تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف تصنع ملح الليمون في المنزل وما هي استخداماته؟

كيف تصنع ملح الليمون في المنزل وما هي استخداماته؟

ملح الليمون أو الستريك، من المواد التي تُصنف ضمن قائمة الأحماض الضعيفة، فهو عديم اللون وشفاف كذلك، كما أن صيغته الكيميائية تتشابه كثيرًا مع أشياء أخرى.

ملح الليمون

يُعتبر ملح الليمون من المواد أو المركبات الهامة جدًا في الصناعات، وخاصةً تلك الصناعات الغذائية، والحقيقة أن ذلك الاسم الذي يُطلق على ذلك المُركب لا يعبر أبدًا عن المواد التي يُصنع منها، فبالإضافة إلى الليمون ثمة مواد وزروع أخرى مثل التوت والأناناس والبندورة، وطبعًا لا يخفى على أحد الأهمية الغذائية الكبرى لملح الليمون، فهو ليس مجرد ملح لتتبيل الطعام، وإنما كذلك يُستخدم في العملية الصناعية والغذائية بشتى أقسامها، بل إن الأمر قد يصل إلى الاستخدام في شيء قد لا يخطر أبدًا بأذهانكم، وهو مستحضرات التجميل، والتي تُعد بلا شك من الصناعات الهامة، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على ملح الليمون وطريقة صناعته، والأهم من ذلك استخداماته وفوائده وأضراره للجسم.

ما هو ملح الليمون؟

مثل أي مُركب كيميائي آخر يأخذ ملح الليمون بعض الخصائص والصفات الخاصة، والتي على رأسها الخفة الشديدة وعدم وجود لون محدد له، وهناك شيء آخر يوضح لنا ملح الليمون، وهو أنه شفاف جدًا، أما الصيغة الكيميائية فهي تقترب كثيرًا من صيغة الماء والملح معًا، وهي صيغة معروف عنها أيضًا دخولها في عملية التخمير مثلها مثل الأناناس والجير، وهو أمر سيتم توضيح بشكل أفضل فيما هو قادم من سطور.

ملح الليمون ليس شيء قائم بذاته، فمعنى أنه لا يتواجد ككتلة مثلما تتواجد مواد مثل الحديد والمنجنيز، وإن كان مُركبة أيضًا إلا أنه عند العثور عليها تكون في صورة كتلة واحدة، أما ملح الليمون فإذا أردنا امتلاكه يجب علينا الدخول في الكثير من المواد وخلطها معًا من أجل الخروج في النهاية بذلك المُركب المُثير، والذي يُريد الجميع بالطبع معرفة الشيء الأهم عنه أولًا، وهو المُتعلق بكيفية صنعه.

كيف يصنع ملح الليمون؟

من خلال عملية تُدعى التمثيل الحيوي يتم إنتاج ملح الليمون من النباتات التي تحتوي على تركيبة ذلك المُركب، ثم بعد ذلك تحدث عملية العزل التي تنتج لنا في النهاية الخليط الذي نتحدث عنه، وهو ملح الليمون، وأيضًا ثمة طريقة تجارية يمكن من خلالها صناعة المركب بنفس الكفاءة، تُسمى تلك الطريقة بعملية التخمير، وهي التي يدخل فيها الفطريات والبكتيريات على حدٍ سواء، والحقيقة أن تلك الطريقة لا تُعتبر طريقة تجارية وحسب، بل هي كذلك تُعد الطريقة الأكثر انتشارًا، حيث أن الإحصائيات تقول أن نسبة لا تقل عن تسعة وتسعين بالمئة من إنتاج ملح الليمون تتم من خلال طريقة التخمير التجارية، بينما نجد واحد بالمئة فقط من الإنتاج يتم بالصورة الطبيعية أو الطرق الأخرى، وطبعًا ذلك راجع إلى أن الطريقة التجارية لا تستهلك وقت أو مجهود أو أموال كثيرة، وهو عكس ما تقوم به الطرق الأخرى تمامًا.

استخدامات ملح الليمون

لا يُمكن أن يرتقي مُركب مثل ملح الليمون ويُصبح بمثل هذا القدر من الأهمية إلا ويكون له العديد من الاستخدامات، والتي تجعله من المواد التي لا يُمكن الاستغناء عنها، ولكي نكون واضحين، يُمكن للكثير من المواد القيام بمثل هذه الاستخدامات، لكن في النهاية يبقى ملح الليمون الأكثر توافرًا، أو بمعنى أدق، الأكثر قابلية للتوافر، وهو ما يُعطيه ميزة كبيرة، وعلى رأس تلك الاستخدامات بالتأكيد نجد الجانب الصناعي والغذائي يطل علينا.

الصناعة وحفظ الأغذية

يشغل ملح الليمون منزلة كبيرة في تلك العمليات التي تتعلق بالغذاء، والحقيقة أننا سنحتاج إلى الكثير من المقالات فقط للتحدث عن الصناعات والأغذية التي يدخل فيها ذلك المركب، لكن نذكر منها مثلًا صناعة المربى واللبن والفواكه المجففة بشكل عام، وكذلك صناعة الزيوت والدهون، حيث يوفر لها مضادات الأكسدة، وأيضًا صناعة الخبز، حيث أن ملح الليمون مادة رئيسية في عملية محورية بالخبز، وهي التخمير، وبالمثل صناعة الجبن، وعمومًا فإن أي طعام مُعلب يحتاج إلى ملح الليمون من أجل الحفاظ على هذا التعليب.

بمناسبة التحدث عن حفظ الأطعمة، فإنه من ضمن اختصاصات واستخدامات ملح الليمون في الطعام أن يتم منع الحموضة من خلاله، أو بمعنى أدق المحافظة على درجة الحموضة المناسبة في الأطعمة، أي زيادة فرص الحفاظ على الأغذية لفترة أطول، وبالنسبة لموضوع مضادات الأكسدة الذي تحدثنا عنه في الزيوت والدهون فإنه من المعروف أيضًا أن تلك المضادات تعمل أكثر في المنتجات البحرية، وأخيرًا فيما يتعلق بهذا الصدد فإن ملح الليمون يُعتبر من أهم المواد المستخدمة في تحسين نكهة أي طعام، وهو أمر هام جدًا يمنح صلاحية أكثر للأطعمة.

ملح الليمون والمشروبات

مثلما سجل ملح الليمون حضورًا طاغيًا فيما يتعلق بالأطعمة فإنه كذلك لم يغب عن المشروبات، فهو يُستخدم في صناعة الكثير منها، وعلى رأسها المشروبات الغازية المختلفة، بل ويدخل ضمن المواد التي تُحافظ على نكهتها أو تُعطيها نكهة جديدة في بعض الأحيان، وطبعًا لا ننسى الأمر الأهم، وهو الحفاظ على نسبة الحموضة الموجودة وضمان عدم زيادتها عن القدر المسموح به، وبالرغم من أن ملح الليمون يأخذ اسم الليمون إلا أنه لم يثبت استخدامه من قبل في شيء يتعلق بمشروب الليمون، وهو ما يؤكده المواد التي يُصنع منها وذكرناها قبل قليل، حيث كان الليمون مجرد عنصر في الصناعة وليس الصناعة بأسرها.

ملح الليمون والتنظيف الصناعي

من الأشياء التي ربما ستدهشكم أن ملح الليمون لا يُعتبر ضيفًا على الأطعمة فقط، وإنما كذلك تجده في الصناعات الأخرى الغير غذائية، فقد ثبت أنه من أفضل مواد التنظيف المُستخدمة، فلا يضر أبدًا بالبيئة مثلما تفعل باقي المواد، أما الشيء الأهم فهو قدرته الكبيرة على التحلل، وهو ما يُعطيه إمكانية للاستخدام كمبيد أو طارد للفيروسات، وعمومًا فإن التنظيف الصناعي بشكل عام يُعتبر من الأشياء التي تأتي على قائمة أولويات ذلك المُركب الكيميائي.

ملح الليمون ومستحضرات التجميل

من الأشياء التي قد تثير اندهاش البعض أيضًا أن استخدامات ملح الليمون قد تبتعد تمامًا عن الأطعمة والأشربة وكل ما يتعلق بها وترتبط بشيء آخر مُختلف تمامًا، وذلك مثل مستحضرات التجميل، فقد ثبت أن ذلك المركب يدخل في هذه المواد بقوة، بل وهو الأفضل إذا تعلق الأمر بالعناية بالبشرة، ولهذا فإننا إذا دققنا في عبوات تلك المستحضرات من الخارج فسنجد أنها تنوه عن وجود ملح الليمون ضمن المواد التي صنعت منها.

لا يتوقف الأمر المتعلق بهذا الصدد عند البشرة والخارجية فقط، بل إنه يدخل كذلك في مواد تنظيف الأسنان والفم، لكن هنا يجب التنويه على أن الإكثار من استخدام ملح الليمون بكثرة فيما يتعلق بالأسنان قد يؤدي إلى مشاكل حقيقية وألم فظيع للأسنان، لذلك يُفضل استخدام المواد التي تحتوي على أقل نسب من ذلك المركب الكيميائي.

