تسعة
الرئيسية » معتقدات وظواهر » نبؤات الأدباء : كيف تحققت نبؤات الأدباء والكتاب على أرض الواقع ؟

نبؤات الأدباء : كيف تحققت نبؤات الأدباء والكتاب على أرض الواقع ؟

تنبأ العديد من الأدباء بأحداث حدثت بالفعل على أرض الواقع، فكيف تنجح نبؤات الأدباء في اكتشاف المستقبل؟ وهل هم يعرفون الغيب حقًا؟

نبؤات الأدباء

لم تخلُ حقبة من حقب الزمان إلا وتحقق فيها بعضٌ من نبؤات الأدباء أو الكتاب. فبالرغم من وجود بعض المناطق التي تشكل حاجزًا منيعًا تتلاشى عنده قدرات الإنسان، ويصبح عاجزًا تمامًا عن مجرد اتخاذ خطوات ولو قليلة على الطريق تجاه سبر أغوارها، ومن بين تلك المناطق التنبؤ بالمستقبل، إلا إنه باستقراء كتابات بعض الكتاب والأدباء وأطروحاتهم القديمة، التي تنبؤوا فيها بأحداث في المستقبل، ومن ثم مقارنتها بوقائع التاريخ والواقع الذي نعيشه، سنجد أن هناك الكثير من النبؤات، المنسوبة لبعض الأدباء والكتاب، قد تحققت بالفعل، بل وصار الكثير منها واقع نعيشه (ذلك بالرغم من أن معظم محاولات التنبؤ بالمستقبل عشوائية وغير مستندة إلى أسس علمية راسخة)، وإليك بعضًا من أشهر الأدباء، والكتاب، وغيرهم، ممن كانت لهم نبؤات حدثت بالفعل وخطت لها رقعات على صفحات التاريخ.

تعرف على أشهر نبؤات الأدباء

نبؤات نوستراداموس

يعد ميشيل دي نوسترادام، أو بحسب ما كان يطلق عليه نوستراداموس (21 ديسمبر 1503 – 2 يوليو 1566)، من أكثر المتنبئين شهرةَ، كما تعد نبؤاته من بين نبؤات الأدباء الأكثر إثارةَ للجدل، فقد ألف نوستراداموس كتابًا ضمن فيه معظم نبؤاته، وكان أو ظهور لهذا الكتاب في عام 1555 تحت عنوان “النبؤات”، ومن بين هذه النبؤات، التي تضمنها الكتاب، نبؤة الراهب، فبعدما سافر نوستراداموس إلى إيطاليا، رأى هناك راهبًا صغيرًا لا يؤبه له، كان يعمل في تربية الخنازير، فما كان من نوستراداموس إلا أن ركع مباشرة أمام هذا الراهب الصغير، وناداه بقداستكم، والمثير في الأمر أن هذا الراهب قد أصبح، بعد وفاة نوستراداموس بوقت طويل، سيكستوس الخامس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.

ومن بين نبؤاته أيضًا نبؤة هنري الرابع، التي تنبأ بها نوستراداموس، وتعد من بين أشهر نبؤات الأدباء التي تحققت، فقد سافر نوستراداموس إلى مدينة صالون في فرنسا، وسعى إلى التأكد من وجود بعض العلامات كانت في جسد صبي صغير يعيش في أطراف المدينة، ولكن الصبي الصغير هرب منه خوفًا أو حياءً، إلا أن نوستراداموس ذهب في اليوم التالي ليرى العلامات على جسد الصبي وهو نائم، ثم تنبأ بأن هذا الصبي سيصبح في يوم من الأيام ملكًا على فرنسا، وبالرغم أن الأوضاع الملكية في فرنسا كانت توحي آنذاك بأن نبؤة نوستراداموس من الصعب تحققها، إلا أن ذاك الصبي أصبح فيما بعد هنري الرابع ملك فرنسا.

تنبؤات بابا فانجا

مما يمكن أن نعده من بين نبؤات الأدباء التي تحققت، بعض الأحداث التي تنبأت بها بابا فانجا، أو فانجوليا باديفا ديميتروفا، وهي امرأة عمياء من بلغاريا، كانت لها العديد من التنبؤات التي وقع بالفعل بعض منها، كما يقول أتباعها، حيث تنبأت بأن الرئيس الأمريكي رقم 44 سيكون أسود البشرة، وهو ما حدث بالفعل، حيث تولى عضو مجلس الشيوخ، باراك أوباما، ذو الأصول الأفريقية، رئاسة الولايات المتحدة بعد خوضه الانتخابات الرئاسية في شهر فبراير من العام 2007. ويقول أتباع باب فانجا إنها تنبأت أيضًا بموجات تسونامي والتغيرات المناخية الكبيرة التي حدثت عام 2004، وأكدوا كذلك أن بابا فانجا قد تنبأت بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو الحدث الأضخم الذي هز العالم بأسره. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب البعض، تنبأت بابا فانجا ببزوغ فجر تنظيم الدولة الإسلامية، أو ما يعرف بتنظيم داعش، وغزو إسلامي لأوربا ينتهي فيما بعد بإقامة دولة إسلامية في روما عام 2043. وتدعي بابا فانجا بأني على اتصال بمخلوقات غير مرئية تمدها بمعلومات عن أحداث ستقع في المستقبل.

