الطفل

كيف تحفظي أدوية الأطفال وهل يجب فصلها عن أدوية البالغين؟

إذا ما أصيب طفلنا بالسعال أو الحمى أو ما إلى ذلك، نهرع إلى صيدلية المنزل أو الثلاجة ونعطيه مما نراه مناسبا من الأدوية المخزنة فيهما دون أن نعرف شيئا عن كيفية حفظ أدوية الأطفال ، وهذا ما نسلط عليه الضوء في الأسطر القليلة التالية.


تعج رفوف الثلاجات والصيدليات المنزلية بالكثير من أدوية الأطفال التي نراها لا غنى عنها في بيوتنا، كمخفضات الحرارة والكحة والمضادات الحيوية والأقماع وما إلى ذلك، لكن أهم أمر عند إعطاء الأدوية للأطفال هو أن تكون محفوظة بطريقة صحيحة، حيث يؤكد الصيادلة وأطباء الأطفال أن أدوية الأطفال قد تعطب بعد وقت قصير جدا من فتحها، رغم امتداد صلاحيتها العامة لسنتين أو يزيد، لذا يجب على الأم؛ إذ هي المسؤولة في المقام الأول عن إعطاء الدواء لطفلها، أن تعرف كيف تحفظ أدوية طفلها بطريقة سليمة وآمنة. لمعرفة أسباب ضرورة الحفاظ على أدوية الأطفال ومعلومات بالغة الأهمية عن صلاحيتها وطرق حفظها وتخزينها بطريقة صحيحة ونصائح قيمة أخرى في هذا الموضوع المهم للغاية، تابعي قراءة هذا المقال الجامع.

لماذا يجب أن تحفظي ادوية الأطفال بشكل سليم؟

الأدوية بوجه عام هي تركيبات طبيعية أو كيميائية، تشتمل على مجموعة من المواد، كالمواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم والرائحة، إلى جانب المادة الفعالة الرئيسية، وهي أهم مادة لعلاج المرض، وربما تحتوي أيضا على مادة تسهم في إذابة المادة الرئيسية وامتصاصها. لذا يجب حفظ الأدوية، وبخاصة أدوية الأطفال، بعناية خاصة، وذلك لوقايتها من التلف، بالتحلل أو التعفن ونمو الفطريات، أو تحولها إلى مواد سامة في بعض الأحيان، وذلك لضمان بقاء المادة الفعالة بالدواء نشطة، ومن ثم نضمن فعاليتها في علاج المرض المخصصة له وفقا لاستشارة الطبيب، والاستفادة منه على أكمل وجه مما يوفر علينا الكثير من نفقات الرعاية الصحية. كما أن حفظ أدوية الأطفال يضمن، إذا ما تم بالصورة الصحيحة التي سنذكرها بالتفصيل في الأسطر التالية، عدم ابتلاع الأطفال لها أو استخدامهم لها بطريقة سيئة، وبالتالي عدم وقوع أي حالات تسمم دوائي بينهم لا قدر الله.

كيف تعرفين صلاحية أدوية الأطفال؟

قبل أن تقومي بتخزين أدوية طفلك، يتعين عليك أولا معرفة مدة صلاحيتها. هذا الأمر قد يغفل عنه الكثير من الأمهات، أو ربما لا يعلمن أصلا كيف يعرفن تاريخ صلاحية الدواء؛ إذ تعتقد الأمهات أن التاريخ الذي يشير إلى مدة الصلاحية العامة، أي مدة الصلاحية قبل الفتح، المسجل على علبة الدواء من الخارج هو ما يجب الانتباه إليه فحسب لمعرفة صلاحية الدواء، وهذا خطا فادح، فما زال هناك تاريخ آخر يجب مراجعته؛ إذ قد تختلف صلاحية الدواء بمجرد فتح العبوة أول مرة. إذا نظرنا إلى النشرة المرفقة بالدواء سنجد فيها معلومات أخرى بالغة الأهمية، من بين هذه المعلومات تاريخ صلاحية الدواء بعد فتح الزجاجة لأول مرة أو خلط المسحوق الدوائي بالماء في حالة أدوية الشراب أو الأدوية المعلقة. لذلك، لا تنسي، عزيزتي الأم، أن تتأكدي من مدة صلاحية الدواء بعد فتح العبوة من خلال مراجعة تعليمات الشركة المنتجة الموجودة في النشرة الداخلية المرفقة بالعبوة، ولا تكتفي بقراءة تاريخ الصلاحية العامة فقط، فالاحتفاظ في الثلاجة بدواء شرب خافض للحرارة مثلا لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر لا يضمن سريان مفعوله حتى وإن كان التاريخ المذكور على العبوة من الخارج يشير إلى تاريخ بعيد.

وهناك نوعان من أدوية الأطفال على هيئة الشراب، نوع في صورة شراب سائل ونوع في صورة مسحوق يتم تحليله بإضافة الماء المعلق إليه. وبوجه عام، يمكن تخزين النوع الأول بعد فتح العبوة لمدة ثلاثين يوما، ما لم تشير إرشادات الشركة المصنعة إلى مدة أخرى، بالزيادة أو النقصان، أما النوع الثاني، فلا يمكن الانتفاع به بعد أسبوعين من تحليله. ومن أدوية الشراب ما يمكن تخزينه بعد فتحه لمدة تسعين يوما، وهي مدة الاحتفاظ ببخاخات الأنف والكريمات أيضا. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يمكن الاحتفاظ بالقطرات التي يتم تناولها عن طريق الفم إلا لمدة ثلاثين يوما، أما مراهم وقطرات العين فيمكن الاحتفاظ بها لمدة 28 يوما فحسب حتى لا تصيب العين بالتهابات، أما قطرات الأنف والأذن فلا تحفظ إلا لمدة تتراوح بين 15 و21 يوما فحسب. أما الكبسولات والأقراص فمدة صلاحيتها هي الأطول على الإطلاق، حيث تمتد مدة صلاحية هذه الأدوية الصلبة لوقت أطول من مدة صلاحية الحقن والقطرات وأدوية الشراب والأدوية المعلقة والأدوية ذات الصورة السائلة بوجه عام، ولذلك يمكن أن تبقى المادة الفعالة بالحبوب والكبسولات فعالة حتى آخر يوم من تاريخ الصلاحية المسجل على العبوة، بالطبع إذا ما تم تخزينها بالطريقة الصحيحة.

كيف تحفظين أدوية الأطفال في المنزل؟

ينبغي أن تحرص الأم على حفظ أدوية الأطفال بالصورة السليمة للأسباب التي أسلفنا. ويعتقد جل الأمهات أن جميع الأدوية، أيا كان نوعها، لا بد أن تحفظ في الثلاجة ؛ توهما منهن أن ذلك يمنع فسادها ويحافظ على سلامتها وفعاليتها. لكن هذا اعتقاد خطأ تماما؛ فكما تؤثر الحرارة العالية على المادة الفعالة بالدواء، من الممكن أن يؤثر عليها التبريد أيضا تأثيرا سلبيا إن لم تكن هناك حاجة إليه. لذلك لا يجب حفظ الدواء في الثلاجة إلا إذا أوصت بذلك نشرة الشركة المصنعة المرفقة بالعبوة أو الصيدلاني أو الطبيب المختص. ومن الأدوية التي تحتاج إلى الحفظ في الثلاجة قطرة العين والأدوية المعلقة وأدوية الشراب بوجه عام كمخفض الحرارة والمضاد الحيوي بعد أن يحلّ بالماء والمسكنات ومعظم أنواع الحقن، ويفضل أن تحفظ هذه الأدوية على أحد الأرفف السفلية بالثلاجة، حتى لا تكون عرضة للبرودة المجاوزة للحد.

أما باقي الأدوية كالحبوب ومعظم الكبسولات والأقماع أو التحاميل والدهانات والمراهم فيجب الاحتفاظ بها خارج الثلاجة، في مكان جاف، معتدل الحرارة، كدرجة حرارة الغرفة العادية، وهي 25 درجة سيليزية، بمنأى عن ضوء الشمس وأشعتها المباشرة والحرارة المرتفعة والرطوبة، فجميعها عوامل تسرع بإتلاف المواد الدوائية. كما ينبغي أن يكون المكان الذي تقومين بتخزين الأدوية فيه أو الصيدلية المنزلية مكانا مقفلا، لا يمكن لأطفالك الوصول إليه، فلا يجب بحال أن تحفظ الأدوية في غرفة الأطفال مثلا، أو في درج غير مقفل، أو على رف على مستوى منخفض. وذلك لسببين، أولهما أنها ستكون بذلك في متناول الأطفال، مما يضاعف من احتمالية تناول الأطفال منها وقد يؤدي ذلك إلى مخاطر كثيرة، كالتسمم مثلا، وثانيهما أنها ستكون معرضة لتأثير عوامل الرطوبة والحرارة، والتي ينتج عنها فساد الدواء أو بطلان فعاليته.

هل يجب فصل أدوية الأطفال عن أدوية البالغين؟

ينبغي فصل أدوية الأطفال عن أدوية البالغين حتى لا تختلط بها، أو يحدث لبس عند تناولها فيعطى للصغير من دواء الكبير أو العكس، كما أن الاحتفاظ بـ أدوية الأطفال يختلف عن الاحتفاظ بأدوية الكبار، فأدوية وعلاجات البالغين، والتي تكون في الغالب عبارة عن حبوب وأقراص، لا يضر استعمالها بعد الاحتفاظ بها لمدة طويلة، طالما كانت سارية الصلاحية ومحفوظة بشكل سليم وفقا للإرشادات المدونة بنشرة الدواء، أما أدوية الأطفال ، كالمضادات الحيوية وخافضات الحرارة ومهدئات الكحة ودهانات العين والبشرة، فأغلبها يفسد بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من فتح العبوة كما أوضحنا، ناهيك عن تسممها وتحولها إلى مواد ممرضة، بل قاتلة، حتى وإن كان تاريخ الصلاحية العامة ما زال ساريا.