ملح الليمون واللحوم

أخيرًا لا يسعنا إلا أن نذكر أحد أهم استخدامات ملح الليمون الغير مباشرة في مجال الأطعمة، وهو الاستخدام في تتبيل اللحوم، فيكفيك أن تضع بعض الملح على اللحم قبل طهوه ليقوم بتتبيله وإعطائه نكهة رائعة، وفي نفس الوقت عمل بعض العمليات الخاصة به، والتي تقود في النهاية إلى تخليصه من بعض أنسجة الدم، مما يُسهل فيما بعد عملية الطهو ويجعلها أسرع بكثير، وهذا بالطبع ما يحتاجه أي شخص، وهو اختصار أوقات طهي اللحوم، والتي تأخذ في الظروف العادية وقت طويل حتى تُصبح جاهزة للأكل، لكن ملح الليمون يأتي ويقوم بحل هذه المشكلة بكل سهولة.

أضرار ملح الليمون

الأمور لا تظل بخير دائمًا، فكما أن ملح الليمون يمتلك الكثير من الفوائد التي تجعله على رأس المركبات الكيميائية الغذائية إلا أنه في نفس الوقت يمتلك بعض السلبيات والأضرار، وطبعًا لا يسعنا أن نقول أن تلك الأضرار تأتي في المطلق لمجرد فقد استخدام ملح الليمون، وإنما يكون ذلك في حالة إذا حدث الاستخدام بكميات كبيرة أو زائدة عن الحد المطلوب، وهذا ما يجعل هناك فاصل بين الاستخدام والاستخدام المفرط، والحقيقة أنه على رأس تلك الأضرار أو السلبيات التي قد تدفعنا إلى الابتعاد عن ملح الليمون إمكانية الإصابة بأمراض مثل تقرحات المعدة.

أمراض تقرحات المعدة

على رأس قائمة أضرار ملح الليمون الإصابة بتقرحات المعدة، فأي طعام أو شراب مآله في النهاية إلى المعدة، هي من تُحدد إذا كان هذا المركب جيد أم أنه ليس كذلك، إذا كان الجسم يتحمل كميات صغيرة أم كبيرة منه، ولذلك، وفيما يتعلق بملح الليمون، فإن المعدة لا تتحمل الكميات الكبيرة منه فتبدأ بالتقرح وربما يتطور الأمر إلى حدوث تسمم غذائي.

هشاشة العظام

من أكثر الأشياء التي يسعى أي شخص إلى الحفاظ عليها هي العظام، وهذا ما يتعارض تمامًا مع تناول كميات كبيرة من ملح الليمون، حيث أن تلك الكميات تؤدي إلى حدوث نوع من أنواع الهشاشة في العظام، وإذا لم يتم احتواء الأمر فإنه من الوارد جدًا أن يتطور الأمر إلى ألم شديد يستدعي جراحة، وطبعًا رأس مال الإنسان هو عظامه.

التأثير على العينين

لا تتوقف أضرار ملح الليمون المستخدم بكثرة عند ما ذكرناه آنفًا، فأحيانا يتطور الأمر ويصل إلى جزء حساس جدًا في الجسم، وهو العينين، وطبعًا العينين سوف تُصاب بالحرق ثم الألم الشديد، وإذا لم يتم احتواء الألم في بدايته وعدم الإكثار من ملح الليمون فإنه من الوارد جدًا حدوث العمش وضعف النظر.

اصفرار الأسنان وضعفها

يصل ملح الليمون كذلك بالآلام التي يُسببها إلى مناطق بعيدة جدًا عن تخيلنا، وذلك مثل منطقة الأسنان على سبيل المثال، حيث أنها تتأثر تأثرًا شديدًا بزيادة نسبة ذلك المركب في الجسم، ويبدأ التأثر بالاصفرار الشديد الذي بالطبع لا يُحبذه الناس، سواء رؤيته فيهم أو في الآخرين، بعدها تُصبح الأسنان أقل صلابة وأقل قدرة على التحمل عند الطعام، والأسنان مهمة جدًا بالتأكيد نظرًا لاستخدامها في العملية الأبرز، وهي عملية تناول الطعام، لذلك لا يُمكننا التفريط فيها بكل هذه السهولة فقط من أجل جرعة زائدة من ملح الليمون!

الغثيان والإسهال

كل ذلك لا يكفي بالنسبة لشيء ذو وجهين مثل ملح الليمون، فهو أيضًا يتطرق إلى أشياء أكثر وجعًا للإنسان ولا يُحبذها على الاطلاق، مثل الوجع الذي يؤدي إلى الغثيان والإسهال، فبالإضافة إلى كونها أفعال مؤلمة وموجعة إلا أنها كذلك تُعتبر من المنفرات، حيث يأخذ الجميع فكرة سيئة عن الشخص الذي يقوم بها، على الرغم من أنه يفعل ذلك رغمًا عنه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية عشر + إحدى عشر =