تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » مياه البحر : كيف تعتبر ثروة هائلة يمكن الاستفادة منها ؟

مياه البحر : كيف تعتبر ثروة هائلة يمكن الاستفادة منها ؟

رغم أن مياه البحر غير نادرة الوجود، وتتواجد في الطبيعة بكميات هائلة، إلا أنها تعتبر من الكثير من النواحي ثروة لا يمكن إهدارها على الإطلاق.

مياه البحر

تغطي مياه البحر المالحة سواء كانت في المحيطات أو البحار معظم مساحة الكرة الأرضية، حيث تصل المساحة التي تغطيها مياه البحر إلى حوالي 72% من مساحة الكرة الأرضية، وقد صرح خبراء علم المحيطات أن مياه المحيطات تمثل حوالي 97% من المياه على سطح الأرض وأنه لم يستكشف العالم من المحيطات إلا حوالي 5% فقط، كما أن أعماق البحار والمحيطات تضم أكثر من مليوني نوع من الكائنات البحرية ولم يكتشف العلماء منها إلا القليل؛ لذلك فإننا بحاجة إلى دراسات مستفيضة تهدف إلى الاستفادة من مياه البحر وما تحويه من ثروات وكائنات حية بقدر الإمكان، فهذه الكنوز المجهولة الكامنة في مياه البحار والمحيطات التي تمثل مساحة هائلة من الكرة الأرضية لم يخلقها الله هباءً بل يمكن أن تغير حياة الناس إلى الأفضل إذا تمَ استغلالها واستثمارها بصورة جادة تجلب الخير والمنفعة للإنسان، وفي هذا المقال نتناول بعض الثروات الكامنة في مياه البحار والمحيطات وكيفية اعتبار مياه البحر ثروة قومية هائلة، وكذلك بعض الأفكار البسيطة للاستفادة من ماء البحر المالحة.

ما هي أوجه الاستفادة من مياه البحر ؟

بعض الثروات الكامنة في مياه البحر

لا شك أن مياه البحر تزخر بالعديد من الموارد المتجددة وغير المتجددة التي تحمل الخير للبشرية إذا أحسن استغلالها بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء، ورغم الكم الهائل لهذه الثروات التي لم يتمكن العالم من اكتشاف إلا القليل منها حتى الآن إلا أننا سنذكر فيما يلي أهم تلك الثروات التي يعرفها العالم في البحار والمحيطات:

  • الثروة السمكية: يعيش حوالي ربع مليون نوع من الأسماك في مياه البحار والمحيطات، وتمثل الثروة السمكية الكامنة في المياه المالحة أهمية بالغة بما تحتويه من بروتينات وقيمة غذائية عالية للإنسان.
  • كنوز اللؤلؤ: ينتشر في مياه البحر المالحة محار اللؤلؤ الذي ينتج اللؤلؤ الطبيعي والذي يعد ثروة غالية الثمن، ورغم اتجاه بعض الدول إلى استزراع اللؤلؤ صناعيا إلا أنه يبقى اللؤلؤ الطبيعي ذا قيمة أعلى بكثير من الصناعي.
    مادة الإسفنج: وهو من المواد المستخدمة في صناعة الأدوية وأعمال الدهانات، وهو معروف منذ عهد الرومان والإغريق.
  • إنتاج الملح: تعتبر صناعة الملح واستخراجه من ماء البحر المالحة من الصناعات التي تشتهر بها الدول الساحلية، ويستخدم الملح في الأطعمة والصناعات الدوائية أو الأصباغ وغير ذلك.
    الأعشاب البحرية: حيث يستخرج من أعشاب مياه البحر المالحة الجيلاتين وبعض الأحماض والأملاح المفيدة لكثير من الصناعات كالصباغة ومساحيق التجميل والتصوير وغير ذلك.
  • تحلية المياه: تلجأ العديد من الدول التي تقع في المناطق الجافة إلى عملية تحلية مياه البحر للحصول على احتياجات السكان من المياه العذبة.
  • البترول مشتقاته: يمثل البترول والغاز الطبيعي أحد أهم الكنوز غير المتجددة التي تستخرج من مياه البحار والمحيطات وخاصة البحر الأحمر والخليج العربي.
  • المعادن: تعتبر البحار والمحيطات مصادر مهمة لاستخراج كثير من المعادن التي يغفل عنها الكثير ومن أهم تلك المعادن المنجنيز الذي يتكون نتيجة الترسيب والتراكم الناتج عن موت الكائنات الحية في البحر.

كيف تعتبر مياه البحر ثروة قومية؟

إن الكثافة السكانية المتزايدة تتطلب من الإنسان البحث عن مصادر جديدة للثروة والطاقة وكذلك استغلال الثروات الطبيعية أفضل استغلال، ومن الثروات التي يجهل الكثير قيمتها مياه البحار والمحيطات التي تمثل أكثر من ثلثي مساحة الكرة الأرضية، وفيما يلي بعض الأفكار العبقرية التي أنتجتها أذهان وعقول العلماء للاستفادة من هذه الثروة الكبيرة المتمثلة في مياه البحر المالحة:

تحلية مياه البحر

تعاني بعض الدول الساحلية من الجفاف وعدم وجود المياه العذبة أو الأنهار؛ لذلك تعمل على تحلية مياه البحر للحصول على المياه العذبة وذلك من خلال طريقة التناضح العكسي، وتتم هذه العملية بضغط المياه المالحة لتمر عبر غشاء يسمح بمرور المياه العذبه فقط دون مرور جزيئات الملح التي تعتبر أكبر في الحجم من جزيئات الماء.

تحويل مياه البحر إلى وقود للسفن والبواخر

تجرى بعض التجارب في البحرية الأمريكية من أجل استخدام ماء البحر كوقود لتشغيل السفن والبواخر داخل مياه البحار والمحيطات، وذلك من خلال استخلاص الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون الموجود بصورة كبيرة في مياه البحر المالحة والذي حصلت عليه من الكائنات الحية التي تعيش فيها، وجدير بالذكر أن نجاح هذه الفكرة سوف يؤدي إلى حل مشكلة الطاقة في العالم؛ حيث يمكن استخدام مياه البحر فيما بعد لتشغيل جميع الآلات والسيارات.

توليد الطاقة الكهربائية

توجد أفكار عديدة لدى العلماء لتوليد الطاقة الكهربائية من مياه البحر المالحة، ومنها ما تمَّ تنفيذه بصورة ضيقة ومنها ما هو تحت التجريب، وفيما يلي أهم أفكار توليد الطاقة الكهربائية من مياه البحر:

  • توليد الطاقة من حركة المد والجذر: وذلك من خلال حفر أنفاق على شواطئ البحار تتصل ببحيرات صناعية تستقبل مياه المد والجذر، ويتم تركيب توربينات عديدة داخل تلك الأنفاق والتي تدور بفعل المد والجذر مولدة طاقة كهربائية عالية.
  • توليد الطاقة من حركة الأمواج: يمكن الاستفادة من حركة الأمواج السطحية والداخلية في توليد الكهرباء من خلال حركتها الميكانيكية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، كما أن بريطانيا تقوم بتثبيت بعض التوربينات تحت الماء والتي تولد الطاقة الكهربائية من خلال الحركة الميكانيكية الناتجة عن تحريك الأمواج أو المد لها.
  • توليد الطاقة من مصبات الأنهار في البحار: لقد اكتشف العلماء مؤخرا أن عملية اختلاط مياه الأنهار العذبة مع مياه البحر المالحة عند مصبات الأنهار تنتج كمية كبيرة من الطاقة المتحررة أثناء الاختلاط، وقد فكر العلماء في إمكانية استخدام تلك الطاقة في توليد الكهرباء.

بعض الأفكار البسيطة للاستفادة من مياه البحر المالحة

  • منظف آمن: يمكن استخدام مياه البحر في التنظيف الآمن للأواني الخزفية وكذلك الثلاجة أو البوتجاز، وأيضا تستخدم مياه البحر في تنظيف الأقمشة من بقع الطلاء والشاي أو القهوة وغير ذلك.
  • إزالة الروائح الكريهة: يمكن استخدام مياه البحر المالحة في إزالة الروائح الكريهة من الأحذية خاصة في فصل الصيف.
  • سلق البيض: إن عملية سلق البيض في الماء المالح تمنع تشققه أو تكسره أثناء عملية الغليان.
  • قاتل للجراثيم والبكتريا: يمكن استخدام مياه البحر المالحة كمحلول للغرغرة من أجل تطهير الحلق من الجراثيم والبكتريا وعلاج التهابات الفم والأسنان.
  • إزالة قشرة الرأس: إن وضع ماء البحر على الرأس لمدة لا تقل عن ربع ساعة يساعد بفاعلية في التخلص من قشرة الرأس وتنظيفها.
  • علاج التهابات الجلد: يعتبر ماء البحر من الملطفات لالتهابات الجلد الناتجة عن لدغات البعوض والحشرات مع التخلص من السموم الموجودة في الجلد، كما أنه يستخدم مع العسل لتحسين ملمس البشرة وإزالة الشقوق منها.
  • الاسترخاء وتخفيف التوتر: تساعد مياه البحر على تخليص الجسم من الميكروبات والبكتريا مع زيادة الأكسجين في الدم؛ مما ينشط الجهاز المناعي فيحصل الإنسان على الاسترخاء مع التخلص من التوتر والقلق.

تعد مياه البحار والمحيطات من النعم التي ما زالت مهدرة ويغفل عن قيمتها الكثير من الناس؛ لذلك يجب أن ينتبه العالم إلى قيمتها، كما يجب أن تتجه أنظار الباحثين إلى الاستفادة من ثرواتها الهائلة والمتنوعة سواء في أعماق البحار والمحيطات أو على سطح مياهها، وقد تناول هذا المقال بعض الأفكار البسيطة بالإضافة إلى بعض الأفكار العبقرية التي يحاول العلماء تنفيذها للاستفادة من ثروات البحر الهائلة.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

4 × أربعة =