تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تسعة حقائق » مفاهيم خاطئة ومغالطات شائعة في تاريخ العلم يجب تصويبها واستيعابها

مفاهيم خاطئة ومغالطات شائعة في تاريخ العلم يجب تصويبها واستيعابها

تعالوا نعرض بعض المفاهيم الخاطئة والمغالطات الشائعة في تاريخ العلم التي شب العقل عليها وصدقها ونحاول تصويبها حتى يعاد استيعابها من جديد.

مفاهيم خاطئة ومغالطات شائعة في تاريخ العلم

يشاع في وعي الناس كثير من الامور التي اصبح بعضها من المسلمات التي لا تقبل اعادة النظر ولا حتى التشكيك في صحتها. ومن الخطورة احيانا ان يشب العقل على مفاهيم مغلوطة تماما ويصدقها ويستمر في البناء عليها دائما وهنا الخطورة الحقيقية. فما بني على باطل فهو باطل. ومثلما هناك مفاهيم مغلوطة عن الدين مثلا تؤدي في احيان كثيرة لكوارث مثل ان يخرج شاب ارعن متحمس لقتل شخص بذريعة انه شخص كافر واستند في ذلك لفتوى قالها شخص يراه هو شيخا عالما وهو لا يعتد برأيه اصلا ولا يعلم الشاب المسكين انه اتخذ قراره الاهوج والقى بنفس بريئة في القبر بسبب غير صحيح. هل ترون حجم المشكلة فهي في العلم لا تقل خطورة ولكن اغلبنا لا يشعر بمدى الخطورة مثلما نشعر بها في حالة مغالطات في فهم الدين او القانون والسياسة. ولكن تعالوا نعرض بعض المفاهيم الخاطئة ونحاول تصويبها حتى يعاد استيعابها من جديد.

مفاهيم خاطئة ومغالطات شائعة في تاريخ العلم

  • توماس أديسون ليس هو مخترع المصباح الكهربائي

توماس أديسون ليس هو مخترع المصباح الكهربائي

جميعاً تقريبا يعلم ودرس في المدرسة وهو صغير أن “توماس اديسون” هو المخترع الاول للمصباح الكهربائي،ويؤسفني ان القي في وجوهكم ان هذه المعلومة لا تمت للحقيقة بصلة نهائيا وتاريخ العلم لم يسجل هذا اطلاقا، الحقيقة ان “توماس اديسون” اخترع المصباح الضوئي الكهربي التقليدي الذي سجل باسمه وتعارف على ذلك اغلب الناس بسبب شهرة اديسون وتعدد اختراعاته التي لا يعرف عنها الناس كثيرا بقدر ما التصق بذهنهم اختراعه للمصباح بسبب تعدد استخداماته, ولكن اختراعه هذا جاء بعد عدد من المحاولات الجادة من عدة مخترعين وقد توصل عدد منهم بالفعل لنموذج بدائي للمصباح الكهربي وقدم توصيفا له وكيف يعمل ولكنهم توقفوا في اكمال ما بدأوه نتيجة اسباب متعددة فنية أو نتيجة ظروف اخري. من أوائل المخترعين الذين سبقوا اديسون توقف عن استكمال مشروعه بسبب ان المصباح الذي اخترعه يحتاج لصيانة كل فترة قصيرة والمصباح لا يعمل الا مدة مؤقتة قصيرة نسبيا وهو لم يرضي عن ذلك ولم يمهله الوقت وقتا اضافيا لاستكمال ما بدأه، ومخترع اخر سبق اديسون ايضا توقف عن استكمال مصباحه الكهربي والسبب كان المواد التي استخدمها في صناعة المصباح غالية الثمن جداً وبالتالي لن تنجح اقتصاديا وتسويقيا، ثم في نهاية المطاف قدم “توماس اديسون”نموذجه الخاص للمصباح الكهربي الذي اعتمد في اختراعه علي تجارب سابقيه، ومن حسن حظه ان تاريخ العلوم اختاره هو ليعرف فيما بعد بأول مخترع للمصباح الكهربائي، بالرغم من وجود خمسة مخترعين أو أكثر سبقوه، عملوا على نفس الفكرة لفترة طويلة.

  • البشر يستغلون 5% من عقولهم

البشر يستغلون 5% من عقولهمكثيرين يصدقون هذه المعلومة لانتشارها في كثير من الكتب الرخيصة والمقالات التي لا يتحرى اصحابها الدقة في ما يقدمونه للقراء. وحتى نعلم ما هو حقيقة في هذا الموضوع عليك عزيزي القارئ سؤال نفسك ما الذي سيمنع الانسان في مائة مليون سنة قضاها على كوكب الارض حتى الان طبقا للتاريخ الجيولوجي وتحليل مومياوات وجثث القدماء, او حتى لو استندنا لتاريخ الاديان وما تقوله التوراة مثلا بان ادم ابو البشر كان موجودا منذ ستة الاف سنة ويزيد . هل يعقل ان الانسان عاش كل هذه الفترات بدون ان يستغل من عقله الا 5% من قدراته. الحقيقة ان الانسان يستغل كامل قدرات دماغه الا ان العلم لم يصل بعد لامكانية فهم ميكانيكية عمل المخ بشكل كامل فهناك اجزاء بالمخ مثل الفص الامامي مثلا لم يتم التعرف على وظيفته بشكل دقيق حتي الان.

  • تشارلز داروين صاحب أول تصور لنظرية التطور

نظرية التطور ارتبطت بتشارلز دارون عالم الاحياء والتصنيف البريطاني لانه فقط هو من قدم كتابا علميا اسمه “أصل الانواع” ولذا تم تأريخ عمله واقترن بنظريته التي بناها اصلا علي اجتهادات عدد من العلماء السابقين ولم يذكروا كثيرا في التاريخ بكل اسف، من هولاء العلماء العالم والفيلسوف اليوناني “Anaksminder” عام 610 ق.م، والفيلسوف الفرنسي”Pierre Luis” عام 1745 ميلادية, ومن العجيب ان هناك علماء وفلاسفة عرب مسلمون لم يشهروا اسمائهم وعرفهم التاريخ باسم اخوان الصفا لهم رسائل مكتوبة شهيرة, وفي

تشارلز داروين صاحب أول تصور لنظرية التطور

احداها تصور متكامل عن نظرية التطور الذي كتبها داروين بعدهم بمئات السنوات. وهم اجدادنا الذين اثروا اخفاء اسمائهم حتى لا يطالهم التنكيل والتعذيب والقتل لأن العلم كان في زمانهم يحارب بدعوى الكفر والخروج عن ما يقوله الفقهاء!

تخيلوا لو كان الفقهاء في زمانهم التزموا الدعوة الي الله ولم يتدخلوا فيما لا يعنيهم كانت نسبت هذه النظرية لعلماء عرب مسلمين وحتى لو تم نقضها ومناقشتها وتعديلها لكن كان الشرف في الاجتهاد العلمي سيعود على حضارتنا نحن التي نسئ اليها كثيرا ولا نحترمها. وبكل اسف من يدعون فخرهم بها الان من اصحاب اللحي هم انفسهم لا يعرفون ان امثالهم هم من كفروا هؤلاء العلماء واضطهدوهم بدعوى الخروج من الملة والكفر ولكن بجهلهم يعمهون ولا يعرفون الحقيقة ويرددون كالببغاوات نريد الخلافة …نريد الخلافة.

الاراء في المقالات والتعليقات المنشورة على المقالات لا تعبر عن رأي موقع تسعة وإنما تعبر عن رأي كاتبها

محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

أضف تعليق

ثلاثة × اثنان =