نحو الحمل

الحمل بعد الثلاثين : ما يحب مراعاته إذا أردتِ الحمل بعد سن الثلاثين

سواء كنت ترغبين في الحمل بعد الثلاثين أو قبل ذلك، فإنه جدير بك معرفة طبيعة الحمل في كل عمر تمرين به. وهذا يسهم كثيرا في نجاح التجربة وإنتاج طفل صحيح من الناحية النفسية والبدنية. تابعي القراءة لتعرفي أهم ما يتعلق بهذا الأمر.


بالطبع يختلف الحمل بعد الثلاثين عنه قبل الثلاثين؛ وذلك من جميع النواحي؛ سواء الصحية أو النفسية أو الاجتماعية. وهناك من الآراء ما تميل إلى أفضلية الحمل قبل الثلاثين؛ كما أن هناك منها ما ترى العكس؛ ولكل حجته ووجهة نظره. والحقيقة أن هناك الكثير من السيدات لا ترتبط لديها قناعتها بالواقع؛ فقد يفرض الواقع عليها ما لا تحب. أليس هناك امرأة تريد تأخير الإنجاب، ولكنه يحدث باكرا؟ أليس هناك امرأة تتوق إلى الحمل قبل الثلاثين؛ بيد أن هناك ظروف تحول دون ذلك؟ إذن المسألة لا تتعلق بالفكرة التي تتبناها المرأة؛ وإنما هي عدة عوامل تسهم في فرض الواقع. والأفضل لكل سيدة أن تعلم كيفية التصرف والتعامل الصحيح في حال حدوث الحمل قبل الثلاثين أو بعده؛ أو حتى في الأربعين.

خلاف على الحمل بعد الثلاثين

الحمل بعد الثلاثين خلاف على الحمل بعد الثلاثين

كنا منذ وقت قصير مضى نعتقد ونؤمن عن قناعة أنه من الأفضل أن تحمل المرأة قبل بلوغها سن الثلاثين؛ وأن الحالة الصحية والبدنية تكون أنسب لهذه العملية التي تحتاج كل مرحلة منها إلى جهد كبير؛ وهذا كلام سليم تعرفه كل من مرت بهذه التجربة ولاقت عنائها. وهناك من الآراء الطبية ما يثبت خطورة الحمل بعد الثلاثين وآثاره السلبية على كل من الأم والجنين. وظل هذا المبدأ سائدا بيننا حتى وقت قصير؛ حتى أنه هناك بعض السيدات اللاتي تفزعن من فكرة الحمل بعد الثلاثين، وتتعجل الحمل دائما، وتصاب بالخوف والهلع إذا ما تأخر، وتتعجل الزواج، وتسعى للحمل بعد الزواج مباشرة.

ومن وقت قصير مضى، أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الحمل بعد الثلاثين ليس له عيوب؛ بل إن له بعض المزايا؛ سواء بالنسبة للأم أو الجنين. واتضح من هذه الدراسات التي أجريت على أطفال ولدوا في سن الثلاثين وآخرين ولدوا في سن العشرين، اتضح أن هؤلاء المولودين في سن الثلاثين هم أكثر ذكاء من غيرهم، وأعلى تحصيلا للمعلومات وأفضل في المستوى الدراسي. وبالطبع كل هذا له أسبابه التي سنتحدث عنها فيما هو آت.

مزايا الحمل بعد الثلاثين

قلنا في السطور السابقة أن الحمل بعد الثلاثين يحمل بعض المزايا التي لا يمكن التهاون بها. وهذه المزايا تشمل الآتي:

عادة ما تكون الأم في مجتمعاتنا مستقرة من الناحية المهنية والمجتمعية بداية من سن الثلاثين، وليس العشرين؛ ففي العشرينيات تتخرج الفتاة من الجامعة لتجد نفسها أمام مهمة كبيرة تتلخص في البحث عن الخطوة القادمة والوظيفة المناسبة لها. وفي بعض الحالات يكون الطريق الدراسي لا زال طويلا، والفتاة تميل إلى أن تكمل دراستها ولا تتوقف عند الشهادة الجامعية. وبالطبع في حالة الفتاة التي تبحث عن وظيفة أو تلك التي تنوي إكمال دراستها لا يمكن الاستقرار أبدا إلا في خلال سنوات عدة. ولو حدث الزواج والإنجاب في ظل هذه الظروف، فبالطبع ستتأثر المرأة بحجم الضغط النفسي عليها والمسؤوليات الكثيرة الواجب عليها حملها. ولا يمكن أبدا أن تكون المرأة تعمل بوظيفة غير مناسبة؛ بحيث تأخذ من وقتها الكثير ولا تدر لها ما تحتاج من الناحية المادية، وفي نفس الوقت تقوم بمهمة الإنجاب والاهتمام الجيد بالأطفال. وأما في سن الثلاثين، فالوضع يكون أكثر استقرارا، وتكون المرأة قد حققت ذاتها من الناحية الدراسية والمهنية.