الكاتب الأمريكي توم لونرغان وتنبؤه بهجوم بوسطن

أثار الكتاب الذي نُشر للكاتب الأمريكي توم لونرغان ضجة كبيرة وجدلاً واسعًا، حيث تنبأ توم منذ 11 عامًا في روايته بوقوع هجمات إرهابية كبيرة خلال إحدى الفاعليات الرياضية، فبحسب روايته يقدم بعض المتطرفون اليمنيون على تفجير مجموعة من القنابل المزروعة مسبقًا، وذلك في سباق للماراثون، من أجل تعطيل الإجراءات التحقيقية. وقد وقع ما تنبأ به توم لونرغان بعد إحدى عشر عام من كتابته لتلك الرواية التي نالت شهرة واسعة فيما بعد، فلم يتوقع لونرغان أن تتحقق روايته على أرض الواقع في عام 2002 أثناء إقامة فاعليات ماراثون بوسطن، وكان مما قاله لونرغان: عندما شاهدت الأخبار ورأيت الأحداث التي وقعت شعرت وكأن أحد ما قد قام بقراءة روايتي ثم تنفيذها على أرض الواقع. وهكذا أصبحت نبؤة توم لونرغان من بين نبؤات الأدباء والكتاب التي تحققت في واقعنا بالفعل.

تنبؤات اسحق أسيموف حول الشكل الذي سيصبح عليه عالمنا اليوم

تعد تنبؤات اسحق أسيموف من بين نبؤات الأدباء والكتاب التي تحقق جزء كبير منها في عالمنا اليوم. فمنذ أكثر من خمسين عامًا، نشر الكاتب اسحق أسيموف، الذي يعد من بين أفضل كتاب الخيال العلمي في وقته، عددًا من النبؤات بشأن ما سيكون عليه العالم بعد خمسين عامًا، وإليك بعضًا من نبؤاته التي تحققت بالفعل، أو أخذت البشرية خطوات فعلية نحو تحقيقها:

ستظهر أدوات وأجهزة حديثة تستخدم في المطابخ من أجل إعداد الوجبات بشكل أسرع وتسخين المياه وصنع القهوة، ولقد أصبح هذه النبؤة واقعًا مرئيًا في حياتنا اليوم؛ فقد ظهرت الآلات التي تعد الوجبات بشكل أسرع، كما شاع في الأعوام الأخيرة استخدام آلات صنع القهوة.

ستصبح الروبوتات تقنية شائعة ولكن لن تكون ذات فوائد عظيمة تعتمد عليها البشرية، وها هي تتحقق نبؤة أخرى من نبؤات اسحق أسيموف، لتدخل سريعًا إلى قائمة نبؤات الأدباء والكتاب التي تحققت، فإن كنت تتابع، ولو بقدر قليل، لنشرات الأخبار والبرامج والعروض الثقافية، فحتما قد رأيت، ولو لمرات قليلة، أخبارًا عن معارض تقام لمخترعي الروبوتات وصانعيها، في أمريكا أو اليابان، وبالفعل لم تقدم هذه الروبوتات للبشرية أي فائدة تذكر، سوى عرض ما توصل إليه الإنسان من مستوى عال في تطويع التكنولوجيا والآلات.

سيتمكن الإنسان من إجراء اتصالات مسموعة ومرئية وسيصبح بمقدورنا سماع من نتحدث إليه عبر هواتفنا ورؤيته كذلك، ولم يمر الكثير من الزمن حتى أصبحت هذه النبؤة من نبؤات الأدباء التي صارت واقعًا ملموسًا. حيث أجرى أو اتصال بالفيديو بين موقعين في شهر أبريل من عام 1964، ولكن تطلب ذلك الكثير من المعدات والتكاليف لإنجاح الأمر، ثم صارت المكالمات الفيديو في يومنا هذا شيئًا عاديًا مما نقوم به في حياتنا اليومية، حيث انتشر استخدام التطبيقات التي تمكن مستخدمي أجهزة الكمبيوتر وحاملي الهواتف الذكية من إجراء اتصالات بالفيديو، كما أن التكلفة صارت منخفضة جدًا بالمقارنة بالتكلفة في السابق. وهكذا تحققت نبؤة أخرى من نبؤات اسحق أسيموف.

وفي الختام، قد لا نستطيع وضع أسس علمية راسخة لكيفية تنبؤ أصحاب النبؤات، التي سبق ذكرها، وغيرهم من الكتاب والأدباء، إلا أنه من خلال ما سبق عرضه من بعض نبؤات الأدباء التي تحققت بالفعل، يتضح لنا أن هناك قدرات لبعض الكتاب والأدباء تمكنهم من استقراء الواقع بشكل أكثر تفصيلاً، مما يمكنهم من التنبؤ بأحداث قد تقع في المستقبل، وهو ما يشبه الفراسة، إذ لا أحد يعلم الغيب.

مصطفى فؤاد

مصطفى فؤاد برعي، تخرج من كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، يعمل مترجم تقني وقانوني حر، من محافظة سوهاج بصعيد مصر، عمل مدرسًا للغلة العربية والثقافة الإسلامية وعلوم القرآن الكريم في مركزي خالد بن الوليد والسلام الإسلاميين في مدينة كيتو، عاصمة الإكوادور، بأمريكا اللاتينية.

أضف تعليق

أربعة + إحدى عشر =