تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » مضاعفات مرض السكري : ما هي توابع الإصابة بمرض السكري؟

مضاعفات مرض السكري : ما هي توابع الإصابة بمرض السكري؟

مرض السكري في حد ذاته ليس بالمرض الخطير، لكن تبعاته ومضاعفاته هي التي تُضفي عليه الخطورة، يتحدث الكاتب في هذه السطور عن مضاعفات مرض السكري وكيفية تجنبها.

مضاعفات مرض السكري

مضاعفات مرض السكري هي التي تسبب الخطورة على حياة المصابين بهذا المرض، بدايةً زيادة معدلات حدوث مرض السكري بشكل جنوني أدى إلى تعريفه بلقب مرض العصر، فإذا بحثت بين أفراد عائلتك أو أصدقائك أو معارفك بالتأكيد ستجد فرداً واحداً على الأقل يعاني من مرض السكري، ويعتبر السكري حالة أكثر من كونه مرضاً فالمريض الذي يصاب به لن يصل إلى مرحلة الشفاء الكامل منه بتناول العلاج المحدد له وإنما كل ما يجب أن يطمح إليه هو الحفاظ على مستوى السكر في الدم في المعدل الطبيعي حتى يتجنب مضاعفات مرض السكري.

ملف كامل عن مضاعفات مرض السكري وكيفية تجنبها

تجنب انخفاض مستوى السكر في الدم

قد تدهشك تلك المعلومة عندما تسمعها لأول مرة، على الرغم من أن مرض السكري هو عبارة عن زيادة في مستوى السكر في الدم إلا أن أشهر مضاعفات مرض السكري على الإطلاق هو الغيبوبة الناتجة عن انخفاض مستوى السكر للمريض. السبب في ذلك هو الهوس الذي يصاب به مريض السكر من الدخول في مضاعفات المرض التي لا تنتهي وبالتالي يبالغ في أخذ الدواء الخاص به أكثر من الجرعة المحددة له أو يمتنع بشكل كامل عن تناول الكربوهيدرات مما يسبب انخفاض مستوى السكر في دم المريض.

وطريقة تجنب تلك المضاعفات هو بالالتزام الكامل بالعلاج الذي ينص عليها الطبيب سواء من ناحية الموعد المحدد له أو جرعة الدواء المطلوبة، مع اختيار نوعيات الأكل بحرص شديد ولاسيما الكربوهيدرات حيث يخصص للمريض عدد معين من الجرامات كل يوم يتناولها فلا ينصح بزيادة تلك الكمية عن المطلوب أو حتى إنقاصها وذلك لأن الجسم يحتاج إلى الجلوكوز بشكل مستمر لتغذية خلاياه.

الحفاظ على الوزن المثالي

أحد أهم مضاعفات مرض السكري هو الارتفاع الحاد لمستوى السكر في الدم والذي يحدث نتيجة لإحدى عاملين اثنين: إما إهمال المريض في أخذ دوائه في المواعيد المحددة أو إفراطه في تناول الطعام وبالأخص التي تحتوي على نسبة عالية من الجلوكوز، وللأسف الشديد ترتبط تلك الحالات بكافة مضاعفات مرض السكري الأخرى والتي تنتج بصورة رئيسية عن ارتفاع السكر في الدم إلى مستويات لا يقدر الجسم على استيعابها.

وطريقة تجنب تلك المضاعفات تكون بضبط وزن الجسم بشكل مستمر على مدار الحياة وذلك عبر ممارسة الرياضة كل يوم حتى ولو كانت لمدة بسيطة واتباع أهم النصائح الغذائية التي يوصي بها خبراء التغذية بشكل متواصل حتى ينضبط وزن الجسم في أسرع وقت وبالتالي تنتظم شهيته فلا يجد المريض نفسه في حاجة إلى تناول كميات طعام تفوق الكمية المسموح له بها فقط بسبب شهيته الزائدة للطعام.

الحفاظ على سلامة الكليتين

من أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعاً وزيادة في معدل الحدوث هو الضرر الذي قد يلحق بالكليتين في حالة زيادة نسبة السكر في الدم والذي في أغلب الأحيان يحتاج إلى عوامل مساعدة أخرى تضر بوظائف الكليتين وتضعفها وبالتالي يسهل على الجلوكوز تدمير أنسجة الكليتين على الفور، وربما أشهر تلك العوامل هو الارتفاع المزمن في ضغط الدم والذي يؤثر على معدل تدفق الدم داخل الشريان المغذي للكليتين.

وطريقة الحفاظ على الكليتين بالشكل الأمثل تكمن في نقطتين هامتين: أولهما هو تجنب الملح تماماً على الطعام أو الإقلال منه قدر الإمكان حتى لا يسبب تراكمه ارتفاع ضغط الدم وبالتالي توافر العوامل المساعدة التي تؤثر بصورة سلبية على الكليتين، وثاني تلك النقط هو المتابعة المستمر لوظائف الكليتين إما بعمل تحاليل طبية بشكل دوري أو بزيارة طبيب مختص وكذلك تجنب تناول أي دواء قد يضر بالكليتين من قريب أو من بعيد إلا بعد استشارة الطبيب المختص ومراجعته لحالة المريض وطبيعة مرض السكري الخاصة به.