نصائح ومحاذير حفظ أدوية الأطفال

  • احرصي على تدوين تاريخ فتح العبوة عليها عند فتحها لأول مرة؛ إذا يساعدك هذا الأمر عند حفظ الدواء على حساب مدة صلاحيته بعد الفتح وفقا لإرشادات الشركة المصنعة.
  • أحكمي إغلاق الدواء قبل تخزينه، سواء كنت ستحفظينه في الثلاجة أو خارجها.
  • احرصي على إبقاء الأدوية في حاوياتها الأصلية، ولا تفرغيها من عبواتها الأصلية، واحتفظي في كل عبوة دوائية بلصاقات الدواء ونشرته الداخلية، فهي تحتوي على إرشادات تخزين الدواء وتاريخ انتهاء صلاحيته، بالطبع إلى جانب تعليمات أخرى من الأهمية بمكان.
  • احرصي على قراءة تعليمات النشرة الداخلية الخاصة بكل دواء من أدوية طفلك على حدة، وخاصة في حالة المضادات الحيوية، فقد تشير إلى ضرورة تخزين الدواء بطريقة خاصة. كما يمكنكِ سؤال الصيدلي عن الطريقة السليمة لتخزين الدواء عند شرائه، وهل يحتاج إلى حفظه في الثلاجة أم في درجة حرارة الغرفة.
  • لا تضعي أكثر من دواء من أدوية الأطفال في علبة واحدة، حتى تتمكني من التعرف على كل منها ومراجعة تاريخ الصلاحية الخاص به بسهولة ويسر.
  • احرصي حال استعمالك أي دهان أو كريم موضعي للطفل على ارتداء قفاز نظيف في كل مرة، حتى لا تتلوث العبوة بأي ميكروبات، وبالتالي يتم تخزينها ملوثة بالميكروبات.
  • لا تحفظي دواء بالفريزر، ولا في الحمام، ولا في المطبخ، ولا في السيارة، ولا بالقرب من مصدر ماء أو ضوء شديد أو سخونة أو رطوبة، فكل ذلك يتسبب في تحلله ومن ثم يعجل بتلفه.
  • احذري أن تعطي لطفلك أي دواء تغيرت رائحته أو لونه أو قوامه أو ظهرت عليه أي بقع، حتى وإن كانت مدة صلاحيته لم تنته بعد، لأنه بذلك تحول إلى مادة فاسدة أو سامة، مما يشكل خطرا كبيرا على طفلك، لذا عليك أن تتخلصي منه على الفور بشكل آمن.
  • يفضل أن تتخلصي من الأدوية التي يمتد تاريخ صلاحيتها لأكثر من عام قبل شهر كامل من ذلك التاريخ، وفقا لتوصيات جملة من المتخصصين في مجال إنتاج الأدوية وصناعتها.
  • يفضل تخصيص مكان واحد، كدولاب صغير بقفل، ليكون هو صيدليتك المنزلية، وضعي فيه كافة الأدوية التي لا تحتاج إلى أن تحفظ في الثلاجة، ويفضل ألا تضعي فيه شيئا آخر من غير الأدوية، مع مراعاة أن يكون بعيدا عن الشمس والضوء والحرارة والرطوية وبمنأى عن متناول الأطفال، كما ذكرنا آنفا، واحرصي على ترتيب وتصنيف وتنظيف صيدليتك المنزلية باستمرار والتخلص من الأدوية المنتهية الصالحة أو التي لا حاجة إليها.

وفي الختام، تذكري أن الدواء سلاح ذو حدين، فإذا استخدمتيه بشكل سليم وفقا لاستشارة الطبيب المختص، وحفظتيه بطريقة صحيحة وفقا لإرشادات الجهة المصنعة، صار فعالا في شفاء طفلك بإذن الله، وإن أسأت استخدامه أو حفظه، بات خطرا محدقا بطفلك؛ لذا أؤكد مجددا على ضرورة قراءة تعليمات الشركة المنتجة للدواء الخاصة بطريقة الحفظ والتخزين، والتي تجدينها في النشرة المرفقة بكل عبوة دوائية، والالتزام بحذافيرها، حتى يكون الدواء آمنا تماما على طفلك. وبعد هذه الجولة الشاملة، أرجو أن أكون قد وفقت في أن أضع بين يديك، عزيزتي الأم، صورة واضحة المعالم عن كيفية حفظ أدوية الأطفال الذين هم فلذات أكبادنا ومصدر سعادتنا.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى