تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » منظمة اليونسكو : ما هي اليونسكو وما الأعمال والخدمات التي تقدمها؟

منظمة اليونسكو : ما هي اليونسكو وما الأعمال والخدمات التي تقدمها؟

بالتأكيد تسمع كثيرًا في نشرات الأخبار عن منظمة اليونسكو ودورها في حفظ التراث العالمي والأنشطة التعليمية والثقافية، نتعرف بالتفصيل على تاريخ هذه المنظمة.

منظمة اليونسكو

منظمة اليونسكو هي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي تعني بشكل رئيسي بالأنشطة التعليمية والعلمية والثقافية على حد سواء حول العالم مما يقوي العلاقات بين الدول والحضارات المختلفة، فمن خلال تلك العلاقات يمكن لكل فرد تلقي حقوقه كاملة كالصحة والتعليم المناسب والإطلاع على الثقافات المختلفة وكذلك الاستفادة من أحدث التطورات العلمية في المجالات المختلفة ويتمتع أيضاً بحقوق الحرية والتعبير عن الرأي والديمقراطية، وتلك هي الأهداف الأسمى التي تسعى لها منظمة اليونسكو.

منظمة اليونسكو من الألف إلى الياء

تاريخ تأسيس منظمة اليونسكو

منذ عام 1942 وفي خضم الحرب العالمية الثانية سعت الدول الحلفاء إلى تخصيص مساحة من مواردها للتطلع للمستقبل وإنشاء رؤية شاملة عن طرق التنمية التعليمية، وبالرغم من عدم انتهاء الحرب مع النازيين بعد أو حتى وجود أي بوادر توحي بمشارفتها على الانتهاء اجتمع وزراء تعليم دول الحلفاء في بريطانيا لبحث آفاق تلك الرؤية وكيفية تنفيذها على أرض الواقع وبالفعل انتهى اجتماعهم بتأسيس نظام جمهوري مشترك فيما بينهم يسعى لتطوير التعليم على مراحل متعددة، ولاحقاً انضمت دول أخرى لتلك الحملة كان على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد مرور عدة أعوام وبالتحديد في الأول من نوفمبر عام 1945 اجتمع وزراء تعليم تلك الدول مرة أخرى بهدف تشكيل رؤيتهم السابقة على هيئة أهداف تمثلها منظمة رسمية تسعى إلى توثيق روابط الثقافة والسلام بين الدول وبالتالي منع اندلاع أي حرب عالمية مرة أخرى وبالفعل قامت 37 دولة بالتوقيع على اتفاقية دولية من شأنها أن تؤسس لتلك المنظمة التي حملت اسم (منظمة اليونسكو) وهو اختصار للأنشطة الثلاثة التي تعمل بها المنظمة (العلمية والتعليمية والثقافية) وبعد مرور عام من ذلك التاريخ، أي في نوفمبر عام 1946 عقد المؤتمر الأول لممثلي الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو والتي شملت عدة دول منها (الولايات المتحدة والمملكة والمتحدة والصين وكندا وفرنسا وأستراليا) ومن الدول العربية اشتركت المملكة العربية السعودية ومصر ولبنان.

اليونسكو والصراعات السياسية

للأسف الشديد على الرغم من الأهداف السامية التي سعت لها منظمة اليونسكو إلا أنها تأثرت أيضاً بالنزاعات والانقسامات السياسية حول العالم؛ فعلى سبيل المثال وبسبب أن الدول الحلفاء كانوا هم الدول المؤسسين لليونسكو لم يتم ضم ألمانيا أو اليابان (خصوم الحلفاء في الحرب العالمية الثانية) كأعضاء رسميين في المنظمة إلا في عام 1951، كذلك تأخر انضمام الاتحاد السوفيتي لمنظمة اليونسكو حتى عام 1954 بسبب ما سمي تاريخياً بالحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك دوله أعيد ضم روسيا و12 دولة من المنشقين عنه إلى المنظمة مرة أخرى في عام 1992. ليس هذا وحسب بل بسبب الصراعات السياسية أيضاً لجأت بعض الدول إلى الانسحاب ولعدة أعوام من مقعدها بمنظمة اليونسكو كنوع من الاحتجاج حتى بعد أن انضمت اليونسكو بشكل رسمي إلى هيئة الأمم المتحدة؛ فالولايات المتحدة انسحبت من المنظمة منذ عام 1985 ولم تعد عضوة باليونسكو إلا في عام 2003 وكذلك المملكة المتحدة انسحبت منذ عام 1986 حتى عام 1997، أما أطول الدول في فترة الانسحاب من اليونسكو فكانت دولة جنوب أفريقيا التي غابت عن مقعدها بالمنظمة لمدة 37 عاماً متواصلاً بداية من عام 1957 وحتى عام 1994.

المهام التعليمية لمنظمة اليونسكو

كل أربعة أعوام يعقد اجتماع دوري لأعضاء منظمة اليونسكو شاملاً 126 دولة و770 معهد ومنظمة مختلفين ويكون الهدف الرئيسي لذلك الاجتماع هو تحديد مهام العمل الواجب الانتهاء منها في غضون الأربعة أعوام القادمين وكذلك تقرير الميزانية الخاصة بتلك المهام وبنودها، وأول ما تعني به منظمة اليونسكو هو الأهداف التعليمية حول العالم فحتى هذه اللحظة أسست اليونسكو أكثر من 8000 مدرسة في 127 بلداً مختلفاً تضمهم شبكة تعليمية دولية لتضمن تحقيق الأهداف المطلوبة منها.

كما اعتمدت اليونسكو اتفاقية منع التمييز في الحق التعليم لكافة الأفراد في عام 1960 والتي بموجبها يتم عقد مؤتمر تعليم البالغين مرة كل 12 عام، كما أسست اليونسكو برنامج إتاحة الخدمات التعليمية لأطفال الدول الفقيرة والذي يهدف إلى إنشاء فصول تعليمية تتراوح كثافتها ما بين 30 إلى 50 طالباً في الدول التي تفتقر إلى وجود مدارس كافية فيها، ولعل أكثر الدول العربية استفادة من ذلك البرنامج كانت دولة الصومال التي تعاني من نقص حاد في الخدمات المجتمعية.

المهام الثقافية لمنظمة اليونسكو

هناك العديد من المواقع الأثرية والحضارية المختلفة التي تعاني من الاستغلال السيئ لها وكذلك نقص الموارد المتاحة لتطويرها بما يتناسب مع القيمة التاريخية لتلك المواقع؛ ولذلك تسعى منظمة اليونسكو إلى توفير ميزانية كافية لترميم وتطوير المصنفات الثقافية والأثرية على مستوى العالم والحفاظ عليها من الأخطار الطبيعية أو البشرية التي قد تنذر بتدميرها، ومثالاً على ذلك فقد تطوعت منظمة اليونسكو ضمن برنامجها الدولي الخاص بحماية الآثار وصيانتها بترميم وإصلاح قناع الملك الفرعوني توت عنخ آمون الذي تعرض للكسر في إحدى متاحف القاهرة حيث قيل أنه تكلف ما يقرب من 6 ملايين دولار لإصلاحه.

كما قامت اليونسكو بتأسيس العديد من المنشئات الثقافية المختلفة حول العالم على رأسها المكتبة الرقمية العالمية التي تضم سجلات وأرشيف كامل لكافة الأرقام والتواريخ التي ترمز إلى الأحداث العظام التي مر بها تاريخ البشرية وأيضاً محميات المحيط والتي تقوم على جمع أكثر الكائنات البحرية المهددة بالانقراض وأندر السلاسل المعروفة ووضعها ضمن ظروف بيئية سليمة والقيام على رعايتها بشكل مستمر صحياً وغذائياً وحمايتها من أخطار الصيد الجائر، كما ينسب الفضل لمنظمة اليونسكو أولاً وأخيراً في حفظ العديد من اللغات من خطر الانقراض والاندثار بسبب عدم تحدث الناس بهم كثيراً بعد الآن وذلك عبر إدخال تلك اللغات بشكل رسمي في مشاريع عرفت بمشاريع التنوع اللغوي وذلك لتذكير الناس بها وتوعيتهم بتاريخ تلك اللغات وربطها بالحضارات التاريخية والثقافية المختلفة.

مدينة الأدب

هي أشبه بمسابقة تعقدها منظمة اليونسكو بداية من عام 2004 حيث تحدد معايير ثقافية واجتماعية معينة يجب أن تتوافر في تلك المدينة كي يتم اختيارها كمدينة للأدب مثل:

  • طباعة ونشر العديد من الكتب التي تتسم جميعها بالجودة وغزارة الإنتاج الثقافي وتنوعه.
  • الاهتمام المتكافئ بالأنشطة الأدبية المختلفة كالمسرح والشعر والكتابة وغيرهم.
  • إقامة ندوات أدبية وتجمعات ثقافية متنوعة على مدار العام.
  • المشاركة في أعمال الترجمة والتي من خلالها يتم تعرف إلى الإنتاج الأدبي من مختلف ثقافات العالم.
  • في عام 2004 كانت أول مدينة تفوز بلقب مدينة الأدب هي إدنبرة عاصمة اسكتلندا تلتها فيما بعد ولاية آيوا بالولايات المتحدة الأمريكية مناصفة مع مدينة ملبورن الأسترالية، أما المدينة العربية الوحيدة التي تمكنت من الفوز بذلك اللقب دولياً كانت العاصمة العراقية بغداد في عام 2015.

أنشطة أخرى

من الأنشطة الأخرى التي تحسب لمنظمة اليونسكو تأسيسها لمركز التعليم العالي بأوروبا في بوخارست برومانيا ليكون مركزاً لكافة الأنشطة التعليمية التي تشرف عليها اليونسكو في القارة وكذلك إنشاء مركزاً مماثلاُ له في كندا والولايات المتحدة وإسرائيل (فلسطين المحتلة)، كذلك تعمل منظمة اليونسكو بشكل دؤوب على توفير الموارد الكافية لبرنامجها المستقبلي الصحة المدرسية والذي يهدف إلى عمل فحص شامل لكافة الطلاب حول العالم لتحديد وجود أي إصابة من عدمه وعلاجها على نفقة المنظمة وهو البرنامج الذي بدأ بالفعل تنفيذه في أكثر من دولة وينتظر تعميمه في المستقبل القريب.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

اثنان × 4 =