العناية بالجروح جيداً

على المدى البعيد يضر الجلوكوز المتراكم في الدم بالأوعية الدموية وبالأخص الصغيرة منها والموجودة في أطراف الجسم وبالتالي فإذا حدث جرح مهما كان صغيراً فإن إهماله وعدم الاعتناء به جيداً قد يسبب نزيف مستمر للدم من خلاله وبالتالي انقطاع الإمداد عن الأنسجة المحيطة بالجرح وموتها مما يسبب ما يعرف بالغرغرينا وهي عبارة عن موت جزء من أطراف الجسم مما يضطر الأطباء إلى بتره حتى لا تنتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

وطريقة تجنب تلك المضاعفات يكون بتجنب الجروح أولاً عبر ارتداء أحذية واقية بشكل مستمر سواء في المنزل أو في الخارج وإذا حدث جرح فيجب الاعتناء به جيداً وعلى الفور عبر تضميد الجرح بقطن وأقمشة طبية معقمة جيداً وإذا كان الجرح كبيراً فيجب الذهاب على الفور إلى مستشفى ليقوم الأطباء بإغلاق الجرح بالغرز الجراحية، وأخيراً استشارة الطبيب إذا ما لم يتوقف النزيف.

كذلك ينصح مرضى السكري بغسل أقدامهم بشكل مستمر وخاصة المناطق المختفية بين الأصابع وتجفيفها جيداً بعد الغسل أو الاستحمام حتى لا تتجمع الماء في تلك المناطق مما يوفر وسطاً ملائماً لنمو البكتيريا والفطريات، واستخدام مطهرات طبية كحولية على الأصابع بشكل مستمر.

الخطوات الثلاث للحفاظ على سلامة القلب والأوعية الدموية

من مضاعفات مرض السكري كذلك الإضرار بالجهاز الدوري بالجسم وذلك عبر تراكمات مستمرة على مدى طويل من الإهمال في الحفاظ على مستوى السكر في الدم مما يسبب حدوث تكسير في الأوعية الدموية وخاصة في 3 أماكن بالجسم هي الأعصاب والكليتين وشبكية العين. والوقاية من تلك المضاعفات تكون بالالتزام بثلاثة خطوات بشكل دوري مستمر وهي:

  • قياس نسبة السكر في الدم والتأكد من أنه في المعدل الطبيعي والذي يتحقق بالطبع باتباع نظام غذائي سليم وتناول جرعات الدواء الصحيحة.
  • قياس مستوى ضغط الدم والتأكد من أنه أقل من 140\90 مم زئبق بشكل دوري.
  • قياس مستوى الكوليسترول في الدم.

الفحص الدوري لقاع الشبكية

كما ذكرنا من قبل فإن إحدى أخطر مضاعفات مرض السكري هو الإضرار بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في شبكية العين بشكل تصبح عليه غير قادرة على القيام بوظيفتها بشكل طبيعي الأمر الذي يشكل حافزاً للجسم لتشكيل أوعية دموية جديدة لاستبدال القديمة منها ولكن للأسف تكون الأوعية الجديدة ضعيفة وغير مكتملة النمو والصلابة فيسهل تكسرها ونزف الدم منها مما يسبب إعاقة الرؤية لدى المريض.

وتجنب تلك المضاعفات يكون بالنصيحة الأولى والأهم وهي الحفاظ على مستوى السكر في الدم بشكل طبيعي وكذلك بإجراء فحص دوري للشبكية عند طبيب مختص كل 6 أشهر على الأقل وهو ما ينصح به الأطباء دوماً.

الامتناع عن التدخين

سواء أكنت مدخناً سابقاً أم لا يجب عليك الإقلاع تماماً عن التدخين حتى تتجنب الإصابة بمعظم مضاعفات مرض السكري سواء من الإضرار بالقلب والأوعية الدموية أو الكليتين أو ضعف الأعصاب أو ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.

تناول التطعيمات الطبية الأساسية

تواجد أي حالة مرضية ولو كانت بسيطة بجوار مرض السكري قد يسبب زيادة في احتمالية حدوث مضاعفاته؛ ولذلك قم بأخذ التطعيمات الضرورية في موعدها وبالطبع بعد استشارة الطبيب المتابع لحالتك.

القياس الدوري لمستوى السكر في الدم

إما بالذهاب إلى أقرب صيدلية بجوارك أو بشراء جهاز قياس للسكر ووضعه في منزلك يمكنك كل يوم قياس مستوى السكر وتسجيل قراءة الجهاز مما سيسهل على أي طبيب تذهب إليه متابعة حالتك وتقييمها بدون حتى الحاجة إلى إجراء تحاليل معقدة ومكلفة.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

اثنا عشر + 9 =