمهات، والتي تحتاج إلى العناية بالحبل السري بشكل مكثف. وهذا لا يحدث لجميع الأطفال بالتأكيد. وأهم المشاكل التي تحدث للحبل السري بعد الولادة هي ما يلي:

  1. مشكلة النزيف المستمر: وقد ذكرنا فيما سبق أن نزول قطرات من الدم من السرة لا يدعو للقلق، حتى ولو قامت الأم بمسحها ثم نزل غيرها في نفس الوقت. ولكن لو كانت هناك كميات كبيرة من الدم تنزل من السرة فلابد من الذهاب إلى الطبيب. وهناك عدة أسباب تعود وراء إصابة الطفل بنزف السرة بعد الولادة، والتي تشمل عدم ربط الحبل السري جيدا من قبل الطبيب المشرف على الولادة أو وجود التهابات بالسرة أو نقص فيتامين ك لدى الطفل بسبب عدم مروره إليه من خلال حليب الرضاعة أو عدم مروره من خلال الحبل السري أثناء الحمل وإصابة الطفل بما يعرف بالداء النزفي عند المواليد.
  2. مشكلة الورم الحبيبي: وهو ورم يظهر في سرة المولود ويكون طريا يسهل تحريكه ويمكن لحجمه أن يتضاعف ويفرز سائلا أصفر اللون بدرجة تميل إلى البياض. ولا يسبب الورم الحبيبي أي ألم للمولود، غير أنه يرفع من درجة حرارة جسمه. ويحتاج علاج الورم الحبيبي إلى المداومة على وضع الكحول على السرة لمدة قد تصل إلى 7 أيام. وفي حال ظل الورم على حاله لابد من الرجوع إلى الطبيب ليقوم بعملية كي للورم باستخدام نترات الفضة.
  3. مشكلة فتق السرة: بعد قطع الحبل السري تبرز السرة في بعض الحالات فيما يعرف بالفتق السري. وعند إصابة الطفل بهذا الفتق يلاحظ ازدياد حجم السرة عندما يبكي الطفل أو يضحك أو يحاول التبرز. ولأن السرة تحتوي على جزء من أمعاء الإنسان، قد يسبب الإصابة بهذا الفتق مشاكل في الهضم لدى الطفل. ويمكن للأم معرفة ما إذا كان طفلها مصابا بفتق السرة أم لا عن طريق حجم سرة المولود، حيث يسبب الفتق وصول حجمها إلى حجم الليمونة، أو أصغر بقليل. وفي بعض الحالات يتم الشفاء من فتق السرة دون أي تدخل طبي. وفي حال ظل الوضع كما هو يقوم الطبيب بالتدخل الجراحي لإزالة الفتق. ولكن لا يمكن إجراء هذه العملية قبل أن يبلغ الطفل عامين إلى أربعة أعوام، على أمل أن يزول الفتق من تلقاء نفسه.

هذه هي أهم الأمور التي على الأم الالتفات إليها بخصوص العناية بالحبل السري بعد الولادة والكيفية الصحيحة للتعامل معه حتى يسقط دون أي مشاكل.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى