تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف يتم علاج نقص الحديد أثناء الحمل عن طريق المكملات؟

كيف يتم علاج نقص الحديد أثناء الحمل عن طريق المكملات؟

قد تتشابه أعراض نقص الحديد أثناء الحمل مع أعراض الحمل نفسه، لذلك إليك أهم أعراض وأسباب نقص الحديد أثناء الحمل وتعرفي أيضًا كيف يُمكنك علاجه ودرء مُضاعفاته عنكِ وجنينكِ، فكيف يتم علاج نقص الحديد خلال فترة الحمل بالمكملات وبشكل آمن؟

نقص الحديد أثناء الحمل

فترة الحمل من الفترات الفاصلة في حياة المرأة التي قد تكتشف فيها نتائج إهمال سنوات مضت، وتهتم بما قد لن تهتم به في الظروف والأحوال العادية رغم خطورته. ويُعد نقص الحديد أثناء الحمل واحدًا من ضمن الأعراض الخطيرة التي تستهين بها المرأة ولا تنظر إليها إلا إن علمت بحملها، بل وقد تستمر في إهمالها بشكل قد يضر بها وبحياة وصحة جنينها. وللتعرف على أهم أعراض وسُبل علاج نقص الحديد أثناء الحمل أو ما يُعرف بالأنيميا، ومُضاعفات إهمال علاجه التي قد تظهر أثناء الولادة، إليكِ هذا الموضوع.

أعراض نقص الحديد أثناء الحمل

يتميز نقص الحديد أثناء الحمل بمجموعة من الأعراض والعلامات هي:

  • أوجاع الرأس والدوخة.
  • الخمول والشعور الدائم بالتعب واضطرابات النوم.
  • اضطرابات تنفسية وخفقان القلب عند ممارسة أقل مجهود بدني.
  • تساقط الشعر وضعف وتفتت الأظافر.
  • ذبول في الوجه وخلل في توازن الجسم أثناء الحركة مما يُضاعف احتمالات الإجهاض نتيجة التعرض المُحتمَل للسقوط.
  • برودة في الأطراف وشد عضلي.
  • فقدان للتركيز والشهية.
  • زيادة الشعور بالغثيان والقيء، إلى جانب الشعور الطبيعي بهما بسبب أعراض الحمل.
  • التهاب المنطقة حول الفم والشفاه.
  • ضعف المناعة وبالتالي ارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض والعدوى.
  • زيادة المزاجية السيئة عن القدر الطبيعي الذي تُعانيه المرأة الحامل.

ولكن ماذا إن علمتي أشهر أسباب نقص الحديد أثناء الحمل أو قبله فربما تمكنتِ من تفاديها.

أشهر أسباب نقص الحديد أثناء الحمل

عدم الاهتمام بتناول القدر الكافي من الأطعمة الغنية بعنصر الحديد والفوليك أسيد وفيتامينات ب المركبة، مما ينتج عنه سوء تغذية ونقص في العناصر اللازمة لنمو الجنين ومنها الحديد، وكثرة الحمل والولادة خلال فترة قصيرة من الزمن، وهو ما يعني عدم أخذ الجسم لراحته وللوقت الكافي لإعادة تعبئة خزائنه من الفيتامينات والمعادن اللازمة لبنائه ونموه وصحته، فكل ما يبنيه يأتي حمل جديد ليستنزفه. بالإضافة إلى النقص الحاد في كريات الدم الحمراء أو عدم امتصاص الجسم لما يحتاجه من عناصر ومعادن من الطعام الوافد إليه بسبب النزيف والقيء المستمر والمتكرر الذي يُصاحب بعض الحوامل خلال رحلة حملهن.

عدم الاهتمام بعلاج أنيميا ما قبل الحمل والحصول على القدر الكافي من عنصر الحديد بصورة طبيعية أثناء فترة التخطيط للحمل، فإن كانت الحامل تحتاج إلى 27 مليجرام من الحديد يوميًا لدعم نمو جنينها، فمن تُخطّط للحمل يلزمها نحو 18 مليجرام في اليوم لدعم تكوّن الجنين خلال مراحل نموه الأولى، والحمل المُتعدد “التوائم”.

علاج نقص الحديد أثناء الحمل

يُعد الحصول على عنصر الحديد من مصادره الطبيعية أي من الغذاء هو أولى خطوات علاج نقص الحديد أثناء الحمل، ومن أهم المصادر الغذائية للحديد: منتجات الألبان واللحوم بأنواعها بشرط أن تكون جيدة التسوية وليست من اللحوم المُصنّعة، كالسجق والبسطرمة واللانشون لتأثيرها السلبي على صحة الحامل ونمو جنينها.

وعلى الرغم من غناها بكميات كبيرة من عنصر الحديد بصورة جعلتها تتصدر قائمة الأغذية الضرورية لعلاج الأنيميا، لا تعد الكبدة خيارًا مثاليًا لعلاج نقص الحديد أثناء الحمل؛ فإلى جانب غناها بالحديد فهي غنية أيضًا بفيتامين أ والذي رغم أهميته لتطور نمو العينين والجهاز العصبي للجنين إلا أن الإفراط فيه بتناول الكبدة يأتي بنتيجة عكسية. وتُعد الخضروات الورقية أيضًا كالجرجير والسبانخ، والخضراء الداكنة كالفاصوليا والبقول وفول الصويا والحبوب الكاملة مصدرًا غنيًا لعنصر الحديد.

كذلك فواكه طازجة أو مُجفّفة كالزبيب والمكسرات والخوخ والبرتقال والمشمش والبنجر من المصادر الغنية بالحديد، بينما يُعد تناول مُكملات غذائية تحتوي على عنصر الحديد تحت إشراف طبي الخيار الثاني إذا ما رأى الطبيب أن الطعام وحده لا يكفي، وفي الحالات شديدة الخطورة من نقص الحديد أثناء الحمل والتي لا تُجدي الأقراص الدوائية معها نفعًا، يتم حقن الحديد عبر المحاليل الوريدية. ويُعد نقل الدم للحامل المُصابة بفقر الدم الشديد الخيار الأخير لعلاج نقص الحديد أثناء الحمل.

أضرار نقص الحديد عند الولادة

على الرغم من أن أعراض نقص الحديد أثناء الحمل تتشابه مع أعراض الحمل نفسه، إلا أن إجراء فحص لنسبة الهيمجلوبين “بروتين الدم الناقل للأكسجين بين الرئة والخلايا والذي يحمل الحديد” في دمك مرة أو مرتين شهريًا “حسب توجيهات الطبيب النسائي” أمر واجب عليكِ خلال فترة حملك للكشف عن نسبة الحديد في جسمك وعلاج أي قصور بها، تجنبًا لمُضاعفات نقص الحديد أثناء الولادة وهي:

  1. الولادة المُبكرة.
  2. ولادة طفل ناقص النمو أو قليل الوزن.
  3. ولادة مُتعسّرة أو نزيف أثناء أو بعد الولادة.
  4. ارتفاع احتمالات الإصابة بالكتاب ما بعد الولادة.
  5. مشاكل قلبية خطيرة أثناء الولادة قد تؤدي إلى الوفاة كتضخم عضلة القلب أو عدم أدائه لوظائفه الطبيعية على الوجه المطلوب.

نسبة الحديد الطبيعية للحامل

في الحالات الطبيعية التي لا تُعاني فيها المرأة من نقص الحديد، من المُفترض أن تبدأ فترة الحمل بنسبة هيموجلوبين تتراوح بين 12 إلى 16 جرام لكل ديسيلتر من الدم، ولكن ببلوغ الشهر الثاني أو الأسبوع الثامن من الحمل يتزايد ضخ الصفائح الدموية في الدم وتزداد كمية الدم لدى المرأة الحامل بنسبة 50% لتغذية الجنين الذي يتلقى العناصر الغذائية من أمه عبر دمها، ولذلك قد تقل نسبة الهيمجلوبين لدى الحامل إلى 11.5 جرام لكل ديسيلتر.

وفي بعض الحالات قد تقل النسبة إلى 10.5 جرام لكل ديسيلتر دم وهو ما يُعد بوادر أنيميا طفيفة لا بد من الاهتمام بعلاجها. أما في حال نقص الحديد أثناء الحمل عن 10 جرام فهو ما يعني أنيميا شديدة إن لك يتم الاهتمام بعلاجها قد تنجم عنها مُضاعفات.

الحديد للحامل في الشهور الأولى

إلى جانب الأطعمة الغنية بعنصر الحديد، قد يرى الطبيب في نتائج فحوصاتك المعملية ما يتطلب تناول مكملات غذائية غنية بعنصر الحديد والفوليك أسيد وفيتامينات ب المركبة للحفاظ على نمو جسم طفلك وتطوره في مراحل تكوينه الأولى وسلامة جهازه العصبي، مع سلامة جسمك وعدم انتقاص تطور جنينك من مخزون جسمك من عناصره المُغذّية بصورة تؤثر على مناعتك ونشاطك وبنيتك العضلية.

ولكن تناول مكملات الحديد الدوائية له أصول كي يستفيد جسمك منه على النحو الأمثل، فعليكِ تناوله قبل الأكل بساعتين أو أثناء أو بعد الأكل مع كوب كبير من الماء لسهولة بلعه دون مشاكل، فتلك الأوقات هي الأنسب لحُسن امتصاص الجسم للحديد والاستفادة منه. إلى جانب عدم تناول المُنبهات أو منتجات الألبان بعد تناول الحبوب مُباشرةً، إذ تهدم المُنبهات القيمة الغذائية الأقراص أو الأطعمة التي تحتوي على الحديد، بينما تُضعِف الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم امتصاص الحسم للحديد.

وللتغلب على الأعراض الجانبية لتناول عنصر الحديد سواء في الغذاء أو عبر الأقراص الدوائية كالإمساك وأوجاع المعدة والبراز الداكن، فلا بد من تناول أطعمة غنية بفيتامين سي، كالبرتقال والطماطم والفلفل الأخضر والجوافة والليمون، ولا يُحد فيتامين سي فقط من الآثار الجانبية لتناول أقراص الحديد ولكنه أيضًا يُسهّل من عملية امتصاص الجسم لها.

وختامًا عزيزتي الحامل، حياتك وصحة جنينك أمانة بين يديكِ لا تُفرّطي فيها وتجعلينها فريسة بين براثن نقص الحديد أثناء الحمل.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.

أضف تعليق

واحد + 16 =