كذلك، فإن مدى التناغم بين الزوجين لا يحدث بين يوم وليلة. ونحن دائما ندعو هؤلاء الذين يبحثون عن البيئة التربوية الصحيحة إلى التمهل في الإنجاب وترك مساحة ليتعرف كلا الطرفين على الآخر حق المعرفة ويفهمه ويعرف عيوبه ويعرف الكيفية التي يتعامل بها مع هذه العيوب ويستقر تماما ويشعر بالرضا والاطمئنان إلى هذا الشريك ويرى أنه الأنسب من بين كل الناس. ولا ينكر أحد إلى أن الجو الأسري المحيط بالطفل منذ بداية الحمل ومرورا بالولادة والتربية في سنواته الأولى يؤثر على مدى نبوغه ومستوى ذكاؤه وصحته النفسية. وتجربة الإنجاب التي تشتمل على الحمل والولادة والرعاية الكاملة للطفل تحدث بعض التغيرات عند المرأة؛ الأمر الذي لا يتفهمه إلا الأب الذي يعرفها قبل حدوث ذلك تمام المعرفة؛ فجاءت أفضلية الحمل بعد الثلاثين من هنا.

وفي مجتمعاتنا كثيرا ما تخوض المرأة تجربة الزواج والحمل والولادة دون أي خبرة تذكر. وهذا يؤثر بالطبع على الطفل بشكل كبير؛ فالأم التي لديها الوعي الكامل والتثقيف الذي يمكنها من إنجاب طفل صحيح جسديا ونفسيا بالتأكيد هي أفضل من تلك التي لا تعرف كيفية التعامل بشكل صحيح مع كل هذه الأمور. والخبرة في جميع مناحي الحياة، بما فيها جانب الأمومة وتحمل مسؤوليتها، تكون أكثر بعد الثلاثين؛ كما أن هناك من النساء من لا تحب تحمل مسؤولية كهذه في سن صغيرة؛ مما يجعلها تسعد بتأجيل الحمل وتشعر بالضيق إذا ما حدث باكرا.

أضرار الحمل بعد الثلاثين

الحمل بعد الثلاثين أضرار الحمل بعد الثلاثين

بعدما عرضنا مزايا الحمل بعد الثلاثين، نسرد سويا مساوئه؛ والتي تتلخص في الآتي:

قلة الخصوبة

نحن نعلم أن المرأة تولد بعدد معين من البويضات؛ وكلما تقدمت في السن، كلما استهلكت عددا من هذه البويضات. والمؤسف أنه ليست المشكلة فقط كامنة في قلة عدد البويضات؛ وإنما في جودتها؛ فهي تصبح أقل، وتصاب بالاضطرابات الوراثية التي من الممكن أن تتسبب في تشوهات جسدية أو عقلية للأطفال. وقد تم ربط بعض الأمراض، مثل متلازمة داون بالحمل بعد الثلاثين.

الأمراض المرتبطة بسن الثلاثين

هناك بعض الأمراض التي عادة ما ترتبط بتقدم المرأة في العمر؛ والتي قد تبدأ من سن الثلاثين فما فوق. وهذه الأمراض تشمل الضغط والسكري وغيرها من الأمراض التي قد تكون وراثية. صحيح أن المرأة قد تصاب بهذه الأمراض كمتلازمة مع الحمل، إلا أن كونها موجودة بالفعل يجعل الأمر أكثر صعوبة.

زيادة فرص الإجهاض

لأن البويضة كثيرا ما تكون مشوهة في حال الحمل بعد الثلاثين، فإنه كثيرا ما يحدث أن يتم الإجهاض. وقد أثبتت الدراسات ارتفاع نسبة حالات الإجهاض عند الحمل بعد الثلاثين عن قبل ذلك.

الحفاظ على الحمل بعد الثلاثين

على الرغم من المخاطر التي تحيط بالحمل بعد الثلاثين، فهذا الأمر لا يعد من المستحيلات. ويمكن للمرأة الحمل بعد الثلاثين بنجاح إذا ما اتبعت النصائح التالية:

  1. قبل حدوث الحمل، لابد من التوجه إلى الطبيب المختص وأخذ رأيه في مسألة الحمل والتأكد من أن جسمك جاهزا لهذه العملية من الناحية الصحية.
  2. في حال كنت تعانين من بعض الأمراض، فلابد من معرفة ما إذا كان بإمكانك التعايش مع هذا المرض في وجود الحمل أم لا؛ والكيفية التي يتم بها ذلك.
  3. اتبعي نظاما غذائيا صحيا؛ واجعلي ذلك نهجا لك طيلة حياتك؛ فذلك يزيد من فرص حملك في سن متأخر.

وأختتم بأنه على الرغم من أن سن المرأة يحدد الكثير من الأشياء المتعلقة بمسألة الإنجاب، فإن نمط الحياة هو المتحكم الرئيسي في ذلك؛ فتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والحفاظ على الحالة الصحية بدنيا ونفسيا للجسم يجعل المرأة أكثر شبابا مهما تقدمت في العمر. وكم من النساء اللاتي أنجبن بنجاح بعد الثلاثين، أو حتى الأربعين!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى